أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 604 – كراهية اليهود في الولايات المتحدة خرجت عن نطاق الجامعات















المزيد.....

طوفان الأقصى 604 – كراهية اليهود في الولايات المتحدة خرجت عن نطاق الجامعات


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا –


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


فاليريا فيربينينا
كاتبة وصحفية وناقدة مسرح روسية
صحيفة فزغلياد الألكترونية

23 مايو 2025

ولا يقتصر الأمر على الطلاب فقط، بل يشمل أيضاً الأساتذة والباحثين. فقد صرّحت البروفيسورة لاريسا غيسكين، التي تترأس مركز سرطان الجلد في جامعة كولومبيا، بأنها تواجه بإستمرار كراهية تُوجَّه ضدها بصفتها يهودية. أما أستاذ آخر، فقد نصحته الإدارة بعدم الظهور في الجامعة لأنهم «لا يستطيعون ضمان أمن اليهودي في حرمهم الجامعي».

لقد أصبحت جامعة كولومبيا، شأنها شأن العديد من الجامعات الأخرى، منذ السابع من أكتوبر 2023، ساحة لإنقسام مرير. فبينما طالب بعض الطلاب بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة حماس، احتج آخرون على أعمال الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وعندما تحولت التظاهرات المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا إلى أعمال شغب، تدخلت السلطات وألقت القبض أولاً على الناشط المؤيد لفلسطين، محمود خليل، الذي كان يلعب دوراً بارزاً في تلك الإحتجاجات.

كان محمود، البالغ من العمر ثلاثين عاماً، طالب دكتوراه ومتزوجاً من أمريكية، ويحمل «البطاقة الخضراء»، ويعيش في شقة وفّرتها له الجامعة. أي أنه كان يتمتع بحماية من كل الجهات تقريباً – على الأقل، كان يُظن ذلك حتى لحظة إعتقاله وإرساله إلى سجن في ولاية لويزيانا. والسؤال هنا: لماذا إلى هذه الولاية البعيدة؟ الجواب أن قضاة هذه الولاية يُعرفون بأنهم لا يميلون إلى معارضة الإدارة الحالية. وتبين، في السياق ذاته، أنه من الممكن أيضاً سحب «البطاقة الخضراء» – وهو أمر تنص عليه القوانين فعلاً، وإنْ كان تطبيقه نادراً.

والجدير بالذكر أن الإجراءات الصارمة التي إتخذها ترامب بحق خليل أحدثت انقساماً حتى في الأوساط اليهودية.

فمنهم من أيد تلك الإجراءات، تأييداً تاماً أو بتحفظات، ومنهم من إعتبر أن السلطة باتت تتجاوز حدودها إلى حد التسلط، ومنهم من رأى أن إعتقال خليل وخطط ترحيله قد يؤدّيان إلى تعقيد الأوضاع. ومن هنا جاءت كلمات والد الضحية: «منذ عودة ترامب إلى السلطة، وكل شيء يزداد سوءاً».

وبعد أن إنتقلت إدارة ترامب، عقب جامعة كولومبيا، إلى مهاجمة جامعة هارفارد وجمّدت منحاً بقيمة 2.2 مليار دولار، تحت ذريعة أن «إضطهاد الطلاب اليهود أمر غير مقبول»، تعالت مجدداً أصوات الإتهام بأن ترامب يستخدم محاربة معاداة السامية لأغراض سياسية. غير أن الضرورة الملحة فعلاً لمواجهة هذه الظاهرة باتت تدفع السلطات إلى إعداد قوانين لمكافحة معاداة السامية على مستوى الولايات، كما تم لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة إنشاء مكتب خاص بمكافحة معاداة السامية تابع لبلدية نيويورك.

وسيتولى هذا المكتب الجديد «مكافحة معاداة السامية بجميع أشكالها، بما في ذلك من خلال مراقبة القضايا القضائية ونتائجها على مختلف مستويات النظام القضائي... وتقديم الإستشارات بشأن إصدار المراسيم والقوانين الرامية إلى مكافحة معاداة السامية، وكذلك التنسيق مع مختلف الجهات لحماية سكان نيويورك من معاداة السامية».

وإذا كانت الحاجة إلى مثل هذا الجهاز قد أصبحت ملحة، فذلك يعني أن تنامي معاداة السامية يبعث على قلق شديد. ولا عجب أن يظهر هذا المكتب في نيويورك تحديداً – فحسب الإحصاءات، تقع الغالبية العظمى من الحوادث المعادية للسامية في ثلاث ولايات: نيويورك، وكاليفورنيا، ونيوجيرسي.

وفي مقال تفصيلي في صحيفة «واشنطن بوست»، طرح كاتبه كليف جيلينسون، وهو يهودي أيضاً، تساؤلاً حول أسباب تنامي معاداة السامية.

يقول: «قرأت العديد من التفسيرات. فالكنيسة الكاثوليكية وصفت اليهود لفترة طويلة بأنهم قتلة المسيح؛ والنازيون إعتبروهم مفسدين للعرق؛ والشيوعيون شجبوهم باعتبارهم رأسماليين؛ والرأسماليون بدورهم شجبوهم بوصفهم شيوعيين؛ وشُوّهت صورتهم كطغاة إستعماريين وكوزموبوليتانيين بلا جذور. ويظن البعض أن سبب كراهية اليهود هو نجاحهم. لكن أياً من هذه النظريات لا تفسر إستمرارية معاداة السامية... واليوم، عادت هذه الكراهية بقوة خاصة بعد الفظائع التي إرتكبتها حماس في 7 أكتوبر 2023».

