أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا لليهود














المزيد.....

طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا لليهود


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

4 سبتمبر 2025

في مقال مثير للجدل، كتب ديفيد سبيرو** على منصة Medium التشاركية أن إسرائيل لم تُنشأ لتكون "وطناً آمناً لليهود"، بل لتعمل كأداة في يد الإمبراطوريات الغربية لتحقيق السيطرة على الشرق الأوسط وثرواته. ويذهب الكاتب إلى القول بأن "هذه الحروب ليست لحماية اليهود، بل هي حروب إمبريالية، وإبادة جماعية إمبريالية" ويربط بين الإبادة في غزة وحقول الغاز البحرية، وبين صفقات السلاح ودوامة الحرب.


إسرائيل كأداة ضد القادة المستقلين

يلاحظ سبيرو أن الدول التي تهاجمها إسرائيل مباشرة – مثل إيران وسوريا – أو التي تحرّض الولايات المتحدة وحلف الناتو على مهاجمتها – مثل ليبيا والعراق وإيران – تشترك جميعها في سمة واحدة: "إنها دول غنية بالنفط، يحكمها قادة مستقلو القرار، أرادوا أن تكون ثرواتهم لشعوبهم لا للشركات الغربية."

ويضرب مثلاً بصدام حسين ومعمر القذافي اللذين "أعتُبرا أعداءً، ليس فقط بسبب مواقفهما من فلسطين، بل لأنهما حاولا بناء إقتصادات مستقلة عن السيطرة الأمريكية." النتيجة: الإطاحة بهم وتصفيتهم، بمشاركة مباشرة أو غير مباشرة من إسرائيل.

"المجمع الصناعي العسكري" رابح دائم

ويؤكد الكاتب أن إسرائيل لا تؤدي فقط وظيفة سياسية في خدمة الغرب، بل وظيفة إقتصادية عسكرية: "من المريح للغاية للمجمع الصناعي العسكري أن تخوض إسرائيل حروباً متواصلة، مستخدمةً أسلحة تُنتج وتُباع من قبل شركات الحرب الأمريكية."
هكذا تتحول إسرائيل إلى مختبر حي لصناعة الأسلحة الأمريكية، وتصبح حروبها رافعة إقتصادية للشركات الغربية.

مشروع إستعماري بغطاء "اليهودية"

يعود سبيرو إلى جذور الفكرة الصهيونية، مذكراً بما قاله ثيودور هرتزل وفلاديمير جابوتنسكي: لقد قدّم هؤلاء الصهاينة الأوائل مشروعهم للحكام الأوروبيين بوصفه "مشروعاً إستعماريًا"، و"موطئ قدم للحضارة الأوروبية في غرب آسيا."
ويعلق سبيرو قائلاً: "حين تحدثوا إلى اليهود، إدعوا أنهم يسعون إلى تقرير المصير اليهودي. أما أمام القوى الإستعمارية فقد وصفوا أنفسهم علناً بالمستعمرين. اليوم فقط أصبح وصف إسرائيل بأنها دولة إستعمارية يُعتبر معادياً للسامية!"

خدعة "الوطن الآمن"

يسأل الكاتب بلهجة ساخرة: "هل يصدق أحد فعلاً أن المستعمرين الأوروبيين والأمريكيين أرادوا تمكين اليهود، بعد قرون من معاداتهم في أوروبا؟" ويجيب: "بالطبع لا. لقد رأوا في إسرائيل وكيلاً يمكنهم إستخدامهُ لفرض إرادتهم على أراضي النفط. أما شعار ’الوطن اليهودي الآمن‘ فلم يكن سوى حملة تسويقية."

من حليف لبريطانيا إلى إرهاب ضد العرب

يعرض سبيرو كيف تحالف الصهاينة مع بريطانيا منذ البداية، ثم تحول إرهابهم إلى العرب: "رغم أنهم قاموا بأعمال عنف ضد البريطانيين، إلا أنهم ظلوا يُعاملون كحلفاء. أما اليوم فقد خصصوا إرهابهم لقتل المدنيين العرب، سعياً لتجسيد نسخة عنصرية جديدة من أوروبا داخل فلسطين."

الإبادة في غزة وثروة الغاز

يلفت الكاتب إلى أن تدمير غزة اليوم ليس مجرد عمل إنتقامي، بل له أهداف إقتصادية مباشرة: "تحت مياه غزة ترقد حقول غاز هائلة في البحر المتوسط. كانت هناك عقود وُقعت لتطويرها، لكن لم يتم تفعيلها لأن حكومة غزة (حماس) كانت ستستفيد. الآن، بعد القضاء على الحكومة، صار الطريق ممهداً لنهب الغاز."
إذن، فالمسألة ليست فقط توسعاً إستيطانياً، بل "صراع على موارد الطاقة، شبيهاً بما حدث في إنقلاب مصدق بإيران 1953 أو في الحرب لإسقاط النظام السوري."

الغرب يغرق في جرائمه

يحذر سبيرو من أن الغرب نفسه سيدفع الثمن: "كيف يمكن لحكومات غربية أن تشارك في هولوكوست جديد، يقوّض سردياتها عن الحرية والديمقراطية؟ هذا كارثي لسمعتها العالمية." لكنه يضيف: "ورغم ذلك، لا يستطيعون التوقف. فهذه الجرائم هي بالضبط ما خُلقت إسرائيل من أجله."

الخاتمة: نحو مقاومة عالمية أو خراب شامل

يخلص الكاتب إلى أن الحل الوحيد هو إنتفاضة عالمية: "الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الكارثة أن ينهض ملايين الناس حول العالم مطالبين بعقوبات شاملة على إسرائيل، وحظر كامل على الأسلحة، وتفكيك واسع النطاق للمجمع الصناعي العسكري. وإلا ستستمر الحروب والمجازر حتى لا يبقى شيء."

*****
هوامش

**ديفيد سبيرو
إلى جانب الكتابة، فهو يعرّف نفسه كممرض وصحفي وناشط سلام ومنتسب إلى منظمة صوت اليهود من أجل السلام في منطقة خليج سان فرانسيسكو ومدافع عن حقوق الفلسطينيين.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: ق ...
- طوفان الأقصى 696 - إغتيال الكونت برنادوت: الرصاصات التي أسست ...
- لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...
- طوفان الأقصى 693 - غزة بين «عجلات جِدعون» ومشاريع التهجير
- طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح ...
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...
- طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعب ...
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...
- ألكسندر دوغين - نجاح ألاسكا… لكن ماذا بعد؟ (برنامج إيسكالاتس ...
- طوفان الأقصى 687 - سوريا بين فوضى الجهاديين وجرائم إسرائيل
- طوفان الأقصى 686 - قمة ألاسكا والشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين مفكر الكرملين يحذر من الكارثة: التفاوض قبل الن ...
- طوفان الأقصى 685 - الصهيونية هي ما تفعله
- مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي - المقاربة الروسية لأزمة أ ...


المزيد.....




- محلل عسكري لـCNN: رئيس الصين -يتلاعب- ببوتين.. وهذه نصيحتي ل ...
- ميكروفون مفتوح يكشف محادثة سرية بين بوتين والرئيس الصيني
- أدلة متزايدة.. تداعيات -الكيماوي- الكارثية في السودان
- خلال أيام.. ترامب يعتزم إجراء محادثات بشأن أوكرانيا
- المغرب - تونس: أزمة دبلوماسية صامتة بعد سلسلة من الحوادث وال ...
- القضاء الأميركي يحكم بعدم قانونية إلغاء ترامب منح جامعة هارف ...
- ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟
- نتنياهو: وصلنا إلى مرحلة الحسم في غزة
- ترمب يتعهد وضع حد للجريمة في شيكاغو ويصفها بـ-أخطر مدينة-
- لجنة نيابية أميركية تنشر دفعة أولى من -وثائق إبستين-


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا لليهود