أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 579 - «الانتقام الذاتي»: من من العرب ساعد إسرائيل؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 579 - «الانتقام الذاتي»: من من العرب ساعد إسرائيل؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ليونيد تسوكانوف
دكتوراه في العلوم السياسية، مستشرق، مستشار مركز الأبحاث السياسية
وكالة REGNUM للأنباء

6 مايو 2025

قصف الحوثيين
عادت التوترات لتخيم على الجبهة اليمنية، حيث تتطور الأحداث بسرعة لافتة. فبعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الصاخب الذي شنته حركة "أنصار الله" اليمنية (المعروفة أكثر باسم الحوثيين) على مطار بن غوريون الإسرائيلي، كان رد إسرائيل حاسماً، إذ سارعت إلى تنفيذ ما وصفته بـ"حق الرد"، فقصفت أحد الموانئ الرئيسية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

ورغم الدعم النشط من الولايات المتحدة، جاءت العملية الإسرائيلية جريئة، إذ اضطرت طائراتها الحربية إلى اجتياز ما لا يقل عن ألفي كيلومتر. ومع ذلك، من غير المستبعد أن يكون بعض المراقبين الخارجيين قد اختاروا، في التوقيت المناسب، مد يد العون لتل أبيب.

الهجوم على المطار
جاء التصعيد الأخير نتيجةً للهجوم الذي شنه المتمردون اليمنيون على مطار بن غوريون الدولي، والذي يعد الشريان الجوي الرئيسي لإسرائيل. فقد سقط صاروخ في حرم المطار، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ستة أشخاص بجروح طفيفة.

وعلى الرغم من أن الهجوم الصاروخي لم يعطل عمل المطار لأكثر من ساعة، إلا أنه شكّل أول استهداف دقيق لهذا المرفق الحيوي. وكان الحوثيون قد حاولوا إستهدافه في سبتمبر 2024 عندما كانت طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المعروفة بـ"أجنحة صهيون"، تقترب من الهبوط، لكنهم فشلوا آنذاك في إختراق الدفاعات الجوية المتدرجة.

أما هذه المرة، فقد إتخذت الأمور منحىً مختلفاً: إذ حاولت منظومتان دفاعيتان إعتراض الصاروخ اليمني في آنٍ واحد، هما "حيتس" و"ثاد"، غير أن كلا المحاولتين باءتا بالفشل. ما شكل ضربة لسمعة السماء الإسرائيلية التي كانت توصف بـ"غير القابلة للاختراق".

وبعد نجاحهم، أعلن قادة الحوثيين أنهم ينوون تعزيز الحصار البحري المفروض على إسرائيل بحصار جوي أيضاً، عبر توجيه ضربات متعددة للمطارات والمهابط التابعة للدولة العبرية.

وصرّح القيادي البارز في الحركة محمد البخيتي بأن الضربة جاءت لإظهار قدرات الجماعة، مؤكداً أن الحوثيين "لا يعترفون بخطوط حمراء".

كما حذرت الحركة شركات الطيران من تسيير رحلات إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن أجواءها لم تعد آمنة للطيران المدني. وقد أثّر هذا التحذير لفترة قصيرة، حيث علّقت "مجموعة لوفتهانزا" السويسرية و"إير إنديا" رحلاتهما، قبل أن تعودا لاستئنافها بعد أقل من 24 ساعة.

أما باقي شركات الطيران الكبرى، فلم تعلن عن إلغاء رحلاتها، لكنها قللت عددها بسبب "تراجع الطلب".

إنسحاب أمريكي محسوب
الهجوم الجريء الذي نفذه الحوثيون أثار غضب القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل. حيث تعهّد وزير الدفاع إسراييل كاتس، بتوجيه "ضربة سباعية" لكل من يهاجم إسرائيل.

ودعمه في ذلك رئيس الوزراء نتنياهو، الذي وعد بالإنتقام ليس فقط من الحوثيين، بل ومن "الجهات التي تقف خلفهم"، في إشارة مباشرة إلى المستشارين العسكريين الإيرانيين.

ولم يتأخر الرد الإسرائيلي طويلاً، فبعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الحوثي على بن غوريون، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على مدينة الحديدة الساحلية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وشارك في الغارة أكثر من ثلاثين مقاتلة، وأسقطت 48 صاروخا. وقد استُهدف ثلث هذه الذخائر على الأقل الميناء، الذي وصفه الوزير كاتس بأنه يُستخدم كمركز لنقل الأسلحة الإيرانية.

كما تعرض مصنع باجل للإسمنت، الذي يقع على بُعد نحو 50 كيلومتراً من الحديدة، لقصف كثيف. وأفادت إسرائيل أن المصنع يُعد من المصادر الرئيسية لتمويل القوى الشيعية، وأن منتجاته تُستخدم في بناء منشآت ذات طابع عسكري.

ومن اللافت أن القوات الأمريكية، التي كانت قد شاركت على مدى شهر ونصف في قصف مناطق الحوثيين، إقتصرت مهمتها ليلة 6 مايو على توفير غطاء جوي للطيران الإسرائيلي، من دون المشاركة في الهجوم نفسه.

ويبدو أن واشنطن أرادت من خلال هذا الموقف أن تتيح لتل أبيب فرصة الإنتقام بشكل مستقل.

وقد عبّر الإسرائيليون عن رضاهم عن نتائج الغارة، وهددوا بأن مثل هذه الضربات قد تصبح "أمراً عادياً" للحوثيين. وما لم تذكره القيادة العسكرية الإسرائيلية هو أن كل ضربة من هذا النوع تُكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة، بسبب المسافات الطويلة بين إسرائيل واليمن، وإضطرار الطائرات لتجنب المرور عبر دول معادية.

