أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. متى سيسقط _النظام المتعفن في إيران_؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. متى سيسقط _النظام المتعفن في إيران_؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. زياد الزبيدي

21 يونيو 2025

تحت هذا العنوان نشر الكاتب الصحفي الروسي المعروف بيتر أكوبوف، مقالا في وكالة "ريا نوفوستي" بتاريخ 17 يونيو 2025، يتضمن تحليلًا نقديًا لظروف الجمهورية الإسلامَية الراهنة مع ربط ذلك بالسياق الجيوسياسي والإعلامي المحيط بالموضوع.

وفيه يتطرق بالتفصيل إلى جدلية الدولة الإيرانية بين السردية الغربية ومقومات البقاء، ويركز في تحليله على الهجوم الإسرائيلي وتوقعات إنهيار الدولة الإيرانية.

وفي البداية، لا بد من التنويه أن مضمون مقال الكاتب الروسي بيوتر أكوبوف، يعالج من زاوية مغايرة التقييمات السائدة حول إستقرار النظام الإيراني في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتصاعد. ويطرح الكاتب رؤيته حول تماسك الجمهورية الإسلامية رغم الضغوط الهائلة الداخلية والخارجية، ويردّ على تشبيهاتها المتكررة بالإتحاد السوفياتي قبيل إنهياره. ويناقش هذه الأطروحات ضمن إطار جيوسياسي وتحليلي أوسع.


أولًا: نقد التشبيه المتكرر بين إيران والإتحاد السوفياتي المتأخر

يتوقف المقال عند التشبيه الرائج بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والإتحاد السوفياتي في سنواته الأخيرة. يذكر الكاتب: «إيران — هذا عملاق على أقدام من طين، وسرعان ما ستنهار سلطة الملالي تحت ضربات إسرائيل... فالجمهورية الإسلامية تشبه الإتحاد السوفياتي المتأخر — إزدواجية في التفكير، مظاهر زائفة، كراهية للنخبة الإدارية، فساد، وخلف الواجهة الجميلة يختبئ جوهر متعفن لمجتمع خاب أمله في الحكم الإسلامي.»

لكن أكوبوف يعارض هذا الطرح، مشيرًا إلى أن إيران ليست مجرد نظام مغلق أو بيروقراطي متصلب، بل نظام يتمتع بمرونة سياسية وإجتماعية إستثنائية، وذو بنية هجينة تجمع بين القيادة الدينية والديمقراطية الإنتخابية والإقتصاد الحر، مضيفًا: «فما الذي ينتظر إيران؟. أولًا — إيران لا تشبه الإتحاد السوفياتي في عهد بريجنيف، ولا كوريا الشمالية، ولا روسيا المعاصرة. إنها نوع مختلف تمامًا من نظم الدولة والمجتمع — مشروع فريد من نوعه في عصرنا.»


هذا الطرح يلفت النظر إلى أهمية الخصوصية الإيرانية وعدم الوقوع في فخ المقارنات الإختزالية.

---

ثانيًا: سيادة حقيقية أم ضعف داخلي؟

أكوبوف يدافع عن فكرة أن إيران واحدة من الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية، مشيرًا إلى: «إيران — واحدة من الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية، بنخبة مستقلة ذات تفكير ذاتي. وهي، بالطبع، وريثة واحدة من أقدم وأعرق الحضارات العالمية.»

ويذهب إلى أن هذا لا يعني أن إيران لا تعاني من مشاكل داخلية، بل يؤكد: «هل يعني كل ذلك أن إيران قوية كالصخر؟ بالطبع لا. لا توجد تقريبًا دول من هذا النوع في العالم المعاصر. فجميعها لديها مشكلات داخلية بدرجات متفاوتة.»

هذا التوازن في الطرح مهم لفهم أن السيادة لا تعني الكمال أو غياب الأزمات، بل القدرة على الإستمرار والتكيف ضمن بيئة عدائية ومتشابكة.

---

ثالثًا: الدعاية الغربية والهجوم الإسرائيلي – هل تُثبت إنهيار النظام؟

يرد الكاتب على التحليلات التي ترى في نجاح إسرائيل في تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة داخل العمق الإيراني دليلًا على قرب سقوط النظام، فيقول: «في هذه التأملات يوجد تحريف كبير: إذا كان هناك خونة في إيران، فهذا يعني أن الشعب يكره النظام، وأن السلطة محكوم عليها بالسقوط.»

ويضيف أن وجود جواسيس أو معارضة لا يعني بالضرورة تفكك الدولة، مشددًا على أن إيران دولة كبيرة ومعقدة، وليست كيانًا هشًا: «إنها دولة ضخمة تضم 80 مليون نسمة، وليست كيانًا صغيرًا يضم 10 ملايين كإسرائيل، الدولة المعسكرة والبوليسية.»

هذا الطرح يتحدى السردية التي تتبناها إسرائيل وبعض الدوائر الغربية والتي تقوم على أن الضربات النوعية كفيلة بإسقاط النظام من الداخل.

---

رابعًا: مسألة "الوكلاء" والإتهام بالعدوانية

يرد الكاتب على إتهام إيران بأنها راعية للإرهاب أو تشن حروبًا بالوكالة، من خلال تفنيد خلفيات العلاقات الإيرانية مع كل من "حزب الله" و"الحشد الشعبي" و"الحوثيين"، مشيرًا إلى أن: «إيران تدعم جميع المسلمين الذين يقاومون إسرائيل، بمن فيهم الفلسطينيون السنة.»


ويرى أن الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن جاء كرد فعل على الفراغ الذي أحدثته التدخلات الأمريكية، وليس كعدوان إستباقي: «من الذي إحتل العراق ودمّره فعليًا؟ أليس الأمريكيون هم من خلقوا الظروف التي دفعت الشيعة العراقيين إلى التوجه نحو إخوانهم في إيران؟»

وفي هذا السياق، يعيد الكاتب تعريف "الوكلاء" بإعتبارهم قوى محلية ذات إرادة مستقلة، تتلقى دعمًا إيرانيًا لكنها لا تتحرك بأوامر مباشرة من طهران.

---

خامسًا: البرنامج النووي – نوايا إيران ومبالغات إسرائيل

يرى أكوبوف أن التهويل بشأن السلاح النووي الإيراني هو أداة إسرائيلية قديمة: «لقد أخافت إسرائيل العالم منذ أربعين عامًا من أن إيران على وشك صنع القنبلة النووية، ولو أرادت إيران إمتلاكها، لكانت قد إمتلكتها منذ زمن.»

ويذهب إلى أن عدم إمتلاك إيران للسلاح النووي ربما كان خطأً إستراتيجيًا: «ربما كان من الأفضل للجميع أن تمتلك إيران القنبلة. لأنه حينها ما كان ليحدث هجوم 13 يونيو.»

بهذا، يقدّم الكاتب قراءة صادمة في السياق التقليدي، حيث يحمّل المسؤولية الكاملة لنتنياهو والغرب في جرّ المنطقة نحو التصعيد النووي المحتمل، وليس لطهران.

---

سادسًا: هل تنهار إيران؟ أم تتجه إلى الردع النووي؟

يرى أكوبوف أن النظام الإيراني لن يسقط حتى تحت الضربات الأمريكية: «إيران لن تستسلم حتى تحت الضربات الأمريكية، رغم أنها ستنزف بشدة. وسقوط النظام الإسلامي غير مرجّح.»

لكنه يحذر من تحول إستراتيجي قادم: «ما هو مؤكد، هو أن إيران بعد الضربات الأمريكية ستفعل كل ما في وسعها للحصول على سلاح نووي — وحينها ستصبح نهاية العالم النووية في المنطقة مسألة وقت فقط — ولن تكون إيران هي المسؤولة عنها.»


يختم الكاتب مقاله بإشارة إلى إنقلاب الموقف الإيراني من رفض إمتلاك القنبلة إلى السعي لإمتلاكها كردّ على العدوان.

وفي الختام، لقد حاولنا تقديم قراءة معمقة لخطاب بيتر أكوبوف الذي يقوّض السردية السائدة عن هشاشة إيران وقرب إنهيارها، ويعيد تأطير الصراع في المنطقة على أنه نتاج العدوان الإسرائيلي والدعم الغربي غير المشروط، لا سياسات إيران التوسعية كما يصوّرها خصومها.

---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...
- طوفان الأقصى 617 - إيران – هل هي أزمة نظام؟
- إسرائيل فتحت **صندوق باندورا النووي. ماذا تنتظر روسيا؟
- طوفان الأقصى 616 – إسرائيل عرضت على إيران الإستسلام. كيف ستر ...
- طوفان الأقصى 615 – الحرب تطرق الأبواب – واشنطن في حالة تأهب ...
- سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية ...
- طوفان الأقصى 614 - من غزة إلى لوس أنجلوس - مقاومة العنف المن ...
- قبل سنتين من الحرب الكبرى - هل تنجو روسيا من العاصفة القاتلة ...
- طوفان الأقصى 613 - سكاي نيوز تشوّه سمعة غريتا تونبرغ وتتهمها ...
- طوفان الأقصى 612 - بوتين يحرك قطع الشرق الأوسط ببراعة


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. متى سيسقط _النظام المتعفن في إيران_؟