أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى – 632 -إسرائيل الكبرى- بين الطموح اللاهوتي والكارثة الجيوسياسية — قراءة في مقالة البروفيسور الروسي فالنتين كاتاسونوف














المزيد.....

طوفان الأقصى – 632 -إسرائيل الكبرى- بين الطموح اللاهوتي والكارثة الجيوسياسية — قراءة في مقالة البروفيسور الروسي فالنتين كاتاسونوف


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

30 يونيو 2025

في مقاله المنشور بتاريخ 25 يونيو 2025 في "مؤسسة الثقافة الاستراتيجية"، يقدم الخبير الاقتصادي البروفيسور الروسي فالنتين كاتاسونوف رؤية تحليلية عميقة لجذور العدوان الإسرائيلي على إيران، متجاوزًا التفسيرات الأمنية السطحية ليكشف عن خلفيات توسعية دينية وتاريخية لما يسميه بـ"مشروع إسرائيل الكبرى". لا يرى كاتاسونوف أن الهجوم الإسرائيلي هو مجرد رد على تهديد نووي إيراني، بل هو حلقة في مسار إمبريالي طويل الأمد، يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على أسس توراتية.

أولًا: الهجوم على إيران... مبررات مشكوك فيها

يرى كاتاسونوف أن إسرائيل والولايات المتحدة تستغلان ذريعة "التهديد النووي الإيراني" لتبرير عدوان ممنهج، رغم غياب أدلة موضوعية على وجود برنامج تسليحي نووي إيراني. ويعزز طرحه بعدة معطيات:
"الخبراء أشاروا بحق إلى عدم وجود أي مؤشرات على إمتلاك إيران للسلاح النووي."
ويستند إلى ثلاث نقاط أساسية:
1. الفتاوى الدينية الإيرانية: حيث صرح المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بأن السلاح النووي محرم في الإسلام.
2. إلتزام إيران بمعاهدة عدم الإنتشار (NPT) وتعاونها الطويل مع وكالة الطاقة الذرية.
3. تقارير إستخبارات أمريكية أُهملت عمدًا من قبل ترامب، تؤكد غياب البرنامج العسكري النووي.
وبذلك، يُفند الكاتب السردية الغربية التي تروج لـ"ضربة وقائية"، معتبرًا أن الغرض الحقيقي منها هو فتح الباب لغزو إيران.

ثانيًا: الإنسحاب من الاتفاق النووي... إستراتيجية مدروسة

في تحليل مهم، يوضح كاتاسونوف أن رفض إسرائيل والولايات المتحدة للإتفاق النووي الموقّع عام 2015 لم يكن عبثيًا، بل تم بعناية لإسقاط الحجة القانونية والدبلوماسية التي كانت تكبح الطموح العسكري الإسرائيلي: "إستمرار الصفقة النووية كان سيحرم واشنطن وتل أبيب من حجة وجود تهديد نووي."
ويشير إلى أن الهجوم لم يكن ممكنًا إلا بعد إنسحاب إدارة ترامب من الإتفاق، وهو ما مثّل — حسب منطق كاتاسونوف — إزالة للعقبة الدبلوماسية الأهم أمام الحرب.

ثالثًا: الطموح الإمبريالي: "إسرائيل الكبرى" كهدف إستراتيجي

في القسم الأهم من المقال، ينتقل كاتاسونوف من التحليل الأمني إلى الجيوسياسي والديني، ليفكك ما يسميه "العقيدة التوسعية الصهيونية" التي ترى في حدود إسرائيل الحالية مجرد مرحلة مؤقتة:
"إسرائيل الكبرى هي الهدف الإستراتيجي لسياسات تل أبيب."
ويستعرض الكاتب عدة دلائل على هذه العقيدة:
-عدم وجود حدود رسمية معترف بها لإسرائيل.
-سياسة الإستيطان والضم التدريجي منذ 1948 حتى يومنا هذا.
-تصريحات رسمية لحزب "الليكود" ونفتالي بينيت وبنيامين نتنياهو.
-ويستشهد بتصريح مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل: "هدف الصهيونية هو إعادة إنشاء إسرائيل كما كانت في زمن داوود وسليمان."
-كما ينقل عن ديفيد بن غوريون قوله: "هناك خريطة أخرى سيرسمها الشعب اليهودي، من النيل إلى الفرات."

رابعًا: إيران في قلب المشروع الصهيوني الجديد

يرى كاتاسونوف أن الحرب على إيران ليست إنحرافًا بل تتويجًا لتصور قديم يتعامل مع إيران كـ"أرض موعودة" لليهود، مستشهدًا بتصريحات خطيرة منسوبة إلى نتنياهو: "الأراضي الإيرانية هي منذ زمن بعيد جزء من تراثنا."
ويضيف نتنياهو — حسب المقال — أن على المجتمع الدولي دعم إسرائيل في "إستعادة" هذه الأراضي، ملوحًا بإستخدام القوة إذا لزم الأمر.
الكاتب يعتبر هذه التصريحات تجاوزًا حتى للمفاهيم الدينية التوراتية التقليدية: "خطتهم تتجاوز حتى المفهوم اللاهوتي لإسرائيل الكبرى."

