أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني إلى صنعاء والدوحة – كيف تبدلت معادلات الشرق الأوسط؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني إلى صنعاء والدوحة – كيف تبدلت معادلات الشرق الأوسط؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

12 سبتمبر 2025

في غضون أشهر قليلة فقط، إنتقلت إسرائيل من أزمات داخلية حول تعيينات أمنية إلى مغامرات عسكرية في سماء صنعاء والدوحة. ما بين تعيين دافيد زيني رئيسًا للشاباك في أيار/مايو، والضربة الأولى الناجحة في صنعاء أواخر آب/أغسطس، ثم الغارة المدوية على الدوحة في أيلول/سبتمبر، بدا وكأن تل أبيب تعيد رسم حدود نفوذها بالقوة، متحديةً حلفاءها قبل خصومها.
تحقيقات الخبير وعالم السياسة الروسي ليونيد تسوكانوف التي نشرت مؤخراً في سلسلة مقالات على موقع وكالة Regnum للأنباء تكشف خيوط هذا المسار المتسارع، الذي يحمل في طياته إشارات إلى تحولات كبرى في الإقليم.

المحور الأول: زيني والشاباك – حين يصبح الأمن أداة للسياسة

قرار بنيامين نتنياهو تعيين الجنرال دافيد زيني رئيسًا للشاباك في أيار/مايو 2025 لم يكن مجرد تغيير في قمة الجهاز الأمني. زيني، المعروف بصرامته في مواجهة حماس وبنزوعه للحسم العسكري، جاء ليجسد رؤية نتنياهو في «أمننة السياسة». المعارضة وصفت التعيين بأنه «تسييس فجّ» للجهاز، فيما أبدت المؤسسة العسكرية تحفظها خوفًا من نقل ثقل الأمن الداخلي نحو مغامرات خارجية.
غير أن ما جعل إسمه يتردد بقوة لم يكن إنجازاته الإدارية، بل تقريره التحذيري في آذار/مارس 2023، الذي أكد فيه أن قوات الجيش الإسرائيلي في فرقة غزة غير مستعدة لصد إختراقات واسعة، وأن الإعتماد المفرط على التكنولوجيا جعل الجنود أقل يقظة وقدرة على التعامل مع مفاجآت ميدانية. تجاهل قادة الجيش التقرير آنذاك، لكن أحداث تشرين الأول/أكتوبر أثبتت صواب رؤيته.
هذا البُعد "الإستشرافي" هو ما جعل نتنياهو يراه مناسبًا لقيادة جهاز الشاباك، خصوصًا في مرحلة يشهد فيها الجهاز تحديات متصاعدة مرتبطة بالصراع مع حماس والجهاد الإسلامي وإيران ومحور المقاومة ككل.
لكن الأهم أن هذا التعيين كشف إنقسامًا عميقًا بين الأجهزة: هل الأولوية لإحتواء غزة والداخل الفلسطيني، أم لمواجهة النفوذ الإيراني في لبنان واليمن والخليج؟ ومع زيني، بدا أن الكفة مالت نحو الخيار الثاني، وهو ما إنعكس سريعًا في العمليات اللاحقة.

