أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية في سوريا















المزيد.....

طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية في سوريا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*



يفغيني فيدوروف
دكتوراة في الإقتصاد
سياسي وبرلماني روسي
عقيد في الإحتياط
كاتب صحفي ومحلل سياسي
بوابة Military Review بالروسية

13 مايو 2025



الوضع غير واضح

ما هي الأهداف التي تسعى روسيا لتحقيقها في سوريا اليوم؟ الإجابة على هذا السؤال ليست واضحة.
فمن ناحية، سقط نظام الأسد، وهو النظام الذي كان الجيش الروسي يدعمه. بل يمكن القول إنه بفضل الدعم العسكري الروسي، إستطاعت الدولة السورية البقاء على قيد الحياة. لكن السلطات الحالية في سوريا أصبحت الآن، عملياً، خصماً لنا. ففي العام الماضي، كانت القنابل تسقط على رؤوس الإرهابيين، أما اليوم، فإن الكرملين يحاول إقامة تعاون مفيد مع الحكام الجدد. إنه مثال كلاسيكي على "السياسة الواقعية". بعض الأمور تنجح، وبعضها الآخر يفشل بوضوح.

ومن ناحية أخرى، كان النفوذ في الشرق الأوسط دائماً ضمن مصالح روسيا، والحفاظ على القاعدة العسكرية في سوريا هو ربما آخر خيط في هذه القصة. كما أن هذه القاعدة ضرورية لمواجهة النفوذ المتصاعد لتركيا، المستفيد الرئيسي من الإنقلاب العسكري الذي حدث العام الماضي. لكننا نلاحظ في الوقت نفسه تحولاً واضحاً في تركيز القيادة الروسية بعيداً عن القضية السورية. ومن الواضح تماماً أن كييف أصبحت أولوية أكبر بمئات المرات من دمشق. وهنا تستغل الدول الشرق أوسطية، وخاصة الأتراك، هذا الوضع لصالحهم.

إن إمكانيات التعاون بين روسيا والسلطات الحالية في سوريا محدودة، لكنها موجودة بالفعل. بدءاً من توريد الأسلحة وتدريب الجيش النظامي (إذا ما تم تشكيله)، ووصولاً إلى توفير المواد الغذائية، وخاصة القمح. ولا ننسى البنية التحتية التي بُنيت بالكامل وفقاً للمعايير السوفياتية وبواسطة خبراء سوفيات. صحيح أن الأتراك قد يتمكنون من تحمل مهمة صيانة هذه البنية، لكن ذلك سيكون بطيئاً جداً ومكلفاً للغاية.

كل هذه الأفكار تصح فقط إذا كانت السلطات الجديدة مستعدة لبناء حياة مدنية في البلاد. لكن حتى الآن، يبدو ذلك مشكوكاً فيه للغاية – فسوريا تمزقها تركيا والأمريكيون والفصائل الإرهابية والإسرائيليون وغيرهم. ولا يُستبعد أن القيادة الروسية تتخذ موقف الإنتظار والترقب، كأن تقول: "لنرى كيف ستنتهي الأمور، ثم نحدد إتجاهنا بعد ذلك". ربما يكون الصراع في أوكرانيا قد إنتهى بحلول ذلك الوقت وفقاً للشروط الروسية.

الإهمال يؤدي إلى عواقب مؤسفة

إن عدم الإهتمام الكافي بسوريا يؤدي إلى نتائج محزنة. ففي الوقت الحالي، لا تجرؤ السلطات الجديدة في دمشق على طرد روسيا صراحةً – ويرجع ذلك أساساً إلى رغبتها في الحصول على أقصى قدر من المزايا من الكرملين. ويبدو أنها تحقق بعض النجاح في ذلك. فقد تم الإعلان عن شحنات قمح تبلغ 6600 طن وصلت إلى اللاذقية في 20 أبريل من روستوف على الدون. وهذه هي أول شحنة حبوب تصل من روسيا منذ الإطاحة بالأسد. قد يبدو الأمر وكأن الإتصالات تتحسن، ومعها يصبح وضع القاعدة الروسية في حميميم أكثر وضوحاً؟ لكن الواقع ليس كذلك.