خامسًا: ما بعد إيران: تركيا، سوريا، والعالم؟

يشير الكاتب إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل بالتوغل في سوريا (عملية "سهام باشان")، معتبرًا أن انهيار النظام السوري أتاح لإسرائيل فرصة للتوسع العسكري. ويتحدث عن مخاوف أنقرة: "بعد إيران ستكون تركيا الهدف التالي لإسرائيل."
كما ينقل عن نتنياهو ما هو أخطر: "سوف نغير وجه الشرق الأوسط... بل والعالم بأسره."
ويضع هذا التصريح في سياق نوايا عالمية خطيرة تتجاوز الشرق الأوسط.

سادسًا: نهاية إسرائيل أم بدايات "الكيان المجرم العالمي"؟

ينهي الكاتب مقاله بإستحضار نبوءة هنري كيسنجر سنة 2012 بأن "إسرائيل لن توجد خلال عشر سنوات"، ويقارن ذلك بطموحات نتنياهو بـ"إسرائيل الكبرى"، ليتساءل: "من هو المُحق؟ كيسنجر أم نتنياهو؟"
ويجيب: "أظن أن الأول هو المُحق."

خلاصة

تكشف مقالة كاتاسونوف عن بُعد خطير في السياسات الإسرائيلية الحديثة، حيث تُطرح فكرة "إسرائيل الكبرى" ليس كمجرد خيال ديني بل كمخطط جيوسياسي قيد التنفيذ، تُستخدم فيه ذرائع نووية وذرائع "الدفاع عن النفس" لإعادة رسم الحدود وتفكيك الدول.
فالسؤال اليوم لم يعد: "هل ستهاجم إسرائيل إيران؟"، بل: "هل يستطيع العالم إيقاف إسرائيل قبل أن تبتلع المنطقة؟"
أو كما عنون الكاتب مقاله باقتدار: "إما إسرائيل الكبرى... أو لا إسرائيل على الإطلاق."



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - في حرب الأيام ال12، وضع ترامب نفسه في صف الد ...
- طوفان الأقصى 631 - كاتبة أسترالية - لا لن يمروا
- ألكسندر دوغين - إنتهت الحرب العالمية الثالثة، لكنها لا تزال ...
- طوفان الأقصى 630 - إيران وإسرائيل في أتون المواجهة - حرب تبد ...
- ألكسندر دوغين – الحرب العالمية الثالثة قد بدأت
- طوفان الأقصى 629 – الحرب الخاطفة بين إيران وإسرائيل - نهاية ...
- -الدروس الإيرانية لروسيا: كيف أختُبرت الحرب الحديثة على أبوا ...
- طوفان الأقصى 628 - إيران بين فخ الحرب ومصيدة التفكيك: قراءة ...
- الكل إنتصر ولا أحد فاز - أوهام النصر في حرب إيران وإسرائيل
- طوفان الأقصى 627 - فوردو تنجو وأمريكا تتخبّط
- ألكسندر دوغين - الفرصة الأخيرة لتوحّد العالم الإسلامي
- طوفان الأقصى 626 – ضربة مزدوجة
- بوتين ومحاولة إنقاذ إيران – مناورة دبلوماسية روسية معقدة في ...
- طوفان الأقصى 625 - «بين أن تكون أو لا تكون»: 22 يونيو... الي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عين العاصفة: من رقيب نووي إ ...
- طوفان الأقصى 624 - إسرائيل وإيران والوكالة الدولية للطاقة ال ...
- بعد غزة، إيران تصرخ - يا وحدنا - ملف خاص
- طوفان الأقصى 623 - إحدى الدول القليلة ذات السيادة الحقيقية. ...
- ألكسندر دوغين - يتحدث حول العدوان الإسرائيلي على إيران - الا ...
- طوفان الأقصى 622 - من المؤتمر الصحفي للرئيس بوتين


المزيد.....




- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...
- بيونسيه تتعرض لموقف محرج تسبب بوقف غنائها أثناء حفل.. شاهد م ...
- ليس مجرمًا.. شاهد صغير الأيل هذا يحاول التسلل إلى داخل سجن أ ...
- موجة حر خانقة في جنوب أوروبا والسلطات تدعو للحذر وحماية الفئ ...
- خلافات داخل الكابينت تنهي اجتماعه دون قرار بشأن غزة
- مادة شارحة: مقارنة ميزانيات دول حلف شمال الأطلسي
- الاحتلال يعتقل أسيرا محررا ويوسع اقتحاماته بالضفة والقدس
- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- ماريوبول -مريضة-، شهادات تنفي روايات روسيا عن الوضع في المدي ...
- فيديو - إجلاء آلاف السكان جراء أمطار غزيرة في جنوب غرب الصين ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى – 632 -إسرائيل الكبرى- بين الطموح اللاهوتي والكارثة الجيوسياسية — قراءة في مقالة البروفيسور الروسي فالنتين كاتاسونوف