أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تتوقف عن لعب دور -الذيل الذي يهز الكلب-















المزيد.....

طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تتوقف عن لعب دور -الذيل الذي يهز الكلب-


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ديمتري مينين
كاتب صحفي ومحلل سياسي روسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

19 مايو 2025

من المعروف منذ زمن طويل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدل مواقفه تجاه أي شريك بسهولة — من الحماس الشديد إلى الاستخفاف التام — تبعًا لحسابات المصلحة الآنية.

لكن حتى الآونة الأخيرة، بدا أن ثمة إستثناءات لتقلباته هذه، ومن أبرزها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي حظي بدعم ثابت وصلب من سيد البيت الأبيض، حتى في مغامرات واضحة مثل ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة.

وقد يكوّن في الأوساط الإسرائيلية العليا إقتناع داخلي بأنهم هم الذيل الوحيد في العالم القادر على "هز الكلب الأمريكي الضخم". ولقد كانت هناك وجاهة نسبية في هذا التصور، إلا أن الغرور الزائد فيما يبدو قد إنقلب على أصحابه. فقد اتضح أن الرئيس الأمريكي ليست لديه تفضيلات خاصة حقيقية، بل إنه يوجه قراراته فقط وفق "فن عقد الصفقات" الذي صاغه بنفسه.

جاءت صدمة الطبقة الحاكمة الإسرائيلية إثر جولة ترامب في الشرق الأوسط من 13 إلى 15 مايو، شملت السعودية والإمارات وقطر، حيث لم يتجاهل إسرائيل فعليًا فحسب، بل تجاهل أيضًا كل مطالبها ونداءاتها الجوهرية فيما يخص قضايا الإقليم.

ويُذكّر أن جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين كانوا يبدؤون زياراتهم للمنطقة من إسرائيل، بل أحيانًا تكون أولى رحلاتهم الخارجية إليها تحديدًا. أما الآن، فالمحللون الإسرائيليون يعبرون عن هلعهم: "الرئيس الأمريكي يعقد صفقات عديدة، ويتخذ قرارات ويبرم تحالفات سيكون لها أثر إستراتيجي عميق على مستقبل إسرائيل المهمشة. وقد تكون غزة المحطة القادمة". وتبدي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قلقًا بالغًا إزاء الضرر المحتمل الذي قد تلحقه التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة بأمن إسرائيل القومي.

والسبب في هذا التغيير في توجهات ترامب تجاه جيران إسرائيل بسيط للغاية: لقد عرضوا عليه مبالغ مالية هائلة، يُقدّر مردودها على المدى البعيد بتريليونات الدولارات، وهي تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل لعدة سنوات. كما يعبّر كثير من الإسرائيليين في مواقع التواصل الاجتماعي بمرارة: "لقد تم شراء ترامب بكل بساطة".

ومن الأمثلة على ذلك، أنه قبل رحلته، وقع ترامب إتفاق هدنة مع الحوثيين، ناسيًا وعوده السابقة بتصفية هذا التنظيم. وجاء هذا الاتفاق بعد يومين فقط من إطلاق الحوثيين صاروخًا أصاب مطار بن غوريون، ما دفع شركات الطيران الأجنبية إلى مغادرة البلاد. وفي هذا السياق، قالت المعلقة الإسرائيلية "دانا فان لوزون" في مناظرة تلفزيونية بأن ترامب يرسل إشارة إلى نتنياهو مفادها: "عزيزتي، لقد إكتفيت منك!"

وفي السعودية، قال ترامب لولي العهد محمد بن سلمان إنه رغم حلمه بانضمام المملكة إلى "اتفاقيات أبراهام" مع إسرائيل، فإن "ذلك سيتم في الوقت المناسب". لكن من وجهة النظر الإسرائيلية، يدرك ترامب أن السعودية لن تطبع علاقاتها مع حكومة نتنياهو، ما دامت هذه ترفض حتى مناقشة إمكانية الإعتراف بدولة فلسطينية. وقد قال ترامب عن إبن سلمان وهو ينظر إليه: "لدينا شركاء رائعون في العالم، لكن لا أحد أقوى أو يشبه هذا الرجل الذي يقف أمامي... إنه أعظم ممثل لكم... يعجبني كثيرًا... رجل رائع".

