أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها تكرر ما فعله المستعمرون طوال 500 عام-














المزيد.....

طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها تكرر ما فعله المستعمرون طوال 500 عام-


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 01:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

28 يوليو 2025

تتناول هذه الدراسة تحليلًا نقديًا لمقال نشره الكاتب الأمريكي ديفيد سبيرو في يونيو 2025 على منصة Medium التشاركية، يعالج فيه الجرائم الإسرائيلية في غزة من خلال مقارنتها بتاريخ الإستعمار الغربي، معتبرًا أن ما تفعله إسرائيل اليوم ليس شذوذًا، بل إمتدادًا لتقليد عمره خمسة قرون من القتل والنهب والإستعباد. المقال يثير تساؤلات وجودية حول دور القوى الغربية، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، في دعم إسرائيل بوصفها كيانًا إستعماريًا حداثيًا لا يخفي جرائمه، بل يُفاخر بها.

أولًا: تفكيك فرضية "الشر الفريد"

يفتتح الكاتب مقاله برفض الفكرة القائلة إن إسرائيل تمثل "أسوأ كيان على وجه الأرض" بشكل منفرد، مؤكدًا أنها: "تقوم بأشياء مروّعة، لكنها تعلّمت أساليبها من القوى الإستعمارية التي سبقتها، والتي لا تزال تدعمها."
من هذه الفرضية تنطلق المقالة لتحلل العلاقة بين إسرائيل والأنظمة الإستعمارية الغربية التقليدية، مركّزة على أن ما يبدو اليوم كجرائم حرب، سبقته نماذج أوروبية متكررة تمثلت في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وغيرها.

ثانيًا: الإستعمار الأوروبي.. إرث غني من الدم والنهب

يسرد المقال جرائم الإستعمار الأوروبي بشكل منهجي، مقدمًا أرقامًا وصورًا موثقة:
- فرنسا: "قتلت ما بين 400,000 إلى مليون شخص في الجزائر... ونهبت 18 دولة إفريقية... وسرقت جزرًا في الكاريبي وبلدانًا في جنوب شرق آسيا."
- بلجيكا: "قتلت نحو نصف سكان الكونغو - حوالي 10 إلى 15 مليون شخص - في عهد الملك ليوبولد."
- بريطانيا: "يُعتقد أن ما يصل إلى 100 مليون شخص ماتوا في الهند بسبب المجاعات التي سببتها بريطانيا من 1880 إلى 1920... كما تسبب تشرشل في وفاة 3 ملايين إضافيين في الأربعينيات قبل إستقلال الهند."
- الولايات المتحدة: "الولايات المتحدة قتلت السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، وقتلت ملايين الأفارقة من خلال إقتصاد الرق، وواصلت المجازر في أمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ."

يبرز النص كيف أن الوحشية الإستعمارية لم تكن مجرد تجاوزات فردية، بل منظومة منهجية هدفت إلى نهب الموارد وإخضاع الشعوب، ورافقتها آليات دعائية تبرر الجرائم تحت مسميات مثل "نشر الحضارة" أو "التبشير بالمسيحية ونشرها".
---
ثالثًا: إسرائيل.. الإستثناء الذي يعري القاعدة

ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة والضفة ولبنان ليس، بحسب سبيرو، إنحرافًا عن السلوك الغربي، بل ذروته: "إسرائيل تخرق هذه السردية ولا تدّعي أنها تفعل أشياء جيدة... بل تبث جرائمها على الهواء مباشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وتتباهى بها في الإعلام."

وهنا يميّز الكاتب إسرائيل عن المستعمرين السابقين الذين سعوا إلى تبرير جرائمهم بذرائع حضارية أو دينية، في حين أن إسرائيل:
- لا تبرر بقدر ما تُفاخر.
- لا تنكر القتل، بل تؤسسه كهوية وطنية.
- تُظهر الفلسطينيين كأعداء وجوديين، حتى الرضع منهم. "نرى الآن قادة إسرائيليين يسمّون الأطفال الفلسطينيين إرهابيين."

رابعًا: سوسيولوجيا المستعمِر

يشرح سبيرو كيف أن المستعمرين - من خلال ممارسات القتل والطرد والإستعباد - يدخلون في حلقة من الإنحدار الأخلاقي: "عندما تقرر غزو شعب ما، تبدأ دوامة من التبرير، يتطلبها القتل... فتبدأ بتجريد الآخر من إنسانيته."

يؤدي ذلك إلى:
- كراهية الضحية.
- التحالف بين المستعمرين حتى لو إختلفت هوياتهم.
ولذلك، فإن الغرب، كما يقول، لا يستطيع أن "يتوب" عن دعمه لإسرائيل، لأنه بذلك يدين نفسه: "بمجرد أن تصبح مستعمِرًا، لا رجوع... لأن العودة تعني إدانة التاريخ والمجتمع الخاص بك."

خامسًا: الولايات المتحدة.. رأس الحربة في المشروع الإستعماري الحديث

يرى الكاتب أن الولايات المتحدة تمثل القمة في هرم الإستعمار الحديث، بما يتجاوز حتى إسرائيل: "في القرن الحادي والعشرين، يُقدَّر أن الحرب الأمريكية على الإرهاب قتلت أكثر من 4 ملايين شخص في العالم العربي، وأجبرت الملايين على اللجوء."

ويستشهد بتصريح للجنرال باتون عام 1945: "أمثالهم يعتقدون أن المشردين بشر... وهم ليسوا كذلك، خصوصًا اليهود، الذين هم أدنى من الحيوانات."

يُظهر هذا كيف أن المنطق العنصري لا يفرّق بين ضحية أو أخرى، وإنما يعكس بنية نفسية تحكم المستعمر والمتفوق الأبيض.

سادسًا: الأمل... أم النهاية؟

يختم سبيرو مقاله بنبرة شبه يائسة لكنها مقاومة: "ربما يمكن لقوى مثل حكومة بوركينا فاسو الوطنية المدعومة من روسيا والصين أن تعيد الغرب إلى الإنسانية... لكنني أخشى أن هذا لن يحدث حتى يسقط الغرب كما سقطت ألمانيا النازية."

ويقترح سبلًا للمقاومة:
"استمروا في تحدي سردياتهم."
"ادعموا الشعوب الأصلية في كل مكان."
"ضعوا أجسادكم وسمعتكم على الخط."

خاتمة

لا يرى الكاتب إسرائيل كحالة شاذة، بل كـ مُنتَج طبيعي لخمسة قرون من الإستعمار الأوروبي. وهي اليوم تلعب دور القناع الذي يخفي وجوه المستعمرين القدامى. وفي المقابل، فإن تحرر غزة قد يعني، رمزيًا، بداية نهاية العصر الإستعماري كله.
"غزة توقظ مليارات الناس من كابوس إستعماري عمره 500 عام."
*****

ديفيد سبيرو
إلى جانب الكتابة، فهو يعرّف نفسه كممرض وصحفي وناشط سلام ومنتسب إلى منظمة صوت اليهود من أجل السلام في منطقة خليج سان فرانسيسكو ومدافع عن حقوق الفلسطينيين.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
- طوفان الأقصى 654 - إيران والإتفاق النووي: صفقة مع المجهول... ...
- فك شفرة ترامب: ما فهمته أوروبا أو ما فاتها
- طوفان الأقصى 653 - -سذاجة أم بطولة؟ ملحمة الحوثيين في البحر ...
- ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به ...
- طوفان الأقصى 652 - العالم في أتون النار - الحرب العالمية الث ...
- ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الج ...
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...
- طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوما ...
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...


المزيد.....




- كواحدٍ من رموزها الثقافية.. مدينة برمنغهام تعلن تفاصيل جنازة ...
- الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومص ...
- -هجمات لصالح روسيا-.. بولندا توجه تهمة الإرهاب لكولومبي محتج ...
- إسرائيل -ترفض- إعلان لندن عن اعتراف محتمل بدولة فلسطين
- محادثات أمريكية صينية -بناءة- قبيل انتهاء هدنة الرسوم وسط ته ...
- اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسية
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل قضية نزع سلاح حزب الله
- -أنقذوا الفاشر- حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعه ...
- نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل -مؤ ...
- مقترح أوروبي لمعاقبة إسرائيل أكاديميا لانتهاكاتها في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها تكرر ما فعله المستعمرون طوال 500 عام-