مناهضة الصهيونية – اللجنة السوفياتية لمناهضة الصهيونية وانتقام الصهيونية – الجزء الثاني عشر

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

فلاديمير بولشاكوف
فيلسوف وعالم اجتماع روسي، دكتوراه في الفلسفة، أستاذ، ناشط اجتماعي.

25 مارس 2019

الجزء الثاني عشر
الانتقام الصهيوني

حتى في عهد غورباتشوف، تم عمليًا إقرار مناهضة الصهيونية خارج إطار القانون في الإتحاد السوفياتي. فقد جرى تفكيك جميع البنى التنظيمية في مؤسسات الدولة والحزب، التي كانت تنسق وتوجّه النضال ضد الصهيونية. وبدأت حملات إضطهاد ضد أولئك الذين كانوا يقودون هذا النضال، انطلاقًا من توجيهات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وبدافع من ضمائرهم.
بدأ عملاء الصهيونية العمل في الإتحاد السوفياتي بكامل قوتهم. وبعد أن سيطر "المنشقون الجدد" من كوادر الحزب السابقين على هيئات تحرير الصحف الأسبوعية والصحف الشعبية، شرعوا في تشويه كل ما هو سوفياتي، والتقليل من قيمة التاريخ الروسي، بل واحتقار الشعب الروسي ذاته.
فكما أن الطبيعة لا تحتمل الفراغ، فإن الجبهة الأيديولوجية حين تُترك، يستولي عليها العدو فورًا. وهذا ما حدث على جبهة النضال ضد الصهيونية.

بدأ الصهاينة في تعزيز مواقعهم بشكل علني داخل روسيا. وانتشرت فروع جديدة ومتعددة لـ"المؤسسات الصهيونية العالمية" في كل أنحاء البلاد.
وكان موفدو الصهيونية، بمن فيهم قيادات محفل "بناي بريت"، يُستقبلون باحترام في الكرملين. أما خبراء الشأن السوفياتي، الذين ساعدوا وليم كايسي (رئيس CIA) ورونالد ريغان في إعداد خطة NSDD لتفكيك الإتحاد السوفياتي، فقد أصبحوا يلقون محاضرات أخلاقية أمام كوادر الحزب!

(مصطلح NSDD هو اختصار لـ National Security Decision -dir-ective، أي "توجيهات حول قرارات الأمن القومي"، وهو نظام من التوجيهات الرئاسية التي استخدمها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان خلال فترة رئاسته (1981–1989) لصياغة سياسات الأمن القومي وتحديد الاستراتيجية الخارجية للولايات المتحدة.

وقد صدرت العديد من هذه التوجيهات (NSDDs) خلال سنوات ريغان، وكانت بعضها سرية لفترات طويلة، وتتناول مواضيع متعددة مثل:
-الصراع ضد الإتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.
-دعم الحركات المناهضة للشيوعية في أمريكا اللاتينية (مثل دعم "الكونترا" في نيكاراغوا).
-استراتيجيات مكافحة الإرهاب.
-العلاقات مع الشرق الأوسط، خصوصًا في سياق الحرب الإيرانية-العراقية.
-سياسة الدفاع النووي (بما في ذلك مبادرة "حرب النجوم" أو SDI).
-التعامل مع قضايا الطاقة والنفط في الخليج.
مثال مهم:
NSDD-32 (1982):
يُعد من أبرز التوجيهات، حيث دعا إلى استخدام الوسائل السياسية والإقتصادية والنفسية والعسكرية لإضعاف الإتحاد السوفياتي، وكان يشكل حجر الزاوية في إستراتيجية "الاحتواء المتقدم" التي استخدمها ريغان.

مثال آخر:
NSDD-66 (1982):
تناول السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وأكد دعم إسرائيل، والسعي لعلاقات إستراتيجية معها، بالإضافة إلى إحتواء النفوذ السوفياتي في المنطقة-ZZ).