أما ما أقلق تل أبيب بشكل خاص، فهو توقيع صفقة تسليح غير مسبوقة مع الرياض بقيمة تقارب 142 مليار دولار، تشمل تزويدها بمقاتلات F-35 الأكثر تطورًا، وهو ما قد يهدد تفوق إسرائيل الجوي في المنطقة.

وبخلاف المطالب الإسرائيلية، رحب ترامب بمبادرة السعودية لتطوير برنامج نووي مدني، وهو ما حذّر منه حتى زعيم المعارضة يائير لابيد، مؤكدًا أنه قد يطلق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

وأعرب ترامب خلال جولته عن عزمه على إبرام إتفاق نووي مع إيران، وهو ما وصفته الصحافة الإسرائيلية بأنه "يثير الذعر". فقد تجاهل ترامب جميع دعوات إسرائيل لتنسيق عملية عسكرية مشتركة ضد إيران، لا لتدمير قدراتها النووية والعسكرية فحسب، بل لتغيير نظام الحكم فيها. كما تم إحباط خطط نتنياهو لشن العملية بشكل أحادي.

وعلى الرغم من إعتراضات تل أبيب، رفع ترامب معظم العقوبات عن الحكومة السورية، والتي تعتبرها إسرائيل نظامًا إرهابيًا، وعقد لقاءً مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، واصفًا إياه بأنه "رجل رائع" و"ممتاز".

وفي قطر، أثنى ترامب على القيادة هناك معتبرًا أنهم "يسعون بصدق للمساعدة" في حل أزمة الرهائن في غزة. بينما ترى إسرائيل أن قطر تستحق الإدانة، لأنها الممول الرئيسي لحماس والوسيط الرئيسي بين الحركة والعالم وإسرائيل.

ويتضح أيضًا أن هناك تحركًا يجري بشأن غزة لا يتوافق مع الأجندة الإسرائيلية. فبدلًا من الإنسجام مع نوايا نتنياهو، تشير الصحافة الإسرائيلية إلى أن ترامب ناقش مع زعماء الخليج "صفقة كبرى" تهدف إلى إرساء نظام جديد في الشرق الأوسط وحل طويل الأمد للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهي مبادرة تعود إلى الإمارات والسعودية.

مبادئ هذه التسوية تشمل:

-البدء الفوري بوقف إطلاق النار، تليه مفاوضات حول إنهاء شامل للحرب.

-تطلق حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين خلال المفاوضات، بما فيهم رفات القتلى، مقابل إطلاق إسرائيل لسجناء فلسطينيين وفق صيغة محددة.

-إستئناف الإمدادات الإنسانية والمساعدات لسكان غزة.

-إنسحاب إسرائيل بالكامل إلى حدود ما قبل الحرب بعد فترة إنتقالية بضمانات أمنية.

-تسليم حماس لجميع أسلحتها — من الصواريخ إلى الأسلحة الخفيفة — إلى دولة عربية (على الأرجح مصر).

-مغادرة القيادة العسكرية العليا لحماس والجهاد الإسلامي وغيرها من منظمات المقاومة قطاع غزة.

-تبدأ إعادة إعمار غزة فور إعلان إنتهاء الحرب، تحت إشراف لجنة عربية أمريكية تتولى السيطرة على القطاع. وتشمل هذه اللجنة الإمارات، السعودية، مصر، الأردن، الولايات المتحدة، وممثلين عن أوروبا، بينما يمثل الفلسطينيون بخبراء مدنيين ومهندسين ومديرين وإقتصاديين.

-تنضم السلطة الفلسطينية إلى إدارة الإعمار بعد تنفيذ إصلاحات جوهرية. ولا حديث إطلاقًا عن تهجير قسري بعد الآن.

