أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - العيد 80 للنصر - الجزء السادس عشر - جذور الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة ضد الجميع














المزيد.....

العيد 80 للنصر - الجزء السادس عشر - جذور الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة ضد الجميع


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

ألكسندر سامسونوف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤرخ وخبير عسكري روسي

9 مايو 2023

جذور الشر
خلال الحرب العالمية الأولى، إستخدمت لندن وباريس وواشنطن الإمبراطورية الروسية كـ"وقود حرب" في مواجهة العالم الجرماني (الإمبراطوريتان الألمانية والنمساوية-المجرية). إستغلوها كـ"بقرة حلوب"، وبعد هزيمة الألمان والروس، نهبوا ثرواتهم. روسيا نفسها كادت تُستبعد من اللعبة الكبرى ومن التاريخ، لكن البلاشفة أنقذوها بمشروعهم الحضاري الجديد (الحضارة السوفياتية).

أي أن الأنجلو-ساكسون فشلوا في القضاء نهائياً على الحضارة الروسية والشعب الروسي. لذا، فإن جذور الحرب العالمية الثانية تعود إلى الحرب العالمية الأولى. لندن وواشنطن نظمتا حرباً عالمية جديدة، وساعدتا ألمانيا على النهوض مجدداً عبر مشروع "هتلر" (التفاصيل في مقال لاحق بعنوان: صنع في أوروبا – أدولف هتلر؛ من غذى النازية في ألمانيا؟). وسلَّمتا الرايخ الثالث معظم أوروبا.

أما روسيا السوفياتية، بقيادة ستالين الحكيم، فقد حققت المستحيل: إنتشلت نفسها من الكارثة الحضارية والدولة بين 1917-1920؛ وإستطاعت بجهد جبار أن تستعد لحرب كبرى جديدة، وأن تبني إقتصاداً صناعياً وقوات مسلحة حديثة، وتشكل مجتمعاً موحداً وطنياً، وتقضي على قوى "الطابور الخامس" قبل الغزو. هذا ما مكنها من الصمود، وتحمل كوارث الحرب العالمية الثانية، بل والخروج منها كقوة عظمى. وإستطاعت إعادة بناء ما دمرته الحرب في غرب البلاد بسرعة.

لكن الثمن كان فادحاً: الحرب الدموية أنهكت الألمان والروس. العدو العالمي وجه ضربة قاسية للديموغرافيا الروسية وللنمو السكاني. سقطت زهرة الأمة، الشباب الذين كانوا يبنون مجتمعاً جديداً قائماً على المعرفة والإبداع. ربما هذه الحرب هي التي منعت ستالين من إكمال مشروعه العظيم، وحالت دون انتقال الحضارة السوفياتية إلى مرحلة جديدة. أي أن العدو لم يستطع سحقنا، لكنه أوقف إندفاعة روسيا نحو المستقبل، نحو النجوم. نعم، كان هناك القمر الصناعي الأول وغاغارين وإنتصارات أخرى، لكنها كانت مجرد قصور ذاتي.

لمن الفائدة؟
رسمياً، يُعتقد أن الإتحاد السوفياتي تحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة ألمانيا وإيطاليا واليابان. لكن هذه نظرة سطحية.

في الواقع، لعبة الحرب كانت أكثر تعقيداً. الولايات المتحدة حاربت العالم كله، حتى الإمبراطورية البريطانية، لإضعافها وجعلها شريكاً ثانوياً في التحالف الأنجلو-ساكسوني، والإستيلاء على مستعمراتها. الأمريكيون أثاروا العداوات بين أعدائهم وحلفائهم، تماماً كما كانت تفعل بريطانيا في الحروب السابقة.

على سبيل المثال، إخترعت الولايات المتحدة أسطورة "بيرل هاربر". بالقول تعرضنا لهجوم غادر بينما كنا نياماً. في الواقع، دخلت واشنطن الحرب بشروطها وفي الوقت المناسب لها. في البداية، دعمت عدوان اليابان على الصين وروسيا، ثم إستفزت اليابان بقطع إمدادات النفط عنها. كان على اليابان إما الإستسلام بعد نفاد المخزون، أو إعلان الحرب. إختار الساموراي الحرب. في واشنطن، كانوا يعلمون بالهجوم، وضحّوا بجزء من الأسطول (السفن القديمة، بينما تم سحب حاملات الطائرات). إستغلوا الغضب الشعبي لتعبئة الرأي العام.