المنظمات الصهيونية في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا

بعد تفكك الإتحاد السوفياتي، تمددت فروع الشبكة العالمية للصهيونية الدولية داخل جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق. وتبدو هذه العملية في روسيا كما يلي:

*روسيا*

وفقًا للإحصاءات، يشكّل الروس حوالي 80% من سكان روسيا، فيما لا تتجاوز نسبة اليهود 0.3%. ومع ذلك، توجد الآن في روسيا المنظمات الصهيونية التالية التي تعمل بشكل رسمي:

-المنظمة الدينية المركزية لليهودية الأرثوذكسية "اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا" (ФЕОР)
رئيس مجلس الأمناء: رومان أبراموفيتش
رئيس المجلس العام: يوسف كوبزون (توفي عام 2018)
الحاخام الأكبر لروسيا: الحاخام بيرل لازار
الرئيس التنفيذي: ألكسندر بورودا


-اللجنة الأمريكية اليهودية للتوزيع المشترك "جوينت" – فرع روسيا
أنشأت شبكة منظمات خيرية تُعرف باسم "حاسيد" على أراضي روسيا.
مصدر التمويل: التبرعات التي يجمعها في الولايات المتحدة

-"الاتحاد اليهودي الموحد" UJC، وهو أبرز منظمة تمويلية في العالم اليهودي.

-"كيرين هايسود" – فرع روسيا

-"ليشكات هاكاشر ليممشلاه" – وكالة إسرائيلية حكومية للعلاقات مع الشتات، كانت سابقًا هيئة رسمية قوية عملت مع يهود الإتحاد السوفياتي.

-الفروع الروسية للكونغرس اليهودي العالمي – أي "الكونغرس اليهودي الروسي" (РЕК)، وهو فرع للكونغرس اليهودي العالمي، ويخضع لإشراف الكونغرس اليهودي الأوروبي والمنظمة الصهيونية العالمية.
وتوجد كذلك فروع للمجلس الأوروبي للجاليات اليهودية والكونغرس اليهودي الأوراسي داخل روسيا.

-اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا (FIOR) – يضم بشكل أساسي الجاليات التابعة للحركة الحسيدية.
ووفقًا لبيانات عام 2007، كان يتبع هذا الاتحاد 200 جماعة دينية في 178 مدينة روسية. وتم تسجيله رسميًا من قبل وزارة العدل الروسية عام 1999.

-المنظمة العامة الروسية "إتحاد الجاليات اليهودية في روسيا – فاعاد" VAAD
أُسست خلال مؤتمر تأسيسي عقد بين 18–22 ديسمبر 1984 في موسكو، بمبادرة من عدة منظمات وجاليات يهودية، منها: الجمعية الثقافية اليهودية، المركز الثقافي اليهودي، منظمة "إرغون تسيوني" وغيرها.

-محفل "بناي بريت" – يعمل رسميًا في روسيا منذ عام 1988.

-دائرة لحماية الحقوق ومكافحة معاداة السامية – أُنشئت ضمن اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا، بالتعاون مع "رابطة مكافحة التشهير" (ADL).

– "رابطة MAGEN": منظمة اجتماعية أُنشئت لمناهضة النشاط التبشيري بين اليهود – أي، لمنع تحول اليهود من الديانة اليهودية إلى ديانات أخرى؛

– المعهد الدولي للقرن الحادي والعشرين: مؤسسة تعليمية عليا في موسكو، أنشأها اتحاد الطوائف اليهودية في روسيا (FEOR) عام 2003 (وحصل على الاعتماد الرسمي من الدولة عام 2008)؛


– المنظمة الاجتماعية الروسية العامة "الكونغرس اليهودي الروسي للشباب" (REMK)؛

– المنظمة الدينية المركزية "اتحاد المنظمات الدينية لليهودية المعاصرة في روسيا" (OROSIR)؛


– "هيليل" في روسيا: منظمة طلابية يهودية دولية؛

– جمعية التعاون "سانت بطرسبورغ وإسرائيل"؛


– الكونغرس العالمي لليهود الناطقين بالروسية (WKRE)؛

– "أريئيل" (موسكو): مركز معلومات يهودي أُسس عام 1989 انطلاقاً من مركز معلومات يهودي "غير رسمي" كان ينشط في موسكو خلال الثمانينات، وأصدر عددًا من المنشورات، بما في ذلك دوريات؛


– جمعية الصهاينة-الديمقراطيين (ASD) (موسكو): أُنشئت في 1 يناير 1999 بمبادرة من مجموعة من أعضاء منظمة "إيرغون تسيوني"؛

– "بيطار" (اتحاد شباب يهودي باسم يوسف ترومبلدور في أراضي الإتحاد السوفياتي): تأسس في المؤتمر التأسيسي المنعقد في موسكو بين 13–14 مايو 1990 (بمشاركة 63 مندوباً من 18 مدينة سوفياتية). المؤسس الرسمي لـ"بيطار" الحالي هو "إيرغون تسيوني" (منظمة صهيونية سوفياتية). الأهداف والمهام الأساسية: "النضال من أجل حق كل يهودي في العودة إلى وطنه – إسرائيل؛ حماية اليهود من العنف الروحي والثقافي والجسدي؛ إعادة اليهود إلى القيم الروحية التقليدية – إلى اليهودية؛ تعلم ونشر اللغة القومية لليهود – العبرية؛ والمشاركة في تربية وتعليم الأطفال اليهود" وما إلى ذلك. ويعتبرون أن أهدافهم تتطابق إلى حد كبير مع أهداف حركة "حباد" و"المنظمة الصهيونية"؛


– الرابطة الإقليمية لتقديم المساعدات الخيرية "إيدود حساديم" (رابطة الحاخاميين في روسيا)؛

– صندوق الخير "الكونغرس اليهودي الروسي" (REK)؛


– الهيئة الفدرالية اليهودية ذاتية الثقافة القومية في روسيا (FENKA).
في موسكو يوجد متحف يهودي ومركز للتسامح (المعطيات المتعلقة بروسيا مأخوذة من: jewnet.ru؛ موسوعة كيهيلوت اليهودية – КЕЭ).

*أوكرانيا*

بلغ عدد السكان اليهود في أوكرانيا عشية إنهيار الإتحاد السوفياتي، بحسب إحصاء عام 1982، حوالي 488,858 نسمة. وبحلول 01.01.2002، انخفض عدد اليهود إلى 105,480 نسمة. وما زال اليهود يغادرون أوكرانيا بأعداد كبيرة. وقد تسارع هذا النزوح بعد الانقلاب الحكومي عام 2014 وصعود القوميين البنديريين والنازيين الجدد إلى السلطة. وتقوم منظمة "القطاع الأيمن" (وهي منظمة محظورة في روسيا – المحرر) بحملة نشطة معادية لليهود، تشمل أعمال شغب واعتداءات، كما أظهرت الأحداث في أوديسا.
في منظومة الصهيونية الدولية، يلعب فرعها الأوكراني دورًا مهمًا سواء داخل البلاد أو على الساحة الدولية.

أول منظمة يهودية مستقلة وشرعية في الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الأوكرانية كانت "صندوق تشيرنيفتسي لحماية المقبرة اليهودية"، وأُنشئت في يونيو 1988 (ومنذ أغسطس 1988 أصبحت تُعرف باسم "صندوق تشيرنيفتسي الاجتماعي الثقافي اليهودي").
في بداية عام 2008، وبحسب بيانات اللجنة الحكومية لشؤون القوميات والأديان، كان هناك في أوكرانيا 288 منظمة قومية يهودية و290 طائفة دينية يهودية مسجلة. ويجب إضافة حوالي 100 منظمة وصندوق خيري يهودي إلى هذه القائمة.

وتعمل في أوكرانيا مكاتب تمثيل لأهم المنظمات اليهودية الدولية مثل:
– "جوينت" (JDC)،

– "سوخنوت" (الوكالة اليهودية لإسرائيل)،


– "مؤتمر المطالبات" (Claims Conference)،

– "هيليل".


توجد مكاتب "سوخنوت" في أكثر من 70 مدينة أوكرانية، ومكاتب "جوينت" في أربع مدن. وتحت رعاية "جوينت"، تعمل مراكز خيرية (حسيديم) في حوالي 70 مدينة، وكانت في ذروة نشاطها خلال أوائل العقد الأول من القرن الـ21 تقدم الخدمات لحوالي 120 ألف شخص.

بالتوازي، توجد في بعض مدن غرب أوكرانيا منظمات خيرية يهودية محلية خاصة بها، موحدة ضمن نظام "الرحمة – ماغن أفوت"، الذي تأسس في أوائل التسعينيات بمبادرة من "الهيئة التنسيقية للمنظمات اليهودية في أوكرانيا (VAAD)"، وبدعم من إتحاد المنظمات الدينية اليهودية في أوكرانيا. وفي عام 1996، تم نقل معظم مكاتبه إلى منظمة "جوينت".

من حيث التنوع والتشعب التنظيمي، يمكن للمنظمات اليهودية في أوكرانيا أن تنافس نظيراتها في الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا. فيما يلي أبرزها:

-جمعية المنظمات والطوائف اليهودية VAAD (عضو في الكونغرس اليهودي الأوراسي).

-المجلس اليهودي لأوكرانيا.

-الكونغرس اليهودي الأوكراني الشامل (VEC).

-الاتحاد الأوكراني العام للمنظمات الاجتماعية اليهودية "الجالية اليهودية الموحدة في أوكرانيا".

-الكونفدرالية اليهودية لأوكرانيا (EKU).

-رابطة المنظمات الدينية اليهودية "حباد لوبافيتش" (سابقًا: اتحاد الطوائف الدينية اليهودية في أوكرانيا – FIROU).

-اتحاد الطوائف الدينية اليهودية في أوكرانيا (OIROU).

-الكونغرس الأوكراني العام للطوائف الدينية اليهودية.

-الاتحاد الديني لطوائف اليهودية التقدمية في أوكرانيا (ROOPIU).

-المركز الثقافي التربوي لحركة اليهودية المحافظة "مدراشا تسيونيت".

-اتحاد الطلاب اليهود الأوكرانيين.

-اللجنة التوزيعية اليهودية الأمريكية "جوينت" (مكتب تمثيلي في وسط وغرب أوكرانيا).

-المنظمة الطلابية اليهودية الدولية "هيليل" (تنشط في أوكرانيا، بيلاروسيا، مولدوفا، جورجيا، أذربيجان، وأوزبكستان).

-مكتب تمثيلي لـ"Claims Conference" (في أوكرانيا ومولدوفا).

-الطائفة الدينية اليهودية في دنيبروبتروفسك (FIROU).


كما تنشط في أوكرانيا العديد من المنظمات والصناديق الإقليمية والمحلية، ومنها:

-المركز المجتمعي اليهودي "ميغدال" (أوديسا).

-المركز الثقافي اليهودي "بيت غراند" (أوديسا).

-منظمة ORT أوكرانيا.

-جامعة جنوب أوكرانيا اليهودية.

-حباد – أوديسا.

-جامعة "تيكفا" اليهودية (أوديسا).

-المركز الأوكراني العام لدراسة الهولوكوست.

-"تكوما" (دنيبرو).

-المركز الأوكراني لدراسة تاريخ الهولوكوست (كييف).

-جامعة سولومون الدولية (كييف).

-مركز أبحاث تاريخ وثقافة يهود أوروبا الشرقية (كييف).

-معهد الدراسات اليهودية (كييف).

-"كييف – حسيد نحالات أفوت عزريئيل".

-صندوق دنيبرو الخيري "المركز المجتمعي اليهودي باسم روزاليند غورفين".

-صندوق أوديسا الخيري "حيسيد شعاري تسيون" باسم هاري وجانيت واينبرغ.

-المركز الخيري اليهودي في فينيتسا "حيسيد إيمونا".

-"دونيتسك – حيسيد تسيدكا".

-المركز الخيري اليهودي في جيتومير "حيسيد شلومو".

-صندوق زاكارباتيا الإقليمي الخيري "حيسيد شبيرا".

-صندوق زابوروجييه الخيري "حيسيد ميخائيل".

-المركز الخيري اليهودي في إيفانو-فرانكيفسك "حيسيد ليب".

-المركز المجتمعي اليهودي الخيري الإقليمي في كيروفوغراد "حيسيد شلومو".

-صندوق لوغانسك الإقليمي الخيري "حيسيد نير".

-الصندوق اليهودي الخيري الإقليمي في لفوف "حيسيد أرييه".

-صندوق ميكولايف اليهودي الخيري "حيسيد مناحيم".

-صندوق ميرغورود الخيري "حيسيد شاحار".

-صندوق روفنو اليهودي الخيري "حيسيد أوشر".

