أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ضحية المشروع الصهيوني؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ضحية المشروع الصهيوني؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

الكاتب والمحلل السياسي ، الأستاذ وعالم الإقتصاد الروسي المعروف فالنتين كاتاسونوف، نشر مقالين في الرابع والسابع من تموز/ يوليو الحالي في موقع مؤسسة الثقافة الإستراتيجية تناول فيهما دور اللوبي الصهيوني في التحكم بمفاصل السياسة الأمريكية. المقال الأول كان بعنوان:"الإغتيال الذي ساعد الصهاينة على إخضاع أمريكا أخيرًا. مم كان جيمس فوريستال يخشا حقًا؟"، والثاني بعنوان:"الرئيس الأمريكي جون كينيدي في مرمى الموساد".

مدخل: من يحكم أمريكا؟

يبدأ فالنتين كاتاسونوف دراسته بتشخيص جريء: الولايات المتحدة لم تعد دولة ذات سيادة، وإنما تخضع لسيطرة ما يُسمى بـ"الدولة العميقة" أو "حكومة المال" العالمية، التي يمثلها كبار الرأسماليين واللوبيات المتحالفة، وعلى رأسها اللوبي الصهيوني. ويُؤرخ لهذه السيطرة منذ إنشاء الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي سنة 1913، الذي أنشأه ممثلو عائلات مالية مثل روتشيلد ومورغان وواربورغ. وقد تسارعت هذه السيطرة بعد إنشاء دولة إسرائيل سنة 1948، حيث بدأت ملامح تحول أمريكا إلى "خادم للمشروع الصهيوني" تتبلور، بحسب توصيف الكاتب.

جيمس فورستال: الوزير الذي أرعبته إسرائيل

كان جيمس فورستال James Forrestal (1892-1949) أول وزير دفاع في تاريخ الولايات المتحدة، ورجلاً وطنيًا حسب كاتاسونوف، وقف ضد قيام الدولة العبرية، محذرًا من عواقب هذا المشروع على الأمن القومي الأمريكي والعالمي، ومطالبًا بفصل "قضية فلسطين" عن الخطاب الإنتخابي. كتب في مذكراته: «كان سؤال فلسطين يقلقني بشدة من زاوية الأمن القومي… طلبت من الحزبين التوقف عن إستغلال هذا الملف في الحملات الإنتخابية» – من مذكرات فورستال، 1947، حيث أضاف: «إذا خضعت السياسة الخارجية الأمريكية للابتزاز الانتخابي، فذلك يعني سقوط البلاد بيد الصهيونية».

لقد إعتبر فورستال أن تحول القضية الفلسطينية إلى أداة للمتاجرة السياسية هو بداية سقوط أمريكا تحت قبضة الصهيونية. ودفع حياته ثمنًا لهذا الموقف، إذ وُصف بالجنون وأُدخل مستشفى، ثم أُعلن عن "إنتحاره" عام 1949 من الطابق السادس عشر.

لكن مصادر كثيرة، مثل Cornell Simpson وDavid Martin، تنفي إنتحاره، وتؤكد: «فورستال لم ينتحر، بل تم إغتياله بعد حملة تشويه منهجية، نفذها الإعلام الصهيوني والسياسيون الموالون لإسرائيل» – David Martin, 2019.
*****
كينيدي… الرئيس الذي واجه النووي الصهيوني

بعد 15 سنة، عاد التاريخ ليكرر نفسه. ففي يناير 1961، تولى جون كينيدي الرئاسة، وسعى فورًا لكبح جماح البرنامج النووي الإسرائيلي. أصدر أوامر إلى وزير الخارجية ومدير CIA لمنع إسرائيل من تطوير القنبلة الذرية، وأرسل في يوليو 1963 رسالة لبن غوريون تطالبه بفتح مفاعل ديمونا للتفتيش: «في حال عدم إجراء التفتيش، قد تتوقف المساعدات الأمريكية لإسرائيل» – من رسالة كينيدي إلى بن غوريون، يوليو 1963.

لكن الرد جاء حادًا: إستقال بن غوريون بعد الرسالة، بينما ظلت التفتيشات شكلية ومزورة.

السبب؟ كان في سيطرة جناح معين من CIA على الملف الإسرائيلي، بقيادة العميل جيمس إنغلتون، المسؤول عن "الوحدة الصهيونية داخل الإستخبارات الأمريكية"، بحسب وصف الباحث Jefferson Morleyالذي أكد أن «تأثير إنغلتون على العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية كان يفوق تأثير أي وزير خارجية» – Jefferson Morley.
وفي هذا الصدد، فقد ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: «لو بقي كينيدي حيًا، ربما لم يكن لإسرائيل برنامج نووي اليوم».
ويقول كاتاسونوف: «بعد كينيدي، صعد جونسون، وفتح أبواب أمريكا على مصراعيها أمام اللوبي الإسرائيلي».
من فورستال إلى كينيدي... خيط دم واحد

يلاحظ الباحث الفرنسي لوران غيونو في مقالته: "قبل كينيدي بـ15 سنة، إغتال الصهاينة فورستال"، وجود رابط مباشر بين الحالتين: «اغتيال فورستال كان مقدمة لما حدث مع كينيدي. المجرمون نفسهم. الهدف نفسه: حماية إسرائيل من أي رقابة» – L. Guyénot.

ويؤكد الكاتب الأمريكي مايكل كولينز بايبر في مؤلفه Final Judgment أن جهاز الموساد لعب دورًا مركزيًا في التخطيط والتنفيذ، بتواطؤ مع جناح إنغلتون في CIA. وقد توسع هذا الباحث في كتبه الأخرى (Israel & The JFK Assassination، The New Jerusalem) في توثيق العلاقة بين "الدولة العبرية" و"الدولة العميقة" في أمريكا.

إغتيال روبرت كينيدي أيضًا

بعد إغتيال جون، سعى روبرت كينيدي، المدعي العام، للوصول إلى حقيقة إغتيال أخيه، وكان مرشحًا رئاسيًا واعدًا. لكنه أغتيل سنة 1968. بحسب David Talbot في كتابه Brothers: The Hidden History of the Kennedy Years، فإن مقتل روبرت جاء: «لأنه الوحيد الذي كان بإمكانه، لو أصبح رئيسًا، كشف حقيقة مقتل أخيه».

هل أصبح ترامب "كينيدي جديد"؟ وهل ينجو؟
أثار الرئيس دونالد ترامب ضجة بتوقيعه في يناير 2025 على مرسوم رفع السرية عن وثائق إغتيال جون كينيدي وروبرت كينيدي ومارتن لوثر كينغ. في الوثائق، بحسب ما كشفه النواب مثل مارجوري تايلور غرين، "دلائل على ضلوع إسرائيل في مقتل كينيدي": «كان هناك رئيس عظيم وقف ضد برنامج إسرائيل النووي، فتمت تصفيته» – مارجوري تايلور غرين، 24 يونيو 2025.

لكن المفارقة، أن ترامب نفسه وقف بجانب إسرائيل بالكامل في "حرب الأيام الـ12" ضد إيران، وهو بذلك ـ وفق كاتاسونوف ـ نجا من مصير كينيدي لأنه إصطف مع الدولة العميقة.

خاتمة

إن الروايتين (فورستال وكينيدي) تشكلان وثيقتين دامغتين على التحول العميق في السياسة الأمريكية لصالح اللوبي الصهيوني. حيث تم إسكات الأصوات التي حاولت مقاومة هذا التحول. والدولة التي بدأت كجمهورية ذات سيادة سنة 1776، إنتهت في نهاية الأربعينيات كـ"إمبراطورية تحت الطلب"، تخدم مشروع إسرائيل، سواء عبر التمويل، الحماية، أو التغاضي عن السلاح النووي.
*****

هوامش
1) حول منصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية
جيمس فورستال هو أول من شغل رسميًا منصب وزير الدفاع في تاريخ الولايات المتحدة. فقبل عام 1947، لم يكن هذا المنصب موجودًا، بل كانت الإدارة العسكرية موزعة بين وزارة الحرب (المعنية بالجيش) ووزارة البحرية (المعنية بالقوات البحرية). في 26 يوليو 1947، وُقّع قانون الأمن القومي الذي أسّس لـ"مؤسسة الدفاع الوطني" واستحدث منصب وزير الدفاع لتوحيد القيادة العسكرية. تم تعيين فورستال في 17 سبتمبر 1947، وفي عام 1949 أصبح الاسم الرسمي وزارة الدفاع (Department of Defense) بالشكل المتعارف عليه اليوم.
*****



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
- طوفان الأقصى 654 - إيران والإتفاق النووي: صفقة مع المجهول... ...
- فك شفرة ترامب: ما فهمته أوروبا أو ما فاتها
- طوفان الأقصى 653 - -سذاجة أم بطولة؟ ملحمة الحوثيين في البحر ...
- ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به ...
- طوفان الأقصى 652 - العالم في أتون النار - الحرب العالمية الث ...
- ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الج ...
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...
- طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوما ...
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...
- طوفان الأقصى 648 - -أذربيجان بين مطرقة إيران وسندان روسيا: م ...


المزيد.....




- -أسقط السكين أرضًا-.. شاهد لحظة مواجهة المارة لرجل طعن 11 شخ ...
- وزير خارجية أمريكا يوضح جهود بلاده في احتواء التصعيد بين كام ...
- تصعيد حوثي جديد ضد إسرائيل: الجماعة تعلن استهداف كل السفن ال ...
- بيروقراطية ألمانيا تهدد طموحاتها في عصر جديد من الرقمنة
- مدينة آهاوس الألمانية.. نموذج للمدن الذكية ومستقبل الرقمنة! ...
- من الطلاق إلى الضرائب.. هكذا تربعت إستونيا على عرش الرقمنة
- دراسة ألمانية: لهذا يتخوف المرضى من -أطباء الذكاء الاصطناعي- ...
- شقيقة زعيم كوريا الشمالية: لسنا مهتمين بمبادرات السلام مع ال ...
- رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد
- قصص مجوّعي غزة.. محمد جميل حجي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ضحية المشروع الصهيوني؟