أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح التوسّع التوراتي















المزيد.....

طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح التوسّع التوراتي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8449 - 2025 / 8 / 29 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

29 أغسطس 2025

من "نظرية المؤامرة" إلى إعلان سياسي

قبل أسابيع قليلة، فجّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – تصريحاً مثيراً حين أعلن أنه "يدعم بشدّة" مشروع "إسرائيل الكبرى".
فلاديمير ماسلوف يعلّق قائلاً: "ما كان يُرمى به في خانة «نظرية المؤامرة» تحوّل اليوم إلى حقيقة معلنة على لسان نتنياهو."
ويضيف: "لقد بدأوا ببناء «إسرائيل الكبرى»، وعلى الطاولة ضحايا جدد، بل وإقامة الهيكل الثالث".

ما هي "إسرائيل الكبرى"؟

يعرّف النص الفكرة بأنها مزيج ديني – صهيوني – سياسي – توسعي – قومي متطرّف يقوم على تصور أن:
1. الدولة اليهودية يجب أن تُقام في الشرق الأوسط؛
2. حدودها الدنيا تشمل كامل فلسطين التاريخية (الضفة الغربية، قطاع غزة، القدس كلها)؛
3. أما الحدود القصوى فتتمدد لتضم أجزاء من مصر والسعودية والأردن ولبنان وسوريا وتركيا والعراق والكويت.

ويذكّر ماسلوف بأن هذه الفكرة ليست وليدة اليوم:
•المؤسس الصهيوني ثيودور هرتزل (1860–1904) كتب أن إسرائيل يجب أن تمتد "من النيل إلى الفرات".
•الحاخام لايب فيشمان، عضو الوكالة اليهودية، أكد أمام لجنة الأمم المتحدة أن "الأرض الموعودة تمتد من نهر مصر إلى نهر الفرات وتشمل أجزاء من سوريا ولبنان".
ويستشهد الكاتب بتعليق من وكالة "ريا نوفوستي": "المفهوم يفترض ضم جميع الأراضي الفلسطينية، بل وضم أراضٍ من مصر وسوريا ولبنان والأردن".
أما شبكة CNN فتعقّب: "مصطلح «إسرائيل الكبرى» يشير لدولة تتجاوز حدودها الحالية نحو تخوم إسرائيل التوراتية".

الجذور التوراتية والخلفية التاريخية

بحسب أبحاث كريلوف (جامعة موسكو – معهد العلاقات الدولية)، فإن النصوص التوراتية تحدد حدود "الأرض الموعودة": "من نهر مصر إلى النهر الكبير الفرات" (التكوين 15:18).
"من بحر سوف (الأحمر) إلى بحر الفلسطينيين (المتوسط)" (الخروج 23:31).

كما يشمل التصور الأردن المعاصر وأجزاء من جنوب لبنان وسوريا.

وهكذا ارتبطت الفكرة منذ بدايتها بالخطاب الديني التوراتي، قبل أن تتحوّل إلى مشروع سياسي منظّم عبر حركات الاستيطان والتوسع بعد 1948، ثم حرب 1967، وصولاً إلى الحروب الحديثة.

"الحركات السرية" والتطرّف المنظّم

يكشف ماسلوف عن أن التيار المؤيد لـ"إسرائيل الكبرى" لم يقتصر على السياسيين بل تغذّى أيضاً من تنظيمات متطرّفة: "منذ حرب 1967، أنشأ القوميون المتدينون شبكات سرية عُرفت باسم «المختَرِت» – أي «التنظيمات السرية»، مثل حركة كاخ وكاهانا حي، التي تبنّت نهجاً إرهابياً لا ينسجم حتى مع قانون مكافحة الإرهاب الإسرائيلي".
هذه الحركات، برأي الكاتب، مثّلت "طليعة الحركة التوسعية" داخل إسرائيل.

من بن غوريون إلى نتنياهو: إستمرارية المشروع

الكاتب يذكّر بتصريح دافيد بن غوريون عام 1950: "يجب أن نناضل بحماسة – عبر الغزو والدبلوماسية – لبناء إسرائيل الكبرى".
ويعلّق المؤرخ الروسي كوزنيتسوف بأن ذلك جعل "التوسع أحد الأعمدة الثابتة في السياسة الخارجية الإسرائيلية".
اليوم، يؤكد نتنياهو أن ما يقوم به هو "مهمة تاريخية وروحية"، ويحظى بدعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مما يعكس إلتحام اليمين القومي المتشدد حول المشروع.

ردود الفعل العربية والإقليمية

تصريحات نتنياهو أثارت ردوداً غاضبة
•جامعة الدول العربية: "هذه التصريحات تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي وتحدياً سافراً للقانون الدولي".
•حركة حماس: "هذه التصريحات الفاشية تتطلب من الدول العربية موقفاً حاسماً ودعماً جدياً لشعبنا".
•وزارة الخارجية الإيرانية: وصفت الخطة بأنها "جريمة حرب".
•وزارة خارجية الإمارات: أعلنت "إدانة حازمة".

لكن ماسلوف يعلّق بمرارة: "بينما تكتفي حكومات الشرق الأوسط ببيانات الشجب، يواصل جيش الإحتلال فرض «إسرائيل الكبرى» بقوة السلاح – حتى بعد أن دمّر معظم قطاع غزة".

الترانسفير والإقتلاع الجماعي

الأخطر، كما يكشف النص، هو المخطط الجاري لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني من غزة إلى دول بعيدة مثل: جنوب السودان، الصومال، إثيوبيا، ليبيا وإندونيسيا.

يشبّه الكاتب ذلك بما ورد في التوراة: "كما في الأزمنة التوراتية، حين خرج «بنو إسرائيل» من مصر، وهم «متوحشون وقليلو الثقافة»، ها هم يعيدون ممارسة الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعوب السامية".

خاتمة: مشروع توسعي لا يتوقف

يرى ماسلوف أن تصريحات نتنياهو ليست معزولة، بل تمثل حلقة في مشروع توسعي ممتد منذ تأسيس إسرائيل. وبلغة حادة يقول: "إسرائيل الكبرى لن تُبنى من تلقاء نفسها… بل على أنقاض شعوب أخرى".

الخلاصة
إعلان نتنياهو دعم "إسرائيل الكبرى" يُعيد إلى الواجهة الصراع بين الشرعية الدولية ومشروع التوسّع التوراتي – الصهيوني.
فالخطر لا يقتصر على فلسطين، بل يتعدّاها إلى أمن المشرق العربي ككل.
إنه مشروع يعيد تعريف المنطقة عبر القوة العسكرية، التهجير الجماعي، وتوظيف النصوص الدينية كذريعة للتوسع.
*****
هوامش

الدراسة هي إستنادًا إلى مقال فلاديمير ماسلوف
موقع aftershock.ru
19 آب/ أغسطس 2025

فلاديمير ماسلوف
هو كاتب ومحلل سياسي روسي، يكتب بإنتظام في وسائل إعلام روسية مثل صحيفة "زافترا" وغيرها من المنصات ذات التوجه القومي أو السيادي. يتناول في مقالاته قضايا geopolitics (الجغرافيا السياسية) والنزاعات الدولية، لا سيما ما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، القضية الفلسطينية، وموقف روسيا من النظام العالمي الغربي.
يتميز خطابه بنزعة نقدية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، وبدفاعه عن مواقف روسيا كقوة مضادة للهيمنة الغربية.

وغالبًا ما يربط في تحليلاته بين القضايا الدولية و"الحرب الروحية" أو الصراع القيمي بين الشرق والغرب، ويستخدم مصطلحات دينية أو ثقافية في تفسير السياسة العالمية، مثل "نهاية التاريخ" و"معركة الأرواح".



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...
- طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعب ...
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...
- ألكسندر دوغين - نجاح ألاسكا… لكن ماذا بعد؟ (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...
- قمة ألاسكا وتحوّلات الخطاب الروسي: قراءة في ثلاثة مقالات لأل ...
- طوفان الأقصى 683 - بين خيار الإبادة وخيار الإحتلال – قراءة ف ...
- طوفان الأقصى 682 - لاهوت الإبادة في الفكر الصهيوني: قراءة تح ...
- الإنهيار المعنوي للجيش الأوكراني: من الخنادق الفارغة إلى الإ ...
- طوفان الأقصى 681 - تفكك الإجماع اليهودي العالمي حول إسرائيل
- «العقيدة الترامبية الجديدة» - بين الإنعزال والضربات السريعة ...
- طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسي ...


المزيد.....




- إسرائيل حاصرت قرية فلسطينية واقتلعت 10 آلاف شجرة زيتون
- الرئيس السوري يعيّن أعضاء لجنة الهيئة الوطنية للعدالة الانتق ...
- الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يواجه مقاومة عنيفة بـ-الزيتون ...
- بين الدبلوماسية والمقاومة.. ما خيارات سوريا أمام التوسع الإس ...
- -توماتينا-.. معركة تراشق 120 طنًا من الطماطم بين آلاف الأشخا ...
- فيديو متداول لـ-القصف الإسرائيلي على صنعاء-.. ما حقيقته؟
- لماذا حضر توني بلير اجتماع ترامب بشأن غزة في البيت الأبيض؟
- ارتفاع الإعدامات في السعودية بالتزامن مع سعيها لتعزيز صورتها ...
- مقتل عنصرين من الجيش اللبناني بانفجار مسيّرة إسرائيلية جنوب ...
- البيت الأبيض في تعليق حول الضربات الروسية على كييف: ترامب لم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح التوسّع التوراتي