-صندوق كونوتوب الخيري "المركز المجتمعي اليهودي حيسيد إستير".

-المركز اليهودي الخيري في سومي "حيسيد حاييم".

-صندوق خاركوف الإقليمي اليهودي الخيري "حيسيد شعاري تيكفا".

-المركز المجتمعي الخيري اليهودي في خيرسون "حيسيد شموئيل".

-صندوق خميلنيتسكي الإقليمي الخيري "حيسيد بيشت".

-صندوق تشرنيغوف اليهودي الخيري "حيسيد إستير".

-صندوق الخير اليهودي.

-"المنتدى اليهودي الأوكراني".

– اللجنة اليهودية الأوكرانية.

– الجمعية الأوكرانية العامة لليهود – من الناجين من الغيتوات ومعسكرات الاعتقال.


– المركز الثقافي الطلابي اليهودي "هيليل" في كييف.

– المركز الثقافي الطلابي اليهودي "هيليل" في أوديسا.


– المركز الثقافي الطلابي اليهودي "هيليل" في دنيبروبيتروفسك.

– "منزل موشيه" في كييف.


– "منزل موشيه" في أوديسا.

– المركز الثقافي الإسرائيلي في كييف.


المعطيات المتعلقة بأوكرانيا مأخوذة من تقرير معهد الدراسات السياسية اليهودية (سبتمبر 2014): "الحياة اليهودية في أوكرانيا". الوكالة اليهودية لإسرائيل "سوخنوت – أوكرانيا"، نُشر بالتعاون مع صندوق روتشيلد ("حناديف") – أوروبا (RF(H)E)، ومعهد الدراسات السياسية اليهودية (JPR)، لندن، بريطانيا، https://www.jpr.org.uk.

*بيلاروسيا*

وفقًا لبيانات التعداد السكاني لعام 1999، فإن عدد السكان اليهود في الجمهورية يقدّر بحوالي 28 ألف شخص، غير أن تقديرات المؤتمر اليهودي الأوراسي تشير إلى أن عدد اليهود في الجمهورية لا يقل عن 50–60 ألفًا. الغالبية العظمى من اليهود يقيمون في العاصمة مينسك، أما الجماعات اليهودية الكبيرة الأخرى فهي موجودة في مدن بريست، فيتبسك، غوميل، موغيليف، غرودنو، بوبرويسك، بولوتسك، موزير، بارانوفيتشي وبينسك.

بدأت أولى المنظمات اليهودية في بيلاروسيا بالظهور في أواخر الثمانينيات. ففي عام 1988، تأسست "جمعية الثقافة اليهودية باسم مندل موخير سفوريم" في بوبرويسك، وفي نفس الفترة تأسست "جمعية محبي الثقافة اليهودية في مينسك" (MOLEK)، وفي عام 1991 تم تسجيل "الجالية اليهودية في بيلاروسيا" رسميًا، والتي أصبحت جزءًا من "VAAD إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية".

أبرز المنظمات اليهودية العاملة حاليًا في البلاد هي "اتحاد الجمعيات والمجتمعات اليهودية البيلاروسية" (СБЕООО)، والذي ينتمي إلى المؤتمر اليهودي الأوراسي، ويتعاون بشكل فعّال مع المؤتمر اليهودي العالمي، والمؤتمر اليهودي الأوروبي، وغيرها من المنظمات اليهودية والصهيونية الدولية.

يضم СБЕООО حوالي 100 منظمة موزعة على 20 مدينة بيلاروسية. بالإضافة إليه، هناك منظمات أخرى:

– اتحاد الطوائف الدينية اليهودية في جمهورية بيلاروسيا (ОИРОБ)، والذي يضم بشكل رئيسي ممثلي حركة "حاباد – لوبافيتش" الحسيدية.
– الاتحاد الديني اليهودي في بيلاروسيا (ИРОБ)، ويضم طوائف يهودية أرثوذكسية من نوع "ميسنغديم".
– جمعية الطوائف اليهودية التقدمية (إصلاحيون).

كما تنشط منظمات وطنية أخرى:

– الجمعية العامة لليهود البيلاروسيين – من الناجين من الغيتوات ومعسكرات الاعتقال النازية.
– اتحاد يهود بيلاروسيا – من ذوي الإعاقات، والمحاربين القدامى، والمقاتلين السريين.
– الجمعية الخيرية اليهودية العامة "حيسيد راحاميم".
– الجمعية اليهودية العامة "مركز دعم الأسرة".
– الجمعية العامة "المركز الجمهوري للهولوكوست".
– الجمعية الرياضية الجمهورية "مكابي".

تجري أنشطة جميع هذه المنظمات الكبرى بدعم من سلطات جمهورية بيلاروسيا، وكذلك من منظمتي "جوينت" و"سوخنوت"، والمركز الثقافي-الإعلامي الإسرائيلي (وفقًا لـ jewnet.ru، KEE والموقع الرسمي للمؤتمر اليهودي الأوراسي https://www.eajc.org).

أما المؤتمر اليهودي الأوراسي الذي أُسس من قبل أوليغارشيين روس، فله فروع في بلدان مثل: أذربيجان، أرمينيا، جورجيا، كازاخستان، مقدونيا، موناكو، ميانمار، روسيا، سنغافورة، طاجيكستان، أوكرانيا، كرواتيا، اليابان، ألبانيا، بيلاروسيا، الهند، قرغيزستان، مولدوفا، منغوليا، نيوزيلندا، صربيا، سلوفينيا، أوزبكستان، الفلبين، والجبل الأسود.

إنهيار الإتحاد السوفياتي وتكريم غورباتشوف في إسرائيل

في ليلة 1 يناير 1992، توقف الإتحاد السوفياتي عن الوجود. ونتيجة لانهياره، تقلّصت مساحة روسيا بنسبة 24٪ مقارنة بمساحة الإتحاد السوفياتي، وانخفض عدد السكان بنسبة 49٪. وأصبح 25٪ من الروس الإثنيين يعيشون في دول أجنبية – أي في الجمهوريات السوفياتية السابقة – كمواطنين من الدرجة الثانية. وبدأت النزاعات العرقية تندلع هنا وهناك، وكان الروس هم أول من يدفع الثمن، فراح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء.

وقعت كارثة جيوسياسية غير مسبوقة، ولا تزال عواقبها المأساوية محسوسة حتى يومنا هذا. وللأسف، في المواجهة مع الرأسمالية والصهيونية، كانت الشيوعية في ذلك الوقت أضعف بكثير.

...لم تمضِ سوى أقل من ستة أشهر على تلك الأحداث المأساوية، حتى وصل ميخائيل غورباتشوف — وقد كان قد جُرِّد من جميع مناصبه — في 15 يونيو/حزيران 1992، إلى إسرائيل في زيارة رسمية، حيث استُقبل بجميع مظاهر التكريم، بما في ذلك من قبل رئيس الوزراء إسحاق شامير. وفي تقرير حول هذا اللقاء، نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ورد ما يلي حرفيًا:

«إسرائيل استقبلت الرئيس السابق للإتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف. وفي محادثاته التي أجراها في إسرائيل، أقر بأن الصهيونية حققت إنتصارًا ساحقًا في صراعها مع الشيوعية، وأن الشيوعية قد إنهارت. وتقدّر إسرائيل لغورباتشوف دوره في فتح الإتحاد السوفياتي السابق أمام الهجرة اليهودية الجماعية.»

وهكذا، فإن الأمين العام السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، قد إعترف علنًا بأن الصهيونية العالمية — التي كانت تخوض صراعًا نشطًا ضد الشيوعية عمومًا، وضد الإتحاد السوفياتي على وجه الخصوص — قد إنتصرت إنتصارًا لا لبس فيه. وكما يُقال، لا يمكن إضافة شيء ولا حذف شيء من هذا القول.

ويتّضح إذن أن العدو الرئيسي الذي خاض صراعًا لا هوادة فيه ضد الدولة السوفياتية والحركة الشيوعية العالمية منذ عام 1917 وحتى عام 1991، لم تكن الإمبريالية العالمية فقط، كما جرت العادة في الرواية السوفياتية، بل الصهيونية العالمية أيضًا.

وهذا الاعتراف، في الواقع، لا يفعل شيئًا سوى أنه يمنح دفعة مضاعفة لأولئك الذين لا يزالون يقفون بثبات على أرضية العداء الحقيقي للصهيونية.

---

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات