أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 630 - إيران وإسرائيل في أتون المواجهة - حرب تبدأ بإغتيال وتأخّر في الردّ















المزيد.....

طوفان الأقصى 630 - إيران وإسرائيل في أتون المواجهة - حرب تبدأ بإغتيال وتأخّر في الردّ


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

28 يونيو 2025

أكلت يوم أكل الثور الأبيض
منذ الضربة الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي ضد اللواء قاسم سليماني مطلع عام 2020، لم تهدأ المنطقة، بل ظلّت تنتظر لحظة الإنفجار الكبير. لكن الحرب التي اندلعت فعلياً في 13 يونيو 2025 بين إسرائيل وإيران كشفت أن طهران باتت أضعف مما كانت عليه، على الأقل من حيث القدرة على المبادرة والردع السريع. فهل تأخرت إيران في الرد؟ وهل تستطيع الولايات المتحدة الحسم إذا ما قررت دخول المعركة؟ أم أن الأمور قد تنزلق إلى مرحلة لا يمكن التحكم بها؟
"الصراع الإيراني الإسرائيلي، كما هو حال كثير من النزاعات، له تاريخ طويل..."
هكذا يفتتح الكاتب والمحلل العسكري الروسي المعروف نيكيتا يورتشينكو مقاله التحليلي في موقع "بزنس أونلاين" عشية دخول الولايات المتحدة على خط الحرب ضد إيران بعنوان: "كل شيء بدأ باغتيال قاسم سليماني: لماذا ضعفت إيران وما مصير الحرب؟"، ليقودنا في جولة عبر خلفيات وتفاصيل الإشتباك الأوسع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ما بدأ كضربة خاطفة، سرعان ما تحوّل إلى حرب طاحنة لم تُحسم بعد، بل يبدو أنها على وشك الإتساع.
---
إسرائيل تضرب أولاً: التفوق العسكري والتكتيكي في بداية الحرب
شنّت إسرائيل هجوماً واسعاً على الأراضي الإيرانية، مستهدفة بحسب الرواية الرسمية «المنشآت النووية والعسكرية»، لكن ما حصل فعلياً شمل ضربات ضد أهداف مدنية ومناطق سكنية، ما أسفر عن مقتل شخصيات بارزة، بينها:
-قائد القوات الجوية الإيرانية علي حاجي زاده
-قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني
-عشرات العلماء النوويين الإيرانيين
"لاحظت إسرائيل، وبنبرة ساخرة، أنها قتلت العلماء داخل منازلهم، بإعتبارهم أهدافاً مدنية!"

وقد أصيب الرأي العام الإيراني بالذهول من حجم الضربة ودقتها، ولكن ما أثار الإنتباه أكثر، وفق الكاتب، هو أن إيران رغم كل هذا، لم تنهَر نظامياً، بل إستعادت التنسيق العسكري خلال أقل من 24 ساعة، مما يدحض الروايات الغربية التي تصف النظام بأنه ديكتاتوري فردي هش.
---
حجم إيران يمنحها عمقاً إستراتيجياً... لكنه لا يحميها من الغارات
يوضح يورتشينكو أن الجغرافيا تعمل لصالح إيران من حيث الحجم والبعد، إذ تبلغ مساحتها 1.6 مليون كم²، بينما تفصلها عن إسرائيل أكثر من 1500 كم، ما يجعل شنّ ضربات دقيقة أمراً صعباً ومكلفاً. لكن رغم ذلك، تمكنت إسرائيل من مواصلة القصف، مستفيدة من شبكتها الإستخباراتية داخل إيران.

ومع ذلك، تظهر قيود القوة الإسرائيلية تدريجياً: "وصلت الآلة الحربية الإسرائيلية إلى حدودها التقنية."
إذ أن إستهداف المنشآت النووية المدفونة في أعماق الصخور يتطلب قنابل خارقة للخرسانة تزن 12–13 طناً، وهي غير متوفرة لإسرائيل، بل تحتاج إلى دعم أمريكي مباشر.
---
لماذا لم ترد إيران بقوة؟ قاسم سليماني في الخلفية
يتساءل الكاتب: لماذا لم تتحرك إيران بشكل حاسم رغم الضربات المتتالية ضد قياداتها وحلفائها؟ ثم يقدّم تفسيرين محتملين:
1. تراجع فعالية السياسة الخارجية بعد مقتل قاسم سليماني، مهندس النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث فشل خلفه إسماعيل قاآني في الحفاظ على تماسك الشبكات الإقليمية (حماس، حزب الله، سوريا...).
2. فرضية "الإنسحاب الطوعي" من المواجهة، على غرار ما فعلته أرمينيا بتسليم ناغورنو كاراباخ، في محاولة للعودة إلى المجتمع الدولي وتخفيف العزلة الإقتصادية.
"حاولت إيران بصدق العودة إلى موقع فاعل في النظام السياسي والإقتصادي العالمي."
لكن، وكما يلاحظ الكاتب، فإن الغرب لا يفسّر التراجع إلا على أنه ضعف، مما شجّع إسرائيل على المضي قدماً في حملة إستئصال النفوذ الإيراني.
---
الولايات المتحدة: على خط النار ولكن بتردد
يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتعامل بحذر مع هذا الملف. فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيتخذ قراراً بشأن التدخل الأمريكي خلال أسبوعين، وهو ما ربطه يورتشينكو بـ"وصول حاملات الطائرات الأمريكية إلى مواقعها"، وربما بـ"إعادة التموضع اللوجستي".

الخبير العسكري فلاد شليبتشينكو يقدّم ثلاث سيناريوهات محتملة:
1. قصف دقيق لمواقع نووية محددة (فوردو، نطنز) عبر قاذفات B-2.
2. حملة تدمير شاملة للبنية التحتية الإيرانية، تُستكمل بعد أن "مهدت إسرائيل الأرضية الجوية".
3. تغيير النظام بالكامل (ثورة ملونة أو إستعادة السلالة البهلوية لمقاليد الحكم)، وهو سيناريو أقل ترجيحاً.
"لم يتبقَّ للأمريكيين سوى أن يواصلوا الضرب، كما لو أنهم في ميدان رماية!"
---
في المقابل: خيارات إيران محدودة ولكن مؤذية
رغم التفوق الإسرائيلي الجوي، إلا أن إيران تحتفظ ببعض أوراق الضغط غير التقليدية:
-ضربات ضد البنية التحتية الإسرائيلية: إسرائيل دولة صغيرة، بلا عمق إستراتيجي، ما يجعلها عرضة للأذى من أي صاروخ يسقط على منشأة حيوية.
-التهديد بإغلاق مضيق هرمز: وهو المعبر الذي يمر عبره 20% من صادرات النفط العالمية و30% من الغاز الطبيعي المسال.
-تعويل على تململ داخلي في إسرائيل: بسبب الإنقسامات السياسية والإتهامات الموجهة لنتنياهو بالفساد، ومع إحتمال أن تطول الحرب.
---
النتيجة: صراع إرادات أكثر منه صراع جيوش
يختم يورتشينكو مقاله بإستنتاج مفاده أن إيران لن تنهار من الضربات وحدها، لكنها قد تستنزف إلى الحد الذي يجعلها تساوم من موقع ضعف. أما إذا قررت الولايات المتحدة الدخول المباشر، فإن الكفة قد تميل نحو سيناريو "إعادة الإعمار من تحت الصفر"، وهو ما سيؤدي إلى عقود من التخلف التنموي.
"كل ما تم بناؤه، إنجازه، أو إبتكاره — سيُدمَّر."
لكن، وكما أشار الكاتب، فإن الموقف الروسي والصيني والباكستاني قد يغيّر المعادلة، بخلاف ما حدث في العراق عام 2003، ما يجعل المستقبل مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
---
خاتمة: اللحظة الأخطر منذ 1979
تعيش المنطقة واحدة من أخطر لحظاتها منذ إنتصار الثورة الإسلامية في إيران. بين حذر واشنطن، وغرور تل أبيب، وصمت موسكو، ورغبة بكين في ملء الفراغ، يبقى مستقبل الشرق الأوسط معلقاً على قرار عسكري لم يُتخذ بعد، لكنه إن أتخذ، سيُغيّر وجه المنطقة لعقود قادمة.
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين – الحرب العالمية الثالثة قد بدأت
- طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية ...
- -الدروس الإيرانية لروسيا: كيف أختُبرت الحرب الحديثة على أبوا ...
- طوفان الأقصى 628 - إيران بين فخ الحرب ومصيدة التفكيك: قراءة ...
- الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل
- طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط
- ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي
- طوفان الأقصى 626 – ضربة مزدوجة
- بوتين ومحاولة إنقاذ إيران – مناورة دبلوماسية روسية معقدة في ...
- طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... الي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...


المزيد.....




- فيديو طريف.. ديك رومي غاضب يطارد رجلًا أمام منزله في نيويورك ...
- الإمارات.. قرقاش يبين ما هو المطلوب من إيران بعد استهداف قطر ...
- لوحات ضخمة في قلب تل أبيب تدعو لـ -شرق أوسط جديد-: من وراءها ...
- ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: هل يحصل رئيس الحكومة على عفو عام ...
- محللون إسرائيليون يكشفون ما وراء دعوة ترامب إلغاء محاكمة نتن ...
- ترامب ينفي عزم واشنطن عقد صفقة نووية مدنية مع إيران بقيمة 30 ...
- حاكم كاليفورنيا يقاضي شبكة -فوكس نيوز- ويطلب تعويضا بـ 787 م ...
- صور أقمار صناعية جديدة تظهر نشاطا مكثفا في منشأة فوردو الإير ...
- واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
- ترامب يسعى لإقناع نتنياهو باتفاق لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 630 - إيران وإسرائيل في أتون المواجهة - حرب تبدأ بإغتيال وتأخّر في الردّ