أصبحت الولايات المتحدة رسمياً ضحية العدوان الياباني. النتائج كانت ممتازة: نهبوا اليابان، وسيطروا على مناطق نفوذها في آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء الصين، حيث إحتفظوا بتايوان فقط). حصلوا على قواعد إستراتيجية في اليابان وكوريا الجنوبية، موجهة ضد الروس والصينيين، ولا تزال الوضعية كما هي حتى اليوم.

كانت نتائج الحرب العالمية الثانية ممتازة لأمريكا:
- سحق العالم الجرماني ونهبه، وأصبحت ألمانيا شبه مستعمرة أمريكية حتى الآن.
- تم نهب اليابان وإخضاعها.
- إنهارت الإمبراطورية البريطانية، وإنتقل نفوذها إلى الأمريكيين.
- تعرضت الحضارة السوفياتية لضربة قاسية.
- أصبح الدولار العملة العالمية، مما مكن الولايات المتحدة من السيطرة على نصف الكوكب، ثم العالم كله بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي.

أزمة الرأسمالية
كما في الحرب العالمية الأولى، كان السبب الجذري للحرب العالمية الثانية هو أزمة الرأسمالية، القائمة على التوسع الدائم ونهب الموارد. في عام 1929، ضربت الولايات المتحدة أزمة إقتصادية غير مسبوقة: "الكساد الكبير"، الذي قتل ما بين 10 إلى 15 مليون شخص. كانت حرباً داخلية: مجاعة، بطالة جماعية، إنتحار، صراع بين المافيا المنظمة من قبل المصرفيين والعامة، إنتشار الجريمة، إلخ.

ما الحل؟ إما إشعال حرب عالمية لحرق التناقضات ونهب المنافسين، وإما إنهيار داخلي يؤدي إلى حرب أهلية. بالطبع، إختارت النخبة الأمريكية، ممثلة بروزفلت، الحرب. واشنطن راهنت على الحرب الكبرى منذ بداية الثلاثينيات، حتى قبل صعود هتلر إلى السلطة.

------

يتبع ...



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تت ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس عشر – من أوصل هتلر إلى السلطة؟
- طوفان الأقصى 591 - ترامب يُعدّ -طرد- نتنياهو
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع عشر – لماذا أجلت بريطانيا والو ...
- طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحر ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الثاني عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 589 - ترامب يهمّش نتنياهو في الشرق الأوسط... وي ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الحادي عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 588 – ترامب يسحب البساط السوري من تحت قدمي أردو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء العاشر – الإتحاد السوفياتي عشية الحرب ...
- طوفان الأقصى 587 – ترويض نتنياهو: الولايات المتحدة تغيّر سيا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء التاسع - روايتان متشابهتان ولكن مختلف ...
- طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن - يفغيني سبيتسين: -لو لم تكن ا ...
- طوفان الأقصى 585 – دبلوماسية الدولار التي ينتهجها ترامب في ا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السابع – هل سنعيش حتى الذكرى المئوية ...
- طوفان الأقصى 584 – خبيرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تدعو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السادس – إتفاقيات السلام التي عجلت ال ...
- طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس
- العيد 80 للنصر - الجزء الخامس - من الذي إنتصرنا عليه — ولماذ ...


المزيد.....




- بيان لبناني-فلسطيني: زمن السلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية ا ...
- أبو ظبي تحتضن منتدى -اصنع في الإمارات-
- -مجموعة مدريد- تعقد قمة عاجلة يوم 25 مايو لبحث تدهور الوضع ب ...
- إسبانيا مسرحا لجريمة سياسية: من يقف وراء اغتيال الأوكراني أن ...
- زيادة قياسية في الإنفاق الدفاعي الألماني منذ الحرب الباردة
- الناتو -يزيد- الانفاق الدفاعي... هل فعل تهديد ترامب فعله؟
- -وثيقة كييف-.. أوكرانيا تحث أوروبا على -عزل- روسيا مع تراجع ...
- روسيا.. رصد خنزير بري يلتزم بقانون السير
- بكتيريا الطفولة الخطيرة.. -قنابل موقوتة- في الأمعاء قد تنفجر ...
- -الموت الأسود-.. الجنود الروس يطورون قنبلة سوفيتية أسطورية


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - العيد 80 للنصر - الجزء السادس عشر - جذور الحرب العالمية الثانية: الولايات المتحدة ضد الجميع