أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - العيد 80 للنصر - الجزء الحادي والعشرون - أساطير الرايخ الثالث - أسطورة الدين القومي















المزيد.....

العيد 80 للنصر - الجزء الحادي والعشرون - أساطير الرايخ الثالث - أسطورة الدين القومي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


3-3

*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

ألكسندر سامسونوف

3 أكتوبر 2012

كان أحد أسس أساطير الرايخ الثالث هو رفض المسيحية التي أعتُبرت "دينًا غريبًا عرقيًا" عن الآريين (الألمان). وُصفت الديانة المسيحية بأنها "دين الضعفاء" والعبيد. ورد في المواد التدريبية لموظفي جهاز الأمن التابع للرايخ في 28 مارس 1943: "إن النظرة المسيحية للعالم تنبع من الروح العرقية لشرق آسيا وليس من القيم الطبيعية للشعب". بالإضافة إلى ذلك، لم تعترف المسيحية، على عكس النازية، بالإختلافات العرقية والقومية، لذا أعتُبرت أيديولوجية معادية للنازية. كل هذا ولّد مطالبًا بالعودة إلى الدين "الآري" الذي يتوافق مع الدم والعرق.

من الجدير بالذكر أنه بينما تم الإعلان عن النظرية العرقية رسميًا وتنظيمها على مستوى القوانين وتنفيذها في فترة ما قبل الحرب، فإن "بناء الإله في الرايخ الثالث" قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية كان لا يزال في مرحلة الخطط التحضيرية السرية. كانت النخبة الألمانية تخطط لتنفيذ البرنامج بالكامل بعد الإنتصار في الحرب. لكن الرايخ الثالث لم ينتصر، وبقيت الخطط حبرًا على ورق. علاوة على ذلك، لم يتم الحفاظ على جميع الوثائق، ولا توجد شهادات جماعية أيضًا. على الباحثين إعادة بناء هذا الموضوع من شذرات متناثرة.

كان الموقف المعادي للمسيحية والوثني الجديد في الأيديولوجية النازية واضحًا للعديد من المعاصرين. لاحظ الأرشمندريت يوحنا (شاخوفسكي)، وهو كاهن أرثوذكسي خدم خلال حكم النظام النازي في برلين (ولم يكن تابعًا لبطريركية موسكو)، وكان قد حارب تحت رايات دينيكين خلال الحرب الأهلية وكان مناهضًا للشيوعية، "الطابع غير المسيحي" لأيديولوجية النازية. وفقًا لكلامه، في ثلاثينيات القرن العشرين، جرت في ألمانيا "معركة من أجل جوهر الإيمان المسيحي". كما ذكر الكاردينال كليمينس فون غالين، أسقف مونستر الكاثوليكي والمناهض الشرس للشيوعية، في رسالته الرعوية بتاريخ 18 فبراير 1937: "قضية هتلر هي قضية الشيطان، وهو نفسه خادمه وأداته... النازيون يتحدثون باسم الله، لكن الشيطان في قلوبهم". وقد عارض الأسقف فون غالين النظرية العرقية والدينية للنازيين منذ يناير 1934.

في البداية، عندما كانت عملية ترسيخ سلطة النازيين في مراحلها الأولى، أخفى هتلر ورفاقه جوهر أيديولوجيتهم، مفضلين التمسك بالقيم التقليدية. خلال الحملة الإنتخابية عام 1933، أعرب هتلر مرارًا عن تعاطفه العلني مع المسيحية، ووعد بالعمل على نشرها "كأساس للأخلاق الوطنية". ووصف الفوهرر الكنائس المسيحية بأنها "عنصر مهم للحفاظ على روح الشعب الألماني"، وتحدث عن تعزيز "العلاقات الودية مع الكرسي البابوي". سمح ذلك بجذب ليس فقط الطبقة الوسطى، ولكن أيضًا البرجوازية الكبيرة والبيروقراطية المحترفة والعسكريين إلى جانب الحزب. ووصف هتلر المسيحية بأنها "أساس القيم الاجتماعية". كان يحتاج إلى دعم الأوساط الكنسية، مثل حزب الوسط الكاثوليكي، لتحقيق الفوز في الإنتخابات.

فيما بعد، إستمرت العلاقة الرسمية الجيدة مع الكنيسة لأسباب تكتيكية، لتجنب إستعداء جزء كبير من المجتمع (حسب إحصاء 1940، اعتبر 95% من الألمان أنفسهم مسيحيين). بينما قدم النازيون إيماءات مطمئنة تجاه الكنيسة، كانوا قد قرروا بالفعل المصير النهائي للمسيحية. ففي مذكراته عام 1928-1929، كتب جوزيف غوبلز: "لقد إنتهى عصر الكنائس". وفي الدوائر الضيقة، كان النازيون يخططون بالفعل للإجراءات ضد الكنيسة المسيحية.

في نوفمبر - ديسمبر 1937، قدم رجال الدين العسكريون البروتستانت مذكرة إلى هتلر، أعربوا فيها عن معارضتهم الشديدة للدعاية المناهضة للدين التي يشنها النازيون. ووفقًا لمؤلفي الوثيقة، فإن الدولة والحزب يحاربان المسيحية، وأصبح الوضع "غير محتمل تمامًا". نُشرت الوثيقة في الخارج ووجهت ضربة لسمعة نظام هتلر. وفي العام نفسه، أعد الكاثوليك عريضة مفتوحة جاء فيها: "الكره، والتشهير، والعداء الصريح أو الخفي، المتولد من مصادر عديدة ويستخدم أدوات مختلفة ضد المسيح وكنيسته". ردًا على ذلك، نظم غوبلز حملة ذات طابع جنسي، حيث إتهم جميع الرهبان بالمثلية الجنسية، واتهم الأديرة بتشجيع هذه الخطيئة. في 1937-1938، نظمت الشرطة السرية عدة محاكمات ضد كهنة كاثوليك، إتهموا بانحرافات جنسية. وكررت الدعاية النازية أن هناك آلاف القضايا ضد رجال الدين المتورطين في أفعال فاحشة. وأُرسل الكهنة والرهبان والمؤمنون بالمئات إلى معسكرات الاعتقال والسجون. حتى أن الغستابو أنشأ قسمًا خاصًا لمحاربة "الكاثوليكية السياسية". في عام 1938، كان هناك 304 كاهنًا في معسكر داخاو المتخصص في رجال الدين، وإرتفع العدد خلال الحرب إلى 2720 شخصًا (من بينهم كهنة أرثوذكس أيضًا)، ولقي الكثير منهم حتفهم.

في 12 مايو 1937، سجل غوبلز خطابًا برنامجيًا لهتلر حول المسيحية. وفقًا للفوهرر، كان من الضروري "إخضاع الكنيسة وتحويلها إلى خادم لنا"، وإلغاء قانون العزوبة، ومصادرة ممتلكات الكنيسة، وحظر دراسة اللاهوت قبل سن 24، وحل الأديرة، وسحب نظام التربية والتعليم من الكنيسة. وكان من المقرر أن تلعب المحاكمات الإستعراضية ضد رجال الدين دورًا كبيرًا.

في خطبته بتاريخ 31 يوليو 1938، وصف رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الخارج ألكسندر (نيمولوفسكي)، الذي كان يشرف على الأبرشيات في بلجيكا، هتلر بأنه "همجي" "يدمر الإيمان المسيحي، بينما يروج للوثنية في الوقت نفسه".

مع بداية الحرب العالمية الثانية، إنخفض الضغط على المسيحية قليلاً. إعتقد هتلر أنه في الفترة الحرجة، كان من الضروري الحفاظ على "السلام المدني" في المجتمع الألماني. وتم حظر أي إجراءات ضد الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية أثناء الحرب. ومع ذلك، لم يتخل هتلر عن الهدف النهائي - القضاء على الطوائف المسيحية في ألمانيا. كانت القيود المفروضة على الحملات المعادية للمسيحية تلعب دورًا فقط حتى هزيمة فرنسا. في نهاية سبتمبر 1940، صدر مرسوم من وزارة العمل يحظر دخول الأديرة.

