أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 593 - ترامب في السعودية















المزيد.....

طوفان الأقصى 593 - ترامب في السعودية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

أوليغ سيرغييف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

16 مايو 2025

بدأت الجولة التي تستغرق أربعة أيام للرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط من المملكة العربية السعودية. فقد كانت الرياض المحطة الأولى لأول زيارة خارجية يقوم بها دونالد ترامب بعد تنصيبه (باستثناء حضوره جنازة البابا).

وخلال فترة رئاسته الأولى، كانت السعودية أيضاً أول وجهة خارجية يزورها ترامب، ثم توجه منها إلى إسرائيل. أما هذه المرة، فلم تتضمن جولة الرئيس الأمريكي زيارة لإسرائيل. وبعد الرياض، تضمنت خطته زيارة كل من الدوحة وأبوظبي.

في العاصمة السعودية، أجرى دونالد ترامب محادثات مع رئيس وزراء المملكة، الأمير محمد بن سلمان، ووقع وثيقة (إتفاقية) الشراكة الإقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي الولايات المتحدة والسعودية، كما ألقى خطاباً في منتدى الإستثمار السعودي – الأمريكي.

وشارك في الزيارة أيضاً عدد من الشخصيات البارزة في عالم المال والأعمال الأمريكي، من بينهم إيلون ماسك، وسام ألتمان المدير التنفيذي لشركة OpenAI، وجينسن هوان رئيس شركة Nvidia العملاقة لصناعة الرقائق الإلكترونية، بالإضافة إلى مديري شركات Blackstone، وBlackRock، وCitigroup، وIBM، وBoeing، وUber، وAmazon، ومؤسس Bridgewater Associates، والمؤسس الشريك لشركة LinkedIn، وغيرهم من قادة قطاع الأعمال الأمريكي.

وبحسب ما أعلنه الجانب الأمريكي، فقد حصلت الولايات المتحدة على إلتزامات إستثمارية بقيمة 600 مليار دولار من السعودية. ويرى محللو وكالة Bloomberg أن حصول ترامب خلال القمة في السعودية على تعهدات إستثمارية بهذا الحجم يُعد الإنجاز الرئيسي في أول زيارة خارجية له بعد عودته إلى السلطة.

ومن جهته، صرح محمد بن سلمان خلال إحدى جلسات منتدى الإستثمار السعودي – الأمريكي قائلاً: "نأمل اليوم في فرص إستثمارية بقيمة 600 مليار دولار، بما في ذلك صفقات بقيمة 300 مليار دولار تم توقيعها خلال هذا المنتدى. وسنعمل خلال الأشهر المقبلة على المرحلة الثانية من أجل إستكمال الصفقات وزيادتها إلى تريليون دولار".

كما تعهدت شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بما في ذلك Google وAMD وDataVolt وOracle وSalesforce وUber، باستثمار 80 مليار دولار في "التقنيات المتقدمة التحولية في كلا البلدين". ومن الجوانب الأساسية في الصفقة الأمريكية – السعودية ذات الطابع الاستثماري:

1. استثمار بقيمة 20 مليار دولار من شركة DataVolt السعودية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة؛

2. في قطاع الصحة، تعتزم شركة Shamekh IV Solutions استثمار 5.8 مليار دولار، بما في ذلك إنشاء مصنع عالي الإنتاجية في ولاية ميشيغان لإنتاج المحاليل الوريدية؛

3. شراكات إستثمارية تشمل عدة صناديق قطاعية مثل صندوق الطاقة بقيمة 5 مليارات دولار، وصندوق تكنولوجيا الطيران والدفاع (New Era Aerospace and Defence) بقيمة 5 مليارات، وصندوق الرياضة العالمي Enfield Sports بقيمة 4 مليارات.

كما تم توقيع "أكبر اتفاقية في تاريخ البلدين لبيع المعدات العسكرية"، وتضمنت خمس فئات:

1. تطوير سلاح الجو والقدرات الفضائية؛

2. الدفاع الجوي والصاروخي؛

3. الأمن البحري والساحلي؛

4. أمن الحدود وتحديث القوات البرية؛

5. تحديث نظم المعلومات والإتصالات.



ويشمل الإتفاق أيضاً "برامج تدريب ودعم واسعة لبناء قدرات القوات المسلحة السعودية، بما في ذلك تعزيز الأكاديميات العسكرية والخدمات الطبية العسكرية في المملكة".

بشكل عام، تغطي الصفقات قطاعات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا والوصول إلى الموارد الحيوية. وستقوم السعودية بشراء الطائرات، ووسائل الأمن البحري، والخدمات التقنية من الولايات المتحدة، إضافة إلى الحصول على التدريب والدعم العسكري. ووفقاً لبيان البيت الأبيض، فإن قيمة صفقة الأسلحة بين البلدين بلغت 142 مليار دولار، وتتضمن تزويد المملكة بـ"معدات قتالية متطورة وخدمات من نحو 15 شركة أمريكية متخصصة في الصناعات الدفاعية". كما ستصدر الولايات المتحدة إلى السعودية توربينات غاز وتقنيات طاقة بقيمة 14.2 مليار دولار، وطائرات ركاب من طراز Boeing 737-8 بقيمة 4.8 مليار دولار.

ومن أبرز التصريحات السياسية في اليوم الأول من الجولة، كان إعلان ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا. كما إلتقى، بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولأول مرة منذ 25 عاماً، مع رئيس سوريا بالوكالة أحمد الشرع. وإنضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المكالمة الهاتفية، معلناً أن تركيا ستتعاون مع السعودية "من أجل السلام"، ومشيداً بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا.

وقد عرض ترامب على الرئيس السوري الحالي حزمة من المقترحات:

1. الاغنضمام إلى إتفاقيات أبراهام مع إسرائيل؛


2. طرد جميع الإرهابيين الأجانب من سوريا؛


3. ترحيل المسلحين الفلسطينيين؛

4. التعاون مع الولايات المتحدة لمنع عودة تنظيم داعش؛

5. تحمل المسؤولية عن معسكرات مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا.

من جانبه، أشار الشرع إلى إنسحاب إيران باعتباره فرصة للتغيير، وأكد إلتزامه باتفاق عام 1974 مع إسرائيل. كما دعا الشركات الأمريكية للإستثمار في قطاعي النفط والغاز السوريين.

وبحسب صحيفة Financial Times، فإن ترامب أعلن خلال خطابه في الرياض أمام قادة دول الخليج أن الولايات المتحدة "تدرس الآن إمكانية تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة"، وأرجع هذا القرار إلى مشاورات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي، ورغبة واشنطن في إعطاء السوريين "فرصة لبداية جديدة".

في اليوم الثاني من جولته، شارك ترامب في القمة الخامسة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. ورغم مناقشة جميع القضايا الإقليمية الساخنة – غزة، وسوريا، ولبنان، وإيران، واليمن – إلا أن شيئاً جديداً لم يُطرح، بإستثناء ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية (مثل "إسرائيل هيوم")، التي ذكرت أن أحد المواضيع الأساسية في زيارة ترامب لدول الخليج يتمثل في "صفقة كبرى" لتسوية النزاع في غزة، وإنشاء "نظام جديد في الشرق الأوسط".

ويُفترض أن تُنفذ هذه "الصفقة السياسية الكبرى" على مدى سنوات، تماماً مثل الصفقات الإقتصادية المبرمة. أما الإستثمارات الموعودة في الرياض والدوحة، والتي تُقدر بتريليونات الدولارات، فهي مخصصة لأجل طويل الأمد. فمهارة التفاوض والمساومة جزء أصيل من ثقافة الملوك العرب في الخليج. وكل ما يتطلبه الأمر هو عرض مبلغ ضخم و"آفاق واعدة" للحصول من الولايات المتحدة وترامب على تنازلات سياسية وإقتصادية آنية.

السعوديون أدركوا منذ زمن أنه يجب تقديم أكبر قدر من الوعود لترامب. أما تنفيذ هذه العقود، فليس ضرورياً بالكامل. كما أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي لا يستطيع إنتاج هذا الكم من الأسلحة في وقت قصير. فمثلاً، لا يتم إنتاج سوى 300 صاروخ من طراز Patriot سنوياً. هذا دون احتساب العقود مع الإتحاد الأوروبي، وآسيا، وإسرائيل...

