أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون والصين معادلة السيطرة في البحر الأحمر؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون والصين معادلة السيطرة في البحر الأحمر؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

30 يوليو 2025

شهد البحر الأحمر خلال يوليو 2025 تطورات جذرية سلطت الضوء على التحولات العميقة في ميزان القوى الإقليمي والدولي. ففي حين وجَّه الحوثيون ضربة إقتصادية قاسية إلى إسرائيل بشلِّهم لميناء إيلات، قامت الصين بإرسال رسالة صارمة إلى أوروبا عبر استهداف طائرة إستطلاع ألمانية بأشعة الليزر من قاعدة جيبوتي. وبينما كانت العواصم الغربية منشغلة بضمان سلامة خطوط الملاحة، كانت قوى جديدة — غير غربية — تعيد ترسيم خطوط التأثير والنفوذ في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم.

تتناول هذه الدراسة التحليلية التداخل بين النشاط الحوثي والدور الصيني في البحر الأحمر، وكيف أسهم كلا الطرفين في إضعاف الهيمنة الغربية والإسرائيلية على المنطقة، وفتح الباب أمام ترتيبات جيوإستراتيجية جديدة.
تستند هذه الدراسة إلى تقارير وتحليلات نشرها الباحث والمستشرق الروسي ليونيد تسوكانوف، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، والمستشار في مركز الأبحاث السياسية التابع للمجلس الروسي للشؤون الدولية، في مقالين على موقع وكالة Regnum للأنباء: الأول بعنوان "الصينيون يستخدمون الليزر ضد طائرة تجسس ألمانية على الحوثيين" بتاريخ 9 تموز/يوليو، والثاني بعنوان"الميناء الذهبي - الحوثيون يدمرون إيلات الإسرائيلية ويقتربون من حيفا" بتاريخ 21 من نفس الشهر.
------
المحور الأول: ميناء إيلات تحت الحصار – الضربة الإقتصادية الكبرى لإسرائيل

لطالما شكّل ميناء إيلات "البوابة الجنوبية" لإسرائيل إلى المحيط الهندي، متيحًا لها الإلتفاف على قناة السويس وتخفيف الإعتماد على المزاج السياسي المصري. وكان مشروع تطوير الميناء موكلاً إلى عائلة نقّاش الإسرائيلية، من خلال شركة "بابو شيبينغ" (Papo Shipping)، وذلك ضمن خطة حكومية كبرى حملت إسم "البوابة الجنوبية" (South Gate).

ما هي خطة "البوابة الجنوبية"؟
تهدف هذه الخطة إلى تحويل إيلات إلى مركز لوجستي إستراتيجي عبر:
- ربط الميناء بـ مطار تمناع الدولي (رامون)، الواقع على بُعد 18 كم شمالًا.
- توصيله بـ شبكة سكك حديدية تمتد شمالًا حتى منطقة بئر السبع ثم إلى مركز البلاد.
- إنشاء منظومة نقل متكاملة (بحرية – جوية – برية) تتيح تجاوز قناة السويس في أوقات الأزمات.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد خصخصت الميناء عام 2012، وأسندت تطويره لعائلة نقّاش (من يهود اليمن) مقابل إلتزام بتحويله إلى مركز شحن إقليمي.

غير أن الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون على إيلات منذ خريف 2023، وما تبعه من إستهداف سفن متجهة إلى الميناء، أدّى إلى تراجع حاد في نشاطه. ففي الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، لم تستقبل الميناء سوى ست سفن أجنبية، مقارنة بأكثر من 130 سفينة سنويًا سابقًا.

وكانت الضربة القاصمة حين أغرق الحوثيون في يوليو سفينتين أجنبيتين — "ماجيك سيز" و"إيتيرنيتي سي" — رغم تعهدات إسرائيلية سابقة بتأمين الممر. وعلى إثر ذلك، إنسحبت شركات الشحن الدولية، تاركة الميناء مشلولًا، وشركة "بابو شيبينغ" المالكة على شفا الإفلاس.

في محاولة للإنقاذ، وافقت الحكومة على قرض طارئ للشركة، لكن الروتين البيروقراطي عطّل التنفيذ، وإرتفع الدين الخارجي للميناء بنسبة 35% خلال أقل من شهر. ومع تفاقم الأزمة، لم تجد الدولة حلًا سوى التفكير بتأميم الميناء، مستندة إلى حجج أمنية وإقتصادية.

المحور الثاني: نحو حيفا؟ التهديد الحوثي يتوسّع

لم يقتصر الضغط الحوثي على إيلات. ففي مايو 2025، أعلن الحوثيون نيتهم فرض حصار على ميناء حيفا، أكبر موانئ إسرائيل على المتوسط. ورغم أن الهجمات لم تؤتِ أكلها بعد، فإن وتيرة الإستهداف المتصاعد أثارت قلقًا شديدًا داخل المؤسسة الإسرائيلية.

ميناء حيفا، المُدار من قبل تحالف بين شركة "أداني بورتس" الهندية وشركة "غادوت" الإسرائيلية، يمثل ركيزة إستراتيجية للتجارة الإسرائيلية. ونتيجة للتهديدات، بدأت شركات الإدارة تمارس ضغوطًا متزايدة على الحكومة الإسرائيلية لتأمين الميناء، محذرة من تكرار سيناريو إيلات.

لكن تل أبيب تبدو عاجزة عن تقديم ضمانات حقيقية، وهو ما يهدد بثقة رجال الأعمال ويقوّض صورة الحكومة كضامن للأمن الاقتصادي.

المحور الثالث: الصين في الظل – رسالة ليزر ضد ألمانيا

على الضفة المقابلة من البحر الأحمر، وتحديدًا قرب جيبوتي، وقعت حادثة أثارت الكثير من الجدل: إستخدام القوات الصينية في يوليو 2025 لأشعة ليزر ضد طائرة إستطلاع ألمانية، ما أدى إلى تعطيل مهمتها مؤقتًا.

الصين لم تقدّم تفسيرًا رسميًا، مكتفية بالصمت، بينما وصفت الصحافة الصينية الحادث بأنه "مضخَّم". لكن هذه ليست الحادثة الأولى؛ فالصين سبق أن إستخدمت هذه التقنية ضد طائرات أمريكية في المنطقة، ما يعكس نمطًا من الردع غير المباشر ضد أنشطة المراقبة الغربية.

يُذكر أن الطائرة الألمانية كانت تشارك في بعثة "أسبيدس" الأوروبية لمراقبة الحوثيين، لكن موقع تحليقها قرب القاعدة الصينية ربما فُسّر من بكين كمحاولة لرصد نشاطات خاصة بها.

المحور الرابع: الروابط الخفية – دعم صيني–حوثي عبر جيبوتي؟

تكرار الإتهامات الغربية لبكين بأنها تدعم الحوثيين لم يعد مجرد إتهام سياسي؛ فهناك دلائل إستخبارية — غير مؤكدة رسميًا — تشير إلى أن قاعدة الصين في جيبوتي تُستخدم كمحطة لوجستية لشحن تقنيات عسكرية إلى اليمن: من معدات إتصالات إلى مكونات مسيّرات.

في المقابل، يُقال إن الحوثيين يغضّون الطرف عن العلاقات الإقتصادية بين الصين وإسرائيل، ويسمحون للسفن الصينية بالمرور الآمن عبر مناطق الحصار. وبهذا تحقق الصين فائدة مزدوجة:
- تعزيز نفوذها الإقليمي.
- والمزايدة على النفوذ الغربي عبر أدوات غير مباشرة.
وهنا تظهر فرضية أن بكين والحوثيين — رغم إختلاف الأيديولوجيات — يتقاطعان عمليًا في تقويض النظام الأمني الغربي في البحر الأحمر.

الخاتمة: مشهد جديد في البحر الأحمر

تشير تطورات يوليو 2025 إلى أن البحر الأحمر لم يعد ساحة نفوذ حصري للغرب أو لحلفائه التقليديين. فقد نجح الحوثيون في شلّ واحد من أهم الموانئ الإسرائيلية، بينما بعثت الصين برسائل قوة عبر أدوات غير قتالية. في الحالتين، تراجعت فعالية الردع الغربي، وبرز نمط جديد من التهديدات غير المتناظرة.

التنسيق غير المباشر — أو التحالف الرمادي — بين الصين والحوثيين يعيد رسم خرائط السيطرة، ويشكّل تحديًا إستراتيجيًا لإسرائيل، ولأوروبا، وللولايات المتحدة.

إن تجاهل هذا التحوّل قد يؤدي إلى مفاجآت أكثر خطورة في المستقبل القريب — ليس فقط في البحر الأحمر، بل في عموم المحيطين الهندي والمتوسطي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها ...
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
- طوفان الأقصى 654 - إيران والإتفاق النووي: صفقة مع المجهول... ...
- فك شفرة ترامب: ما فهمته أوروبا أو ما فاتها
- طوفان الأقصى 653 - -سذاجة أم بطولة؟ ملحمة الحوثيين في البحر ...
- ألكسندر دوغين يتحدث عن المحور الرئيسي الذي لا يجب المساس به ...
- طوفان الأقصى 652 - العالم في أتون النار - الحرب العالمية الث ...
- ألكسندر دوغين – -القيادة الإسرائيلية المعاصرة تفتح أبواب الج ...
- طوفان الأقصى 651 - العدوان الإسرائيلي على سوريا - الدروز، ال ...
- ألكسندر دوغين - -لقد حان الوقت لماغا MAGA أن تقود، لا أن تتب ...
- طوفان الأقصى 650 - السعودية في قلب المعادلة: هل تُنقذ دبلوما ...
- طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفز ...


المزيد.....




- حظي بشهرة متأخرة خلال مسيرة فنيّة غنية.. لطفي لبيب يفارق الح ...
- أمواج تسونامي تصل إلى بعض سواحل كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون ...
- هل تجدي المساعدات الجوية في غزة؟ - بي بي سي تقصي الحقائق
- الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يؤكدان دعمهما لحل الدولتين ...
- بعد تسونامي المحيط الهادئ.. هذه هي أقوى 10 زلازل مسجّلة في ا ...
- الجسر القديم في موستار يستضيف فعاليات القفزة السنوية الـ 459 ...
- حرائق مهولة تلتهم مساحات شاسعة من الغابات في البرتغال مع اشت ...
- بعد اليابان.. تشيلي ونيبال في ريادة البناء المقاوم للزلازل
- هل يُسهم تغير المناخ في زيادة الزلازل؟
- أحد أقوى الزلازل في التاريخ يضرب روسيا.. فما هو خطر تسونامي؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون والصين معادلة السيطرة في البحر الأحمر؟