أصبح عام 1941 ليس فقط عام الهجوم على الإتحاد السوفياتي، ولكن أيضًا عام الهجوم الشرس على المسيحية في ألمانيا. في 13 يناير 1941، بعد تلقي برقية سرية من بورمان، بدأ الغستابو وقوات الأمن الخاصة (SS) بالتعاون مع قادة المناطق النازية (غاولايتر) عملية "إقتحام الأديرة". بحلول الصيف، صودر 120 ديرًا، وأُرسل عدة مئات من الرهبان إلى معسكرات الإعتقال. وحولت مباني الأديرة، وفقًا لتوجيهات بورمان، إلى أماكن إستجمام لأعضاء الحزب، أو "مدارس أدولف هتلر" (مثل دير كلوسترنيبورغ، أحد أكبر الأديرة النمساوية)، أو مراكز التربية السياسية القومية. كما إنتقلت بعض المباني إلى سلطة قوات الأمن الخاصة ووزارة الدعاية. وفي أغسطس، إضطرت السلطات إلى تعليق العملية بسبب إحتجاجات رجال الدين والشعب.

في مارس 1941، أصدر غوبلز أمرًا يحظر نشر الأدب المسيحي (حيث كان وزير الدعاية مسؤولًا عن جميع المطبوعات في البلاد). وتم تبرير الحظر بـ"نقص الورق". وفي 9 يونيو، أرسل بورمان رسالة إلى جميع قادة المناطق النازية بعنوان: "موقف النازية من المسيحية". وذكر فيها أن "النظرة النازية والنظرة المسيحية للعالم غير متوافقتين". وإدعى أن المسيحية تعتمد على جهل الناس، وبالتالي تحافظ على سلطتها. كما أن المعرفة العلمية تشكل تهديدًا لوجود الكنائس المسيحية. وإستخدمت الكنيسة علومًا زائفة مثل اللاهوت لتشويه وتزوير نتائج الأبحاث العلمية. ووفقًا لبورمان، فإن النازية تقف على مستوى أعلى من "مفاهيم المسيحية المستمدة من اليهودية". ولهذا السبب، يمكن للحزب النازي الإستغناء عن الكنيسة المسيحية. وإقترح رئيس مكتب الحزب النازي وقف الدعاية للمسيحية، مما سيؤدي إلى "موت تلقائي" للكنيسة، حيث لن تتلقى الأجيال الجديدة أي معلومات عن هذا الدين.

ومع ذلك، إستمر الضغط الخفي على المسيحية. في نوفمبر 1941، صدر مرسوم بإعادة صهر الأجراس الكنسية التي لا تمتلك قيمة فنية أو تاريخية. وأُزيلت معظم أجراس الكنائس وأُرسلت لإعادة الصهر في ربيع 1942. وتم تبرير المرسوم بـ"نقص المعادن" في البلاد. وفي بعض الأماكن، مُنعت الخدمات الدينية والأعياد، وحُولت الكنائس والأديرة إلى مرافق عسكرية أو مخازن أو سجون، وإنتشرت الدعاية المعادية للمسيحية.

وإعتبر هتلر حل "المشكلة الكنسية" ذا أهمية كبيرة. في 13 ديسمبر 1941، بينما كانت الجيش الألماني يقاتل عند أبواب موسكو ولينينغراد، قال الفوهرر في مقر القيادة إن "المهمة العظيمة الأخيرة لعصرنا" ستكون حل مشكلة الكنيسة. فقط بعد حل هذه المشكلة يمكن للأمة الألمانية أن تطمئن لمستقبلها.

كمنطقة تجريبية، إختارت القيادة الألمانية منطقة فارتيغاو (فارتنلاند)، التي ضُمت إلى الرايخ الثالث بعد هزيمة بولندا. في 1940-1941، قدمت السلطات "13 نقطة" للكنيسة اللوثرية في بوزنان. وفقًا لها، أُلغيت الكنيسة كمنظمة كاملة، وسُمح فقط بوجود مجتمعات دينية مستقلة. ومنعوا من إقامة أي روابط مع الهياكل الكنسية الأخرى في ألمانيا. ولم يُسمح إلا للبالغين بأن يكونوا أعضاء في هذه المجتمعات، كما مُنع تدريس الدين في المدارس. ولم يُسمح بإقامة الصلاة في الكنائس إلا لكهنة من فارتنلاند، وكان عليهم أيضًا إمتلاك مهنة رسمية. وكان من المقرر لاحقًا تطبيق هذا النظام على جميع أنحاء ألمانيا.

ماذا كانوا يخططون لإستبدال المسيحية به؟

أعطى هتلر ومحيطه أهمية كبيرة لـ"إحياء" الوثنية الجرمانية-الإسكندنافية وعباداتها الرئيسية (أودين، ثور، فريا، وغيرها من الآلهة)**. وفي ثلاثينيات القرن العشرين، أجريت تجارب "لإحياء" الديانة القديمة. وفي ويستفاليا، خرجت قرية بأكملها من الكنيسة، وأقامت مزارًا وثنيًا ومقبرة. وفي ساكسونيا السفلى عام 1935، نظم روزنبرغ نصبًا تذكاريًا للسكسونيين الوثنيين الذين أعدمتهم الكنيسة بأمر من شارلمان عام 782. وأطلق عليه اسم "غابة الساكسون".

كما إختبرت ألمانيا نسخة من "المسيحية الآرية" أو "المعربة"، التي تم تعديلها بعناية لتتوافق مع معايير النازية. وتحولت تعاليم المسيح فعليًا إلى دين "الدم والعرق الألماني". نشأت حركة "المسيحيين الألمان" في عهد جمهورية فايمار، وتأسست رسميًا خلال صعود النازيين في عام 1932. وأطلق "المسيحيون الألمان" على أنفسهم اسم "كتيبة العاصفة ليسوع المسيح"، وقلدوا قوات العاصفة (SA) لدرجة أن قساوستهم كانوا يظهرون للوعظ بزي العاصفة.

في النهاية، فشل كلا الخيارين لـ"الدين القومي". بالطبع، لم يتم حظر الوثنية الجديدة ولا "المسيحية القومية"، وكان لكل منهما أتباعه، لكنهما فقدا فرصة أن يصبحا الدين الرسمي للرايخ.

أراد قادة الرايخ أن يحتلوا مكان الكنيسة بأنفسهم، مستبدلين الأفكار المسيحية بالأفكار النازية. كتب غوبلز في 7 أغسطس 1933: "نحن ضد الكنيسة. سنصبح نحن الكنيسة". بالنسبة لهتلر ونخبة الحزب النازي، أصبحت النازية دينًا، وأصبح الحزب كنيسة. ولتحويل الشعب بأكمله إلى هذا "الدين"، أولى النازيون إهتمامًا كبيرًا لتحويل الأطفال إلى "إيمانهم". ولعب "شباب هتلر"، الجناح الشبابي للحزب، الدور الرئيسي في هذا المجال. ثم إستمرت تربية الشباب في إطار "الدين النازي" في قوات الأمن الخاصة (SS).

-------****------

**توضيح من د. زياد الزبيدي
زيادة في المعرفة، نورد ملخصا يشرح المبادىء الرئيسية للوثنية الجرمانية-الإسكندنافية التي حاول النازي إحلالها مكان الديانة المسيحية.
------
الوثنية الجرمانية-الإسكندنافية هي نظام ديني ومعتقدات قبلية كانت سائدة لدى الشعوب الجرمانية والإسكندنافية قبل إعتناق المسيحية. إرتبطت هذه المعتقدات بعبادة قوى الطبيعة والأسلاف، وتشكلت حول آلهة وأساطير متعددة، بعضها أصبح أساسًا للأساطير الإسكندنافية المعروفة اليوم.
خلال الحقبة النازية، حاول النظام إستغلال هذه المعتقدات لأغراض أيديولوجية، مع إعادة تفسيرها لتعزيز فكرة "العرق الآري" والسيطرة الثقافية.

الآلهة الرئيسية في الميثولوجيا الجرمانية-الإسكندنافية
1. أودين (Odin / Woden)
- يُعتبر رئيس الآلهة في البانثيون الإسكندنافي، إله الحكمة، الحرب، الشعر، والسحر.
- يُصور عادةً كرجل عجوز ذو لحية طويلة، يرتدي عباءة ويحمل رمحًا (غونغنير).
- ضحى بعينه للحصول على المعرفة من بئر ميمير، وهو مرتبط بالشعراء والمحاربين.
- في التفسير النازي، تم تقديمه كرمز للقائد العسكري الفذ والإستراتيجي، وربطوه بـ"العبقرية الآرية".

2. ثور (Thor)
- إله الرعد والقوة، يحمل مطرقة ميولنير التي تعود إليه بعد رميها.
- يُعتبر حامي البشر والآلهة من العمالقة (الجهل والفوضى في التفسير النازي).
- كان رمزًا للقوة البدنية والشجاعة، مما جعله أيقونة مفضلة لدى النازيين، خاصة في دعايتهم العسكرية.

3. فريا (Freyja)
- إلهة الحب، الجمال، الخصوبة، ولكن أيضًا الحرب والموت في بعض الأساطير.
- ترأس "فولكفانغر"، حيث يُعتقد أنها تستقبل نصف المحاربين المقتولين (بينما يذهب النصف الآخر إلى فالهالا مع أودين).
- حاول النازيون تصويرها كرمز "للأنوثة الآرية النقية"، لكنهم قللوا من دورها الحربي لتعزيز الصورة النمطية للمرأة كزوجة وأم.

4. تير (Tyr)
- إله الحرب والعدالة، معروف بتضحيته بيده لربط الذئب فنرير.
- كان رمزًا للشرف والتضحية، مما جعله محط إهتمام النازيين كتجسيد للبسالة العسكرية.

5. بالدر (Balder)
- إله النور والجمال، ابن أودين، قُتل بسبب مكائد لوكي.
- في التفسير النازي، تم ربط موته بـ"خيانة الأعداء" (مثل اليهود في خطابهم المعادي للسامية).

6. لوكي (Loki)
- إله الخداع والفوضى، غالبًا ما يُصوّر كعدو للآلهة.
- إستخدمه النازيون كرمز "للخيانة الداخلية" وربطوه بالتآمر اليهودي أو الشيوعي.

الممارسات والطقوس الوثنية
- الاحتفالات الموسمية: مثل "يول" (الانقلاب الشتوي) و"أوستارا" (الربيع)، التي أعيد إحياؤها في ألمانيا النازية كبديل للأعياد المسيحية.
- الرونات (Runes): رموز جرمانية قديمة أستُخدمت للكتابة والسحر. إستغل النازيون رموزًا مثل "سيغ" (ᛋ) (النصر) و"أودال" (ᛟ) (التراث) في شعاراتهم.
- عبادة الأسلاف: روج النازيون لفكرة "الدم والتربة" (Blut und Boden)، معتبرين أن الأجداد الجرمانيين كانوا مزارعين ومحاربين أبطال.

استغلال النازية للوثنية
- إحياء الأساطير: قام هاينريش هيملر (زعيم SS) بتبني أفكار وثنية، مثل "فالهالا" (قاعة المحاربين المقتولين)، لتعزيز عبادة الموت من أجل الرايخ.
- الرموز: استخدمت SS رموزًا مثل الرونات المزدوجة (ᛋᛋ) والشمس السوداء (المستوحاة من الفلكلور الجرماني).
- الطقوس البديلة: حاول النازيون استبدال المعمودية المسيحية بـ"تسمية الأطفال" بأسماء جرمانية، وتحويل الكنائس إلى "معابد وثنية".

