أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمية إلى التوازنات السورية – الروسية – التركية















المزيد.....

طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمية إلى التوازنات السورية – الروسية – التركية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

12 أغسطس 2025

مقدمة

تتناول هذه الدراسة، إستنادًا إلى مقالات ثلاثة باحثين روس من "مؤسسة الثقافة الإستراتيجية"، مسار الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط وجنوب القوقاز في ظل التحولات الأخيرة في سوريا، والتحركات الروسية، ومحاولات الولايات المتحدة وحلفائها إعادة رسم الخريطة السياسية والأمنية للمنطقة.
الجزء الأول، بقلم المؤرخ والمؤلف والكاتب الصحفي الروسي، فاليري بورت (5 أغسطس 2025)، يقدم الإطار الإستراتيجي العام الذي تتحرك فيه واشنطن عبر ما أسماه "الكمين الأميركي".
الجزء الثاني، بقلم المستشرق والخبير في شؤون الشرق الأوسط وأنشطة الحركات الإسلامية والمنظمات الإرهابية، كيريل سيمينوف (2 أغسطس 2025)، يركز على دلالات زيارة الوزراء السوريين إلى موسكو، وما تحمله من رسائل سياسية واقتصادية.
أما الجزء الثالث، بقلم المستشرق والخبير في الشؤون الدولية والكاتب الصحفي والمحلل السياسي، يوري كوزنتسوف (9 أغسطس 2025)، فيحلل تأثير التقارب السوري–التركي على مصالح روسيا في سوريا والمنطقة.


أولاً: الكمين الأميركي وإستراتيجية "أبراهام"

فاليري بورت يرى أن ما يسمى بـ"إتفاقيات أبراهام" التي ترعاها واشنطن ليست مجرد مسار لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بل أداة لإعادة ترتيب الإصطفافات الإقليمية بما يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية، ويطوّق النفوذ الروسي والإيراني.
يشير بورت إلى أن هذا الترتيب الجديد يتقاطع مع مشاريع اقتصادية – أمنية مثل "ممر زنغزور" الذي يربط أذربيجان بتركيا عبر أرمينيا، مما يمنح أنقرة وواشنطن منفذًا إضافيًا نحو جنوب القوقاز.
ويحذر من أن: "الكمين الأميركي يمتد من الخليج إلى القوقاز، حيث يجري إستغلال الصراعات المزمنة لفرض واقع جيوسياسي جديد".

من وجهة نظره، روسيا تجد نفسها أمام شبكة معقدة من التحالفات الجديدة التي تحاول دفعها إلى الهامش، وهو ما يتطلب منها تنسيقاً وثيقاً مع الحلفاء، خصوصًا في سوريا، لمنع تحوّل هذه الاستراتيجيات إلى أمر واقع.


ثانيًا: زيارة الوفد السوري إلى موسكو – قراءة في الأبعاد

كيريل سيمينوف خصص تحليله لزيارة الوفد الوزاري السوري إلى موسكو برئاسة وزير الخارجية أسعد حسان الشيباني.
يصف سيمينوف اللقاءات، التي شملت الرئيس فلاديمير بوتين ووزيري الدفاع والخارجية الروسيين، بأنها محاولة لإعادة ضبط البوصلة السورية نحو موسكو بعد التغييرات السياسية في دمشق.

من النقاط البارزة في مقاله:

1. الملف الاقتصادي: بوتين أكد استعداد الشركات الروسية للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، بشرط تهيئة بيئة قانونية واستثمارية مناسبة.

2. الملف الأمني: اللقاءات تطرقت إلى التنسيق العسكري، خاصة مع استمرار الضربات الإسرائيلية، واحتمال حدوث فراغ أمني إذا تراجعت روسيا عن التزاماتها.

3. التوازنات الإقليمية: يربط سيمينوف بين هذا التقارب ومحاولات واشنطن جذب دمشق نحو مشاريع إقليمية تُقصي موسكو.

ويقتبس الكاتب: "موسكو تسعى لتثبيت حضورها عبر عقود وإتفاقات طويلة الأمد، لتفادي سيناريو العزلة السياسية أو التراجع الميداني".

هذا القسم من التحليل يوضح أن الزيارة ليست بروتوكولية، بل جزء من معركة نفوذ مفتوحة بين موسكو وخصومها في المنطقة.

ثالثًا: التقارب السوري–التركي – مكاسب أنقرة وتحديات موسكو

يوري كوزنتسوف يسلط الضوء على تسارع الخطوات بين دمشق وأنقرة منذ وصول "القيادة المؤقتة" الجديدة في سوريا بقيادة أحمد الشرع (محمد الجولاني).
يفصّل كوزنتسوف في معلوماته عن إتفاقيات عسكرية وأمنية مرتقبة، تشمل إنشاء ثلاث قواعد تركية في مناطق حيوية مثل تدمر، قاعدة T-4، ومطار منغ في حلب، بالإضافة لمفاوضات حول قاعدة في دير الزور.

ويشير إلى أن هذه التحركات تأتي:

• بالتوازي مع تقليص نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم تركي.

• ومع استمرار الضربات الإسرائيلية على البنية العسكرية السورية.

• وفي ظل غياب قدرة دمشق على تأمين أراضيها بدون دعم خارجي.


ويكتب: "تركيا تسعى لترسيخ نفسها كضامن أمني رئيسي، فيما تعترف سلطات دمشق المؤقتة بعجزها عن إدارة الأزمات الأمنية دون أنقرة".

كما يلفت كوزنتسوف النظر إلى تعقيد الموقف الروسي: فـ"هيئة تحرير الشام" التي تهيمن على السلطة في دمشق مصنفة كمنظمة إرهابية في روسيا، ما يجعل أي تعاون مباشر محفوفًا بالقيود السياسية والقانونية. إضافةً إلى ذلك، تبقى قواعد حميميم وطرطوس تحت تهديد الضغوط التركية ورغبة أنقرة في تقليص الوجود العسكري الروسي.


رابعًا: الخيط الرابط بين الأجزاء الثلاثة

عند قراءة مقالات بورت وسيمينوف وكوزنتسوف كوحدة واحدة، تظهر خريطة أوضح:

1. إطار استراتيجي: الولايات المتحدة تعمل على إعادة صياغة التوازنات عبر أدوات سياسية–اقتصادية ("أبراهام"، ممرات النقل الإقليمية، التحالفات الجديدة).
2. حركة روسية دفاعية: موسكو تحاول تثبيت موطئ قدمها في سوريا عبر الدبلوماسية، العقود الاقتصادية، والوجود العسكري.
3. مناورة تركية هجومية: أنقرة تستغل الفراغات وتوسع حضورها الأمني والعسكري في سوريا، وتطرح نفسها كقوة ضامنة للأمن الإقليمي.

خامسًا: الإستنتاجات

بالنسبة لروسيا: يجب أن تتحرك بخطة مزدوجة؛ تعزيز التحالفات القائمة مع دمشق، وفتح قنوات تواصل تكتيكية مع أنقرة لتجنب التصادم المباشر.

بالنسبة لسوريا: أي إنخراط في مشاريع إقليمية يجب أن يُوازن بين الحاجة للمساعدات والتنمية، والحفاظ على سيادتها ومنع الهيمنة الأجنبية.

بالنسبة للإقليم: إستمرار لعبة المحاور يعني تصاعد المخاطر، حيث يمكن لأي خطأ في الحسابات أن يشعل مواجهة مفتوحة.

كما يلخص فاليري بورت: "من لا يقرأ الخريطة الجديدة جيدًا، سيجد نفسه خارج اللعبة قبل أن يدرك أن الجولة قد بدأت".

خاتمة: تبقى سوريا بؤرة الصراع ومفتاح التوازن الإقليمي

تؤكد هذه الدراسة أن ما يبدو كأحداث منفصلة – من اتفاقيات أميركية إلى زيارات دبلوماسية وصفقات عسكرية – هو في الواقع أجزاء من لوحة إستراتيجية واحدة. الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، وإسرائيل، وإيران، كلها أطراف تتحرك في مسرح واحد، حيث تبقى سوريا بؤرة الصراع ومفتاح التوازن الإقليمي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ألاسكا: بين ذكريات التاريخ ومقايضات الحاضر
- طوفان الأقصى 674 - إسرائيل وحرب المستقبل – نقطة التوتر بين ا ...
- ثلاث -بجعات سوداء- في أفق الحرب: ما الذي قد تغيّره الأشهر ال ...
- طوفان الأقصى 673 - إيران 2025: عام الصمود والإنتصار… من شوار ...
- زيارة ويتكوف إلى موسكو: بين الأهداف الثابتة والسيناريوهات ال ...
- طوفان الأقصى 672 – إسرائيل تخوض حربًا لا يمكنها الإنتصار فيه ...
- ألكسندر دوغين - المحافظون الجدد يقودون ترامب إلى الهاوية (بر ...
- طوفان الأقصى 671 - بين ذاكرة المحرقة وتواطؤ الدولة الألمانية ...
- طوفان الأقصى 670 - الهولوكوست لا يبرر الإبادة - قراءة روسية ...
- نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – م ...
- طوفان الأقصى 669 --عقيدة السيسي-: مصر تعود إلى الفراعنة لتقو ...
- إرث بوتسدام: روسيا ما زالت تجني ثمار مؤتمر عمره 80 عاماً، كي ...
- ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو ال ...
- ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم ...
- طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشا ...
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...
- ألكسندر دوغين - بوتين يميط اللثام عن حقائق الجيوبوليتيكا (بر ...
- طوفان الأقصى 665 - كيف تحكم الصهيونية المسيحية سياسة واشنطن؟
- ألكسندر دوغين - -روسيا كدولة-حضارة: نقد الإنحدار الغربي ومسا ...


المزيد.....




- ترامب يمدد الهدنة التجارية مع الصين تسعين يوما قبل ساعات من ...
- حفتر يعين نجله صدام نائبا له
- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمية إلى التوازنات السورية – الروسية – التركية