أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهير العرقي-: كيف يُعاد تشكيل المشروع الصهيوني في غزة؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهير العرقي-: كيف يُعاد تشكيل المشروع الصهيوني في غزة؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

9 سبتمبر 2025



منذ إندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، تصاعدت موجات الدعاية والجدل حول طبيعة الصراع ومآلاته. فبينما يصرّ أنصار إسرائيل على المقولة الشهيرة: "إذا توقفت إسرائيل عن القتال فلن تبقى إسرائيل، وإذا توقفت حماس عن القتال فلن تبقى حرب"، يقدّم كتّاب نقديون مثل الكاتبة الصحفية والناشطة السياسية الأسترالية كيتلين جونستون Caitlin Johnstone رؤية معاكسة تماماً، ترى أن الحرب ليست مجرد "معركة ضد حماس"، بل مشروع متكامل للتطهير العرقي وإعادة تشكيل الديمغرافيا في غزة.
وبالتوازي، تكشف استطلاعات الرأي التي أوردها تقرير مطوّل نشر باللغة الروسية بقلم الكاتب والمحلل السياسي الروسي فلاديمير ماسلوف في 4 أيلول/سبتمبر الجاري (موقع المنصة الالكترونية الروسية Pikabu) عن واقع صادم: أغلبية الإسرائيليين اليهود تؤيد ترحيل سكان غزة قسراً، حتى بإستخدام الوسائل العسكرية. هذا التلاقي بين الخطاب السياسي و"الإرادة الشعبية" يعيد إلى السطح أسئلة وجودية حول مستقبل القضية الفلسطينية، وحول مدى قدرة المجتمع الدولي على مواجهة مشروع إستعماري يتغذى من الداخل الإسرائيلي نفسه.

أولاً: قلب المعادلة – الحرب ليست ضد حماس بل ضد الفلسطينيين

تقول كيتلين جونستون في مقالها (5 أيلول/سبتمبر 2025): "إذا أوقفت إسرائيل القتال، ستنتهي الإبادة الجماعية. وإذا توقفت حماس عن القتال، فإن خطة التطهير العرقي لغزة ستُنفذ بسرعة ودون مقاومة."
هذا التصور يعكس أن الصراع يتجاوز البعد العسكري، ليصبح مرتبطاً بمخططات معلنة تتصل بخطة ترامب السابقة لإعادة "توطين" الفلسطينيين خارج غزة. حتى لو سلّمت حماس سلاحها وأفرجت عن الأسرى، فإن المخطط، بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين، لن يتوقف.
بمعنى آخر: جوهر الحرب هو وجود الفلسطينيين، لا وجود حماس.

ثانياً: استطلاعات الرأي – من الهامش إلى التيار العام

تكشف سلسلة من الإستطلاعات (أغسطس 2024 – يوليو 2025)، كما جاء في مقال ماسلوف، عن تحولات جذرية في المجتمع الإسرائيلي:
•76% من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أنه "لا يوجد أبرياء في غزة".
•54% يؤيدون الترحيل القسري لسكان القطاع، حتى بإستخدام القوة العسكرية.
•64% يدعمون فكرة إقامة "مخيّم مغلق" في رفح لا يُغادره الفلسطينيون إلا نحو دول أخرى.
•80% يفضلون "إعادة توطين" الفلسطينيين خارج غزة.
هذه الأرقام ليست مجرد رأي عابر، بل تعكس –كما وصفها الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي منذ عام 2016– "فقدان البوصلة الأخلاقية"، حين قال: "إسرائيل تتحول إلى وحش، وتشكل هوية قومية جديدة، وهناك بذور سامة لا يمكن منع نموّها."

ثالثاً: الأبعاد الدولية – الإسلاموفوبيا كسلاح

تربط كيتلين جونستون بين الحرب على غزة وبين خطاب إسرائيلي موجه للغرب، يقوم على الإسلاموفوبيا.
•حساب إسرائيل الرسمي بالعربية نشر رسوماً حول "تكاثر المساجد في أوروبا"، ملوّحاً بخطر "الإستبدال الديمغرافي".
•نفتالي بينيت غرّد: "أوروبا تتحول إلى قارة إسلامية."
•بنيامين نتنياهو وصف رئيس وزراء بلجيكا بأنه "ضعيف" لأنه –على حد قوله– يسعى لمهادنة "الإرهاب الإسلامي".
هذا الخطاب يعكس محاولة ربط مصير أوروبا بمصير إسرائيل، تحت ذريعة أن قتل الفلسطينيين وحصار المسلمين يصب في مصلحة "الهوية الغربية".

رابعاً: من "7 أكتوبر" إلى ذريعة الإبادة

ينقل مقال هآرتس أن ضابطاً إسرائيلياً تلقى تحذيرات قبل هجوم 7 أكتوبر لكنه لم يتخذ إجراءً. ترى جونستون أن هذا يعزز فرضية "السماح بالهجوم" أو على الأقل إستغلاله لتمرير مخطط جاهز مسبقاً.
بذلك، يصبح 7 أكتوبر ليس "بداية" الصراع، بل شرارة أُريد لها أن تفتح الباب أمام مشروع أكبر: التهجير والتطهير العرقي.

خامساً: الرأي العام والشرعية الدولية

حين يُسأل الإسرائيليون: "هل الترحيل ينتهك القانون الدولي؟"
•22% أجابوا: لا ينتهك إطلاقاً.
•16%: ينتهك بدرجة طفيفة.
•47% فقط يرون أنه يمثل إنتهاكاً "كبيراً جداً أو بدرجة ملحوظة".
هذا الإنقسام يكشف عن تآكل مكانة الشرعية الدولية داخل الوعي الإسرائيلي. بل إن إستطلاع معهد الأمن القومي (أغسطس 2024) أظهر أن 47% يرون أن "إسرائيل غير ملزمة أصلاً باتباع القانون الدولي أو القيم الأخلاقية" في حربها على غزة.

سادساً: الولايات المتحدة – "وزارة الحرب" وتغطية على المخططات

تتوسع جونستون لتشير إلى واشنطن، حيث أعلن ترامب عزمه إعادة تسمية "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب". وفي الوقت نفسه، أطلق وزير الخارجية ماركو روبيو تصريحاً لافتاً: "لا يهمني ما يقوله مجلس الأمن. مادورو متهم بالإتجار بالمخدرات ومطلوب للعدالة الأمريكية."
هذا الموقف يلخص عقلية الهيمنة: العالم كله يعتبر ساحة نفوذ أمريكية، والسيادة الوطنية مجرد عائق أمام المصالح النفطية والجيوسياسية. وهو ما يوازي، على نحو لافت، المنطق الإسرائيلي القائم على تجاهل الشرعية الدولية.

سابعاً: الرأسمالية والثقافة – "نجاح بلا روح"

في ختام مقالها، تشير كيتلين جونستون إلى أن الشهرة في المجتمع الرأسمالي تتحول إلى فخّ: الفنان يخسر فنه في اللحظة التي يحقق فيها "النجاح". هذه الملاحظة الثقافية تبدو انعكاساً رمزياً: كما تُفرغ الرأسمالية الفن من روحه، فهي تُفرغ السياسة الدولية من معناها الإنساني، وتُختزل القيم الأخلاقية إلى ذرائع تُستعمل لتبرير السيطرة والإبادة.

الخاتمة

يكشف الجمع بين خطاب كيتلين جونستون وبين إستطلاعات الرأي الإسرائيلية كما لخصها فلاديمير ماسلوف عن صورة قاتمة: الحرب على غزة ليست حرباً ضد "الإرهاب" بل ضد وجود الفلسطينيين ذاته.
فالأغلبية الإسرائيلية تتحرك بإتجاه قبول –بل وتأييد– مشاريع الترحيل الجماعي، في إنزلاق أخلاقي خطير وصفه جدعون ليفي بأنه "فقدان البوصلة الأخلاقية".
وعلى المستوى الدولي، يتقاطع هذا مع الخطاب الأمريكي القائم على الهيمنة، حيث تُعاد صياغة المفاهيم (من "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب") لتكشف جوهر المشروع الإمبراطوري.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل يملك العالم، في ظل هذا الإنحراف الأخلاقي والسياسي، الأدوات اللازمة لوقف مشروع تطهير عرقي يتمتع بدعم داخلي إسرائيلي واسع وتغطية غربية متواصلة؟



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 702 - ترامب ونتنياهو… بين أوهام السياسة ودمار غ ...
- توجيه دوغين: عصر الدول الحضارات – روسيا والصين والهند كأقطاب ...
- طوفان الأقصى 701 - فريدريك ميرتس، بين بوتين ونتنياهو: السياس ...
- طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - ...
- طوفان الأقصى 699 - «إسرائيل: وحش فرانكشتاين؟». من الرمز الأد ...
- طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا ...
- طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: ق ...
- طوفان الأقصى 696 - إغتيال الكونت برنادوت: الرصاصات التي أسست ...
- لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...
- طوفان الأقصى 693 - غزة بين «عجلات جِدعون» ومشاريع التهجير
- طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح ...
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...
- طوفان الأقصى 690 - لم يتبقَّ سوى الإبادة: نتنياهو يغامر بلعب ...
- طوفان الأقصى 689 - لماذا تبدو الحرب الثانية بين إسرائيل وإير ...
- من يزعج الدب في عرينه؟
- طوفان الأقصى 688 - التحولات في صورة إسرائيل عالميًا - في ضوء ...


المزيد.....




- الاحتلال يشدّد إجراءاته بالقدس ويقتحم مناطق بالضفة
- -83 مليون دولار-.. محكمة تؤيد حكما بتغريم ترامب في قضية -الت ...
- تونس توضح حقيقة -استهداف مسيرة لقارب بأسطول المساعدات المتجه ...
- إثيوبيا تفتتح سد النهضة اليوم
- الشاهبندر البرّاك.. المبعوث الذي يتاجر بسوريا لا معها
- المقررة الأممية: قارب بأسطول المساعدات لغزة يبدو أنه تعرض له ...
- غارات إسرائيلية قرب حمص واللاذقية، والخارجية السورية تطالب ب ...
- هل يُعاقَب منتقد ماكرون بغرامة 3750 يورو؟
- محللون: ترامب ونتنياهو يعرفان أن حماس سترفض خطتهما الجديدة
- عاجل | إدارة أسطول كسر حصار غزة: تعرض سفينة رئيسية بالأسطول ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهير العرقي-: كيف يُعاد تشكيل المشروع الصهيوني في غزة؟