أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية غير مؤكدة لنزاعٍ بلا منتصر














المزيد.....

طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية غير مؤكدة لنزاعٍ بلا منتصر


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل: د. زياد الزبيدي

27 يونيو 2025


على مدار 12 يومًا، إشتعلت نيران الحرب بين إيران وإسرائيل في واحدة من أخطر جولات الصراع الجيوسياسي في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة. وبالرغم من إعلان وقف إطلاق النار، فإن الواقع الميداني والسياسي ينذر بتجدد المواجهة في أية لحظة. تكشف تغطية فاليري بورت، المؤرخ والمؤلف والكاتب الصحفي الروسي على موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية بتاريخ 24 يونيو 2025 بعنوان "تعادل دموي: الحصيلة الأولية للحرب في الشرق الأوسط"، أن ما جرى لم يكن مجرد جولة عنف، بل إختبار شامل لتوازنات القوى في المنطقة وحسابات اللاعبين الكبار في العالم.

أولًا: اللا منتصر في حرب الكل خاسر فيها

أجمع المراقبون أن الحرب التي إندلعت فجأة وتوقفت بقرار غامض لم تُفضِ إلى نصر حاسم لأي من الطرفين. بل على العكس، يرى الكاتب أن الطرفين سيسعيان لتقديم أنفسهما كمنتصرين أمام جماهيرهم، بينما النتيجة الواقعية هي "تعادل دموي".
"من المؤكد أن كلا الطرفين سيعلنان نفسيهما منتصرين ويزعمان تحقيق جميع الأهداف. لكن الحقيقة أن لا شيء من هذا قد تحقق. نتيجة النزاع – تعادل دموي."
لقد مُنيت إيران بخسائر فادحة شملت تدمير بنيتها التحتية النووية والعسكرية، كما دُمرت مدن عديدة، بينما واجهت إسرائيل موجة من الدمار غير المسبوق في تاريخها منذ تأسيسها عام 1948.
"على مدار تاريخ الدولة اليهودية البالغ 77 عامًا، لم تمر بمثل هذا الزلزال..."


ثانيًا: دور ترامب – من مفجّر النزاع إلى راعي التسوية

برز دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بوصفه "صانع السلام"، ولكن بتوصيف ساخر من الكاتب: "يُطلق على ترامب لقب صانع السلام الرئيسي. لكن يمكن إعتباره كذلك بقدر كبير من السخرية."
فترامب لم يبدأ مساعيه "السلمية" إلا بعد أن أعطى أمرًا مباشرًا بقصف المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة وصفها الكاتب بأنها "أكثر نداءاته إلحاحًا من أجل السلام".

ثالثًا: أوراق إيران: صواريخها ومضيق هرمز

رغم إستنزاف إيران عسكريًا، فإنها بقيت تمسك بورقة إستراتيجية كبرى: مضيق هرمز. فقد هددت بإغلاقه، ما أشعل حالة ذعر عالمي، خصوصًا لدى كبار مصدري ومستوردي النفط في الخليج وآسيا.
"مضيق هرمز، الذي كانت تمر عبره السفن التجارية بسلام وهدوء طوال قرون، أصبح مركزًا للقلق والإهتمام..."
ويشير الكاتب إلى أن إيران كانت قادرة على إشعال أزمة إقتصادية عالمية بقرارٍ واحد من المرشد الأعلى، إلا أن الضرر المحتمل على إقتصادها المنهك دفعها للتراجع.
"ولو فقدت إيران هذا المورد، لواجهت، وهي المنهكة أصلًا من العقوبات، وضعًا شديد القسوة..."

رابعًا: روسيا – الوسيط الخفي؟

رغم غياب تصريحات رسمية، يلمّح الكاتب إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو ولقائه بالرئيس بوتين ربما كان لها دور حاسم في إتخاذ قرار وقف إطلاق النار.
"والآن يمكن الإفتراض أن بوتين وعراقجي توصلا إلى إتفاق أفضى إلى ما أصبح واقعًا."
لكن روسيا لم تُظهر إستعدادًا للإنخراط العسكري في دعم إيران، بالرغم من إرتباط البلدين بإتفاق شراكة إستراتيجية لا يشمل بند المساعدة العسكرية.


خامسًا: مستقبل القيادة الإيرانية – بُعد داخلي في قلب المعركة

سلط المقال الضوء على حالة الغموض بشأن مستقبل القيادة الإيرانية، مشيرًا إلى تداول أسماء مثل مجتبى خامنئي وحسن خميني كمرشحين لخلافة آية الله خامنئي.
"تدور شائعات حول أن المرشد الأعلى المسن والمريض يُحضَّر لإستبداله."
هذا الإنقسام المتوقع بين تيار متشدد وآخر أكثر إنفتاحًا قد يلقي بظلاله على شكل التعامل الإيراني مع الملفات العسكرية والدبلوماسية في المرحلة القادمة.

سادسًا: توازن الردع… لا الحرب الشاملة

تشير التحركات الإيرانية إلى أنها إستهدفت القواعد الأمريكية في المنطقة بقصف "إستعراضي"، دون إلحاق ضرر حقيقي بالقوات الأمريكية. كان الهدف، بحسب الكاتب، استفزاز ترامب أكثر من بدء مواجهة شاملة.
"بدا أن طهران تستفز أمريكا، وتستفز ترامب بلسعات صغيرة..."
بينما يعلم الإيرانيون جيدًا أن الدخول في حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة دون غطاء دولي أو تحالف عسكري حقيقي سيكون إنتحارًا إستراتيجيًا.


سابعًا: ختام معلق – وقف إطلاق نار لا يعني السلام

في الختام، يشير الكاتب إلى أن الحرب لم تنتهِ، بل "توقفت مؤقتًا". وما تزال كل العناصر القابلة للإشتعال قائمة: الخسائر، الحقد المتبادل، والرهانات غير المحسومة.
"القلق قد خفّ الآن قليلًا، لكنه لم يهدأ تمامًا... فالنزاع بين إيران وإسرائيل لم ينتهِ، بل جرى فقط تعليقه."

خاتمة: الرهانات على حافة السكين

تشير مجريات هذه الحرب إلى تحولات عميقة في منطق الصراع الإقليمي: لم تعد المسألة تقتصر على ميزان السلاح، بل دخلت الحسابات الإقتصادية والدبلوماسية والأزمات الداخلية في صلب القرار. وربما، كما ألمح الكاتب، لن يكون السؤال في المرحلة المقبلة عن موعد الجولة القادمة من الحرب، بل: من سيكون في طهران عندما تبدأ؟
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الدروس الإيرانية لروسيا: كيف أختُبرت الحرب الحديثة على أبوا ...
- طوفان الأقصى 628 - إيران بين فخ الحرب ومصيدة التفكيك: قراءة ...
- الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل
- طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط
- ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي
- طوفان الأقصى 626 – ضربة مزدوجة
- بوتين ومحاولة إنقاذ إيران – مناورة دبلوماسية روسية معقدة في ...
- طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... الي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية غير مؤكدة لنزاعٍ بلا منتصر