أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي














المزيد.....

ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *
ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر

20 يونيو 2025

كان بإمكان إيران أن تقترب أكثر بكثير من روسيا لو أرادت، ولو كانت تؤمن حقًا بإمكانية حدوث هجوم مباشر من قِبل "إسرائيل" ووقوع صدام مباشر مع الولايات المتحدة. نحن كنّا مستعدّين لذلك أكثر من إيران. ولو تم إتخاذ خطوات سريعة وجذرية نحو هذا التقارب، لما كانت الأوضاع كما هي عليه اليوم. ولا أستبعد أن الحرب كان من الممكن منعها أصلًا. أما الآن، فأخشى أن الوقت قد فات.

موقف روسيا كقطب سيادي واضح ومتسق. نحن ضد الحرب، ضد الهجوم الإسرائيلي، وضد تدخل الغرب. نحن بشكل خاص ضد تنامي نفوذ المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، الذين يبدو أنهم إحتجزوا ترامب كرهينة. ومع ذلك، فنحن لسنا ضد ترامب نفسه، ولا ضد "الترامبية" و"إجعل أمريكا عظيمة مجددًا" (MAGA)، إذ إنه من الناحية الفكرية أفضل بكثير من بايدن والعولميين الخُلّص. كل شيء هنا متسق؛ نحن نتبع مبادئنا، وقيمنا التقليدية، ومصالحنا.

والآن، فيما يتعلّق بتعدد الأقطاب. نظرية العالم المتعدد الأقطاب، التي طوّرتها بالتفصيل في كتبي "نظرية العالم المتعدد الأقطاب"، تفترض أن العالم الإسلامي سينظّم نفسه في كتلة جيوسياسية؛ وأنا أقترح "خلافة بغداد 2.0"، لتوحيد القوى والدفاع عن السيادة الحضارية في مواجهة الهيمنة الغربية المتبقية. "إسرائيل" تمثّل حجر الزاوية في هذا المسار، وهي المحرك له. وطالما أن العالم الإسلامي متفرق، فإن "إسرائيل" تنتصر وتقوم بتصفية أعدائها الإقليميين الواحد تلو الآخر — حماس، حزب الله، سوريا، والآن إيران. القادم هو اليمن، ثم الدول السنية. وعندما لا تكفي القوة العسكرية الإسرائيلية، تستدعي دعم الغرب — الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهكذا، يجري إختبار مستمر للقطب الإسلامي: هل هو موجود حقًا أم لا؟ هل المسلمون مستعدون لتعدد الأقطاب أم لا؟
روسيا مع تعدد الأقطاب، لكنها لا تستطيع، ولن تقوم، بإنشاء القطب الإسلامي نيابة عن المسلمين. كما أنها لن تخوض الحروب الإسلامية ضد "إسرائيل" أو حتى ضد الهيمنة الغربية بدلًا من المسلمين.

تصوّروا الآن سيناريو مختلفًا: أن يقف العالم الإسلامي، أو على الأقل بعض دوله، بحزم إلى جانبنا في الصراع في أوكرانيا، حيث كنا وما زلنا ندافع عن سيادتنا الحضارية في وجه الغرب الجماعي، أي أننا نبني تعددية أقطاب من جانبنا. ولو لم تقتصر تلك المواقف على الدعم الدبلوماسي غير المباشر، أو ما يُسمّى بالحياد أو المواقف المزدوجة، بل جاءت حاسمة وصريحة — كما فعلت كوريا الشمالية. حينها كانت روسيا ستضطر — حتى من غزة — إلى الإنخراط في الصراع الإسلامي مع الغرب، مهما كلّفها الأمر.
لكن ما حدث هو أن العديد من الدول الإسلامية، بدلاً من ذلك، شاركت في الإطاحة بنظام الأسد، الذي كان متحالفًا مع قوى المقاومة وروسيا وإيران، أي مع محور التعددية القطبية، ثم إحتفلت بذلك دون أي بُعد نظر.

لم يكن هناك دعم حاسم لنا في أوكرانيا من الدول الإسلامية، إذ ظلّت تلك الدول مترددة، على الرغم من أنها لم تتخذ موقفًا مواليًا للغرب بشكل صريح (وهذا بحد ذاته جيد). إيران، ويُحسب لها ذلك، كانت الأقرب إلينا. وهذا أمر لا يُنسى.

إذن، روسيا تقف موقفًا ثابتًا وحاسمًا إلى جانب عالم متعدد الأقطاب، وضد العالم أحادي القطب الذي يتمسك به المحافظون الجدد والعولميون الأمريكيون في لحظاتهم الأخيرة. هذا موقف مبدئي وإستراتيجية بعيدة المدى. ولا مجال للتفاوض فيه إطلاقًا. ولهذا، نحن — من منطلق مبدئي — نؤيد ظهور قطب إسلامي سيادي. الصين كذلك، لكنها تفعل ذلك بشكل أكثر ليونة وغموضًا. أما الهند، فبسبب إعتبارات داخلية دينية وسياسية، فهي ضد ذلك. وبالطبع فإن الغرب يعارض هذا التوجه، لأن من مصلحته أن يدير العالم الإسلامي من خلال نخب فاسدة في بعض الدول، مستخدمًا سياسة "فرّق تسد" — عرب ضد أتراك، وأتراك ضد فرس، وشيعة ضد سنة... وهكذا دواليك.

في هذا السياق يجب فهم الحرب بين "إسرائيل" (وقريبًا ربما الولايات المتحدة) وإيران. الخطوة التالية ليست منوطة بروسيا — إستراتيجيتنا واضحة وشفافة — بل بالعالم الإسلامي. لقد حان الوقت لتشكيل تحالف قوي ضد "إسرائيل" وضد الهيمنة الغربية. عندها فقط سيكون هناك قطب إسلامي. وعندها فقط ستكون هناك فرصة للإنتصار. أما كل طرفٍ بمفرده، فأخشى أنه لن يصمد.

"إسرائيل" تُعلن صراحةً أنها تفعل كل ما بوسعها لتفجير محطة بوشهر النووية الإيرانية. وهي، بالمناسبة، محطة ساعدنا نحن كثيرًا في بنائها. وقد حذّرت روسيا، ممثلةً في ليخاتشوف، من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة تفوق كارثة تشيرنوبل، لكن الإسرائيليين يلمّحون بوضوح إلى أنهم لا يبالون بذلك على الإطلاق.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 626 – ضربة مزدوجة
- بوتين ومحاولة إنقاذ إيران – مناورة دبلوماسية روسية معقدة في ...
- طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... الي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...
- طوفان الأقصى 617 - إيران – هل هي أزمة نظام؟
- إسرائيل فتحت **صندوق باندورا النووي. ماذا تنتظر روسيا؟


المزيد.....




- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ
- جيروزاليم بوست: محادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
- تقييم مخابراتي أمريكي: الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية ...
- 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
- كيف يستثمر ترامب مديح الناتو لتكريس زعامته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي