أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحرب العالمية الثانية














المزيد.....

طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحرب العالمية الثانية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

فالنتين كاتاسونوف
أستاذ وعالم في الاقتصاد، دكتوراة في العلوم الاقتصادية. رئيس الجمعية الاقتصادية الروسية.
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

14 مايو 2025

الصهيونية واليهود: هل هما وجهان لعملة واحدة؟

ساد الاعتقاد بأن اليهود والصهيونية شيء واحد تقريبًا. عندما نذكر اليهود، فإننا نقصد الصهيونية، وعندما نذكر الصهيونية، فإننا نقصد اليهود. ومع ذلك، فإن اليهود موجودون منذ عهد إبراهيم (قبل ألفي عام من الميلاد)، بينما تشكلت الصهيونية كحركة منظمة فقط في نهاية القرن التاسع عشر (عقد أول مؤتمر صهيوني عالمي في بازل عام 1897).

تُعرّف الصهيونية (المشتقة من اسم جبل صهيون في القدس) وفقًا لـ "ويكيبيديا" بأنها "الحركة القومية السياسية التي تهدف إلى توحيد الشعب اليهودي وإحيائه في وطنه التاريخي في أرض إسرائيل (إيريتس يسرائيل)". في معظم المنشورات حول الصهيونية، يتم تقديم هذه الحركة على أنها تمثل مصالح جميع يهود العالم.

كنت أتصور الصهيونية بنفس الطريقة خلال الحقبة السوفياتية. لكن ذلك تغير عندما بدأت التواصل خلال سفري إلى الخارج (خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل) مع أشخاص يعتبرون أنفسهم يهودًا. ولدهشتي، اكتشفت أنهم لا يعتبرون أنفسهم صهاينة، بل ينظرون إلى الصهيونية بحذر أو حتى بعداء صريح. بدأت تصوراتي عن تطابق اليهودية والصهيونية في الإنهيار.

معاداة الصهيونية من غير اليهود

معاداة الصهيونية من قبل غير اليهود مفهومة، خاصة لأن الصهيونية تُعتبر شكلاً متطرفًا من القومية أو حتى عنصرية. هذا الموقف يأتي من رفض أي شكل من أشكال القومية أو العنصرية، خاصة في ضوء تحول القومية الألمانية تحت حكم هتلر إلى الاشتراكية القومية (النازية). في عام 1975، صنفت الأمم المتحدة الصهيونية كشكل من أشكال العنصرية (القرار 3379 للجمعية العامة للأمم المتحدة). ناهيك عن أن الصهيونية أصبحت مرادفًا للفاشية بالنسبة للفلسطينيين والعرب، الذين عانوا من ويلاتها منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 بجهود الصهيونية العالمية. ومنذ أكتوبر 2023، شهد الشرق الأوسط جولة جديدة من "المحرقة"، ضحاياها عشرات الآلاف من الفلسطينيين (قتلى وجرحى).

معاداة الصهيونية بين اليهود أنفسهم

لكن كيف يمكن تفسير معاداة الصهيونية بين أولئك الذين يعتبرون أنفسهم يهودًا، أو "أشخاصًا من الجنسية اليهودية" (كما كان يُطلق عليهم في العهد السوفيتي)؟

1. رفض سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين: يعتبرون سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب في الدول المجاورة إبادة جماعية.
2. الخوف من تصاعد معاداة السامية: يخشون أن تؤدي سياسة إسرائيل والصهاينة إلى تعزيز المشاعر المعادية لليهود في جميع أنحاء العالم. بمعنى أن الصهاينة يستفزون كراهية اليهود عالميًا.
3. الرفض القسري للاندماج: اليهود الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا راضون عن حياتهم هناك، ويعتبرون البيئة الثقافية والإجتماعية في إسرائيل غريبة عنهم. ويخشون أن يحاول الصهاينة "إنقاذهم" من "الإندماج" عن طريق إجبارهم على الهجرة إلى "أرض الميعاد".
4. الحفاظ على النفوذ العالمي: يعتقد بعض اليهود "العقلانيين" أن تركيز اليهود في دولة واحدة (إسرائيل) سيُفقدهم نفوذهم العالمي المتمثل في وجودهم في جميع الدول تقريبًا، حيث يشغلون مواقع مؤثرة في الإقتصاد والمالية والسياسة.
5. الرفض الديني: يعتقد اليهود الأرثوذكس أن إقامة دولة إسرائيل بالقوة قد تجلب الكارثة لليهود، لأن الدولة اليهودية يجب أن تُقام فقط عندما يكون اليهود مستحقين لها روحانيًا حسب التوراة.

