أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية لروسيا في خطر















المزيد.....

سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية لروسيا في خطر


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

5 يونيو

2025
1.....

الهجوم متعدد المحاور الذي شنّته أوكرانيا على المنشآت العسكرية والمدنية الروسية في ليلة الأول من يونيو، والرد المحتمل عليه – والذي لا شك أنه سيكون، كما صرّح بذلك بوتين – حجَبَ إلى حدٍّ ما التصريحات العدوانية والخطوات الفعلية لأوروبا، التي تُجري علناً إستعداداتها لحرب شاملة ضد روسيا. يجب ألا يبقى هناك شك لدى أحد: فالحرب جادة وطويلة الأمد. بل إنها تنتقل إلى مستوى نوعي جديد. لم يعد الغرب يناقش ما إذا كانت الضربات في عمق الأراضي الروسية مقبولة أم لا، ولم يعد هناك أيضاً تساؤل بشأن إمكانية أو عدم إمكانية توجيه ضربات إلى منشآتنا النووية. الآن، كل شيء بات مسموحاً ضد روسيا، والأهم من ذلك – كل شيء أصبح ممكناً.

في قمة الناتو المزمع عقدها في يونيو، يعتزم الغرب الجماعي، بذريعة مُختَلَقة تتعلق بـ"التهديد القادم من روسيا"، تحديد النقاط المرجعية لشن حرب من قبل دول الحلف ضد بلادنا، وذلك في أفق الأعوام 2027-2030.

في ظل هذا الوضع، نحن بحاجة إلى تحليل شامل وبجميع الإتجاهات لمشاكلنا الداخلية، وتقييم مدى جاهزيتنا للصمود أمام هذا التحدي. ويمكن التأكيد بكل ثقة أن روسيا تقترب اليوم من وضع "العاصفة المثالية" – أي مجموعة من العوامل السلبية، التي تؤدي تزامناتها إلى تضخيم التأثير التدميري لكل منها. كنت قد أشرت إلى هذا الأمر في اجتماع الجمعية العامة لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية في 24 مايو، وجاءت أحداث الأول من يونيو، التي أظهرت حال الإدارة الحكومية، لتؤكد هذا الإستنتاج.
«مصطلح العاصفة المثالية - (Perfect Storm) هو تعبير مجازي يُستخدم لوصف تلاقي عدة عوامل سلبية أو أزمات في وقت واحد، مما يؤدي إلى أزمة كبرى يصعب السيطرة عليها أو تفاديها.
وهو لا يعني "عاصفة ممتازة" كما قد يُفهم من الترجمة الحرفية، بل يشير إلى موقف كارثي ناتج عن إجتماع عدة ظروف خطيرة معًا، بحيث يؤدي هذا التلاقي إلى أسوأ نتيجة ممكنة.
في السياق الروسي:"العاصفة المثالية" هنا تشير إلى:
-التدهور الاقتصادي،
-الإستنزاف العسكري،
-الأزمات الإجتماعية-النفسية،
-تصعيد التهديدات الخارجية (مثل توسّع الناتو والحرب بالوكالة في أوكرانيا)،
-وإنهيار آليات الدولة أو تآكل فعاليتها.»

2......

▪️ تُظهِر آخر استطلاعات الرأي في روسيا تزايداً في مشاعر القلق وشعور السكان بإنعدام الأمان الشخصي. ويرتبط ذلك أولاً بتزايد الهجمات الأوكرانية على المدن الروسية، بل وحتى على منشآت في سيبيريا، التي كانت تُعتَبر سابقاً منطقة آمنة. ويضاف إلى ذلك حالة من عدم اليقين الإقتصادي تجاه المستقبل، والشعور بالعجز أمام الجريمة ذات الطابع العِرقي، بما في ذلك من النوع المتطرف الراديكالي، في ظل غياب سياسة هجرة واضحة قادرة على تغيير الوضع.

الصورة العامة للمزاج الشعبي تجاه الحرب تبدو متناقضة للغاية. فمن جهة، هناك شعور بالإرهاق العام من العملية العسكرية الخاصة، حيث إن نحو 87% من المواطنين يريدون إنهاء العمليات العسكرية بسرعة. ومن جهة أخرى، يرى حوالي 70% أن هذا الإنهاء يجب أن يتم من خلال سيطرة روسيا الكاملة على كامل أراضي أوكرانيا، أو – على الأقل – السيطرة على المناطق الأربع الجديدة.

ومع ذلك، فإن الناس لا يتصورون لأنفسهم أو لأقاربهم إمكانية المشاركة في الحرب. أي أن الناس يريدون النصر، ولكن لا يريدون القتال من أجله.

هذا الإنفصام في الوعي يُطلَق عليه في الطب اسم "إنفصام الشخصية" (الشيزوفرينيا). وهو نتيجة لرغبة السلطات المستمرة في خوض الحرب، مع الإبقاء الكامل على نمط الحياة السلمية بكل رموز الترفيه. ومن الدلالات على ذلك، أنه في ليلة الأول من يونيو، وبينما كانت أنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية تتصدى لهجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية في ضواحي موسكو أو في نوفوروسيسك، كانت الألعاب النارية تدوي في السماء بأقصى قوتها.

▪️ لقد تحمّل الملايين من الناس على مدى ثلاث سنوات وأكثر صعوبات الحياة، وقدموا المساعدة للجبهة بما إستطاعوا، وتغاضوا عن مظاهر الظلم والفوضى الصريحة – على أمل تحقيق نصرٍ كامل. وأي نتيجة أخرى ستُعتَبَر "صفقة مُبرمة" وتولّد شعوراً عاماً بأن التضحيات كانت عبثاً.

وهنا تنشأ معضلة خطيرة: فالمجتمع منهك من الحرب ويريد إنهاءها بسرعة، لكنه يطالب في الوقت نفسه في بالنصر الكامل وغير المشروط. ولن يقبل بنهاية للحرب بنتيجة مشكوك فيها – وفي الوقت نفسه لا يريد أن يقاتل.

وفي ظل الدعم الواسع لسياسة الرئيس من قبل أغلبية ساحقة من السكان، فإن ما يثير غضب المجتمع إلى حد غير مسبوق هو بطء وعدم جدوى الجهاز البيروقراطي، الذي يبدو عاجزاً بوضوح عن الإستجابة بشكل مناسب للتحديات التي تواجه البلاد.
3.....
تُضاف إلى هذه العوامل النفسية-الإجتماعية إتجاهات الأزمة المتصاعدة في الإقتصاد الروسي. فقد بدأ الركود في الإنتاج الصناعي في الربع الأول من عام 2025، وإستمر في الربع الثاني أيضًا. أما النمو العام في الصناعة – رغم كونه طفيفًا عند مستوى 1.2% – فإنه يتحقق بفضل التوسع الكبير في إنتاج الصناعات العسكرية، وبعض المنتجات عالية التكنولوجيا. في حين يُلاحظ إنخفاض مستمر في القطاعات المدنية الأساسية. فقد إنهار فعليًا حجم الشحنات – وفقًا لبيانات السكك الحديدية الروسية، بلغت نسبة التراجع في بعض الحالات من 20 إلى 25%. وهذا يُعد مؤشرًا على الحالة غير المطمئنة في الصناعة.

وفي سعيه لإستهداف التضخم، فرض البنك المركزي الروسي معدل فائدة رئيسي مرتفع ظل ساريًا لفترة طويلة، مما أدى فعليًا إلى توقف تطور القطاع الحقيقي للإقتصاد. وتلوح في الأفق سلسلة من حالات إفلاس الشركات. ومع فرض نسب فائدة مرتفعة على الودائع، نشأ ما يُعرف بـ "المظلة المالية" في النظام المصرفي: إذ تبلغ ودائع السكان وحدهم نحو 60 تريليون روبل، ويزداد صعوبة خدمتها.

هنا أيضًا توجد مفارقة: فمن ناحية، من الضروري خفض سعر الفائدة الرئيسي لتطوير الإنتاج، ومن ناحية أخرى، هناك خطر سحب الأموال الجماعي من الحسابات المصرفية وإنهيار النظام المصرفي.

إن تعزيز تأثير كل من هذه العوامل مجتمعة – هو ما قد يؤدي إلى صدى على هيئة "عاصفة مثالية". فهل هذا أمر حتمي، كما هو الحال عندما يكون الإنسان عاجزًا أمام قوى الطبيعة؟
على عكس الطبيعة، في المجال الإجتماعي-الإقتصادي يمكننا وعلينا أن نمنع السيناريو الكارثي، من خلال تحييد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى التآزر العكسي للعوامل السلبية.

▪️ الأمر الأساسي – يجب على الفور تغيير نموذج الإدارة الحكومية. لم يترك لنا الغرب خيارًا بين الحرب والسلام. ويجب أن ينتهي الانفصام العقلي (الشيزوفرينيا) هذا!

هل ينبغي على عناصر الأجهزة الأمنية، الذين غفلوا عن إستعداد العدو للهجوم في الأول من يونيو، أن يكونوا في الخدمة كما لو أنهم في حالة حرب، ولكن يطلقون الألعاب النارية في بيوتهم؟
يجب أن تُعاقب اللامسؤولية والإفلات من العقاب عند الإخلال بتنفيذ المهام والقرارات الحكومية "وفقًا لقوانين زمن الحرب".

يجب مواءمة النموذج الإقتصادي مع التحديات التي تواجه البلاد – ليس فقط الحالية، بل والمستقبلية أيضًا. فلا يمكن توفير الكمية اللازمة من الطائرات المسيّرة، والأنظمة غير المأهولة، وسائر مقومات الحرب في القرن الحادي والعشرين، في ظل إستمرار المناقصات الحكومية لمدة 90 يومًا، وتدفق الأموال بوتيرة أبطأ.
تُجرى سنويًا في البلاد حوالي 2.5 مليون عملية مناقصة حكومية، غالبًا ما يكون الفائز فيها معروفًا سلفًا. فمن يحتاج إلى هذه المنافسة الزائفة؟ وفي المقابل، تتحمل الميزانية تكاليف باهظة لتمويل "جيش" منظمي المشتريات هذا.

لا أرغب في سرد كل التدابير الجذرية العاجلة التي ينبغي إتخاذها لمنع إنهيار روسيا في أزمة، وهو ما يسعى إليه خصومنا بجدية.
فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على العملية العسكرية الخاصة، وقبيل الحرب الكبرى التي تُحضَّر ضد روسيا، يمكن إستخلاص إستنتاج واضح:
يجب أن تصل إلى السلطة طبقة إدارية بعقلية جديدة ومختلفة.
"إما أن نقوم نحن بهذا، أو سيقضون علينا" – على حد قول ستالين عام 1931.
أما اليوم، فليس لدينا حتى تلك السنوات العشر الستالينية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 614 - من غزة إلى لوس أنجلوس - مقاومة العنف المن ...
- قبل سنتين من الحرب الكبرى - هل تنجو روسيا من العاصفة القاتلة ...
- طوفان الأقصى 613 - سكاي نيوز تشوّه سمعة غريتا تونبرغ وتتهمها ...
- طوفان الأقصى 612 - بوتين يحرك قطع الشرق الأوسط ببراعة
- تصدّع التحالف الأنغلو-أمريكي في منظور فيونا هيل - قراءة في م ...
- طوفان الأقصى 611 – مصر تخشى من إندلاع الحرب في سيناء
- طوفان الأقصى 610 – لماذا أنشأ ستالين المنطقة اليهودية ذاتية ...
- روسيا - جذور سياسة بريطانيا العدوانية
- طوفان الأقصى 609 – سيناريو جديد – ترامب يروج لصفقة مقايضة في ...
- روسيا – الإمبراطور الأحمر – دروس ستالين والستاليتية
- طوفان الأقصى 608 - كيف تحولت اليهودية من دين إلى عرق - دور ا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الثلاثون - التاريخ كسلاح – صحفي إيطال ...
- طوفان الأقصى 607 - من أين جاءت الكراهية لليهود في العالم: لم ...
- العيد 80 للنصر - الجزء التاسع والعشرون – حول مسألة التعويضات ...
- طوفان الأقصى 606 - كيف تم البحث عن وطن لليهود – وكان الإتحاد ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن والعشرون - النتائج المنسيّة - ...
- طوفان الأقصى 605 - التاريخ المنسي لليهودية المعادية للصهيوني ...
- العيد 80 للنصر - الجزء السابع والعشرون - فشل مخططات رومانيا ...
- طوفان الأقصى 604 – كراهية اليهود في الولايات المتحدة خرجت عن ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس والعشرون – المجر في الحرب ضد ا ...


المزيد.....




- دليل شامل للبوتوكس.. من الفوائد إلى المخاطر
- قيادي حوثي يعلق على ضربة إسرائيل في إيران
- IAEA تبين وضع أبرز المنشآت النووية بإيران بعد الضربة الإسرائ ...
- أبرز ردود الفعل العربية والخليجية على الضربة الإسرائيلية بإي ...
- فيديو يرصد إنطلاق صافرات الإنذار في الأردن
- كيف أثرت هجمات إسرائيل على سير العمل بمطار القاهرة الدولي؟
- الخارجية الإسرائيلية تفتح غرفة عمليات طارئة وتعلن: أيام صعبة ...
- الجيش الإسرائيلي يعرض مشاهد -لتدمير منظومة الدفاع الجوي الإي ...
- -شاهد 129- و-شاهد 136-.. كيف تهدد المسيرات الإيرانية إسرائي ...
- من يمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية لروسيا في خطر