أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 595 – ترامب في الإمارات















المزيد.....

طوفان الأقصى 595 – ترامب في الإمارات


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

أوليغ سيرغييف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

18 مايو 2025

«الإمارات العربية المتحدة في جولة ترامب بالشرق الأوسط:
لا يُستبعد أن إسرائيل لم تعد تُعتبر شريكًا خاصًا للولايات المتحدة وفريق ترامب»

كانت الإمارات المحطة الأخيرة في جولة الرئيس الأمريكي بالشرق الأوسط خلال مايو، بعد قطر والسعودية. وفي أبوظبي، إستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي ورئيس الدولة، دونالد ترامب شخصيًا. وقد منح الضيف الأمريكي "وسام زايد"، وهو أعلى وسام مدني في الإمارات (يُمنح لتعزيز العلاقات بين البلدين). وأكد نيته إستثمار 1.4 تريليون دولار في الإقتصاد الأمريكي على مدى عشر سنوات، بالإضافة إلى التعاون في مجال الذكاء الإصطناعي والتقنيات العالية.

قبل زيارة ترامب لأبوظبي، علم أن الولايات المتحدة تدرس إبرام صفقة تسمح للإمارات بإستيراد أكثر من مليون شريحة من شركة "إنفيديا". على وجه التحديد، من المفترض أن تسمح الإتفاقية للإمارات بإستيراد 500 ألف شريحة سنويًا من الآن وحتى عام 2027. مع حجز 20% منها لشركة "G42" في أبوظبي، التي تعمل على تطوير الذكاء الإصطناعي، بينما تذهب الكمية المتبقية للشركات الأمريكية التي تبني مراكز بيانات في دول الخليج.

أثارت الصفقة على الفور مخاوف في الولايات المتحدة من تسريب التكنولوجيا إلى الصين. لذا طالب المشرعون الأمريكيون السلطات بإجراء "فحوصات وإجراءات حماية". وفقًا لـ"بلومبرغ"، فإن جميع صفقات ترامب في الشرق الأوسط في مجال الذكاء الإصطناعي (ليس فقط تلك الموقعة خلال الجولة الحالية) تثير قلقًا كبيرًا ليس فقط بين خصومه الديمقراطيين، بل أيضًا داخل إدارته — بسبب المخاطر على الأمن القومي والإقتصاد الأمريكي.

بشكل إجمالي، تشمل الصفقات أكثر من مليون معالج accelerators (وحدات معالجة مُخصصة للذكاء الإصطناعي والحوسبة فائقة الأداء) في الإمارات، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الشرائح chips للسعودية. إنقسمت آراء الإدارة حول هذا الموضوع: فبينما يصر بعض المسؤولين على أن الصفقات ضرورية للحفاظ على الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الإصطناعي ومنع دول المنطقة من اللجوء إلى البدائل الصينية، يعتقد آخرون أن المخاطر تفوق الفوائد ويسعون لإبطاء أو تعطيل هذه الصفقات.

ومع ذلك، وقع ترامب الإتفاقية، وعندما تسلّم أعلى وسام مدني إماراتي، صرّح قائلاً:
"كل ما يمكنني قوله هو شكرًا جزيلاً. سنعمل بجد لتبرير هذا الشرف"، مضيفًا أن العلاقات مع الإمارات"ستصبح أفضل فقط".

لكن الواقع أبعد ما يكون عن هذه الصورة الوردية التي يحاول الرئيس الأمريكي تصديرها، وهو الذي يتباهى بأرقام الصفقات التجارية في الشرق الأوسط الموقعة خلال جولته الحالية:

الأرقام المبالغ فيها: وعود تريليونية بلا ضمانات

يجب التعامل بحذر شديد مع هذه الأرقام. فالـ"تريليونات" التي وعدت بها الدول العربية للولايات المتحدة تبقى مجرد وعود غير ملموسة، وحتى في إطار هذه الوعود نفسها:

- 1.4 تريليون دولار من الإمارات.
- 1.2 تريليون دولار من قطر.
- 600 مليار دولار من السعودية (قابلة للتوسع إلى 1 تريليون).

المجموع: 3.2 تريليون دولار — أي ما يعادل نصف الميزانية السنوية للولايات المتحدة!
لكن الجزء الأكبر منها ليس أموالًا حقيقية، بل يُخصص معظمها لشراء أسلحة وطائرات. أما الباقي، فهو مجرد أرقام تُعرض في العناوين الإعلامية. وهناك شكوك كبيرة في أن يحصل الإقتصاد الأمريكي على هذه الأموال فعلًا.

التفاصيل تكشف الخداع:
- كشف البيت الأبيض أن 283 مليار دولار فقط من أصل 600 مليار دولار في صفقة السعودية هي مبالغ مؤكدة (منها 142 مليارًا للأسلحة، 80 مليارًا للذكاء الاصطناعي، 20 مليارًا لمراكز البيانات). والأغرب أن جزءًا كبيرًا من هذا المبلغ ستدفعه الشركات الأمريكية نفسها في إطار مشاريع مشتركة!
- في 2017، أثناء ولاية ترامب الأولى، وعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باستثمار 450 مليار دولار، لكن معظمها لم يتحقق.
- حتى الصفقات العسكرية تواجه تشكيكًا: فصفقة الأسلحة السعودية بقيمة 142 مليار دولار (التي وصفها البيت الأبيض بأنها "الأكبر في التاريخ") تُذكر بصفقة الـ100 مليار دولار في عهد ترامب الأولى، والتي لم تُنفذ إلا بنسبة 30% فقط (30 مليار دولار حتى الآن).

لماذا التهويل إذن؟
- الصحيفة الأمريكية Axiosتقول إن هذه الإتفاقيات "إعلامية أكثر من كونها واقعية"، وتستشهد بمثل عربي: "لا ضريبة على الكلام".
- دول الخليج تعاني أصلًا من عجز مالي:
- ميزانية السعودية 300 مليار دولار (ناتج محلي 1.14 تريليون)، وهي تواجه نقصًا حادًا في التمويل لمشاريع مثل "نيوم" وإنخفاض إيرادات النفط.
- ميزانيات الإمارات وقطر أصغر بكثير، فكيف ستفي بوعود التريليونات؟

الصفقة الكبرى المنسية: "صفقة القرن" الجديدة؟

وسط كل هذا الضجيج الإعلامي، يتم تجاهل الهدف الرئيسي من زيارة ترامب، والذي كشفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية: "صفقة لإنهاء حرب غزة وإقامة نظام جديد في الشرق الأوسط".

وفقًا لصحيفة "إسرائيل هايوم"، فإن الخطة الأمريكية-الإماراتية-السعودية تشمل:
1. وقف فوري لإطلاق النار.
2. إطلاق سراح بعض الرهائن.
3. إنسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.
4. تسليم حماس أسلحتها ومغادرة قادتها لغزة.
5. إشراف السلطة الفلسطينية على إعمار غزة (لمدة 10 سنوات).
6. قوات عربية ودولية لضمان الأمن.

لكن الخطة لم تتبلور بعد، والمفاوضات لا تزال جارية.

إسرائيل خارج المعادلة:
الأكثر لفتًا للإنتباه هو البرود الواضح في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، والذي ظهر عبر عدة إشارات:
- ترامب أوقف الإتصال بنتنياهو بحجة أنه "يشعر بأنه يُستغل في ملف إيران".
- وزير الدفاع الأمريكي ألغى زيارة لإسرائيل.
- صحيفة نيويورك تايمز نشرت مقالًا بعنوان صادم: "حكومة إسرائيل الحالية ليست حليفة لنا".
- واشنطن تخلت عن شرط تطبيع العلاقات السعودية-الإسرائيلية مقابل الدعم النووي للسعودية.
- إسرائيل غاضبة من صفقات الأسلحة الأمريكية مع الخليج (خاصة طائرات F-35)، لكن فريق ترامب يتجاهلها.
- ترامب رفع عقوبات عن سوريا رغم إعتراضات نتنياهو.
- السفير الأمريكي في إسرائيل قال: "الولايات المتحدة لا تحتاج إلى إذن إسرائيل للتفاوض مع الحوثيين".
- نائب الرئيس الأمريكي أعلن عن مفاوضات لدمج إيران في الإقتصاد العالمي، بينما رفض وزير الدفاع الإسرائيلي أي إتفاق نووي مع إيران.

خلاصة:
- وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد أن "إسرائيل لم تعد الشريك المفضل للولايات المتحدة".
- واشنطن تختار معاركها بناءً على المكاسب الإقتصادية، وليس التحالفات التقليدية.
- التغيير جاء سريعًا بعد خلاف ترامب-نتينياهو حول "الصفقة الكبرى" للشرق الأوسط.

يبدو أن فريق ترامب يريد فرض رؤيته بغض النظر عن إعتراضات إسرائيل، مما قد يُعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة بشكل جذري.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن عشر - من الذي رعَى النازية في ...
- طوفان الأقصى 594 - ترامب في قطر
- العيد 80 للنصر - الجزء السابع عشر – أدولف هتلر: صُنع في أورو ...
- طوفان الأقصى 593 - ترامب في السعودية
- العيد 80 للنصر - الجزء السادس عشر - جذور الحرب العالمية الثا ...
- طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تت ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس عشر – من أوصل هتلر إلى السلطة؟
- طوفان الأقصى 591 - ترامب يُعدّ -طرد- نتنياهو
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع عشر – لماذا أجلت بريطانيا والو ...
- طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحر ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الثاني عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 589 - ترامب يهمّش نتنياهو في الشرق الأوسط... وي ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الحادي عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 588 – ترامب يسحب البساط السوري من تحت قدمي أردو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء العاشر – الإتحاد السوفياتي عشية الحرب ...
- طوفان الأقصى 587 – ترويض نتنياهو: الولايات المتحدة تغيّر سيا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء التاسع - روايتان متشابهتان ولكن مختلف ...
- طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن - يفغيني سبيتسين: -لو لم تكن ا ...
- طوفان الأقصى 585 – دبلوماسية الدولار التي ينتهجها ترامب في ا ...


المزيد.....




- محللون يوضحون لـCNN سيكولوجية إيران وخطأ وقعت فيه إدارة ترام ...
- لحظة انفجارها في أعماق المحيط.. تسجيل مرعب يظهر ما حدث داخل ...
- شاهد.. عاصفة غبارية كثيفة تخفي معالم مدينة أمريكية كبرى مؤقت ...
- مطاردة في أحد أحياء روما الشهيرة لسائح ألماني.. ما السبب؟
- الروبوت -أميكا- يحل ضيفاً على متحف المستقبل
- تصاعد التوترات مع تنافس القوى العظمى على قطعة من القطب الشما ...
- الشرطة الألمانية تحذر من تزايد عنف الشباب اليميني المتطرف
- بولندا.. مرشح رئاسي يدعو منافسه للخضوع لفحص علني يثبت عدم تع ...
- رئيس الأركان المصري يبحث مع نظيره الفرنسي تعزيز التعاون العس ...
- القصف والجوع يفتكان بالسكان في قطاع غزة


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 595 – ترامب في الإمارات