أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به – إسرائيل تفتح الأبواب المحرمة














المزيد.....

ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به – إسرائيل تفتح الأبواب المحرمة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *
ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
موقع تلفزيون تساريغراد

18 يوليو 2025

الأحداث الجارية في الأرض المقدسة ليست مهمة الآن فقط، بل منذ منتصف القرن العشرين. إنشاء الدولة القومية اليهودية "إسرائيل" على أرض فلسطين، التي كانت تحت الإنتداب البريطاني بعد تقسيم الإمبراطورية العثمانية، لم يكن مجرد فعل سياسي عادي. على عكس إنشاء وتقسيم تشيكوسلوفاكيا أو إنهيار الإتحاد السوفياتي، التي كانت أحداثًا مهمة بلا شك، فإن ما يحدث في الأرض المقدسة له بعد لا يُقارن.

بالنسبة لجميع الديانات التوحيدية الثلاث – اليهودية، الإسلام، والمسيحية – هذه ليست مجرد أرض أو حدود كيان سياسي. إنها مرآة التاريخ العالمي. في المجتمعات التقليدية لهذه الديانات، كان يُعتقد أن القدس والأرض المقدسة تقع على محور يربط بين السماوات والأرض والعوالم السفلية. المدخل إلى الجنة والمدخل إلى الجحيم.

ولهذا السبب، كان لهذه الأرض أهمية هائلة لليهود القدماء، وللمسيحيين (ومن هنا جاءت الحروب الصليبية)، وللمسلمين، حيث يقع في القدس المكان الذي صعد منه النبي محمد إلى السماوات وفقًا للقرآن. هذا المحور الذي يربط السماء بالأرض يجعل هذه الأرض غير عادية بالنسبة لغالبية البشرية التي تعتنق الديانات التوحيدية.

أسئلة مثل: لمن تنتمي الأرض المقدسة؟ وما الذي يحدث عليها؟ هل هناك سلام أم حرب؟ هل هناك تطهير عرقي؟ من يحارب من؟ من يتصرف بنبل ومن يتصرف بخسة؟ من هو القاتل ومن هو الضحية؟ كيف تُرسم الحدود؟ وما هو النظام القانوني لهذه الأراضي؟ كل هذه ليست أمورًا ثانوية. بالطبع، أي ترتيب سياسي في أي منطقة من العالم مهم لسكانها. لكن أحداث القدس لها أهمية مطلقة للجميع. أكبر بكثير من وجود دول البلطيق أو أوكرانيا، التي قد تكون أو لا تكون. أهميتها محلية. لكن مصير فلسطين والقدس هو الأهم للبشرية جمعاء.

فكرة منح فلسطين لليهود، التي إنتشرت منذ حوالي مئة عام، وخاصة بعد فظائع هتلر في الحرب العالمية الثانية، بدت حلاً معقولًا. فالكثير من الشعوب لديها دولها القومية، بينما اليهود لم يكن لديهم دولة. رغم أنه كان يمكن إقتراح أراضٍ أخرى (وتم النظر في خيارات مثل أوغندا في أفريقيا). لم يكن الأمر مجرد أرض، بل إنشاء دولة يهودية مستقلة، وهو ما وافق عليه الكثيرون، بما في ذلك ستالين. وهكذا تأسست دولة إسرائيل.

لكن الأهم في خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين تم إغفاله. وهو تحقيق النبوءات ذات الأهمية المطلقة في الديانة اليهودية: أن اليهود سيعودون بعد ألفي عام من التشرد إلى الأرض الموعودة. فكروا فقط: نحن السلاف بالكاد نتذكر ما حدث لنا منذ ألف عام. أما هنا، فشعب عاش ألفي عام خارج أرضه المقدسة. هل كان هذا التشرد مستحقًا أم لا؟ هذا سؤال لاهوتي، خاصة في اللاهوت اليهودي، الذي يعتبره عقابًا أو إختبارًا، ما يسمى "الغالوت" (المنفى)، عقاب إلهي لتطهير الشعب اليهودي. لقد تطهروا لمدة ألفي عام، وبحسب المعتقدات، سيكملون تطهيرهم وينتقلون من المعاناة إلى الحكم، ومن الهزيمة إلى النصر، عندما يأتي "الماشيح"، أي المسيح اليهودي. عندها ستحدث العودة إلى الأرض الموعودة.

فماذا حدث؟ لم يأتِ المسيح، لكن اليهود عادوا. وهكذا، أُعطيت الأرض المقدسة لديانة واحدة، اليهودية. وكيف تصرف اليهود على هذه الأرض؟ نعرف جيدًا. في البداية، تعاطف الجميع معهم، كانوا ضحايا. لكنهم بدأوا يظهرون جانبًا آخر – وكلما طال إنتظار المسيح، أصبحوا أكثر قسوةً ووحشيةً على أرضنا المقدسة. إنفتح جانب لا يُصدق من هويتهم.

مثال حديث: الآن في أمريكا، هناك فضيحة كبرى حول قضية إبستين الجنسية، وقصف إيران، وتصعيد العلاقات معنا، وقتل كينيدي، وفي كل مكان العامل الرئيسي هو إسرائيل. يتهم نشطاء اللوبي الإسرائيلي في أمريكا بأنهم جعلوا هذه الدولة تحت خدمتهم ويغطون على أي أفعال، سواء كانت دفاعية أو هجومية. بفضل نفوذهم على النخبة الأمريكية. حتى لو كانت هذه الأفعال غير مفهومة للأمريكيين أنفسهم. فجأة، إتضح أن أمريكا تُدار بواسطة إسرائيل، إسرائيل قاسية ولا إنسانية، تلك التي لا نعرفها (ربما بقي فيها شيء من العهد القديم).

هذه ال إسرائيل تنفذ تطهيرًا عرقيًا في غزة، تهاجم إيران ذات السيادة لتمنعها من إمتلاك أسلحة نووية بينما هي تمتلكها. تجلب للسلطة في سوريا الجلاد والإرهابي "الشرع" (الجولاني)، ثم بعد معرفة طبيعته كقاتل وجلاد، تبدأ بقصف دمشق القديمة. السؤال: لمن أعطت البشرية هذه الأرض – مرآة العالم، المدخل إلى الجنة والجحيم؟ يبدو أن القيادة الإسرائيلية الحالية تفتح الأبواب ليس إلى الجنة، بل إلى الجحيم. بالفعل، صواريخ إسرائيلية وإيرانية تعبر فوق سهل "هرمجدون" والأرض السورية المقدسة. بإختصار، ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط هو صورة شديدة الشر.

والسؤال الأهم: لم نحن، ممثلي الديانة المسيحية التوحيدية، أعطينا اليهود هذه الأرض المقدسة لنا جميعًا – للمسيحيين والمسلمين – ليهيمنوا عليها تمامًا؟ كانت هناك قرارات للأمم المتحدة عام 1947 تنص على أن القدس يجب أن تبقى مدينة دولية تحت وصاية عالمية. لكن الصهاينة تجاهلوا ذلك تمامًا وتصرفوا بطريقة غير متوقعة. هذا تصرف شعب كان حتى الأمس ضحية، نتعاطف معه، تحفظ الشعوب الأخرى ذكرى معاناته، فجأة يكشف عن جانب آخر تمامًا. ظهرت قوة وحشية، لا إنسانية، قاسية، تتحكم بخبث وخسة بالشعوب الأخرى، تقتل المعارضين، تدمر مقدسات الثقافات الأخرى، تنفذ مؤامرات مروعة، تقضي جسديًا على القيادات السياسية والعسكرية للدول الأخرى. بإختصار، تفعل ما تريد.

وهذا بالطبع يجعلنا نفكر كثيرًا. في أي زمن نعيش؟ التفسير الديني للأحداث في الأماكن المقدسة لجميع الديانات التوحيدية الثلاث لا يمكن إختزاله في النفط أو الغاز أو صناديق التحوط أو أسعار النفط أو قيمة البيتكوين أو أي مؤامرات سياسية. الحديث يدور عن شيء أكثر أهمية وأساسية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 652 - العالم في أتون النار - الحرب العالمية الث ...
- ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الج ...
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...
- طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوما ...
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...
- طوفان الأقصى 648 - -أذربيجان بين مطرقة إيران وسندان روسيا: م ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر تصريح ترامب حول روسيا -والآن أُعلنُ ...
- طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إ ...
- رؤية ألكسندر بوتيلوف: إنهيار الثقة بالمؤسسات الدولية و-تفكك ...
- طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ث ...
- «المومياء الخلافية»: حين تتحوّل الذاكرة التاريخية إلى ساحة ص ...
- طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية ...
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...


المزيد.....




- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...
- -آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و ...
- أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
- إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟ ...
- ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
- طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
- غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
- دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به – إسرائيل تفتح الأبواب المحرمة