أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: قراءة في الأبعاد السياسية والإستراتيجية














المزيد.....

طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: قراءة في الأبعاد السياسية والإستراتيجية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

2 سبتمبر 2025

أولاً: مضمون الخطة وتسويقها "الإنساني"

نشرت صحيفة واشنطن بوست يوم 31 آب/أغسطس المنصرم وثيقة مؤلفة من 38 صفحة تكشف خطة أمريكية ـ إسرائيلية، أُعدت بمشاركة مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) وفريق توني بلير، لفرض "إعادة تموضع سكاني" كامل على سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.
الوثيقة تسوّق ما تسميه "الهجرة الطوعية" إلى دول ثالثة أو "مناطق إنسانية" مؤقتة داخل القطاع، على أن تُدار لاحقاً عبر "مؤسسة إنسانية" (GHF)، لكنها في الواقع تصف عملية ترحيل قسري مكتمل الأركان، تُنقل فيها غزة من أرض مأهولة بشعب إلى "أصل استثماري" قيمته 320 مليار دولار. جاء ذلك في مقال بعنوان: "البيت الأبيض يخطط لتطهير غزة عرقيا بالكامل" بقلم كارين دي يونغ (Karen DeYoung) وكيت براون (Cate Brown)،

ثانياً: البعد الإقتصادي – من المجاعة إلى الإستثمار

الوثيقة لا تكتفي بترحيل السكان، بل تحوّل غزة إلى مشروع تجاري ـ تكنولوجي ـ سياحي تحت وصاية أمريكية لمدة عشر سنوات، مع عوائد إستثمارية تُقدّر بأكثر من 4.5 مليار دولار سنوياً.
بهذا يصبح التطهير العرقي أداةً لإعادة هندسة الجغرافيا وفق منطق السوق: الأرض بلا شعب = فرص إستثمارية.
ويُستدل من الأرقام أن الفلسطينيين حُوّلوا إلى "تكلفة" مقدرة بـ 23 ألف دولار للفرد، أي أن طردهم يعادل تحرير قيمة إستثمارية مضاعفة.

ثالثاً: البعد السياسي – من "اليوم التالي" إلى إعادة رسم الشرق الأوسط

الخطة مرتبطة ببرنامج سياسي أمريكي ـ إسرائيلي أوسع، يتمثل في:

1. ترسيخ مبدأ السيطرة الكاملة على غزة كما أعلن سموتريتش ونتنياهو.
2. إعادة توظيف غزة كبوابة إستراتيجية لمشاريع البنية التحتية الكبرى (ممرات سكك حديد، أنابيب، ألياف إتصال) في إطار ما يُسمى "الممر الإبراهيمي" الذي يربط إسرائيل والخليج ومصر والأردن.
3. إستخدام شعار "اليوم التالي لغزة" لإعادة إنتاج خطاب إنساني مزيّف يغطّي مشروع تطهير إثني قائم على التجويع والحصار والقتل الجماعي.

رابعاً: البعد القانوني والإنساني

ما تكشفه الوثيقة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي:
•المادة 49 من إتفاقيات جنيف تحظر النقل القسري الجماعي.
•توصيف الأمم المتحدة للمجاعة في غزة بأنها "من صنع الإنسان" يضع المسؤولية مباشرة على الأطراف التي تفرض الحصار وتمنع الغذاء.
•سجل "GHF" (الذي يُفترض أنه إنساني) في تنفيذ المجازر خلال توزيع المساعدات يكشف أن المعسكرات المزمع إنشاؤها ليست سوى معسكرات موت بطيء.

خامساً: التواطؤ الدولي وصمت "الوسطاء"

الوثيقة تُظهر أن النقاش لم يعد إسرائيلياً ـ داخلياً، بل دولياً ـ أمريكياً، مع مشاورات مفتوحة مع دول مثل إثيوبيا وجنوب السودان وإندونيسيا لإستقبال المهاجرين القسريين.
أما الأطراف العربية (مصر، الأردن، الخليج) فتُطرح أسماؤها في سياق "الممر الإبراهيمي"، ما يعني أنّ دورها محوري في البنية التحتية الإقتصادية، إن لم يكن في إحتضان اللاجئين مباشرة.

سادساً: دلالات إستراتيجية

1. تحويل غزة إلى "أرض مستباحة" هو إستكمال لمبدأ أن "أمن إسرائيل" يقتضي إزالة أي تهديد ديموغرافي.
2. الولايات المتحدة تعلن ملكيتها المباشرة: تصريح ترامب "نحن سنأخذ غزة" لم يكن مجازاً بل إطار عمل رسمي.
3. تطبيع الإبادة: المجاعة، الحصار، التهجير، كلها أدوات لإجبار الفلسطينيين على "الرحيل الطوعي"، أي إعادة صياغة الإبادة الجماعية كمشروع إعادة إعمار.

خاتمة:

تكشف الخطة أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب عسكرية أو صراع سياسي، بل عملية هندسة سكانية وجيوسياسية شاملة تستهدف إزالة الشعب الفلسطيني من الجغرافيا وتحويل الأرض إلى أصل مالي يخدم "الشرق الأوسط الجديد" بقيادة أمريكية ـ إسرائيلية.
هي وثيقة تفضح إنتقال الخطاب الغربي من "حل الدولتين" و"العملية السلمية" إلى الإبادة المؤسَّسة والمُخططة، حيث يصبح الشعب الفلسطيني عقبة يجب تصفيتها لتدشين عصر جديد من الإستثمارات العابرة للحدود.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 696 - إغتيال الكونت برنادوت: الرصاصات التي أسست ...
- لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...
- طوفان الأقصى 693 - غزة بين «عجلات جِدعون» ومشاريع التهجير
- طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح ...
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...
- طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعب ...
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...
- ألكسندر دوغين - نجاح ألاسكا… لكن ماذا بعد؟ (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...


المزيد.....




- ماكرون: فرنسا والسعودية ستترأسان مؤتمرا لدعم حل الدولتين.. و ...
- طهران تبدي انفتاحها على التفاوض مع واشنطن وترفض أي مساس ببرن ...
- محللون: إسرائيل تسعى لضم الضفة وتهجير سكانها وتصفية قضية فلس ...
- مناقشات إسرائيلية متواصلة لضم الضفة الغربية
- إسرائيل تفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة
- ملف غزة يسيطر على النسخة الـ20 من مؤتمر بليد الإستراتيجي
- احتلال مدينة غزة يفاقم التوتر بين نتنياهو وزامير
- 4 دلائل على أكذوبة انتصار نتنياهو
- صحف عالمية: إسرائيل تناور لتدمير أي أمل في قيام دولة فلسطيني ...
- ترامب يعلق على فيديو -إلقاء كيس أسود من نافذة في البيت الأبي ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: قراءة في الأبعاد السياسية والإستراتيجية