أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إلى شريك في الحرب؟















المزيد.....

الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إلى شريك في الحرب؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد وتحليل: د. زياد الزبيدي
بعد ترجمة النص عن الروسية

---
أولًا: بداية الأزمة – تفكك ثقة المجتمع الدولي في الوكالة

مع تصاعد الحرب غير المعلنة بين إسرائيل وإيران منذ منتصف يونيو 2025، ظهرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) كإحدى أبرز ضحايا هذا الصراع، ليس من ناحية البنية أو الأفراد، بل من حيث الشرعية والصدقية الدولية.

يشير الكاتب الروسي دميتري مينين الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الروسي في
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية في مقاله يوم أمس إلى أن أداء الوكالة، وخاصة موقف مديرها العام رافائيل غروسي، لم يكن متحيزًا فحسب، بل ساهم بشكل مباشر في إشعال فتيل الحرب: "موقف الوكالة المتناقض، لا سيما انحياز مديرها رافائيل غروسي في ما يخص البرنامج النووي الإيراني، شكّل أحد المبررات الرئيسية للحرب التي شنتها إسرائيل."

هذه التصريحات لا تمثّل إتهامًا معزولًا، بل هي إنعكاس لموقف متزايد في طهران وعدد من دول الجنوب العالمي، بأن الوكالة لم تعد حارسًا أمينًا على مبدأ منع الإنتشار النووي، بل أصبحت أداة سياسية في يد الدول الغربية.
---
ثانيًا: القرار المشؤوم – كيف تحوّلت "الرقابة" إلى ذريعة للعدوان؟

في 12 يونيو 2025، تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يدين إيران بتهمة عدم الإمتثال لمعاهدة عدم الإنتشار النووي، وذلك بزعم "وجود آثار يورانيوم في جامعة مواقع غير معلنة". هذا القرار، رغم معارضة روسيا والصين له، أستُخدم فورًا من قبل إسرائيل كمبرر لإنطلاق عملياتها العسكرية في اليوم التالي مباشرة (13 يونيو) - "القرار لم يكن مستندًا إلى تقارير فنية دامغة، بل خضع لتفسيرات سياسية، وقد صوتت لصالحه الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، بالإضافة إلى أوكرانيا والأرجنتين."
المفارقة أن التقرير الفني نفسه لم يتضمن أي أدلة على وجود نشاط نووي عسكري إيراني. ومع ذلك، أستُخدم القرار السياسي لإضفاء شرعية شكلية على العدوان الإسرائيلي. وبعد ستة أيام، أي في 19 يونيو، إضطر غروسي للإعتراف صراحة أن "الوكالة لم تكتشف أي مؤشرات على أن إيران تسعى لإنتاج سلاح نووي".
لكن الاعتراف جاء متأخرًا جدًا، بعد أن بدأت آلة الحرب في التدمير، وأستُشهد عشرات العلماء وتم قصف المنشآت الحساسة.
---
ثالثًا: رافائيل غروسي... طموح سياسي أم وكيل لوكالات أخرى؟

يكشف المقال معلومات مثيرة حول الخلفيات السياسية لغروسي، مشيرًا إلى أن: "غروسي ليس عالمًا فيزياء نووية، بل دبلوماسي أرجنتيني سابق".

يتمتع بعلاقات وثيقة مع الحكومة الأرجنتينية الحالية، وخاصة مع الرئيس خافيير ميلي، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل بشكل مفرط.

وهو يخطط للترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفًا لغوتيريش، ويريد تقديم نفسه كـ"رجل توافقي ومحايد"، رغم أن سجله في الوكالة يدل على العكس.
"غروسي، في محاولته لإرضاء داعميه من الغرب وإسرائيل، قد يكون ساهم في صياغة قرارات مُوجَّهة سياسيًا ضد إيران."

الأخطر من ذلك، كما تشير الوثائق التي نشرتها الصحافة الإيرانية مؤخرًا، هو إتهام غروسي بالتعاون السري مع إسرائيل، وتقديم معلومات إستخباراتية سرية من داخل الوكالة، تضمنت:
-إحداثيات لعلماء نوويين إيرانيين جرى اغتيالهم خلال الهجمات الأخيرة".
-مراسلات سرية من إيران إلى الوكالة تم تسريبها إلى الموساد.
-بيانات حساسة عن مواقع تخزين أجهزة الطرد المركزي.
ة
---
رابعًا: الموقف الإيراني – نهاية الثقة وتهديد بالمقاضاة

في 19 يونيو، أطلق مسؤولون إيرانيون تصريحات نارية ضد الوكالة ومديرها:

-إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية، إتهم غروسي بـ"خيانة نظام عدم الانتشار"، وأكد أن تقريره ساهم في "العدوان الوحشي".
-محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أعلن نية بلاده مقاضاة غروسي على خلفية "تواطئه بالصمت".
-كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية، كشف أن إيران سترفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
"إيران لم تعد ترى فائدة في مواصلة التعاون مع وكالة لم تدافع حتى عن مفتشيها، ووقفت متفرجة على قصف مواقع تحت رقابتها."
---
خامسًا: هل تعيش الوكالة مرحلة "ما بعد الصدقية"؟

تشير المعطيات إلى أن أزمة الوكالة لن تبقى محصورة في طهران. بل إن ثقة دول أخرى بدأت تتآكل، وخصوصًا في العالم النامي، الذي بات ينظر إلى IAEA باعتبارها واجهة ناعمة للتدخل الغربي في شؤون الدول السيادية.

تكرار "سيناريو العراق 2003" (قضية أنبوب كولن باول في مجلس الأمن) أصبح أمرًا واقعًا: "كما حصل مع الأنابيب المزعومة لأسلحة الدمار الشامل في العراق، أستُخدمت قرارات مشكوك فيها لتدمير بلد وإسكات علمائه باسم ‘الأمن الدولي’."

لكن الخطر اليوم يتجاوز العراق: في حالة إيران، لدينا دولة كبرى، عضو في الأمم المتحدة، تتعرض لعدوان مسلح بموافقة ضمنية من مؤسسات دولية يُفترض أنها محايدة.
---
خاتمة: مستقبل الوكالة... بين الإصلاح والإنهيار

في ضوء المعطيات الحالية، يمكن القول ان مستقبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبح مهددًا بشكل جدي. وإذا لم تتم مساءلة مسؤوليها، وبالأخص مديرها العام، فإن أي تعاون دولي معها في المستقبل سيكون خاضعًا لإعتبارات أمنية وسياسية، وليس علمية.

ولعلّ التصريح الإيراني الختامي يلخص جوهر الأزمة: "إيران لن تتعاون مع الوكالة بعد الآن كما في السابق... فالصمت على القصف ليس حيادًا، بل تواطؤ صريح."
---
✅ ولمعالجة الوضع الحساس للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولإستعادة مصداقيتها كمنظمة دولية محايدة، أطلق بعض الخبراء الدوليين حملة سياسية وقانونية تتضمن ما يلي:

1. فتح تحقيق دولي محايد في تسريب المعلومات الإستخباراتية من الوكالة إلى إسرائيل.
2. مراجعة آلية إصدار القرارات داخل مجلس محافظي الوكالة لمنع التسييس.
3. إعادة تعريف مهام الوكالة وفق ضوابط تضمن إستقلاليتها وعدم إنحيازها.
4. ربط التعاون مستقبلاً بتوفير الحماية الدولية للمنشآت النووية المدنية في زمن الأزمات.
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...
- طوفان الأقصى 617 - إيران – هل هي أزمة نظام؟
- إسرائيل فتحت **صندوق باندورا النووي. ماذا تنتظر روسيا؟
- طوفان الأقصى 616 – إسرائيل عرضت على إيران الإستسلام. كيف ستر ...
- طوفان الأقصى 615 – الحرب تطرق الأبواب – واشنطن في حالة تأهب ...
- سياسية روسية بارزة تدق ناقوس الخطر - بصراحة، الجبهة الداخلية ...
- طوفان الأقصى 614 - من غزة إلى لوس أنجلوس - مقاومة العنف المن ...


المزيد.....




- براد بيت يتحدث بصراحة عن تجربة تعافيه من الإدمان على الكحول ...
- جاي زي يفاجئ الجمهور في إحدى محطات جولة بيونسيه الباريسية
- من الدهنية إلى الحساسة..أسس اختيار المكياج المناسب لنوع البش ...
- رئيس وزراء قطر يكشف دور الدوحة بوقف إطلاق النار بين إيران وإ ...
- ترامب يصب غضبه على إسرائيل ويُبدي عدم رضاه عن إيران بعد خرق ...
- -حرب نووية أُوقفت في ساعات بينما حربنا ما زالت مستمرة-: غزيو ...
- ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة م ...
- هدنة هشة تحت النار.. تل أبيب تحذر وطهران تنفي إطلاق الصواريخ ...
- ترامب يطالب إسرائيل بعدم إلقاء المزيد من القنابل على إيران
- احذر من تأثير -تشات جي بي تي- على دماغك وقدراتك الذهنية!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إلى شريك في الحرب؟