وبدلًا من بناء "ريفييرا غزة" للمهاجرين اليهود الجدد، فإن ترامب مستعد لتنفيذ مشروع مصري لإعادة إعمار القطاع لصالح الفلسطينيين. وهذا يضمن أرباحًا جيدة للمطور العقاري إريك ترامب (نجل الرئيس الأمريكي الأوسط)، الذي زار المنطقة قبل أسابيع ووقّع عدة إتفاقيات لبناء "أبراج ترامب" في دبي، وقد عرض عليه الشرع إنشاء مشاريع مماثلة في دمشق. فهل يُبقي ترامب العقوبات على "رجل بهذه الروح الإيجابية"؟

من الواضح أن هذا المشروع يتعارض كليًا مع مواقف الإئتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو، الذي يطالب ببقاء السيطرة الإسرائيلية الأمنية على غزة وإعادة بناء المستوطنات. كما أن قوى سياسية عديدة داخل الحكومة ترفض مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع وإعماره.

ويعتقد الخبراء أن هذه "الصفقة الكبرى" تمثل نقطة تحول حاسمة بالنسبة لنتنياهو. فإذا وافق عليها، فإنه على الأرجح سيفقد دعم اليمين المتشدد، وقد يضطر إلى خوض إنتخابات جديدة بفرص نجاح ضئيلة.

وبالطبع، فإن ترامب لن يتخلى كليًا عن "الحليف الرئيسي" لأمريكا في الشرق الأوسط — إسرائيل — ولا عن نتنياهو شخصيًا، لكنه أيضًا لا يعترف بأي شراكة متكافئة في إدارة شؤون المنطقة، ناهيك عن قيادة إسرائيلية لها. فكل الآمال التي عقدت على دور مهيمن لإسرائيل في القضايا المصيرية تذوب كما يذوب الثلج على جبل الهيكل، الذي تسقط عليه الثلوج أحيانًا. فـ"الكلب" الأمريكي الكبير عبر المحيط قطع ذيله منذ زمن، ولم يعد يعترف سوى بنفسه.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس عشر – من أوصل هتلر إلى السلطة؟
- طوفان الأقصى 591 - ترامب يُعدّ -طرد- نتنياهو
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع عشر – لماذا أجلت بريطانيا والو ...
- طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحر ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الثاني عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 589 - ترامب يهمّش نتنياهو في الشرق الأوسط... وي ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الحادي عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 588 – ترامب يسحب البساط السوري من تحت قدمي أردو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء العاشر – الإتحاد السوفياتي عشية الحرب ...
- طوفان الأقصى 587 – ترويض نتنياهو: الولايات المتحدة تغيّر سيا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء التاسع - روايتان متشابهتان ولكن مختلف ...
- طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن - يفغيني سبيتسين: -لو لم تكن ا ...
- طوفان الأقصى 585 – دبلوماسية الدولار التي ينتهجها ترامب في ا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السابع – هل سنعيش حتى الذكرى المئوية ...
- طوفان الأقصى 584 – خبيرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تدعو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السادس – إتفاقيات السلام التي عجلت ال ...
- طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس
- العيد 80 للنصر - الجزء الخامس - من الذي إنتصرنا عليه — ولماذ ...
- طوفان الأقصى 582 – اليمن في مواجهة الطغيان - ملف خاص


المزيد.....




- ترامب يشعل تفاعلا بكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا
- -إسرائيل تُجري استعدادات لضرب منشآت نووية إيرانية-.. مصادر ت ...
- روبيو يستشهد بسوريا بجلسة طلب ميزانية وزارة الخارجية الأمريك ...
- السعودية.. فيديو اعتداء على مندوب توصيل وضبط 6 أشخاص منهم 3 ...
- سوريا.. الاتحاد الأوروبي يعلن رفع العقوبات ومصير تلك المفروض ...
- حالة طوارئ في تكساس الأمريكية بعد تسرب كيميائي خطير في مصنع ...
- الجيش السوداني يعلن سيطرته على كامل ولاية الخرطوم
- إسرائيل تحاول إصلاح ذات البين مع البيت الأبيض
- ما حاجة الجيش الأوكراني إلى دبابات أبرامز المنسقة من الخدمة؟ ...
- -واينت-: إغلاق صالة الوصول بمطار بن غوريون -خوفا من حدث أمني ...


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تتوقف عن لعب دور -الذيل الذي يهز الكلب-