المحور الثاني: صنعاء – ضربة أولى أم بداية حرب أوسع؟

في 28 آب/أغسطس، تحولت العاصمة اليمنية صنعاء إلى مسرح لغارة إسرائيلية معلنة هي الأولى من نوعها. الضربة، التي إستهدفت مواقع لقادة الحوثيين، لم تكن مجرد رد عسكري بل رسالة إستراتيجية: إسرائيل قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في شبكة وكلاء إيران. فقد استهدفت رأس الهرم السياسي اليمني، وأدت إلى مقتل رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني أحمد غالب الرهاوي وعدد من الوزراء، بينهم وزراء الخارجية والعدل والزراعة والسياحة والعمل والشباب، وسط تضارب حول مصير وزير الدفاع ورئيس الأركان. ورغم أن العملية عُدت الأشد فتكًا بالحوثيين مقارنة بالضربات الأميركية والبريطانية، إلا أن معظم الضحايا كانوا من وزارات مدنية، ما جعل الحديث الإسرائيلي عن "إنهيار القيادة الحوثية" أقرب إلى المبالغة.
وقد وصف مراقبون ما حدث بـ"مجزرة سياسية" أعادت إلى الأذهان أسلوب الإغتيالات المركّزة أكثر من كونها حربًا تقليدية.
بحسب تسوكانوف، «النجاح التكتيكي» في إصابة الهدف ترافق مع أسئلة إستراتيجية صعبة: هل تتحمل إسرائيل مواجهة مفتوحة مع الحوثيين، القادرين على ضرب الملاحة الدولية وحلفاء الخليج؟ وماذا عن الرياض التي رأت مجالها الجوي يتحول إلى ممر للطائرات الإسرائيلية؟
أمام الحوثيين، كان الخيار مرًا: إما الرد على إسرائيل مباشرة بما يفتح جبهة إقليمية، أو الإقتصار على التصعيد ضد السعودية والإمارات بما يضرب التوازنات القائمة. هكذا أُدخل اليمن رسميًا في معادلة الردع الإقليمي، لتخرج المواجهة من حدود غزة ولبنان نحو البحر الأحمر والخليج.
وقد أعلنت إسرائيل أن نجاح العملية تحقق عبر التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الإصطناعي دون الحاجة لعملاء ميدانيين. لكن هذه الرواية محل شك:
•تجارب سابقة أظهرت عجز "الموساد" عن بناء شبكة فاعلة داخل اليمن.
•الطبيعة المفاجئة للعملية ترجّح وجود إختراق أمني أو تسريب معلومات محلية، قد يكون عبر شبكات على صلة بالسعودية أو الإمارات.
•دخول الطائرات عبر الأجواء السعودية – بحسب الحوثيين – يفتح بابًا لصراع جانبي مع الرياض، ما قد يعيد إطلاق الصواريخ الحوثية على الحدود.
بالتالي، ستشهد المرحلة المقبلة تشديد الحوثيين لعملهم المضاد للإختراق، مع زيادة مراقبة النخب المثقفة والمجتمع المدني القريب من الخليج.
وفي خبر لاحق، ورد في الأنباء أن الحوثيين قاموا بحملة إعتقالات واسعة بحثًا عن "عملاء" قد سهّلوا الضربة، وإعتقلوا أحد عشر موظفًا من وكالات أممية مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، متهمين إياهم بالتجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة. هذه الحملة، التي وُصفت بأنها الأكبر من نوعها بحق موظفي الأمم المتحدة في اليمن، فجّرت أزمة جديدة مع المنظمة الدولية، وأظهرت مجددًا حجم الشكوك الحوثية في المنظمات الأممية، في ظل تصاعد خطاب إيراني يتهمها بالتورط في أعمال تجسس لصالح الخصوم.

المحور الثالث: الدوحة – سقوط الأقنعة الأميركية وتصدع البيت الخليجي

بعد أيام فقط، وفي 9 أيلول/ سبتمبر دوّت إنفجارات في العاصمة القطرية الدوحة، حيث كانت قيادة حماس السياسية مجتمعة لمناقشة نسخة معدلة من «خطة ترامب». الغارة، التي سُمّيت إسرائيليًا «قمة النار»، أسقطت شخصيات بارزة مثل الشيخ خليل الحية الذي لا يزال مصيره مجهولا، لكنها فشلت في القضاء على المكتب السياسي للحركة بكامل أعضائه.
إلا أن الفضيحة الكبرى لم تكن عسكرية بل سياسية: فقد نفّذت إسرائيل هجومها رغم الضمانات الأميركية التي قدمت لحماس عبر الوسيط القطري. تسوكانوف يصف الموقف بأنه «لحظة إنكشاف كبرى» لواشنطن، بعدما بدا وكأنها منحت تل أبيب ضوءًا أخضر ثم أنكرت مسؤوليتها.
ولا بد من الذكر أن أنظمة الدفاع الجوي القطرية "باتريوت" قد فشلت في التصدي، إذ تعرفت على الطائرات كـ«حليفة»، معتقدة أنها أمريكية، وهو ما سمح للطائرات الإسرائيلية بالإقتراب من الحدود القطرية-السعودية دون عوائق. حتى بعدما تم التعرف على هويتها، لم تصدر أوامر بالرد، لأن الدوحة كانت تظن أن إسرائيل في طريقها لضرب أهداف في إيران أو اليمن، حيث سبق أن زادت نشاطها العسكري.
الخليج اهتز أيضًا. الدوحة إتهمت الرياض ضمنًا بالتواطؤ، فيما سارعت القاهرة للتأكيد أنها حذرت مسبقًا من «مكيدة» تستهدف حماس. النتيجة: قطر لم تعد مجرد وسيط، بل صارت طرفًا مباشرًا في الصراع، بينما حماس رفعت شروطها لأي تفاوض، لتصبح عملية السلام أقرب إلى الوهم.