دروس من الحرب العالمية الثانية

كشف الصهاينة عن حقيقتهم في تعاملهم مع اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وتُعتبر كتابات شبتاي بيتزاليل بن تسفي Shabtai Betzalel Ben-Tzvi(المولود في الإمبراطورية الروسية عام 1906) من أهم المراجع التي تكشف دور الصهيونية خلال المحرقة. في كتابه "الصهيونية ما بعد أوغندا في المحكمة" Post-Uganda Zionism on Trial (1977)، يوضح أن الهدف الوحيد للصهيونية كان إقامة دولة يهودية في فلسطين، بينما كان إنقاذ اليهود من أوروبا ثانويًا إلا إذا وافقوا على الهجرة إلى فلسطين.

في مؤتمر إيفيان Évian Conference عام 1938، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت لمساعدة اللاجئين اليهود، قاطع الصهاينة أي حل لا يتضمن الهجرة إلى فلسطين. بل إن زعيم الصهيونية العالمية حاييم وايزمان أعلن الحرب على ألمانيا نيابة عن اليهود قبل الحرب العالمية الثانية بعشرة أيام (21 أغسطس 1939)، مما أعطى للنازيين ذريعة لإتهام اليهود بإشعال الحرب.

التعاون الصهيوني-النازي

تكشف الكتب مثل "المليون السابع" لتوم سيغيف و"أيخمان في القدس" لهانا أرندت. The Seventh Million by Tom Segev and Eichmann in Jerusalem by Hannah Arendt عن تعاون بعض القيادات اليهودية (المسيطَر عليها من الصهاينة) مع النازيين في ترحيل اليهود. بل إن بعض المؤرخين مثل إشعيا ترنك Isaiah Trunk يؤكدون أن نصف اليهود كان يمكن إنقاذهم لو لم يتبعوا تعليمات "المجالس اليهودية" (اليودنرات) Jewish Councils (Judenräte), التي هيمن عليها الصهاينة.

الخوف من الصهيونية

اليوم، يخشى معظم اليهود في العالم الصهيونية، ويرون فيها تهديدًا لهم. فالصهيونية لا تمثلهم، بل تعرضهم للخطر. والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت الصهيونية تهدف فقط إلى إقامة دولة صغيرة مثل إسرائيل، فكيف يمكن أن تكون أداة للهيمنة العالمية؟
هذا ما سنناقشه في المقال القادم.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر – الجزء الثاني عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 589 - ترامب يهمّش نتنياهو في الشرق الأوسط... وي ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الحادي عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 588 – ترامب يسحب البساط السوري من تحت قدمي أردو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء العاشر – الإتحاد السوفياتي عشية الحرب ...
- طوفان الأقصى 587 – ترويض نتنياهو: الولايات المتحدة تغيّر سيا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء التاسع - روايتان متشابهتان ولكن مختلف ...
- طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن - يفغيني سبيتسين: -لو لم تكن ا ...
- طوفان الأقصى 585 – دبلوماسية الدولار التي ينتهجها ترامب في ا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السابع – هل سنعيش حتى الذكرى المئوية ...
- طوفان الأقصى 584 – خبيرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تدعو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السادس – إتفاقيات السلام التي عجلت ال ...
- طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس
- العيد 80 للنصر - الجزء الخامس - من الذي إنتصرنا عليه — ولماذ ...
- طوفان الأقصى 582 – اليمن في مواجهة الطغيان - ملف خاص
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع – الأساس الذي لا يجوز التفريط ...
- طوفان الأقصى581 - إسرائيل تنوي القضاء الكامل على غزة كأرض فل ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثالث - ملف خاص
- طوفان الأقصى 580 - الزحام في سوريا


المزيد.....




- قصف وقتل وتجويع واغتيال في غزة
- قمة -اختر فرنسا-.. ماكرون يراهن على الاستثمارات الأجنبية
- المئات من عشّاق -حرب النجوم- يحتشدون في شوارع سانتياغو للاحت ...
- وزير الدفاع السوري يمنح الجماعات المسلحة مهلة 10 أيام للاندم ...
- إيران تلوح بفشل التفاوض إذا أصرت واشنطن على وقف كلّي للتخصيب ...
- للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين ؟
- احتجاجات سائقي سيارات الأجرة تعيق حركة المرور في مختلف المدن ...
- ستارمر وفون دير لاين يعلنان توقيع عقد شراكة بين الاتحاد الأو ...
- كوريا الشمالية تزيل كلمة -التوحيد- من اسم مبنى في قرية الهدن ...
- مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين بانفجار في جنوب غرب باكستان


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحرب العالمية الثانية