مساعدة خفية؟
وصف الحوثيون الخسائر الناتجة عن الغارة الإسرائيلية بأنها "مقبولة". ووفقاً لوزارة الصحة المحلية، أسفر القصف الليلي عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 42 آخرين. ولم تُعلن أي معلومات عن خسائر في صفوف مقاتلي الجماعة، لكن أُبلغ عن أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للميناء وعدد من خزانات الوقود.

أما مصنع باجل الذي استُهدِف بنصف كمية الذخيرة الإسرائيلية، فقد أعلن قادة الحركة أن أضراره "ليست جسيمة" وسُيستأنف عمله قريباً.

ومع ذلك، فإن تكرار الضربات ضد أهداف الحوثيين بدأ يُحدث تأثيراً تراكمياً. فعلى سبيل المثال، بعد سلسلة من الغارات الأمريكية على محطة رأس عيسى النفطية، اضطرت قيادة الحوثيين إلى تنفيذ خطة طوارئ لمحطات التزود بالوقود في المناطق الخاضعة لها، لتفادي نقص الوقود وإنتشار السوق السوداء.

وكانت آخر مرة إتخذ فيها الحوثيون مثل هذه الإجراءات واسعة النطاق في عام 2015، حين هاجم التحالف العربي المنشآت النفطية خلال تدخل عسكري في اليمن، مما أدى إلى تدمير نصف إحتياطات الوقود في البلاد. ويُحتمل أن تُسهم الضربات الإسرائيلية على الحديدة في تفاقم أزمة الطاقة مرة أخرى.

في المقابل، أكد المتمردون اليمنيون عزمهم على الرد بقوة، مهددين بتكثيف الهجمات وإستخدام أنواع جديدة من الأسلحة، بما في ذلك "الفرط صوتية اليمنية" التي أعلنوا عن إدخالها الخدمة في صيف 2024.

ومن المهم الإشارة إلى أن التهديد هذه المرة لا يقتصر على إسرائيل، بل يشمل أيضاً الجيران العرب لليمن. ذلك أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بسبب البعد الجغرافي بين اليمن وحدود إسرائيل، لم يكن بإمكانها تنفيذ هجوم فعال على الحديدة الساحلية إلا عبر مسارين فقط.

فإما أن الطائرات الإسرائيلية تزودت بالوقود سراً في قواعد مصرية (وهو احتمال وارد نظراً لعلاقات التحالف بين تل أبيب والقاهرة)، أو أنها عبرت الأجواء السعودية بضمانة أمريكية، بإعتبار واشنطن الشريك العسكري الأساسي للسعودية.

أما إحتمال المرور عبر أجواء العراق أو الإمارات أو المناطق اليمنية غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين، للالتفاف على الحديدة من الخلف، فيُستبعد بسبب طول الطريق.

ومهما يكن من أمر، فإن الإستخدام المحتمل من قِبل إسرائيل لأجواء دول عربية يتناقض مع تعهدات القادة العرب بعدم التدخل في الصراع بين تل أبيب والحوثيين، ويزيد من حدة التصعيد في المنطقة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد ال80 للنصر – أسباب إنتصار الإتحاد السوفياتي على ألماني ...
- طوفان الأقصى 578 - نتنياهو يعلن عن هجوم -مكثف- في غزة وتهجير ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الخا ...
- طوفان الأقصى 577 – هل ستؤثر -حجج- إسرائيل المدعومة بالصواريخ ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي – الجزء الرا ...
- طوفان الأقصى 576 – نتائج غير سارة – البريطانيون يعودون للحرب ...
- مناهضة الصهيونية – بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي - الجزء الثا ...
- طوفان الأقصى 575 – الهند وباكستان في انتظار الحرب الرابعة
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 574 – معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية؟!
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 573 – انفجار ميناء الشهيد رجائي – قراءة تحليلية ...
- مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتق ...
- طوفان الأقصى 572 – المجر تعلن انسحابها من المحكمة الجنائية ا ...
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 571 – البابا فرنسيس تحدّى الصمت الغربي بشأن غزة ...
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 570 – لماذا لن تستسلم حماس؟
- مناهضة الصهيونية – الصهيونية = العنصرية والتمييز العنصري - ا ...
- طوفان الأقصى 569 - الأمريكيون ينسحبون من سوريا


المزيد.....




- تسجيل صوتي يكشف تفاصيل مرعبة عن فقدان برج مراقبة بمطار أمريك ...
- لابوبو..كيف تحوّلت دمية صينية إلى ظاهرة موضة عالمية؟
- روسيا تؤكد التزامها بالهدنة لمدة 3 أيام لكنها -ترد- على الهج ...
- إسرائيل تستهدف جنوب لبنان بسلسة غارات جوية رغم سريان اتفاق و ...
- حجاج بريطانيون يبحرون من لندن إلى مكة من أجل الأيتام
- باكستان تُسقط -مسيّرات- أطلقتها نيودلهي، والهند تعلن -تحييد- ...
- إختراق واتساب - ميتا تكسب القضية ضد شركة -إن إس أو- لبرامج ا ...
- الدفاع الروسية: جميع قواتنا بمنطقة العملية العسكرية التزمت ب ...
- احتجاز 44 شخصا في باريس خلال أعمال شغب أثناء مباراة -باريس س ...
- لجنة التحقيق الروسية تنشر تقريرا حول أدائها في كشف وتوثيق جر ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 579 - «الانتقام الذاتي»: من من العرب ساعد إسرائيل؟