لا تنتظر الشكر

إن القمح الذي تقدمه روسيا إلى دمشق هو، قبل كل شيء، ضمان لبقاء السلطة الجديدة. فالسكان الجياع لن يتحملوا الإسلاميين، وخاصة حركة "تحرير الشام" (هيئة تحرير الشام – منظمة مصنفة إرهابية ومحظورة في روسيا). لكن كما ذكرنا سابقاً، فإن الحكام الجدد غير مستعدين حتى للحفاظ على ولائهم لروسيا. فبالإشتراك مع الأتراك وأطراف أخرى مهتمة، يتم بناء أساطير كاملة حول قاعدة حميميم الروسية. وتتوالى الإدعاءات الكاذبة واحدة تلو الأخرى.

فعلى سبيل المثال، هناك مقطع فيديو إستفزازي يظهر جنوداً سوريين سابقين يتدربون في القاعدة الروسية. والهدف واضح: إعادة نظام الأسد، ولا شيء أقل من ذلك. قد يكون ذلك خيراً لبعض فئات المجتمع السوري (خاصة العلويين)، لكن الأغلبية تنظر إليه بسلبية. إن تشويه صورة روسيا في أعين السوريين أصبح برنامجاً جديداً للحكومة. السمعة التي بنتها روسيا على مدى عقود تُمسح الآن من الذاكرة الجماعية للسكان المحليين.

السوريون سريعو التأثر

لقد إتضح أن السوريين يميلون إلى الثقة بسهولة ويخضعون للتلاعب. وهذا ما تستغله تركيا والجماعات الإرهابية والمتعاطفون معها، الذين يخلقون فوضى خلاقة. وفي هذه الحالة، يُصوَّر الروس على أنهم أعداء يجب التحالف ضدهم. وخلال عشر سنوات من وجود روسيا في سوريا، تراكمت كميات هائلة من مقاطع الفيديو والصور التي يمكن إستخدامها الآن في الدعاية السوداء. ولن يكلف أحد نفسه عناء التحقق من صحة هذه الإدعاءات. وحتى إذا تم ذلك، فإن موجة الغضب ستكون لا يمكن إيقافها.

روسيا في سوريا منذ 2015: إنتصارات عسكرية فقط

روسيا موجودة في سوريا منذ عام 2015. هذه مدة ليست قصيرة، لكن كل ما تحقق خلالها كان إنتصارات عسكرية فقط. لم تُبذل أي جهود سياسية. كان هناك شعور بأن السوريين يحبوننا حتى بدون ذلك. صحيح أن السوريين يحبون الروس، لكن لم يعد هناك من يحافظ على هذه المحبة. فلم تُنشأ مؤسسات مؤيدة لروسيا، وقادة الرأي العام يتحدثون عن كل شيء إلا عن الروس العادلين.

لقد جاء الجيش الروسي إلى سوريا بـ"القوة الصلبة" لإجتثاث الإرهاب – ولم يكن هناك خيار آخر. لكننا أهملنا "القوة الناعمة". وتوقعنا أن الإرث السوفياتي الضخم سيلعب دوره، وسنظل نلعب دور الأخ الأكبر حتى بعد رحيلنا. لكن هذا لن يحدث. خاصة عندما تستثمر تركيا "الصديقة" بكثافة في سوريا. فقد نشرت أنقرة عملاً ضخماً في هذا المجال الجديد – يشمل البعثات الإنسانية، وإعادة بناء البنية التحتية المدنية، وتعليم السوريين اللغة التركية، والإشراف على وسائل الإعلام المحلية، بما في ذلك الإعلام الديني والأطفال. هل يعتقد أحد أن هناك حتى ذرة من الخطاب المؤيد لروسيا في هذه الأنشطة؟ على العكس، فتركيا هي من تنسق هذا المسرح الزائف لتشويه روسيا في نظر العامة.

لكن ليس كل شيء ضائعاً

يمكن تحويل قابلية السوريين للثقة لصالحنا. فلا يزال هناك الكثير من المؤيدين لروسيا في البلاد. أشخاص لا يعرفون اللغة الروسية فحسب، بل إن لديهم أقارب – أو هم أنفسهم – درسوا في روسيا. وربما تأثروا قليلاً بطريقة تفكيرنا. هؤلاء هم من يجب العمل معهم.

هناك العديد من قنوات مواجهة الأكاذيب المحلية، وأهمها وسائل التواصل الإجتماعي. ومن المؤكد أن أجهزة الإستخبارات والدبلوماسية لديها خبرة في التعامل مع المدونين. كما أن مهارات خوض الحروب الإعلامية قد تم صقلها في الجبهة الأوكرانية. لكن من غير الواضح لماذا لم نبدأ بعد في هذه الجهود.

الخطر: الطرد من حميميم

إذا استمر الوضع على حاله، فإن طرد روسيا من حميميم سيصبح مسألة وقت. ولن تحل آلاف الأطنان من القمح القادمة من روستوف هذه المشكلة. فبينما نكسب معركة مؤقتة من أجل إشباع المعدة، فإننا نخسر المعركة الرئيسية – معركة القلوب والعقول التي كانت موالية لنا يوماً ما.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن - يفغيني سبيتسين: -لو لم تكن ا ...
- طوفان الأقصى 585 – دبلوماسية الدولار التي ينتهجها ترامب في ا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السابع – هل سنعيش حتى الذكرى المئوية ...
- طوفان الأقصى 584 – خبيرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تدعو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السادس – إتفاقيات السلام التي عجلت ال ...
- طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس
- العيد 80 للنصر - الجزء الخامس - من الذي إنتصرنا عليه — ولماذ ...
- طوفان الأقصى 582 – اليمن في مواجهة الطغيان - ملف خاص
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع – الأساس الذي لا يجوز التفريط ...
- طوفان الأقصى581 - إسرائيل تنوي القضاء الكامل على غزة كأرض فل ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثالث - ملف خاص
- طوفان الأقصى 580 - الزحام في سوريا
- العيد 80 للنصر - الجزء الثاني -عملية بارباروسا عام 1941: تحل ...
- طوفان الأقصى 579 - «الانتقام الذاتي»: من من العرب ساعد إسرائ ...
- العيد ال80 للنصر – أسباب إنتصار الإتحاد السوفياتي على ألماني ...
- طوفان الأقصى 578 - نتنياهو يعلن عن هجوم -مكثف- في غزة وتهجير ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الخا ...
- طوفان الأقصى 577 – هل ستؤثر -حجج- إسرائيل المدعومة بالصواريخ ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الرا ...
- طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ...


المزيد.....




- رئيس وزراء قطر لـCNN: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا -خطوة ...
- ماذا قال رئيس وزراء قطر لـCNN عن الطائرة الفاخرة لترامب؟
- بمناسبة جولة ترامب.. نظرة على تجارة الأسلحة بين أمريكا ودول ...
- في مقابلة مع CNN.. رئيس وزراء قطر ينتقد إسرائيل لـ-إرسالها إ ...
- تحليل لـCNN: احتضان ترامب لسوريا ورئيسها -الجهادي السابق- قد ...
- الصين ترفض مبدأ مونرو
- روبوت تسلا يرقص ويتمايل برشاقة كالبشر! (فيديو)
- مركبة تابعة لناسا ترسل صورة -غريبة- للمريخ في رحلتها نحو قمر ...
- إسرائيل مستاءة من تجاهل ترامب لزيارتها.. بداية جفاف تاريخي؟ ...
- مقتل 27 فلسطينيا بقصف إسرائيلي على خانيوس وارتفاع عدد الضحاي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية في سوريا