أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوماسية الرياض الشرق الأوسط من انفجار جديد؟














المزيد.....

طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوماسية الرياض الشرق الأوسط من انفجار جديد؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

18 يوليو 2025

في مشهد يتقاطع فيه النفوذ الأميركي المتراجع مع صعود الأدوار الإقليمية، دخلت السعودية مجددًا إلى واجهة الأحداث كلاعب دبلوماسي حذر يسعى لإحتواء إنفجار حرب شاملة بين إسرائيل وإيران، دون أن تنغمس مباشرة في أتونها.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب إستقبل مؤخرًا وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في البيت الأبيض، في لقاء وصفه مراقبون بأنه يحمل "دلالة سياسية حادة"، تزامنًا مع تصاعد التوتر في الإقليم. أعقب اللقاء إتصالٌ مباشر بين الوزير السعودي ورئيس الأركان الإيراني عبد الرحيم موسوي، ما شكّل حلقة إضافية في سلسلة الإتصالات التي نسجها الأمير خالد مع القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين، والتي تُقرأ على أنها محاولة سعودية واعية للعب دور "الضامن الصامت" في مواجهة إنزلاق المنطقة إلى حربٍ مفتوحة. "نحن نناقش الأحداث في المنطقة والجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار"، صرّح الوزير السعودي بعد الإتصال بطهران.

إستراتيجية التوازن: تحالفات مزدوجة بلغة صامتة

لا تنكر الرياض علاقاتها مع طهران، ولا تنكر أيضًا علاقاتها مع تل أبيب، ولكنها تمارس سياسة "التموضع البراغماتي"، عبر التنسيق مع الطرفين دون إعلان الإنحياز لأي منهما.

يرى المحلل الروسي ستانيسلاف تاراسوف، المؤرخ والباحث السياسي والخبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز، في مقال نشره في 9 تموز/يوليو أن السعودية تسير بخطى "غير مباشرة" في إدارة الصراع، موضحًا أن: "إسرائيل وإيران يُنظر إليهما كأدوات لردع بعضهما البعض، في حين تحتفظ الرياض لنفسها بمساحة مناورة دبلوماسية".

وبينما تضطلع تل أبيب بدور رأس الحربة في مواجهة طهران عسكريًا، تسعى السعودية إلى لعب دور الموازن، مع التركيز على مشروع إحياء حل الدولتين بالتعاون مع فرنسا، في إشارة إلى محاولة الرياض إستعادة المبادرة العربية ضمن رؤية متعددة الأبعاد.

التحولات الأميركية: من مركز القيادة إلى شريك تكتيكي

العلاقات السعودية–الأميركية باتت أقرب إلى "شراكة تكتيكية" وليست تحالفًا إستراتيجيًا تقليديًا، بحسب ما يشير إليه النص التحليلي. فالسعودية اليوم: "لا تعتمد على الولايات المتحدة كحليف إستراتيجي كامل، بل تسعى إلى تنويع خياراتها، مدّ جسور مع بكين وموسكو، دون أن تقطع شعرة معاوية مع واشنطن".

ويعزز هذا التوجه تقارير ذكرت أن دول الخليج تعهدت لترامب بتقديم تريليونات الدولارات في حال لجأ إلى الخيار الدبلوماسي مع إيران، خشيةً من تداعيات كارثية لمحاولة تغيير النظام هناك، كما حدث في العراق عام 2003.

سوريا ولبنان: إختبار إضافي للقيادة السعودية

إلى جانب الملف الإيراني، تبذل السعودية جهودًا لإعادة ترتيب البيت العربي، عبر تطبيع تدريجي مع سوريا ولبنان. يرى التقرير أن: "الرياض تريد أن تكون عملية إعادة إعمار سوريا بيد العرب، لا بيد القوى الأجنبية"، مشيرًا إلى تحرك سعودي-خليجي لإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية، وفرض إيقاع عربي على الحلول الإقليمية.

رهان الإستقلال الإستراتيجي

مع تحول واشنطن إلى آسيا، وسعيها لتقليل إنخراطها في أزمات الشرق الأوسط، وجدت الرياض نفسها أمام تحدٍّ يتمثل في ملء "فراغ القيادة الإقليمية"، وهو ما يفسّر تحركاتها الأخيرة:
-تعزيز الدبلوماسية مع طهران.
-التنسيق الهادئ مع إسرائيل.
-التطبيع مع سوريا.
-رعاية مبادرات فلسطينية.
-فتح قنوات مع بكين وموسكو.

هذا ما وصفه التقرير بأنه: "عودة إلى الصدارة لا من بوابة التصعيد، بل عبر الحضور المتوازن، والمراهنة على دبلوماسية الصمت لا على المواجهة".

الرهانات والمخاطر: هل تنجح الرياض في إختبار النفوذ؟

في ظل وجود نحو 40 ألف جندي أميركي في قواعد في الخليج، ومخاوف من تعرض السعودية لأي رد إيراني على خلفية الحرب الإسرائيلية، تبدو الرياض وكأنها تسير على حبل مشدود. فإذا فشلت في كبح جماح التصعيد، فهي عرضة للعقوبات، أو لهجمات، أو لتراجع مكانتها في العالمين العربي والإسلامي.

وفي ختام تحليله، يطرح تاراسوف السؤال المركزي: "هل ستكون السعودية مجرد أداة في يد ترامب لتمرير سياسات أميركية، أم أنها قادرة فعلًا على رسم مسار إقليمي مستقر تقوده المملكة؟"

السؤال يبقى مفتوحًا، لكن الأكيد أن الرياض باتت اليوم في صدارة لوحة الشطرنج الشرق أوسطية، تخطو بخطى محسوبة بين الألغام السياسية والعسكرية، مدفوعة برغبتها في ترسيخ مكانتها كمحور توازن، لا مجرد تابع.
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...
- طوفان الأقصى 648 - -أذربيجان بين مطرقة إيران وسندان روسيا: م ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر تصريح ترامب حول روسيا -والآن أُعلنُ ...
- طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إ ...
- رؤية ألكسندر بوتيلوف: إنهيار الثقة بالمؤسسات الدولية و-تفكك ...
- طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ث ...
- «المومياء الخلافية»: حين تتحوّل الذاكرة التاريخية إلى ساحة ص ...
- طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية ...
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب


المزيد.....




- -تبتسم- و-تغمز-.. صور مرحة توثق جانبًا غير متوقّع لطيور البو ...
- المؤثّرة الافتراضية ميا زيلو -تخطف- الأضواء في لندن وتُربك ا ...
- شاهد.. عملية إنقاذ لشخصين من قارب صيد تندلع فيه النيران بالك ...
- تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السو ...
- بعدما وصفها بـ -القمامة-.. ترامب: كوكا كولا وافقت على استخدا ...
- ردًا على التهديد بفرض عقوبات جديدة.. إيران: الأوروبيون لا يم ...
- دمشق تتهم مقاتلين دروز بخرق الهدنة في السويداء وأنباء عن اشت ...
- إسرائيل تأسف لقصف كنيسة في غزة بـ-الخطأ- وباريس تندد
- مائة عام على كتاب هتلر -كفاحي- - أفكاره لا تزال تتردد
- ضخ إعلامي كبير بتجدد الاشتباكات الدامية في السويداء.. ما حقي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوماسية الرياض الشرق الأوسط من انفجار جديد؟