أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ثقة العالم في وكالة الطاقة الذرية-














المزيد.....

طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ثقة العالم في وكالة الطاقة الذرية-


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

14 يوليو 2025


في عالم باتت فيه الطاقة النووية سلاحًا ذا حدّين، يتعاظم دور الوكالات الدولية كمراقب وحكّم. لكن هل تبقى هذه المؤسسات، وفي مقدمتها "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" (IAEA)، محلّ ثقة بعد سجل من الإنحرافات والتناقضات؟ تشير المعطيات والتحليلات المتوفرة إلى خمس خطايا كبرى إرتكبتها الوكالة، تضعها موضع إتهام: التحريض، الإهمال، الانحياز، التجسس، والارتهان للغرب، وهو ما ظهر جليا في حيثيات العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران. تطرقت إلى هذا الموضوع الكاتبة الصحفية الروسية إيوانا كوفاليوفا في مقال نشر بتاريخ 28 يونيو 2025 في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" بعنوان: "وكالة الطاقة الذرية بين الغطاء السياسي، الانحياز الغربي، وخطر التحول إلى أداة حرب".

أولًا: وكالة تحرّض... ولا تراقب

الوكالة التي تأسست في يوليو 1957 تحت مظلة الأمم المتحدة، بهدف نبيل هو "الذرة من أجل السلام"، تحولت في حالات متعددة إلى منصة شرعنة للتدخلات العسكرية. مثال إيران حاضر ومؤلم: حين أعلنت إسرائيل عن بدء عملية عسكرية ضد طهران، إستندت في تبريرها إلى تقرير للوكالة حول تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60%. ورغم أن رئيس الوكالة رافائيل غروسي أكد لاحقًا أن التقرير لا يشير إلى إنتاج سلاح نووي، إلا أن الضرر كان قد وقع. «ما ورد في تقريرنا لا يتضمن أي تأكيد على أن إيران تنتج أسلحة نووية... ما ذكرناه لم يكن جديدًا»، – يتباكى رافائيل غروسي.

ثانيًا: إهمال يهدد السلام العالمي

من أبرز الأمثلة على التناقضات الميدانية، موقف الوكالة الغامض من قصف محطة زابوروجيه النووية في أوكرانيا. فرغم وضوح الجهة التي تطلق القذائف، إمتنعت الوكالة عن تسمية الفاعل، مما أثار سخطًا واسعًا. كما أن إعتداء الجيش الأوكراني على فريق تابع للوكالة خلال عملية تبديل لم يتم التطرق له في أي بيان رسمي. «نعرف من أين تطلق القذائف، لكن لا نستطيع التصريح بذلك»، – موقف موارب من الوكالة.


ثالثًا: إنحياز مكشوف ومحسوبيات سياسية

الوكالة تغض الطرف عن برامج نووية "محظورة" عندما تكون الدولة المعنية حليفة للغرب. الملف الإسرائيلي خير مثال: فالدولة العبرية التي لم توقّع على معاهدة الحد من إنتشار الأسلحة النووية، ولا تسمح بتفتيش منشآتها، بقيت خارج دائرة المساءلة رغم تصريحاتها المتكررة بأنها "تمتلك القدرة" على إستخدام القنبلة النووية عند الضرورة. «إسرائيل لا تخضع لمراقبة الوكالة... وتعلن بلا تردد: إذا إضطررنا، سنستخدم القنبلة»، – من مضمون التقرير.


رابعًا: شبح التجسس تحت غطاء التفتيش

توجّه الإتهامات للوكالة بإستخدام بعض مفتشيها كغطاء لعمل الإستخبارات. وقد بلغ التوتر ذروته حين رفضت إيران مؤخرًا إستقبال بعثة من الوكالة بعد القصف الأمريكي، في خطوة فسّرها البعض كإشارة إلى فقدان الثقة في حيادية المفتشين، بل والإشتباه في ضلوعهم بأنشطة إستخباراتية. «التجسس موجود في كل المنظمات الدولية... في هذه الوكالة ليس أكثر من غيرها، لكنه حتمي بحكم طبيعة الملف النووي»، – البروفيسور ألكسندر بوتيلوف علق على الموضوع.


خامسًا: وكالة تحت الهيمنة الأمريكية

يرى محللون أن الوكالة نشأت في حضن واشنطن، وظلت لعقود تُدار برؤية أمريكية – أوروبية، سواء عبر التمويل أو عبر تعيين قيادات من "المدرسة الغربية". الفشل في مساءلة أوكرانيا عن قصف محطة نووية، في وقت تهاجم فيه إيران أو كوريا الشمالية بلا هوادة، يعكس هذا الإنحياز الصارخ. «الهيمنة الغربية على الوكالة هي إرث تاريخي… وقد نشهد لاحقًا تحوّلًا نحو آسيا مع صعود الصين وكوريا الجنوبية»، – يؤكد بوتيلوف.

هل تعيد المنظومة الدولية بناء الثقة؟

تاريخ المنظمات الدولية مملوء بتجارب الفشل، من عصبة الأمم قبيل الحرب العالمية الثانية، إلى إنقسامات الأمم المتحدة اليوم. ويرى بعض الخبراء أن الحل في المستقبل يكمن في إنشاء أطر إقليمية متعددة الأطراف (مثل تحالف بريكس)، تمتلك أدوات الرقابة والسيادة الحقيقية على إستخدام الذرة. «العالم يحتاج إلى نظام رقابة نووي جديد يناسب التعددية القطبية… فالمستقبل النووي لا يحتمل الخطأ ولا الهيمنة»، – يقول ألكسندر بوتيلوف.

خاتمة: بين "ذرة للسلام" و"ذرة للحرب"

لقد أثبت التاريخ أن إستخدام الذرة لا يمكن فصله عن السياق السياسي، كما أثبت الحاضر أن المؤسسات الدولية ليست محصّنة من التسييس والإنحياز. في ضوء ذلك، لم تعد وكالة الطاقة الذرية مرجعًا موثوقًا عالميًا، بل باتت – في أعين خصومها – مؤسسة تخدم أهدافًا إنتقائية، قد تؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها.

الذرة التي بشّر بها آيزنهاور لتوحيد العالم… صارت اليوم أداة لتمزيقه.
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «المومياء الخلافية»: حين تتحوّل الذاكرة التاريخية إلى ساحة ص ...
- طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية ...
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...


المزيد.....




- احتفال ينتهي بذعر وهروب للنجاة.. إطلاق نار يحوّل لم شمل سنوي ...
- أكبر رئيس في العالم يسعى لولاية ثامنة
- شباب مبدعون.. مهارات وابتكارات ذكية بأيد شبان في عدد من دول ...
- احتفالات فرنسا بالعيد الوطني تبرز -جاهزية- الجيش لمواجهة الت ...
- فرنسا.. أي استراتيجية دفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المتف ...
- أعداد القتلى إلى ارتفاع في اشتباكات متواصلة.. ما الذي يحدث ف ...
- زيلينسكي يستقبل مبعوث ترامب على وقع هجمات متبادلة بين روسيا ...
- زيلينسكي يقترح النائبة الأولى لرئيس الوزراء لقيادة الحكومة ا ...
- أكسيوس: إدارة ترامب تلاحق موظفي الاستخبارات باختبارات كشف ال ...
- الأحزاب الحريدية تعتزم الاستقالة من حكومة نتنياهو


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ثقة العالم في وكالة الطاقة الذرية-