طوفان الأقصى 575 – الهند وباكستان في انتظار الحرب الرابعة

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية

28 أبريل 2025

تبادلت الهند وباكستان إطلاق النار على الحدود بين البلدين لليلة الثالثة على التوالي بعد هجوم أسفر عن مقتل 26 مدنياً في الجزء الهندي من كشمير. تحمّلت جماعة "جبهة المقاومة" المسلحة المسؤولية عن الهجوم، بينما اتهمت نيودلهي إسلام أباد بالوقوف خلفه.

نفت باكستان هذه الاتهامات، داعية إلى "تحقيق محايد" في ظروف الهجوم الأكثر دموية ضد المدنيين في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة منذ عام 2000. لكن وفقاً لتقييم قناة "الجزيرة" القطرية، "ثمّة الكثير من الغموض في القصة، وتثار شكوك حول دوافع الهجوم"، بل إن البعض يصفه بـ"العملية المفتعلة". لماذا؟

غرائب ملحوظة في الأحداث

أولاً: استهدف الهجوم المدنيين وليس المنشآت العسكرية، كما استهدف تدفق السياحة في المنطقة، الذي يُعدّ شرياناً حيوياً لاقتصاد كشمير.

ثانياً: ثمة استجابة هندية غير متناسبة، حيث أعلنت نيودلهي عن إجراءات تتعلق بإمدادات المياه المتدفقة من الهند إلى باكستان، مما ينتهك اتفاقية تقاسم مياه الأنهار الستة الموقعة بين البلدين عام 1960. وقد رفعت هذه الإجراءات مستوى المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة.

ثالثاً: تزامن الحادث مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ورغم عدم وجود صلة مباشرة بين الحدثين، حاول سفير إسرائيل رويبن أزار ربط جماعات كشمير بحركة "حماس".

روايات متضاربة

وصف أزار هجوم باهالغام بأنه "النسخة الهندية من أحداث السابع من أكتوبر 2023"، عندما هاجمت "حماس" إسرائيل، ووصفه بأنه جزء من "موجة التطرف الإسلامي العالمي". وقد التقطت صحيفة "تايمز أوف إنديا" هذه الرواية، مدعية أن "أجواء التحريض الناتجة عن صور المجازر في غزة عبر وسائل التواصل ساهمت في تعبئة الجماعات المتطرفة في كشمير".

مخاطر التصعيد

يحذر خبراء محليون من أن "الوضع الحالي يهدد بتحويل كشمير إلى ساحة استنزاف طويلة الأمد للهند عسكرياً واقتصادياً، بينما تسعى لمواكبة منافسة الصين". كما لا يستبعدون تدخلاً أجنبياً في القضية الكشميرية، أو حتى تدويلها، وهو ما تجنبه الهند منذ توقيع اتفاقية شيملا مع باكستان عام 1971.

نظريات المؤامرة

- الأولى: أن الأحداث تهدف إلى احتواء إيران.
- الثانية: أن كشمير هي الممر الجغرافي الوحيد للهند إلى آسيا الوسطى، وهي عالقة بين "فكي الصين وباكستان"، بينما قد تؤدي السيطرة الهندية على المنطقة إلى قطع الصلة بين الحليفين.

مشهد الحدود المتوتر

في إشارة إلى التصعيد، امتنع جنود البلدين عن المصافحة في الطقوس الحدودية اليومية، التي جرت كالمعتاد بموسيقى عسكرية وهتافات الجمهور. لقد صمد هذا التقليد لعقود رغم التوترات الدبلوماسية والاشتباكات العسكرية.

لا تزال البوابات الحدودية مغلقة، والتوتر بين البلدين مرتفع، فيما يخشى كثيرون من خطر تصعيد عسكري في الأيام المقبلة. وقد دعا مجلس الأمن الدولي كلا الجانبين إلى ضبط النفس، خاصة وأنهما خاضا ثلاث حروب منذ تقسيم شبه القارة عام 1947.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل