أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الانحطاط العقلي الأمريكي-الإسرائيلي















المزيد.....


ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الانحطاط العقلي الأمريكي-الإسرائيلي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *


19 يونيو 2025

مقدمة بقلم د. زياد الزبيدي:

يتناول هذا الحديث الهام التصعيد العسكري والسياسي بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، من منظور يجمع بين التحليل الجيوسياسي والمفاهيم الميتافيزيقية والدينية، كما يقدمها الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين.
يسلط الحديث الضوء على الأبعاد الدينية العقائدية للصراع، ويناقش التحولات الداخلية في الولايات المتحدة، إضافة إلى موقف الدول الإسلامية من التصعيد. كما يحلل دوغين التداخل بين الرؤى الدينية والقرارات السياسية، مقدما إطارًا تفسيريًا متكاملاً لتطور الأحداث في الشرق الأوسط في ظل الإنهيار التدريجي للنظام الدولي التقليدي وحالة "تعفن العقل السياسي" في الغرب.

ويمكن تقسيم الحديث إلى عدة محاور:

المحور الأول: التصعيد العسكري والاصطفافات الدولية

المحور الثاني: العقيدة السياسية الصهيونية في ضوء الفكر الميتافيزيقي

المحور الثالث: نظرية "خيار شمشون" وتداعياتها النووية

المحور الرابع: انهيار الإدراك Brain Rotالجماهيري في الغرب وظهور حركة "No Kings"

المحور الخامس: انقسام الأمة الإسلامية وتفكك الخطاب المقاوم.

-----
برنامج إيسكالاتسيا راديو سبوتنيك

تاتيانا لاديايفا: للأسف، لا يزال التصعيد في الشرق الأوسط مستمرًا، وإسم برنامجنا يعكس أكثر من أي وقت مضى الوضع في العالم. نبدأ بالأهم – الشرق الأوسط. لقد مضى اليوم الرابع على الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. تفيد التقارير الآن بأن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت عدة طائرات مسيّرة صغيرة فوق شمال شرق إيران، كما أن ضربة صاروخية إسرائيلية ألحقت أضرارًا بمستشفى في غرب البلاد. هناك إصابات. منذ دقائق فقط، صرّح الرئيس الإيراني بأن أنصار تطوير الأسلحة النووية في طهران لا مكان لهم في السياسة الإيرانية. دعونا نلخّص الوضع مؤقتًا: ما هي السيناريوهات الممكنة لحل هذا الصراع أو عدم حله؟ لنناقش هذا الموضوع.

ألكسندر دوغين: نعم، أعتقد أن هذا هو الحدث الأهم حاليًا، وهو بالفعل تصعيد حقيقي بكل ما للكلمة من معنى.
أولًا، أود أن أعبّر عن أعمق مشاعر التضامن والحزن على الخسائر التي تكبّدها الإيرانيون. الهجمات الإسرائيلية دمّرت القيادة العسكرية الإيرانية. قُتل عدد كبير من المدنيين – فيزيائيون، علماء، عسكريون، قادة عسكريون مع عائلاتهم. لم يتم التركيز على هذا لدينا، لكنهم تم القضاء عليهم بالكامل مع الأطفال والنساء. أكثر من 70 شخصًا، حسب المعطيات حتى صباح اليوم، من النساء والأطفال، سقطوا كـ"أضرار جانبية". إيران حليف لنا، صديقنا. لقد دعمتنا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، إلى جانب كوريا الشمالية. لذلك، فإن هذا الأمر ضربة جدية جدًا بالنسبة لنا. لسنا منخرطين مباشرة في هذه الحرب، لكن تعاطف شعبنا – وعلى ما يبدو، تعاطف البشرية كلها – يقف إلى جانب إيران. حتى في الغرب، ووفقًا لمواقع التواصل الإجتماعي (التي فيها حرية أكثر من وسائل الإعلام الكاذبة)، الناس يدعمون إيران. نحن نرى تصرفات إسرائيل في الشرق الأوسط – في غزة، لبنان، إيران، سوريا – كأفعال وحشية. أسلوب متعطش للدماء، قاسٍ، عدواني، تُنفذ فيه الضربات ضد الجميع دون استثناء، وتُصفّى قيادات دول ذات سيادة دون أي مبرر. إسرائيل، التي تملك سلاحًا نوويًا، قررت أن إيران لا يحق لها إمتلاكه، وبدأت ضربات إستباقية، فدمّرت القيادة العسكرية لدولة ذات سيادة، وهاجمت منشآت نووية، وقتلت مئات المدنيين. هذا لا يدخل في أي إطار، لا في الخطوط الحمراء، ولا في المعايير، ولا في الأخلاق.

الخبر الأحدث اليوم: ترامب، الذي دعم إسرائيل في البداية، واجه موجة كراهية من أنصاره في حركة MAGA. الإنترنت بأكمله، على الأقل في المنصات الحرة، يغرق بالمطالبات بوقف الدعم لإسرائيل. "ليست حربنا" – هذا هو الشعار الأكثر شعبية. ترامب، الذي وعد قبل لحظات فقط بمساعدة إسرائيل، يغيّر موقفه فورًا: الآن هو مع السلام، يطالب بوقف العمليات العسكرية، يذكّر كيف "أوقف" نزاعات مصر وإثيوبيا، الهند وباكستان، صربيا وكوسوفو – أي شيء فقط ليخفف الإنطباع بأنه يدعم إسرائيل تمامًا. لأن اليوم، الجميع يكرهون إسرائيل. أن تكون مؤيدًا لها – هذا غير أخلاقي. سابقًا، كان يمكن أن تتعدد الآراء، لكن بعد غزة والهجوم على إيران – هذا كثير. الهجوم غير مبرر: منذ 15 سنة يقولون لنا إن إيران على وشك إنتاج قنبلة نووية، لكن لم يحدث شيء. لماذا نصدق الآن؟ لا توجد أية بيانات. وترامب يقول إن نتنياهو طلب منه إذنًا لإغتيال آية الله، القائد الروحي لإيران، وقد رفض. هل تتخيلون؟ إرهابيون يعيثون فسادًا على مستوى عالمي، يطلبون إذنًا لإغتيال القائد الروحي، كما في العصور الوسطى. فقط "رحمة" ترامب منعته من الموافقة. هذا ليس مجرد تصعيد، بل كابوس مرعب. تنهار كل مفاهيم القانون الدولي. إسرائيل – الدولة التي عانى شعبها كثيرًا في القرن العشرين. لكن الآن، كل الشرعية، وكل التعاطف مع ضحايا النظام الهتلري – ولم يكن اليهود وحدهم من عانوا، بل أيضًا الغجر، السلاف، وشعوب أخرى – يُسحب بسلوك النظام الصهيوني. اليهود حول العالم يحتجون ضد إسرائيل. الحاخامات، الساسة، المحللون يقولون: "إسقاط إسرائيل". تصرفات نتنياهو – صفعة في وجه الشعب اليهودي، وإلغاء لمعنى تضحيتهم التاريخية.

تاتيانا لاديايفا: هل يمكن توضيح ما الذي يسعى لتحقيقه؟ يهاجم إيران ودولًا أخرى؟ قطاع غزة – صراع مستمر منذ 23 عامًا، هذا مفهوم، هناك تاريخ طويل. ومع إيران أيضًا سنوات من التوتر، لكن السؤال هو: إن لم يكن يحظى بدعم أحد – لا ترامب، الذي يحاول الآن النأي بنفسه ويبحث عن حلول، ولا على ما يبدو شعبه – فما الذي يدفعه؟ أستطيع أن أفترض أنه يخشى على نفسه، لا يريد فقدان السلطة، هذا واضح. لكن رغم ذلك، ما الذي يريد تحقيقه؟

ألكسندر دوغين: لفهم ما يسعى إليه نتنياهو، علينا أن نتخلى عن النظرة التقليدية للسياسة كصراع من أجل المصالح أو الموارد أو رضا الشعب. هذه مجرد أوهام، ناتجة عن قراءة سطحية للواقع. السياسة العالمية تحركها قوى أخرى – أفكار ومعتقدات عميقة. دولة إسرائيل لم تُنشأ فقط كمشروع قومي، بل كتحقيق لهدف ديني – قدوم المسيح المنتظر (الماشيح). هذا حجر الزاوية في الإيمان اليهودي. لكن الصهاينة، الذين ظهروا منذ أكثر من قرن، قدّموا فكرة مثيرة للجدل: بما أن الماشيح (الذي لا يعترفون بالمسيح المسيحي) يتأخر، فيجب أن نتولى مهمته بأنفسنا.

اليهودية الأرثوذكسية تحظر تمامًا العودة إلى الأرض المقدسة وإنشاء دولة قبل قدوم الماشيح. هذا مبدأ تلمودي، محرم لا يُمس. لكن الصهاينة قالوا: "لن ننتظر. سنصبح نحن الماشيح". قرروا بناء إسرائيل الكبرى، أعلنوا القدس عاصمة، وأخذوا على عاتقهم دور المسيح المنتظر. هذه هي جوهر الصهيونية في بعدها الديني. بن غفير، الذي يُعتبر متطرفًا، فقط يعبر عن هذا المنطق: الصهيونية لا تنتظر تدخلًا إلهيًا، بل تتصرف هنا والآن، وتستبدل دور الماشيح بنفسها.

اليهود إنقسموا. البعض قبلوا بالصهيونية، قائلين: "نحن نأخذ مصيرنا بأيدينا ونقوم بما يجب على الماشيح فعله". والآخرون قالوا: "لا، يجب أن ننتظر. نحن شعب الإنتظار، والتسرع هو كبرياء تمنع قدومه". لقد رأيت مقاطع فيديو: حاخامات في لندن، يرتدون الزي الحريدي، يحملون الأعلام الإيرانية، يدعون إلى تدمير إسرائيل. يرون فيها مملكة زائفة، محاكاة، نذيرًا للمسيح الدجال، تُبعد الماشيح الحقيقي.

هذه النظرة للعالم تتجاوز حدود السياسة العقلانية. إسرائيل تسعى لحكم العالم، من خلال إنتحالها لدور المسيح المنتظر. التحليل العادي – المصالح، الإستراتيجيات، الأخطاء – عاجز هنا. كل شيء يُفسَّر بالميتافيزيقا. نعم، اليهود عانوا كثيرًا، لكن هذا لا يبرر منطق "العين بالعين" في العهد القديم، حين يُرد على ضربة واحدة بتدمير كامل. الشعوب المسيحية، بعد معاناتها، كانت تصلي من أجل أعدائها، لا تنتقم منهم.

التصعيد في الشرق الأوسط يتخذ طابعًا إسكاتولوجيًا. بالنسبة للشيعة الإيرانيين، الغرب وإسرائيل هم تجسيد للدجال، مسيحهم الدجال. إنهم يقاتلون، لكنهم يلتزمون بالقواعد، لا يتجاوزون الخطوط الحمراء. لكن، بعد الخسائر في غزة ولبنان وسوريا، إضطروا للدفاع عن أنفسهم. في الوقت نفسه، البروتستانت الأمريكيون والصهاينة المسيحيون، المحيطون بترامب، ينتظرون إجتياح "ملك جوج" – أي روسيا. إنهم يستفزوننا لدعم إيران، لبدء حرب كبرى. روسيا تدين إسرائيل، وتدعم إيران، لكن الصراع يتوسع. إسرائيل تعلن أنها دمرت ثلث منصات الصواريخ الإيرانية، بينما حماس تعتقد أن غزة ستظل خارج الصراع. لكن النطاق يتزايد فقط.

في الواقع، هم (أي الإيرانيون) يدافعون عن أنفسهم، وقد سحبوا بالفعل قواتهم من سوريا. حدث ذلك بعد أن قام أبو محمد الجولاني، الذي يُتَّهم بالعمل لصالح إسرائيل، بشن حملة مرعبة على دمشق، ونجح في الإطاحة برئيس عقلاني ومعتدل مثل بشار الأسد. الإيرانيون تصرفوا بضبط نفس مذهل، رغم التوجهات الداخلية العدوانية، ولم يتجاوزوا الخطوط. بل بالعكس، كانوا يناقشون مع الأمريكيين إمكانية تقديم تنازلات في الإتفاق النووي. لكن، دون إنتظار الجلسة القادمة، نسفت إسرائيل كل شيء بهذه الضربة المرعبة – وإندلعت الحرب.

الآن إلى باكستان: تصدر تصريحات شديدة اللهجة، وتؤكد أنه إذا إستخدمت إسرائيل قنبلة نووية – والجميع يعلم أن إسرائيل تملكها – فإن باكستان سترد بضربة نووية. ما تم تجنبه سابقًا في صراع بين قوتين نوويتين، باكستان والهند، أصبح الآن إحتمالًا واقعيًا. نحن نعيش في نقطة حرجة. سلوك المشاركين الأساسيين في هذا التصعيد غير العادي لم يعد يُفهم ضمن الإطارات المعتادة. في الغرب، يتحدثون أكثر فأكثر عن حرب عالمية ثالثة: تظهر مجموعات وعلامات تصنيف مثل "#WW3". يدرك المزيد من الناس أن الأمور بلغت حدًا لم تعد تنفع فيه المناهج القديمة والتفسيرات الكلاسيكية. النظام العالمي القديم إنهار، ولم يبقَ منه حجر على حجر. المؤسسات الدولية مشلولة، وسلطتها تلاشت.

المواقف السياسية تتغير يوميًا، ما يتطلب منا صياغة خريطة جديدة للعلوم السياسية، بل بالأحرى، خريطة جيوبوليتيكية. يجب أن نأخذ في الحسبان ما كان يُتجاهل أو يُقلل من شأنه سابقًا – البعد الديني والسيناريوهات الأخيرة (نهاية العالم). لأن الشرق الأوسط اليوم هو نقطة إلتقاء أكثر التصورات تنوعًا حول نهاية العالم. هذه الأفكار منتشرة بشكل واسع بين البروتستانت الأمريكيين، وفي أوساط ما يُسمى بالصهيونية المسيحية. العديد من أتباعها، بمن فيهم المحيط القريب من ترامب، يبنون رؤيتهم الخاصة لما يحدث أو يجب أن يحدث في هذه المنطقة. إنهم ينتظرون إجتياح "ملك جوج"، "ملك الشمال" – أي روسيا، التي يُشبهونها بجوج التوراتي. حسابهم بسيط: سندعم إيران ونخوض حربًا مع إسرائيل، وهذا سيمنحهم ذريعة لإشعال صراع شامل ضدنا. هذه في الحقيقة إستفزاز يهدف إلى جرّ روسيا إلى التصعيد.

من المفيد التذكير بأن نتنياهو أجرى محادثات مع بوتين، ثم مع ترامب أيضًا. أما روسيا، فهي تتخذ موقفًا واضحًا في هذا الصراع: تدعم إيران وتدين تصرفات إسرائيل. ولتوضيح الأمر لمن لا يتابع الأخبار: أعلن مؤخرًا الجيش الإسرائيلي عن تدمير ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. في الوقت ذاته، يصرّح ممثلو حركة حماس في قطاع غزة بأنهم يعتقدون أن التصعيد بين إيران وإسرائيل لن يمسهم بشكل مباشر. ومع ذلك، من الواضح أن نطاق الصراع سيواصل التوسع.

تاتيانا لاديايفا: أما بخصوص ترامب: قبل ثماني دقائق فقط صرّح بأنه يجب على إسرائيل وإيران إنهاء الخلاف والوصول إلى إتفاق. لكن، كثيرون، منذ بداية الأحداث، قالوا إن إسرائيل تتحرك بتوجيه مباشر من ترامب. بمعنى، هو الذي لم يرغب بأي إتفاق مع إيران، وهو تقريبًا من دفع إسرائيل نحو هذه الأفعال. ألا يجب على ترامب الآن أن يأخذ زمام المبادرة ويجمع إسرائيل وإيران على طاولة المفاوضات لإيجاد مخرج من هذا الوضع؟

ألكسندر دوغين: أعتقد أن دور ترامب في هذا الصراع متناقض جدًا. من غير المرجح أنه هو من بادر بما يحدث، لأن تصرفات إسرائيل تحت قيادة نتنياهو تسير وفق خط اليمين الديني الصهيوني المتطرف. ترامب، بالأحرى، وجد نفسه في موقف رهينة، منخرطًا في حروب لم يكن هو من أشعلها. هو يسعى لأن يلعب دور صانع السلام، ولكنه في الوقت نفسه يبقى طرفًا في النزاع. في رأيي، هو محاصر، مثل أرنب في الزاوية: تصريحاته أقرب إلى هستيريا منها إلى إستراتيجية مدروسة. مواقفه تتغير يوميًا — يحاول إرضاء قوى متناقضة، لكن هذا ليس نابعًا من إرادة مستقلة، بل هو رد فعل على ضغط الظروف.

وعند الحديث عن الحرب في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، لا يمكن تجاهل موقف بقية الدول الإسلامية. إسرائيل تُظهر قدرًا مذهلًا من الحسابات الدقيقة والإصرار المصيري — وقد نجحت بذلك ببراعة في غزة والعراق. ويبرز هنا سؤال منطقي: من الذي يتحكم فعليًا بالموقف؟ هل هي أمريكا، التي تستخدم إسرائيل كأداة لسياستها، أم إسرائيل نفسها، التي تتلاعب بأمريكا والمجتمع الدولي لخدمة مصالحها؟ إن كانت مثل هذه الأفكار تُعد سابقًا من نظريات المؤامرة، فإنها الآن تُطرح بشكل طبيعي وضروري.

لاحظوا كم هي ماهرة إسرائيل، منذ بداية الغزو البري لغزة، في التعامل مع خصومها، تصفيهم واحدًا تلو الآخر. بعد تصرفات حماس التي تجاوزت كل الحدود الممكنة، ردّت إسرائيل بالمثل. عمليتها ضد حماس، التي أدانتها الدول الإسلامية، أجبرت القوى الإقليمية رغم ذلك على الإمتناع عن التدخل المباشر. وبعد "تسوية" الوضع في غزة — ولو جزئيًا، بإستخدام قصف شامل يذكّر بصفحات الحرب العالمية الثانية المظلمة — تحولت إسرائيل إلى لبنان وحزب الله. وقد قضت على قيادته، بمن فيهم المؤسسون، ثم غزت أراضي دولة ذات سيادة، وقصفت المدن المدنية دون أي إعتبار. الجهة الوحيدة التي أبدت مقاومة فعلية كانت جماعة الحوثيين في اليمن، الذين أظهروا شجاعة إستثنائية، في حين إكتفت باقي الدول بالإحتجاجات والمراقبة من بعيد.

والآن إسرائيل وجهت ضربة لإيران — لدولة تتفوق عليها بأضعاف في جميع المعايير. هدف النظام الصهيوني واضح: منع توحّد الدول الإسلامية، وإبقاء الأتراك، والسعوديين، ودول الخليج خارج اللعبة. إسرائيل تزيل خصومها واحدًا تلو الآخر بطريقة منهجية، والعالم الإسلامي كأنه في غيبوبة، مسحور بهذه الإرادة الشيطانية المحسوبة بدقة، الساعية للهيمنة. دولة صغيرة، لكنها عدوانية ومتعصبة، تُسقط أنظمة إسلامية، بينما تكتفي هذه الأخيرة بالمراقبة، مبررة ذلك بالخلافات الداخلية أو المصالح الإقتصادية. أين الأمة الإسلامية التي يُكثر الحديث عنها؟ الإختبارات الحقيقية تُظهر الأمة سلبية ومتفرقة. لدى إسرائيل عقل، وإرادة، وعزيمة متطرفة لإحتلال مكان المسيح المنتظر، بينما يبدو أن المسلمين مشغولون بالتجارة النفطية واللجوء إلى القانون الدولي.

والآن يمكننا العودة إلى الحديث عن ترامب — فكل هذه المواضيع مترابطة بشكل لا ينفصل.

تاتيانا لاديايفا: نعم، كل شيء مرتبط بالفعل. اسمحوا لي أن ألخّص بعض التعليقات التي تصلنا بكثافة. كثيرون يسألون: لماذا أولئك غير الراضين عن نتنياهو وسياسة إسرائيل لا يحلون مشكلاتهم بأنفسهم، بدلاً من جرّ الدول المجاورة إلى النزاع؟ لقد ناقشنا هذا جزئيًا. بعض الناس يخشون أن يؤدي صمت الدول الأخرى إلى موقف من نوع: "جاؤوا من أجلي، ولم يكن هناك من يدافع عني". وآخرون يرون أن ما يجري له خلفية إقتصادية مرتبطة بالمصالح الأمريكية. على وجه الخصوص، يُقال إن الهدف هو رفع أسعار النفط، مما يصبّ في مصلحة قطاع النفط الأمريكي وربما ترامب نفسه. لدى مستمعينا فرضيات متنوعة، ويبدو أننا تناولنا هذه المسألة من جوانبها المختلفة. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهناك، إن لم أكن مخطئة، إحتجاجات منذ ثلاثة أيام ضد الرئيس دونالد ترامب وإدارته. دعونا نفهم ما هي الحملة الوطنية "No Kings" — "لا للملوك"، إذا ترجمناها حرفيًا. هذا مرتبط مباشرة بما يحدث في أمريكا اليوم.

ألكسندر دوغين: بالفعل، الوضع بالغ الخطورة. وقبل الحديث عن ترامب، لا بد من التطرق إلى الصراع في الشرق الأوسط. لقد طرح الإسرائيليون في المجتمع الأمريكي حجة لم تنل حتى الآن ما تستحقه من إهتمام لدينا، لكنها تُناقش على نطاق واسع في الولايات المتحدة، لا سيما في سياق الإحتجاجات. الحديث لا يدور فقط عن العملية المسماة "الأسد الصاعد" ضد إيران، بل عن ما يُعرف أيضًا بـ"خيار شمشون". وهي فكرة مفادها أنه في حال الهزيمة، وإذا ما فشلت "القبة الحديدية"، فإن إسرائيل مستعدة لتفجير المنشآت النووية في جميع أنحاء العالم. لقد أظهرت بالفعل كيف أن عملاءها يتسللون حتى إلى دول ذات أنظمة أمنية صارمة، مثل إيران: الضربات الدقيقة على هذه الدولة نُفذت من داخل أراضيها بواسطة خلايا نائمة. كيف يُمكن حدوث ذلك في مثل هذه الظروف؟ إنه لغز. "خيار شمشون" هو رمز توراتي: أن يموت الإنسان مع أعدائه. فإذا بدأت إسرائيل بالخسارة، فإنها ستفعّل خلاياها حول العالم وتُشعل نهاية نووية شاملة. هذا سيناريو مخيف، وقد وصل إلى الأمريكيين، وأصبح جزءًا من النقاشات الدائرة حول إحتجاجات "لا للملوك" (No Kings).

أما إحتجاجات "لا للملوك" — فهي تعبئة للمعارضين لترامب بهدف الإطاحة به. الديمقراطيون، والمهاجرون، والجماعات المتطرفة مثل "أنتيفا"، يدعون إلى ثورة. ومن اللافت أن "أنتيفا"، التي تُعلن الحرب على الفاشية، تلتزم الصمت حين يظهر الفاشيون، مثلًا، في أوكرانيا. لكنها تنشط فقط للإطاحة بالقادة الذين يسعون لخير شعوبهم، متهمة إياهم بـ"الفاشية". وتُعد "أنتيفا" النواة المركزية لحركة "لا للملوك"، المبنية على نماذج الثورات الملونة على طريقة سوروس. والآن، بدلًا من "حياة السود مهمة" (BLM)، تتصدر المشهد "القبعات البنية" اللاتينية — وهم من يثيرون النزعة الإنفصالية في تكساس وكاليفورنيا — إلى جانب الفوضويين الذين يعتبرون أي سلطة نوعًا من الفاشية. هؤلاء الراديكاليون هم الأكثر عدوانية: مسلحون، ويستفزون الشرطة. والديمقراطيون يدعمون هذه الحركة. في مينيسوتا، قام أحد مؤيدي الديمقراطيين بإطلاق النار على السيناتورة س. هاربان، وعلى زوجها، والسياسي هوفمان — وهذا يُعتبر إرهابًا سياسيًا. وهناك حديث عن حرب أهلية. ومع ذلك، يُتَّهَم ترامب بالإستبداد، مثل بوتين أو أوربان، ويُقدَّم كهدف للثورة.

الإحتجاجات لم تبدأ بقوة، ربما لأن ضربات إسرائيل على إيران شتّتت الإنتباه. لكن ترامب محاصر. لم يُحقق السلام في أوكرانيا، ولم يسحب الدعم عن نظام كييف، وبالتالي أخفق في تنفيذ المهمة التي أنتُخب لأجلها. ودعمه لإسرائيل، خاصة في البداية، خيب آمال أنصاره المناهضين للتدخلات. وموقفه النشط من إيران كان بمثابة سقوط. الفشل في أوكرانيا، والدعم لخطوات إسرائيل اللاإنسانية، والإنتفاضة الداخلية — كلها عوامل تتجمع ضده.

ومن اللافت دور إيلون ماسك، ثاني أقوى شخصية سياسية في أمريكا. في البداية تقرب من ترامب، وإعتذر له، وكان يُخطط للقاء به. لكن بعد الضربات على إيران، غيّر ماسك لهجته، بعد أن رأى تراجع دعم ترامب. فكرة حزبه "أمريكا" جذبت 87٪ من الترامبيين المخذولين من بين ملايين متابعيه. يُدفع ترامب إلى لعب دور مشعل الحرب، مثل بايدن. ويقف خلفه شخصيات من أمثال ليندسي غراهام، الذي أدرجه "روسفين مونيتورينغ" على قائمة الإرهابيين. والديمقراطيون، بمن فيهم بيرني ساندرز، منظم حركة "لا للملوك"، أصبحوا فجأة يعارضون الحرب ويُدينون إسرائيل، رغم أن حزبهم طالما دعمها. إنهم يدفعون ترامب إلى إرتكاب الأخطاء، ثم يستخدمون تلك الأخطاء ضده — إنها تكتيكات شيطانية.

من الصعب التعاطف مع ترامب: تصريحاته متناقضة، ومواقفه تتبدل يوميًا. لكنه رئيس دولة عظمى، محاصر بين الإحتجاجات، وتوقعات أنصاره، وأخطائه الخاصة. هذا يُشبه نوبة هستيريا. أمامه ثلاث سنوات حكم أخرى، لكن سلطته تتآكل، والانقلاب قد بدأ بالفعل. يشارك في الإحتجاجات متحولون جنسيًا، ونسويات، ونشطاء مجتمع الميم — وهي فئات محظورة في روسيا.

تاتيانا لاديايفا: هل يمكن التوضيح: ما الذي يريده هؤلاء المحتجون فعليًا؟ هل يريدون من ترامب أن يتنحى تمامًا ويستقيل؟ أم أن الحديث يدور عن مطلب للعزل (الإقالة)؟ أم أنهم فقط يريدون أن يُغيّر ترامب سياسته في بعض القضايا الجوهرية؟

ألكسندر دوغين: أعتقد أنهم يفتقرون إلى القدرة على التفكير العقلاني. المشكلة أن الديمقراطيين، أثناء حكمهم، كانوا يفرضون تغيير الجنس في المدارس، وعند بلوغ الشخص سنّ المشاركة في الإحتجاجات، تكون قدرته على التفكير النقدي قد تدمرت. جزء كبير من المجتمع الأمريكي يعيش في حالة من الهلوسة، تُعززها المخدرات وإنتشار ظاهرة تُعرف باسم "تعفن الدماغ" (brain rot) — وهي ثقافة الميمات العبثية التي تُسيطر على ملايين المستخدمين. كلما كان المحتوى أكثر غباءً، زادت شعبيته. وهذا الـ"brain rot" هو الحالة التي يعاني منها قسم كبير من الأمريكيين. تحريك هذه الكتلة البشرية — التي لا تعمل في أي مكان، وتعيش على المساعدات الإجتماعية والمخدرات — للمشاركة في الإحتجاجات أمر سهل للغاية، حتى دون شرح للأهداف. وتبين أن جورج سوروس يُمول المشاركين، ويوزع عليهم المال والبسكويت، كما في نماذج الثورات الملونة الكلاسيكية.

هذه ضربة لترامب: لقد فاز، وكان ينبغي له أن يخسر؛ أعلن عن القيم التقليدية، وهذا غير مقبول. الآن يحاولون إسقاطه، وتشويهه، وتجييش الجميع ضده — من المتحولين جنسيًا إلى اللاتينيين. ولكن هذه الكتلة المتحللة لا تملك خطة بناءة، كما في بقية الثورات الملونة. يبدو أن الديمقراطيين والعولميين يدفعون الولايات المتحدة عمدًا نحو حرب أهلية أو صراع نووي، دون تقديم أي رؤية إيجابية للمستقبل. العدوان، والعنف، والإنحلال، والسادية، والإنحراف — كلها موجودة بوفرة، لكن لا وجود لصورة مستقبلية. كنا قد تسرعنا في مناقشة إلغاء مصطلح التصعيد: التصعيد في الواقع يتفاقم، وفي هذا الفوضى تولد أكثر السيناريوهات جنونًا. يجب على روسيا أن تظل قلعة للعقلانية، وأن تواصل السير نحو أهدافها، ولكن هذا صعب، لأننا جزء من هذا العالم، و"تعفن الدماغ" يصيبنا أيضًا.

---
توضيح:

1. خيار شمشون: مصطلح يُشير إلى استراتيجية إسرائيلية مفترضة، تقضي باستخدام الأسلحة النووية إذا ما وُضعت الدولة في حالة "وجودية ميؤوس منها".

2.حركة "No Kings": حركة إحتجاج أمريكية جديدة، تُعارض سلطوية ترامب، وتتبنى نهجًا فوضويًا ضد الدولة.


3.عبارة Brain Rot - مفهوم رمزي ثقافي–سياسي يستخدمه دوغين لوصف إنحلال الوعي السياسي الغربي.

4. الصهيونية المسيحية: تيار ديني في اليمين الأمريكي يدعم إسرائيل لتحقيق نبوءات نهاية الزمان وفق التوراة والإنجيل.

5. كلمة "Antifa" تعني "العمل المناهض للفاشية":
جماعات يسارية–راديكالية تتبنى نهجًا مناهضًا للفاشية ظاهريًا، لكنها تعمل على تفكيك المجتمعات التقليدية من الداخل.
وهي حركة يسارية راديكالية ظهرت في أوروبا في ثلاثينيات القرن العشرين، وأعيد إحياؤها لاحقًا في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، خاصة في العقود الأخيرة، تحت اسم أنتيفا.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...
- طوفان الأقصى 617 - إيران – هل هي أزمة نظام؟
- إسرائيل فتحت **صندوق باندورا النووي. ماذا تنتظر روسيا؟
- طوفان الأقصى 616 – إسرائيل عرضت على إيران الإستسلام. كيف ستر ...
- طوفان الأقصى 615 – الحرب تطرق الأبواب – واشنطن في حالة تأهب ...
- سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية ...
- طوفان الأقصى 614 - من غزة إلى لوس أنجلوس - مقاومة العنف المن ...
- قبل سنتين من الحرب الكبرى - هل تنجو روسيا من العاصفة القاتلة ...
- طوفان الأقصى 613 - سكاي نيوز تشوّه سمعة غريتا تونبرغ وتتهمها ...
- طوفان الأقصى 612 - بوتين يحرك قطع الشرق الأوسط ببراعة
- تصدّع التحالف الأنغلو-أمريكي في منظور فيونا هيل - قراءة في م ...


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الانحطاط العقلي الأمريكي-الإسرائيلي