ويبدو أن هذا الأسلوب لا يُمارس من قبل العرب وحدهم، بل تبناه ترامب نفسه – بدءاً من التحول إلى المفاوضات مع إيران، بعد أن كان يتحدث عن مواجهة، وإنتهاءً برفع العقوبات عن سوريا. وفي خضم ذلك، تتردد الشعارات، وترتفع سقوف المطالب، وتتبادل الأطراف التهديدات والمديح، ويتلاعب الجميع بأرقام إستثمارية هائلة ومجردة.

وفي خضم كل ذلك، يُغفل أن ترامب وفريقه، لكي يحصلوا فعلياً على أموال من ولي العهد السعودي، وليس مجرد وعود، يحتاجون إلى تجاوز عتبة 2 تريليون دولار. حتى وكالة Bloomberg الأمريكية تعتقد أن السعودية لن تتمكن من إستثمار تريليون دولار في الولايات المتحدة. فخطط إدارة ترامب لجذب هذا التريليون من المملكة تصطدم ببرنامج الإصلاح الطموح الذي يقوده محمد بن سلمان.

وبحسب تقديرات Bloomberg، فإن عملية تحويل الإقتصاد السعودي تتطلب نحو 2 تريليون دولار، بما في ذلك مشاريع ضخمة مثل مدينة "نيوم" التي قد تصل تكلفتها إلى 1.5 تريليون، بالإضافة إلى الاستعدادات لمعرض إكسبو 2030 وكأس العالم 2034 وغيرهما من الفعاليات. ومع إرتفاع النفقات وإنخفاض أسعار النفط (63 دولاراً للبرميل) – والتي قد تنخفض أكثر – تشهد المملكة بالفعل عجزاً في الحساب الجاري. ويتطلب توازن الميزانية سعراً قدره 96 دولاراً للبرميل، أما إذا إحتُسبت الإستثمارات المحلية، فالسعر اللازم يصل إلى 113 دولاراً للبرميل. ونتيجة لذلك، فإن الإستثمارات الفعلية في الولايات المتحدة، حتى لو تم الإعلان عنها، قد تكون محدودة وموزعة على مدى عقود. ويقول الخبراء إن السعودية لن تستطيع توفير تريليون دولار للأمريكيين، خصوصاً في السنوات الأربع المقبلة.
-----
يتبع ...ترامب في قطر



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد 80 للنصر - الجزء السادس عشر - جذور الحرب العالمية الثا ...
- طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تت ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس عشر – من أوصل هتلر إلى السلطة؟
- طوفان الأقصى 591 - ترامب يُعدّ -طرد- نتنياهو
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع عشر – لماذا أجلت بريطانيا والو ...
- طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحر ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الثاني عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 589 - ترامب يهمّش نتنياهو في الشرق الأوسط... وي ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الحادي عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 588 – ترامب يسحب البساط السوري من تحت قدمي أردو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء العاشر – الإتحاد السوفياتي عشية الحرب ...
- طوفان الأقصى 587 – ترويض نتنياهو: الولايات المتحدة تغيّر سيا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء التاسع - روايتان متشابهتان ولكن مختلف ...
- طوفان الأقصى 586 - الصمت المدوي: روسيا تخسر الحرب الإعلامية ...
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن - يفغيني سبيتسين: -لو لم تكن ا ...
- طوفان الأقصى 585 – دبلوماسية الدولار التي ينتهجها ترامب في ا ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السابع – هل سنعيش حتى الذكرى المئوية ...
- طوفان الأقصى 584 – خبيرة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تدعو ...
- العيد 80 للنصر – الجزء السادس – إتفاقيات السلام التي عجلت ال ...
- طوفان الأقصى 583 - إدارة ترامب تسعى للسيطرة على قناة السويس


المزيد.....




- خلفت عشرات القتلى.. شاهد لحظة اجتياح أعاصير مدمرة مناطق بأمر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن ودو ...
- بينهم رضيع عمره أيام وطفل لم يتجاوز السنتين.. غارات إسرائيلي ...
- -فالكون عربي-.. الإمارات تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بلغة الض ...
- ألمانيا ـ ارتفاع الجرائم المرتبطة بمعاداة السامية لمستوى قيا ...
- ميرتس يدشن كتيبة ألمانية في ليتوانيا ويحذر من -تهديد- روسيا ...
- ليبيا.. استمرار الاعتصام الطلابي في جامعة طرابلس (صور)
- الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي ثان خلا ...
- بولندا: تشكيل جيش أوروبي موحد حلم لن يتحقق
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 593 - ترامب في السعودية