ويختم الكاتب بالقول: «بعد ذلك مباشرة، تجددت في أنحاء العالم مشاعر معادية لليهود ومعادية لإسرائيل – كانت كامنة تنتظر فقط فرصة للظهور».

وعندما إقتحم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي شقة في شيكاغو يسكنها إلياس رودريغيز، لاحظ الصحفيون في الخارج وجود شعارات مؤيدة لفلسطين على النوافذ. وتبين أن مطلق النار كان قد تخرج في جامعة شيكاغو بولاية إلينوي بتخصص اللغة الإنجليزية، وكان قد نشر في عام 2023 مقاطع فيديو من مظاهرة مؤيدة لفلسطين على وسائل التواصل. وكان يعمل في الجمعية الأمريكية للمعلومات حول طب العظام، ويعيش في حي يقطنه مهاجرون، ومن الواضح أنه لم يكن يعيش حياة ترف، لكن هذا لا يفسر كيف حصل في نهاية المطاف على سلاح وبدأ يقتل أشخاصاً لم يسبق له أن رآهم.

ومع ذلك، فنحن لا نتحدث هنا عن مجرم عادي – بل عن شخص أنهى تعليمه الجامعي وبذل جهداً للحصول عليه. وهنا يطرح السؤال الكبير: ما الذي يُعلَّم في الجامعات الأمريكية فعلاً؟

قال الحاخام ديفيد وولبي، الذي درّس في مدرسة هارفارد اللاهوتية: «لا يمكن رسم خط مستقيم من الحرم الجامعي إلى السلاح. لكن الجامعات جعلت من كراهية اليهود أمراً طبيعياً». كما لعبت تغطية الصراع في غزة دورها – إذ يرى والتر رايش، أستاذ في جامعة جورج واشنطن، أن هذا الصراع كشف الكراهية التاريخية لليهود، «التي غالباً ما تتخفى تحت شعار معاداة الصهيونية».

وفي النهاية، طالب دراسات عليا يبلغ من العمر 30 عاماً يوزع منشورات مؤيدة لحماس دون رادع (وهو ما يُتهم به محمود خليل)، وطالب سابق في نفس السن ببساطة يأخذ سلاحاً ويبدأ في القتل. ويبدو أن هذه الحوادث لن تكون الأخيرة. ولذلك، سارعت شرطة نيويورك إلى تعزيز الحماية على المؤسسات الثقافية اليهودية والمعابد، لمنع تكرار المأساة التي حدثت في واشنطن. أما إدارة البيت الأبيض، فقد حظرت ببساطة على جامعة هارفارد قبول الطلاب الأجانب، بسبب كونها أصبحت بحكم الواقع عُشَّاً لمعاداة السامية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس والعشرون – المجر في الحرب ضد ا ...
- طوفان الأقصى 603 - الصهيونية المسيحية - تناقض لفظي؟ لا، بل و ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس والعشرون – المجر في الحرب ضد ا ...
- طوفان الأقصى 602 - دونالد ترامب – الصهيوني الأول في أمريكا؟
- العيد 80 للنصر - الجزء الرابع والعشرون - فضح مزيّفي التاريخ
- طوفان الأقصى 601 - إسرائيل والولايات المتحدة - نتنياهو يرد ا ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثالث والعشرون - هل كانت القيادة الس ...
- طوفان الأقصى 600 - من المستفيد من الصهيونية؟
- العيد 80 للنصر - الجزء الثاني والعشرون - كيف ومتى اتخذ أدولف ...
- طوفان الأقصى 599 - ترامب - الشرع - نتنياهو
- العيد 80 للنصر - الجزء الحادي والعشرون - أساطير الرايخ الثال ...
- طوفان الأقصى 598 - ترامب في الشرق الأوسط – جولة أعمال أم شيء ...
- طوفان الأقصى597 - سواليف شرقية - بماذا عاد ترامب من جولته في ...
- العيد 80 للنصر - الجزء العشرون - أساطير الرايخ الثالث: النظر ...
- طوفان الأقصى 596 - زيارة ترامب إلى دول الخليج - ملف خاص
- طوفان الأقصى 596 - زيارة ترامب إلى دول الخليج - ملف خاص
- العيد 80 للنصر - الجزء التاسع عشر - من أساطير الرايخ الثالث ...
- طوفان الأقصى 595 – ترامب في الإمارات
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن عشر - من الذي رعَى النازية في ...
- طوفان الأقصى 594 - ترامب في قطر


المزيد.....




- كيف نجحت أوكرانيا بتنفيذ عملية -سبايدر ويب- في روسيا؟ محلل ع ...
- بعد مقتل تونسي برصاص جاره الفرنسي.. روتايو يلتقي بالسفير الت ...
- تبون يلتقي رئيس شركة فرنسية للشحن البحري لبحث -مشاريع شتى- ر ...
- ألمانيا: السجن مدى الحياة لسوري قاتل دعما لحكم الأسد بعد إدا ...
- هل بدأ النشاط الزلزالي في مصر؟.. البحوث العلمية تعلق على 4 ه ...
- السفير الأمريكي لدى إسرائيل يتهم وسائل إعلام بارزة بتأجيج مع ...
- لجان مقاومة الفاشر تتهم الدعم السريع بإحراق مساعدات إنسانية ...
- -لانسيت- الروسية تفجر كاسحة ألغام أوكرانية
- بخمس رصاصات.. فرنسي يقتل جاره التونسي والشرطة تحقق بدافع عنص ...
- هل سمحت واشنطن لدمشق بضم مقاتلين أجانب سابقين للجيش السوري؟ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 604 – كراهية اليهود في الولايات المتحدة خرجت عن نطاق الجامعات