أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... اليوم الذي إقترب فيه العالم من الحرب الكبرى














المزيد.....

طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... اليوم الذي إقترب فيه العالم من الحرب الكبرى


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *
سيرغي مارجيتسكي
خبير قانوني ومحلل روسي متخصص في الشؤون العسكرية والجيوسياسية والاستراتيجية
موقع Military Review بالروسية


في الساعة الثانية وخمسين دقيقة من صباح يوم السبت، 22 يونيو 2025، إهتزت خرائط الشرق الأوسط تحت وقع قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ "توماهوك"، عندما قررت الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب، الدخول رسميًا في الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران. ليست المصادفة وحدها من جعل هذا التاريخ محمّلًا بالرمزية، بل هو تكرار لصدى غزو ألمانيا النازية للإتحاد السوفياتي في ذات اليوم من عام 1941 — وكأن العالم يُعيد فتح بوابة التاريخ إلى صراع كوني جديد.

الضربة الأولى: الأقنعة سقطت

في عملية عسكرية وصفت بأنها "الأضخم" منذ حرب العراق 2003، شنت القوات الأمريكية ضربات جوية وصاروخية مركّزة إستهدفت منشآت نووية إيرانية شديدة التحصين، شملت مفاعل فوردو قرب مدينة قُم، ومجمع نطنز النووي، ومركز التحويل النووي في أصفهان.

وقد إستخدمت قاذفات B-2 الشبحية لأول مرة قنابل GBU-57A/B (المعروفة بـ MOP) التي تخترق أعماق الأرض، لتدمير منشأة فوردو المحصّنة بعمق 80 مترًا داخل الجبل، وهو ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه طوال سنوات. وبالتوازي، أطلقت الغواصات الأمريكية صواريخ "توماهوك" على نطنز وأصفهان، ما أدى إلى تدمير أجزاء حساسة من سلسلة التخصيب والتحويل النووي.

وبعد ساعات من القصف، خرج ترامب في خطاب رسمي قال فيه: «هدفنا هو إنهاء البرنامج النووي الإيراني وتدمير البنية التحتية التي تهدد أمننا وأمن حلفائنا. وقد نجحنا. إيران الآن أمام خيارين: السلام أو الدمار الشامل.»

من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة، واصفًا ترامب بأنه "صانع التاريخ" ومؤكداً على شعارهم المشترك: "السلام عبر القوة".

ما وراء القصف: سقوط النظام الدولي

الدرس الأول الذي خرجت به العواصم العالمية من تلك الليلة الطويلة، هو أن النظام الدولي قد إنتهى عملياً. لقد سقطت ورقة التوت الأخيرة عن الشرعية الدولية، وصار القانون الدولي مجرد وثيقة بلا وزن في حسابات الحرب والسلام. الولايات المتحدة ضربت دون تفويض أممي، وإسرائيل هلّلت دون خوف من المحاسبة، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة.

وفي رسالة واضحة المعنى، قال ترامب: «اليوم دمّرنا أصعب هدف. وإذا لم يأتِ السلام سريعًا، سنُجهز على بقية الأهداف في دقائق. لا جيش على وجه الأرض يستطيع فعل ما فعلناه. لا أحد… حتى قريب منّا.»

وبشكل متزامن، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في منتدى بطرسبورغ الإقتصادي، عن مبدأ روسي مشابه في جوهره: «حيثما تطأ قدم الجندي الروسي، هناك وطننا»، في إشارة إلى أن القوة هي من تصنع الجغرافيا السياسية.

وهكذا، تلاقت الرسائل من موسكو وواشنطن: القوة أولًا، والسلام لاحقًا… أو لا سلام مطلقًا.

خيارات طهران: الإستسلام أو الإنفجار

إيران الآن أمام مفترق طرق وجودي، فإما:
1. الإستسلام المشروط: ويعني إنهاء البرنامج النووي والصاروخي، وتفكيك شبكات النفوذ الإقليمي (من حزب الله إلى الحشد الشعبي)، والعودة إلى "الحظيرة الدولية" بشروط المنتصر.

2. الرد المحدود: عبر ضربات موضعية، أو تنشيط أذرعها في اليمن ولبنان وفلسطين، مع إبقاء الباب مفتوحاً للتفاوض.

3. التصعيد الشامل: وهو الخيار الأكثر رعبًا، ويشمل:
-إغلاق مضيق هرمز بالكامل، مما يؤدي إلى أزمة نفط عالمية.
-قصف القواعد الأمريكية في الخليج.
-هجمات صاروخية ومسيّرة على تل أبيب.
-هجمات سيبرانية وربما عمليات نوعية داخل الأراضي الأمريكية والإسرائيلية.
هذا السيناريو الأخير قد يبدو إنتحاريًا، لكنه بالنسبة لإيران الخيار الوحيد المتبقي لحفظ ماء الوجه وردع الهيمنة المطلقة، خاصة بعد سقوط خيار الدبلوماسية.

ما بعد 22 يونيو: العالم في حقبة "ما بعد القانون"
العملية الأمريكية ضد إيران لا يمكن فصلها عن السياق الدولي الأوسع: المواجهة المتصاعدة بين الغرب وروسيا في أوكرانيا، الصعود الصيني في المحيط الهادئ، وإنهيار الحدود بين القانون والسياسة. لقد فتحت واشنطن، بقصفها لطهران، بابًا لم يعد بالإمكان إغلاقه دون ثمن كبير.

الشرق الأوسط الآن على حافة الانفجار:
-النفط مهدد بالتوقف.
-إسرائيل دخلت حربًا قد تتدحرج إلى الداخل.
-الخليج في مرمى النيران.
-واشنطن تقود مغامرة قد تتجاوز حدود طاقتها الإستراتيجية.
والسؤال الذي يهمّ الجميع الآن ليس: من يربح الحرب؟ بل: هل يمكن إحتواؤها أصلًا؟

خاتمة: شرارة النظام العالمي الجديد؟

في 22 يونيو، لم تبدأ الحرب الكبرى رسميًا… لكنها أصبحت ممكنة. بل ووشيكة.
تلك الضربات ليست فقط إعلانًا عن نهاية الملف النووي الإيراني، بل إعلانًا عن نهاية مرحلة ما بعد الحرب الباردة. فالعالم الآن ينتقل إلى عصر جديد تحكمه معادلة واحدة: "أن تكون أو لا تكون… تلك هي المسألة."
لكن هذه المرة، لا تُطرح على إيران وحدها، بل على البشرية كلها.

---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...
- طوفان الأقصى 617 - إيران – هل هي أزمة نظام؟
- إسرائيل فتحت **صندوق باندورا النووي. ماذا تنتظر روسيا؟
- طوفان الأقصى 616 – إسرائيل عرضت على إيران الإستسلام. كيف ستر ...
- طوفان الأقصى 615 – الحرب تطرق الأبواب – واشنطن في حالة تأهب ...
- سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية ...


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... اليوم الذي إقترب فيه العالم من الحرب الكبرى