أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل














المزيد.....

الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد وتحليل د. زياد الزبيدي بعد ترجمة النص عن الروسية

25 يونيو 2025

في زمن تُدار فيه الحروب من الأستوديوهات أكثر مما تُخاض في ميدان المعركة، أصبحت الكاميرا أقوى من المدفع، وأصبحت "صورة النصر" أهم من تحقيقه فعليًا. هذه هي خلاصة ما جرى في الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والتي لم تكن معركة منتصر ومهزوم، بل كانت مسرحية إنتصر فيها الجميع — ظاهريًا — وخسر الجميع واقعيًا.

الصحفي الروسي والمحلل السياسي البارز ديمتري بوبوف، في مقاله المنشور بتاريخ 24 يونيو 2025 في صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس، يلخص هذه الحالة بعبارة لاذعة:
"صورة النصر والنصر ذاته هما أمران مختلفان في زمننا الراهن."

فمن الناحية العسكرية، لا شك أن إيران قد تعرضت لضربات مؤلمة، إلا أنها إحتفظت بقدرتها على الرد، وواصلت إطلاق الصواريخ، بينما بقي الغموض يلف مدى الضرر الحقيقي الذي لحق ببرنامجها النووي. وربما كان من الأسهل على القيادة الإيرانية أن تتجاوز الخسائر، وتعلن النصر، خاصة في ظل بيئة سياسية لا تتيح مجالًا للشك في تصريحات السلطة.

الجانب الإسرائيلي لم يكن أفضل حالًا. فمحاولة تحقيق "Blitzkrieg" سريع أي "حرب خاطفة" فشلت، و"القبة الحديدية" ظهرت عليها علامات التآكل تحت وقع الصواريخ. ومع إزدياد الضغط الشعبي والخوف الداخلي، إتجهت الحكومة الإسرائيلية إلى منع وزرائها من الإدلاء بتصريحات، وإعلان النصر رسميًا دون نقاش، وكأنها تقول للناس: "صدقوا، فالنصر مكتمل الأركان... على الورق."

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد لعب دور "المنقذ" للجميع: أعلن أن الولايات المتحدة دمرت كل المنشآت النووية الإيرانية، مما منح إسرائيل إنتصارًا معنويًا، وأعطى لإيران فرصة "الإنسحاب بكرامة". وفي الوقت نفسه، هاجم ترامب من يشكك في روايته وسمّاهم: — "أخبار كاذبة"، حتى لا يُفسد المشهد النهائي لمسرحية النصر.

وفيما تتنافس العواصم الثلاث على رواية من إنتصر، تتنوع الشعارات الرسمية:

-مجلس الأمن القومي الإيراني أعلن أن: "إنتصارنا أجبر العدو على التراجع والندم."

-مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن أن إسرائيل: "حققت أهدافها في تحييد التهديدات النووية والصاروخية الإيرانية."

-أما ترامب، فقد لبس عباءة "رجل السلام"، وقال في خطابه: "إسرائيل وإيران بإنتظارهما مستقبل من الحب والسلام والإزدهار. فرص لا حدود لها، ومستقبل واعد بالعظَمة. بارككما الله!"

لكن وسط هذه المهرجانات الخطابية، يطرح بوبوف سؤالًا ساخرًا يضرب في الصميم: "هل ستصبح شقتك الضيقة أكثر إتساعًا فقط لأنك قررت أن تسميها ‘شقة أوروبية من غرفتين’؟"
— بالطبع لا.

هكذا إذًا تُصنع الإنتصارات في القرن الحادي والعشرين: بمفردات منتقاة، ومؤتمرات صحفية، وحظر على النقد. أما على الأرض، فالدمار مستمر، والشعوب تعاني، والصراعات مؤجلة لا منتهية.

وها هو الشرق الأوسط، في خاتمة تحليل بوبوف، ليس إلا ساحة قابلة للاشتعال من جديد: "لذلك فإن الشرق الأوسط سيشتعل مرة أخرى، لا محالة."

هذا الدرس لا يخص الشرق الأوسط وحده، بل يطالنا جميعًا. فـ"النصر المزعوم" قد يكون مجرد إستراحة قبل جولة جديدة من الجحيم.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط
- ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي
- طوفان الأقصى 626 – ضربة مزدوجة
- بوتين ومحاولة إنقاذ إيران – مناورة دبلوماسية روسية معقدة في ...
- طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... الي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين
- دور واشنطن المحتمل في العدوان الإسرائيلي ضد إيران: متى تتدخل ...
- طوفان الأقصى 621 – الولايات المتحدة تزود إسرائيل بقنابل خاصة ...
- الحرب الإيرانية-الإسرائيلية: الحصيلة المرحلية للأيام الأربعة ...
- طوفان الأقصى 620 - عدوان إسرائيل يقرب إيران من إمتلاك السلاح ...
- ثلاثة سيناريوهات مرعبة لحل -المعضلة النووية الإيرانية- - قرا ...
- طوفان الأقصى 619 - حرب إسرائيل الخاطفة فشلت، فهل تبدأ حرب با ...
- تصعيد الصراع الإيراني – الإسرائيلي _ سيناريوهات المستقبل في ...
- طوفان الأقصى 618 – إسرائيل تواصل لعب دور الضحية بينما تقتل ا ...
- حرب إسرائيل الكبرى على إيران - صراع على ملامح النظام العالمي ...


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل