أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة














المزيد.....

لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

29 أغسطس 2025

منذ إندلاع الحرب في أوكرانيا، سعى الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى تحويلها من صراع إقليمي محدود إلى حرب إستنزاف طويلة الأمد تستهدف روسيا. لكن بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من العمليات العسكرية الواسعة، باتت المؤشرات المتراكمة تشير إلى أن الغرب وقع في فخ إستراتيجي لم يكن يتوقعه، وأن موسكو إستطاعت أن تحوّل نقاط الضعف الغربية إلى أوراق قوة تصب في مصلحتها.

الكاتب والمحلل السياسي الروسي فلاديمير كاراسيوف يلخص ذلك في مقال نشره في موقع News Front (26 أغسطس/آب 2025)، حيث أشار إلى أن الغرب «لم يكن يبحث عن حل سريع للأزمة، بل عن إطالة أمدها عبر إدماج أوكرانيا في بنية الناتو». لكن هذا الرهان، كما يوضح، إنتهى إلى سلسلة من الإخفاقات البنيوية التي تشكّل اليوم عوامل هزيمة الغرب أمام روسيا.

أولاً: تفوق المجمع الصناعي العسكري الروسي

أولى المؤشرات تتعلق بالصناعة العسكرية. إذ تنتج روسيا خلال ثلاثة أشهر ما يعادل إنتاج الناتو في عام كامل من الذخائر والصواريخ والمدرعات. هذا الفارق الكمي والكيفي يوضح أن الغرب، رغم إمتلاكه قاعدة صناعية متطورة، لم يستعد لحرب طويلة ضد قوة كبرى مثل روسيا.
«القدرة الإنتاجية الروسية قلبت معادلة الإستنزاف رأساً على عقب».



ثانياً: جاهزية الجيش الروسي ودافعيته

يشير الكاتب إلى أن الجيش الروسي مجهز جيداً ويتمتع بمعنويات عالية، على عكس الجيش الأوكراني الذي يعتمد على مرتزقة ومساعدات خارجية. هذه الروح القتالية الوطنية تعطي روسيا أفضلية في معركة طويلة الأمد، حيث تصبح الإرادة السياسية والشعبية عاملاً حاسماً.

ثالثاً: فشل الدفاعات الغربية أمام الصواريخ الروسية

رغم مليارات الدولارات التي إستثمرها الغرب في أنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت وناسامز، إلا أنها أثبتت عجزها أمام الجيل الجديد من الصواريخ الروسية الفرط صوتية (كينجال، تسيركون). وهو ما دفع محللين غربيين للإعتراف بأن «الحرب في أوكرانيا كشفت ضعف الدرع الصاروخية الغربية».

رابعاً: تهميش أوروبا سياسياً وعسكرياً

لم يعد الإتحاد الأوروبي طرفاً أساسياً في التفاوض حول مستقبل أوكرانيا. القرار إنتقل إلى موسكو وواشنطن وبكين. أوروبا، التي كانت تروّج لنفسها كقطب سياسي، تحوّلت إلى ملحق تابع، رهينة الإعتماد على الناتو والإقتصاد الأمريكي.

خامساً: الإقتصاد الروسي في مواجهة العقوبات

على عكس التوقعات الغربية، لم ينهَر الإقتصاد الروسي، بل حقق نسب نمو ملحوظة عبر إعادة توجيه صادراته إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، وتعزيز التصنيع المحلي. البنك الدولي نفسه إعترف بأن الناتج المحلي الروسي في 2024-2025 تجاوز معدلات نمو معظم الإقتصادات الأوروبية.

سادساً: شبكة تحالفات دولية واسعة

روسيا لم تُعزل كما أراد الغرب، بل عززت موقعها في إطار بريكس، والتعاون مع الصين والهند والبرازيل، إضافة إلى شراكات إستراتيجية مع إيران، تركيا، ودول إفريقيا. هذه الشبكة حوّلت الحرب إلى مواجهة عالمية متعددة الأقطاب، وليس مجرد صراع ثنائي روسي-أوكراني.

سابعاً: القيادة الإستراتيجية لفلاديمير بوتين

يصف الكاتب الرئيس الروسي بأنه «أقوى الإستراتيجيين في الساحة الدولية». بوتين إستطاع أن يدير الحرب كجزء من مشروع طويل الأمد لإعادة صياغة النظام العالمي، مستفيداً من أخطاء الغرب ومن تحولات ميزان القوى.

ثامناً: التماسك الداخلي والدعم الشعبي

المجتمع الروسي، رغم العقوبات والحصار الإعلامي، أظهر تماسكاً داخلياً نادراً، حيث يلتف غالبية المواطنين حول قيادتهم، ويعتبرون الناتو العدو المباشر. هذا التوافق المجتمعي يمنح موسكو قدرة على خوض حرب طويلة دون إنهيار الجبهة الداخلية.

تاسعاً: تحييد تهديدات الناتو

رغم تهديدات الغرب المتكررة بوقف إطلاق النار أو توسيع العقوبات، أثبتت روسيا أنها قادرة على تجاهل تلك الضغوط، مستندة إلى قوتها العسكرية والإقتصادية، وهو ما أفقد التهديدات الغربية قيمتها الردعية.

عاشراً: سيادة القرار الروسي في الحوار مع واشنطن

في النهاية، يبرز عامل السيادة السياسية. بوتين يتعامل مع الولايات المتحدة، وخاصة مع الرئيس دونالد ترامب العائد إلى المشهد، من موقع ندّي، رافضاً أي إملاءات. هذا يكرس صورة روسيا كقوة مستقلة تفرض شروطها، لا كطرف تابع.

خاتمة

مجمل هذه العوامل يشير إلى أن الغرب وقع في فخ إستراتيجي عندما إعتقد أن الحرب ستنهك روسيا وتؤدي إلى إنهيارها الداخلي. لكن الواقع أظهر أن موسكو إستطاعت تحويل الأزمة إلى فرصة لتعزيز إستقلالها وصناعتها وتحالفاتها.
«عاجلاً أم آجلاً، ستنعكس هذه الحقائق على الداخل الغربي، وستضرب منظومة العداء لروسيا في عمقها».



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...
- طوفان الأقصى 693 - غزة بين «عجلات جِدعون» ومشاريع التهجير
- طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح ...
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...
- طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعب ...
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...
- ألكسندر دوغين - نجاح ألاسكا… لكن ماذا بعد؟ (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...
- طوفان الأقصى 684 - إنقاذ نتنياهو بين وهم -ما بعد الحداثة- وا ...
- قمة ألاسكا وتحوّلات الخطاب الروسي: قراءة في ثلاثة مقالات لأل ...
- طوفان الأقصى 683 - بين خيار الإبادة وخيار الإحتلال – قراءة ف ...


المزيد.....




- انتقادات لروبي بالـ -الخروج عن اللياقة- في حفلها بالساحل الش ...
- مسؤول إسرائيلي عن -غارة صنعاء-: واحدة من أسرع عملياتنا.. ويو ...
- -بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحفيين في غزة، لن ...
- زمير يحذر نتنياهو: تتجهون للحكم العسكري في قطاع غزة.. -افهمو ...
- الصين وروسيا تدافعان عن إيران وترفضان إعادة فرض العقوبات الأ ...
- ألمانيا – الحكم بسجن مغربي ثان أدين بالتجسس على مؤيدي -حراك ...
- الجزائر: لماذا أقال الرئيس تبون وزيره الأول؟
- فرنسا: ما الذي سينقذ حكومة بايرو؟
- ليبيا: المنفي يلتقي رئيس الأركان العامة لبحث خفض التوتر في ط ...
- موريتانيا: سيدي ولد التاه يتسلم رئاسة مصرف التنمية الإفريقي ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة