أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية في وجه جحيم الغرب-














المزيد.....

طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية في وجه جحيم الغرب-


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

13 يوليو 2025

في نصٍّ مشحونٍ بالعاطفة والغضب والتاريخ الشخصي، يخرج الكاتب الروسي المخضرم والشهير ألكسندر بروخانوف، الذي يعتبر رمزا للأدب القومي الروسي، مدافعًا شرسًا عن إيران المُحاصرة والمستهدفة، وعن روسيا الجريحة، وعن إرث الإتحاد السوفياتي الذي يعتبره الحصن الأخير في وجه جحيم الهيمنة الغربية – الصهيونية. المقال لا يقتصر على كونه شهادة سياسية، بل يُمثل بيانًا أدبيًا – نوويًا – روحانيًا، يضعه بروخانوف في مصاف “الأناجيل الجيوسياسية” للقرن الحادي والعشرين. وقد نشرت مقالة الكاتب بروخانوف بعنوان: "إيران ستصمد" 3 يوليو 2025 في صحيفة "زافترا" الٱلكترونية التي يرأس تحريرها.

أولًا: بين إيران والمشانق الرمزية – الحروب كطقوس إبادة

يستهل بروخانوف نصه بجملة نارية: "العالم بعيون مطفأة من الرعب كان يشاهد إسرائيل وأمريكا وهما تقتلان إيران..."


في هذه الافتتاحية، يرسم بروخانوف لوحة طقسية مظلمة لعالم يقف حول مشنقة، حيث تذبح "دولة عظيمة" على مرأى من الجميع، في عملية قتل "تربوية شيطانية"، تُرسل من خلالها رسالة إلى شعوب الأرض بأنهم "غبار التاريخ وقشرة الوجود".

إن ما يعرضه الكاتب ليس مجرد عداء عسكري، بل منهج كوني للإذلال والتطويع والمسخ، يتدرج من سحق غزة وحماس، إلى تفجير علماء إيران، وقصف منشآتها الإستراتيجية. وبرغم هذا كله، يصرخ بروخانوف بثقة:
"لكن إيران لم تُكسر... إنها تحتفل بالنصر."

ثانيًا: روسيا المُستهدفة أيضًا – ضربات غير معلنة بأيدٍ إسرائيلية

ينتقل الكاتب من الجبهة الإيرانية إلى قلب روسيا، حيث يرى أن ما يُنفذ بحق إيران ليس إلا نموذجًا مصغرًا لما يُخطط لروسيا. يشير إلى إغتيالات "روسية داخلية" لجنرالات ومهندسين عسكريين، ويربطها مباشرةً بإسرائيل: "إسرائيل ليست بعيدة... البصمة واضحة في الهجمات على القواعد الجوية والغواصات."

كما يُدين ما يسميه الطابور الخامس داخل روسيا – "المُهلِّلين للعدوان"، بل يتهم "الريلوكانتس" – الروس الفارين إلى الغرب – بإرتداء نجمة داود خلال قصف طهران، كنوع من التماهي مع القاتل!

ثالثًا: السلاح النووي كدرع روحي – السرد الشخصي في خدمة العقيدة

في فقرة من أقوى وأعمق فقرات المقال، يُحوّل بروخانوف السلاح النووي الروسي من مجرد ترسانة إلى رمز روحاني وجودي، يحمي “ورود روسيا وأطفالها وأيقوناتها”، والفضل في ذلك يعود لـ"ستالين"، كما يقول: "ذلك السلاح الذي تدين به روسيا لستالين..."

ثم يسرد الكاتب، بتأثر واضح، مشاركته كشاب في مشروع السلاح النووي السوفياتي، يصف مشاعره وهو يلمس اليورانيوم، ويرى القنابل تُركّب، ويُحلق بطائرة تحمل رؤوسًا نووية، بل يهبط في صوامع الصواريخ ويلامس رأسها القاتل، وكأنه يقترب من قلبٍ إلهي نابض، حيث يتذكر: "لمست بيدي رأسها الحربي... وفي ساعة الخطر، سأنطلق مثل بخار ناري خلف الصاروخ..."

هنا يبلغ النص ذروته الصوفية – النووية: الكاتب لا يرى نفسه فقط جنديًا أو مشاركًا، بل ناسكا في معبد نووي، تُبقيه الأسلحة النووية حيًا، وتمنحه الإيمان.


رابعًا: دفاع عن ستالين ولينين – ضد "التحنيط الإعلامي" للذاكرة السوفياتية

ينتقد الكاتب محاولة تشويه صورة ستالين، ويشن هجومًا على الفيلم الوثائقي "المومياء"** الذي عرض على قناة "سباس"، حيث يُتهم فيه لينين بأنه جثة مسمومة يجب دفنها، ويُصوّر مزاره كضريح شرير، ويدعو قائلًا: "فليأخذوا هذا الفيلم إلى خنادق دونباس، حيث الجنود يرفعون راية النصر السوفياتية!"

هنا يُحول بروخانوف السرد الفني إلى موقف سياسي: من يتحدث عن دفن لينين في زمن الحرب، هو خائن لوحدة الأمة الروسية. إنه زمن لا يُسمح فيه "بتسريح التاريخ"، بل بإستحضار القوة الرمزية لماضي النصر على الفاشية.

خاتمة
مقال ألكسندر بروخانوف هو سيمفونية روسية كبرى، تلعب على أوتار التاريخ، النووي، الدين، والفن. فيه يُبشّر بصمود إيران، ويُحذر من مصير قادم لروسيا، ويُعلن عن عقيدة واضحة:
-"السلاح النووي ليس فقط درعًا، بل عقيدة قومية".
-"ستالين ليس ديكتاتورًا، بل أب الأمان الروسي".
-"روسيا وإيران تحاربان الجحيم نفسه".
والحل؟ التوحد تحت الراية الحمراء، في وجه قوى الإبادة الأنغلوساكسونية – الصهيونية.

**ملاحظة:
سنعود إلى موضوع الفيلم المشبوه عن لينين في المقال القادم.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...
- ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
- طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال ...


المزيد.....




- قتلى وجرحى بينهم أطفال إثر غارة قرب نقطة توزيع مياه وسط غزة، ...
- ترامب يقول إن الولايات المتحدة سترسل صواريخ باتريوت الدفاعية ...
- ترامب يقرر إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- مقتل العشرات في اشتباكات مسلّحة جنوب سوريا
- وفاة محمد بخاري رئيس نيجيريا السابق عن 82 عاما بعد مسيرة حكم ...
- سوريا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو في السويداء تسفر عن ...
- قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا ...
- ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026 ...
- عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية ...
- مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية في وجه جحيم الغرب-