أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل النصر يمنح الشرعية للعدو














المزيد.....

ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل النصر يمنح الشرعية للعدو


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

22 أغسطس 2025

مقدّمة

في 19 أغسطس 2025 كتب الفيلسوف والمفكر الروسي ألكسندر دوغين ثلاث مقالات متزامنة، تعقيبًا على اللقاء الذي جمع فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في ألاسكا. ورغم إختلاف العناوين والمنصّات الإعلامية، إلا أنّ جميع المقالات تعكس رؤية موحّدة: قمة ألاسكا مكسب رمزي لروسيا، لكنها في الوقت نفسه قد تفتح بابًا كارثيًا إذا تحوّلت إلى مفاوضات فعلية مع أوكرانيا. من هنا يُظهر دوغين رفضًا قاطعًا لفكرة «السلام الآن»، لأن ذلك برأيه سيُجهض أهداف الحرب ويمنح الشرعية للعدوّ.

أولاً: نجاح رمزي أم مقدّمة لإستسلام سياسي؟

يُقر دوغين بأن مجرد عقد اللقاء في ألاسكا يُعدّ «نجاحًا دبلوماسيًا»، لأنه أنهى العزلة المفروضة على روسيا وأثبت أنها قوة عظمى. لكنه يحذر فوراً من الإنخداع بهذا المكسب، لأن أي نقاش حول خطوط التماس الحالية أو قضية القرم يعني الإعتراف بالتصوّر الغربي للصراع. يقول دوغين: «من المستحيل أن نقبل بمناقشة تبعية القرم أو ترسيم حدودنا وفق مناطق القتال الحالية».

بكلمات أوضح: الروس لا يقدمون تنازلات وهم في موقع قوة، ولا يقبلون فتح ملفات إنتهت عسكريًا.

ثانياً: ترامب ليس سيد قراره — الخطر الحقيقي في الدولة العميقة

في أكثر من موضع يشكك دوغين في قدرة ترامب على فرض سلام حقيقي. فهو يخاطب النخبة الروسية قائلاً إن ترامب مرتبط بمجموعات ضغط، بالدولة العميقة، بالجمهوريين المتشددين، وبالإعلام الغربي. وبالتالي، حتى لو أراد إنهاء الحرب، فإن القوى المسيطرة في واشنطن ولندن وبروكسل ستمنعه.

وفي تعبير حاد يقول دوغين إن الغرب اليوم يحكمه «حزب الحرب»، بينما أنصار السلام (مثل MAGA) معزولون وغير قادرين على التأثير. لذا، لا يملك الروس أن يعلّقوا آمالهم على أي مبادرة أمريكية.

ثالثاً: أي مفاوضات تعني إعادة شرعنة العدو

يذهب دوغين إلى أن أخطر ما في المفاوضات المحتملة هوزز إعادة الإعتراف بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإعتباره شريكًا شرعيًا في الحوار. يقول: «إذا جرت مفاوضات مع زيلينسكي فسيصبح شخصية شرعية من جديد، وهذا يناقض كل ما حققناه سياسيًا».
بالتالي، أي لقاء مع كييف يعني نسف الأساس الأخلاقي الذي بُني عليه الموقف الروسي منذ بداية الحرب.

رابعاً: الحرب قدر تاريخي — حتى لو توقفنا ستعود بشكل أعنف

المقالان الثاني والثالث ينتهيان بعبارة شبه موحّدة: أن الحرب ستستأنف حتى لو توقفت روسيا الآن. ويعتبر دوغين أن التوقف يعني إعطاء فرصة لأوروبا وأمريكا لإعادة التسلّح وإدخال قوات جديدة إلى أوكرانيا. ومن ثم سيجد الروس أنفسهم أمام حرب أكثر ضراوة.

يقول: «حتى إذا توقفنا الآن، فإن الحرب ستلحق بنا فيما بعد. يبدو أن الحرب هي قدرنا».
هذه ليست دعوة للدمار، بل رسالة: النصر الكامل وحده ما يحمي روسيا، لا الهدنة ولا التفاوض.

خامساً: وقف إطلاق النار خدعة غربية لإعادة التحشيد

يجادل دوغين بأن الهدف الحقيقي للغرب من الحديث عن «وقف إطلاق النار» هو تثبيت خطوط تماس تُستخدم لاحقًا لإدخال قوات أوروبية بأسماء مختلفة — «قوات حفظ سلام» أو «الذراع العسكرية للإتحاد الأوروبي». عندها سيكون وقف النار مجرد إستراحة من أجل الإنقضاض من جديد. ويقول: «العدو سوف يستغل أي هدنة، وسيدفعنا إلى الوراء إستراتيجيًا».

خاتمة: لا مفاوضات قبل النصر — وإلا نحصد الكارثة

في خلاصة موقفه، يؤكد دوغين أن على روسيا أن تختار بين أمرين فقط:

• الإستمرار حتى النصر العسكري الكامل ثم فرض السلام بشروطها،

• أو الوقوع في كارثة سياسية إذا إنزلقت نحو طاولة التفاوض الآن.

وهو يعبّر عن ذلك بجملة واضحة: «علينا أن نحقق نصرًا حقيقيًا… أو نؤجل فكرة المفاوضات بالكامل».



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...
- قمة ألاسكا وتحوّلات الخطاب الروسي: قراءة في ثلاثة مقالات لأل ...
- طوفان الأقصى 683 - بين خيار الإبادة وخيار الإحتلال – قراءة ف ...
- طوفان الأقصى 682 - لاهوت الإبادة في الفكر الصهيوني: قراءة تح ...
- الإنهيار المعنوي للجيش الأوكراني: من الخنادق الفارغة إلى الإ ...
- طوفان الأقصى 681 - تفكك الإجماع اليهودي العالمي حول إسرائيل
- «العقيدة الترامبية الجديدة» - بين الإنعزال والضربات السريعة ...
- طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسي ...
- «تحدّي ألاسكا»: قراءة تحليلية في أطروحة ألكسندر ياكوفينكو حو ...
- طوفان الأقصى 679 - من النيل إلى الفرات - الحلم الذي لم يمت: ...
- ألكسندر دوغين - أنكوراج** - توازن دقيق على حافة الهاوية (برن ...
- طوفان الأقصى 678 - أكثر من 100 طبيب عملوا في غزة يطالبون الع ...
- طوفان الأقصى 677 - أذربيجان وإسرائيل في قلب لعبة القوقاز الك ...
- -أسرار نووية وأحكام متناقضة: ثلاث قضايا تكشف إزدواجية المعاي ...
- ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات ال ...
- طوفان الأقصى 676 - يهود ضد الصهيونية
- روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا
- طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمي ...


المزيد.....




- مصر تفتتح معرض -أسرار المدينة الغارقة- في المتحف القومي بالإ ...
- تقرير يؤكد: كوريا الشمالية تمتلك ترسانة سرية قد تهدد الولايا ...
- لأول مرة.. تأكيد أممي على وقوع مجاعة في غزة
- مصادر: سوريا تنوي طرح أوراق نقدية جديدة وحذف صفرين من العملة ...
- السوريون يحيون الذكرى الـ12 لمجزرة الكيماوي في الغوطتين
- دمار هائل خلّفه الاحتلال بمنازل الفلسطينيين شمال الضفة الغرب ...
- الطفلة نور طبيبل.. عيون وآذان والديها الأصمين وسط القصف على ...
- القنصلية الفرنسية في القدس.. هل تُغلق بذريعة مخالفة القانون؟ ...
- وثائق قضائية: صحفيو فوكس نيوز سعوا لدعم ترامب بانتخابات 202 ...
- دمج -قسد- في الجيش السوري.. عقدة عسكرية أم أزمة سياسية وقانو ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل النصر يمنح الشرعية للعدو