أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة نتنياهو إلى واشنطن: بين نوبل الضائعة والرهانات الفاشلة














المزيد.....

طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة نتنياهو إلى واشنطن: بين نوبل الضائعة والرهانات الفاشلة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

12 يوليو 2025

منذ أيام، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، وسط تصعيد إقليمي متزايد بين إسرائيل وإيران، وتوتر داخلي متفاقم في الساحة الإسرائيلية. سعى نتنياهو من خلال هذه الزيارة إلى دفع الإدارة الأمريكية، وتحديدًا الرئيس دونالد ترامب، نحو تبني موقف أكثر حدة تجاه طهران، وتوسيع رقعة المواجهة لتشمل جبهات أخرى، أبرزها غزة والبحر الأحمر. وقد حظيت هذه الزيارة بتغطية إعلامية مكثفة وفيض من التعليقات والتحليلات السياسية في مختلف دول العالم. ولم يتأخر المستشرق الروسي المعروف البروفيسور ليونيد تسوكانوف، مستشار مركز الأبحاث السياسية في الإدلاء بدلوه، فقد نشر مقالين في موقع وكالة Regnum للأنباء: الأول في 7 يوليو/تموز بعنوان «الجولة الثانية: نتنياهو يسعى لدفع ترامب إلى الحرب»، والثاني في 10 يوليو/ تموز بعد إنتهاء الزيارة بعنوان «جائزة نوبل فلتت: لماذا فشل الإتفاق بين ترامب ونتنياهو؟».

غير أن النتائج جاءت مخيبة للآمال، فلم يحصل نتنياهو على إلتزامات أمريكية واضحة، كما فشلت خطته الأمنية الخاصة بقطاع غزة، فيما تحوّلت مبادرة ترشيح ترامب لجائزة نوبل إلى خطوة رمزية غير فاعلة.
---
«الجولة الثانية»: نتنياهو يحشد لتمهيد الضربة
في مقاله الأول، يشير المحلل الروسي ليونيد تسوكانوف إلى أن زيارة نتنياهو جاءت في سياق ما وصفه بـ«التحضير للجولة الثانية من الحرب ضد إيران»؛ إذ سعت إسرائيل إلى إقناع واشنطن بأن طهران أصبحت على وشك إستعادة كامل قدراتها النووية، وأن الإنتظار يعني المخاطرة.

كتب تسوكانوف: "إسرائيل تنتظر «الجولة الثانية» – إذناً بموجة جديدة من الغارات الوقائية، خاصة ضد الحوثيين في اليمن كأذرع إيرانية نشطة."

وفي خلفية هذه التحركات، كانت حكومة نتنياهو تتخبط في أزمات داخلية: من قانون التجنيد الإجباري للحريديم الذي هدد وحدة الائتلاف، إلى فضيحة "قطر غيت" التي تورط فيها مسؤولون من الدائرة المقربة لنتنياهو، وصولًا إلى جمود عملية التطبيع مع الدول العربية.
---
الرهانات: ما أراده نتنياهو من واشنطن
الرهانات الإسرائيلية كانت كبيرة، ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط:
1. فتح جبهة تصعيد جديد ضد إيران، عبر الحصول على ضوء أخضر أمريكي لشن ضربات إستباقية على منشآت إيرانية وأذرعها الإقليمية.

2. فرض ترتيبات أمنية جديدة في غزة، خصوصًا ما عُرف بمشروع "كوريدور موراغ"، وهو ممر أمني مغلق يفصل الجيش الإسرائيلي عن السكان الفلسطينيين ضمن صيغة تشبه الفصل العنصري.

3. تحقيق إنجاز رمزي دولي من خلال ترشيح ترامب لجائزة نوبل، مقابل دعمه الكامل لسياسة نتنياهو.

لكن هذه الرهانات اصطدمت بجدار أمريكي من البرود والتوجس.
---
النتائج: لا حرب... ولا نوبل
في مقاله الثاني بعد الزيارة، يصف تسوكانوف ما جرى في واشنطن بأنه «مسرحية دبلوماسية بلا مضمون». فبينما حاول نتنياهو إستثمار رمزية ترشيح ترامب لنيل نوبل للسلام، جاء الرد الأمريكي خاليًا من أي إلتزامات صريحة، لا بشأن إيران، ولا غزة، ولا الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

كتب تسوكانوف: "نتنياهو رشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام... لكن الولايات المتحدة لم تمنح إسرائيل أي ضمانات."

أما بخصوص غزة، فقد سقط مشروع "كوريدور موراغ" بفعل المعارضة الأمريكية والقطرية، ليُدفن تحت طاولة المفاوضات، دون بدائل جدية، وهنا يؤكد الكاتب: "سقطت صفقة غزة بسبب موقف واشنطن والدوحة، اللتين رفضتا أي صيغة لعزل الفلسطينيين داخل قطاع غزة."

وفيما يخص موضوع الأسرى الإسرائيليين، فقد إكتفت واشنطن بالإعلان عن نية إرسال مبعوث خاص إلى الدوحة، لكن دون جدول زمني أو إلتزام جدي، ما يعكس عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لتحريك هذا الملف الحساس.
---
تحليل سياسي: فشل بثلاثة أبعاد
إن الفشل الذي منيت به الزيارة لم يكن تقنيًا أو عابرًا، بل يعكس خللًا إستراتيجيًا في تقدير الواقع. فالفرق بين ما أراده نتنياهو وما خرج به من واشنطن، يظهر بوضوح في ثلاث محاور أساسية:
أولًا، إيران.
رغم تصعيد إسرائيل خطابها حول "التهديد النووي الإيراني"، فإن ترامب لم يبد حماسة لخوض مواجهة جديدة قد تعصف بحظوظه الإنتخابية المقبلة. ورفض إعطاء أي إلتزام بشن ضربات أو حتى فرض عقوبات إضافية.

ثانيًا، غزة.
الطرح الإسرائيلي المتعلق بإنشاء منطقة مغلقة لعزل الفلسطينيين داخل القطاع جوبه برفض واسع، ليس فقط من قطر، بل من الدوائر الدبلوماسية الأمريكية أيضًا. وبدلًا من ذلك، دعت واشنطن إلى "حلول منسقة دوليًا".

ثالثًا، التطبيع العربي.
رغم أن إسرائيل كانت تأمل بفتح قنوات جديدة مع السعودية وقطر، إلا أن هذه الملفات تم تأجيلها لحين نضوج الظروف. وهكذا، عاد نتنياهو من واشنطن دون أي تقدم يذكر في هذا المضمار.
---
خاتمة: واشنطن ليست خشبة خلاص
يمكن القول إن زيارة نتنياهو كانت أشبه بمحاولة لخلط الأوراق الإقليمية والهروب إلى الأمام، لكن الواقع الأميركي والدولي اليوم لم يعد يسمح بمناورات مماثلة. فواشنطن تعيش مرحلة "التراجع التكتيكي"، وتسعى إلى إحتواء الأزمات لا إشعالها.

وبينما أراد نتنياهو أن يخرج بصورة «صانع إنتصارات» يعود بها إلى الكنيست، إنتهى به الأمر في موقف دفاعي داخلي، محاصرًا بأسئلة دون إجابات: أين الأسرى؟ أين الحل في غزة؟ وأين الدعم الأمريكي الذي وعد به؟

وفي نهاية المطاف، لم تكن «جائزة نوبل» سوى غطاء إعلامي هش لفشل سياسي مزدوج: في الداخل والخارج على السواء.
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...
- ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
- طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال ...
- زفاف بيزوس في البندقية: عندما يتحول الثراء الفاحش إلى سلطة إ ...
- طوفان الأقصى 634 - الملاحظات الست التي غفلت عنها وسائل الإعل ...


المزيد.....




- -خليلي جمالك-..مصورة تستكشف الجانب -القبيح- لمعايير الجمال ف ...
- -الكاهي والقيمر-.. فطور عراقي أصيل يجذب الآلاف كل صباح في قل ...
- على خلفية اشتباكات السويداء.. الداخلية السورية تُعلن عزمها - ...
- خبراء يرجحون ثوران براكين بحرية في وقتٍ قريبٍ، فهل يدعو ذلك ...
- هل تتبع الحكومة الألمانية نهجا جديدا في التعاطي مع الإسلام؟ ...
- صواريخ تاوروس الألمانية فتيل نزاع جديد محتمل في أوروبا
- ذوو الشهيدين -العريس والمغترب- يروون تفاصيل جريمة المزرعة ال ...
- ماذا يقول الإيرانيون عن الاتفاق النووي بعد 10 أعوام على توقي ...
- كثافة التواصل ووسائل هزيمة الشعور بالوحدة
- من هو الأجدر بجائزة نوبل للسلام أكثر من ترامب؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة نتنياهو إلى واشنطن: بين نوبل الضائعة والرهانات الفاشلة