الانتقادات والفشل
- المقاومة الشعبية: معظم الألمان ظلوا مسيحيين، ورأوا في الوثنية الجديدة تهديدًا للثقافة الأوروبية.
- التناقض الداخلي: بعض النازيين (مثل غورينغ) سخر من "خرافات" هيملر، بينما فضل آخرون (مثل روزنبرغ) نسخة "علمانية" من العرق الآري.
- الأسطورة vs الواقع: الأساطير الإسكندنافية لم تكن عنصرية بالأصل، لكن النازيين حرفوها لتناسب أيديولوجيتهم.

الخلاصة
حاول النازيون تحويل الوثنية الجرمانية إلى دين دولة، لكنهم فشلوا بسبب عدم تجذرها في المجتمع وتركيزهم على الحرب. اليوم، تُدرس هذه الأساطير كجزء من التاريخ الثقافي، لكن إستغلال النازيين لها يظل تحذيرًا من تشويه التراث لأغراض سياسية.
-----
يتبع ...



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 598 - ترامب في الشرق الأوسط – جولة أعمال أم شيء ...
- طوفان الأقصى597 - سواليف شرقية - بماذا عاد ترامب من جولته في ...
- العيد 80 للنصر - الجزء العشرون - أساطير الرايخ الثالث: النظر ...
- طوفان الأقصى 596 - زيارة ترامب إلى دول الخليج - ملف خاص
- طوفان الأقصى 596 - زيارة ترامب إلى دول الخليج - ملف خاص
- العيد 80 للنصر - الجزء التاسع عشر - من أساطير الرايخ الثالث ...
- طوفان الأقصى 595 – ترامب في الإمارات
- العيد 80 للنصر - الجزء الثامن عشر - من الذي رعَى النازية في ...
- طوفان الأقصى 594 - ترامب في قطر
- العيد 80 للنصر - الجزء السابع عشر – أدولف هتلر: صُنع في أورو ...
- طوفان الأقصى 593 - ترامب في السعودية
- العيد 80 للنصر - الجزء السادس عشر - جذور الحرب العالمية الثا ...
- طوفان الأقصى 592 – ترامب – نتنياهو: لا شيء شخصي...إسرائيل تت ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الخامس عشر – من أوصل هتلر إلى السلطة؟
- طوفان الأقصى 591 - ترامب يُعدّ -طرد- نتنياهو
- العيد 80 للنصر – الجزء الرابع عشر – لماذا أجلت بريطانيا والو ...
- طوفان الأقصى 590 – لماذا يخشى اليهود الصهيونية؟ دروس من الحر ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الثاني عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...
- طوفان الأقصى 589 - ترامب يهمّش نتنياهو في الشرق الأوسط... وي ...
- العيد 80 للنصر – الجزء الحادي عشر – الإتحاد السوفياتي عشية ا ...


المزيد.....




- فيديو لحظة انفجار غامض أدى لمقتل ضابط روسي بارز داخل روسيا.. ...
- الحكومة الإسرائيلية تعلن عن مشروع استيطاني ضخم يضم 22 مستوطن ...
- 12 عسكريا روسيا يحصلون على 15 مليون روبل مكافأة إسقاطهم مقات ...
- الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن الغابون
- هزم القذافي وهتف لسقوط فرنسا.. قصة زعيم حكم بلاده بالحديد وا ...
- لبنان.. مداهمة منزل صحافي للتحقيق في اتصالات عاملته المنزلية ...
- -أتلانتيك-: واشنطن تغيب عن جولة مفاوضات التسوية الأوكرانية ا ...
- مقتل 13 شخصا في قصف إسرائيلي شمال وجنوب غزة
- - أسطول الحرية- سيبحر في رحلة إنسانية لكسر الحصار عن قطاع غز ...
- هجوم صاروخي على خاركيف وزيلينسكي يتهم روسيا بالخداع


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - العيد 80 للنصر - الجزء الحادي والعشرون - أساطير الرايخ الثالث - أسطورة الدين القومي