خاتمة: شرق أوسط جديد على وقع المغامرات

من تعيين زيني إلى صنعاء فالدوحة، تبدو إسرائيل وكأنها إنتقلت إلى مرحلة هجومية شاملة، توسّع فيها ساحات الصراع وتكسر الخطوط الحمراء. لكن هذا التوسع ليس بلا ثمن: فقد إهتزت صورة الولايات المتحدة كضامن، وتعمقت الشروخ داخل البيت الخليجي، فيما خرجت حماس من الضربة أكثر رمزية رغم خسائرها.
في المحصلة، يُظهر مسار الأشهر الماضية أن تل أبيب لم تعد تكتفي بالدفاع أو بالردع، بل تسعى لفرض وقائع إستراتيجية جديدة في الإقليم. غير أن السؤال الذي يطرحه تسوكانوف يبقى مفتوحًا: هل تملك إسرائيل القدرة على إدارة هذه الجبهات جميعًا في وقت واحد، أم أن «قمة النار» ستتحول إلى قمة الهاوية؟

*****

هوامش

ليونيد تسوكانوف
مستشرق روسي وصحفي دولي، حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية، ويعمل مستشارًا في مركز PIR الروسي للأبحاث ضمن برنامج الأمن العالمي والإقليمي: أفكار جديدة لروسيا. يتمحور مجال خبرته حول قضايا الأمن الدولي المعاصر، الأمن في الشرق الأوسط، مكافحة الإرهاب، والفضاء السيبراني مع تركيز خاص على أنظمة دول الشرق الأوسط. وهو أيضًا خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 705 - بين -الجنون الإسرائيلي- و-التواطؤ الأمريك ...
- طوفان الأقصى 704 - إسرائيل المنقسمة: من فشل «بوتقة الإنصهار» ...
- موسكو تغيّر قواعد اللعبة: من ضرب مقر الحكومة في كييف إلى إست ...
- طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهي ...
- طوفان الأقصى 702 - ترامب ونتنياهو… بين أوهام السياسة ودمار غ ...
- توجيه دوغين: عصر الدول الحضارات – روسيا والصين والهند كأقطاب ...
- طوفان الأقصى 701 - فريدريك ميرتس، بين بوتين ونتنياهو: السياس ...
- طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - ...
- طوفان الأقصى 699 - «إسرائيل: وحش فرانكشتاين؟». من الرمز الأد ...
- طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا ...
- طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: ق ...
- طوفان الأقصى 696 - إغتيال الكونت برنادوت: الرصاصات التي أسست ...
- لماذا خسر الغرب رهانه في أوكرانيا؟ عشرة عوامل حاسمة
- طوفان الأقصى 695 - حرب الإستنزاف في غزة وتحوّلات المشروع الإ ...
- طوفان الأقصى 694 - غزة تمزّق «الميركافا»: حين تحوّلت أسطورة ...
- وزارة الخارجية الروسية تدين التصريحات -المشينة والصارخة- من ...
- طوفان الأقصى 693 - غزة بين «عجلات جِدعون» ومشاريع التهجير
- طوفان الأقصى 692 - نتنياهو و-فكرة إسرائيل الكبرى-: عودة شبح ...
- طوفان الأقصى 691 - إسرائيل تفتح «أبواب الجحيم» في غزة
- ألكسندر دوغين - ترامب الذي صنع التعددية رغمًا عنه: حين يسخر ...


المزيد.....




- -FBI- ينشر صورًا للمُشتبه به في حادثة إطلاق النار المميتة عل ...
- قبل وأثناء وبعد.. مصادر قطرية وإسرائيلية وأمريكية تكشف لـCNN ...
- أضرار في المتحف اليمني بعد غارات استهدفت صنعاء وأدت إلى مقتل ...
- ألمانيا وفرنسا تنشران مقاتلات إضافية لمراقبة وحماية أجواء بو ...
- ماكرون يقول إن فرنسا ستنشر ثلاث مقاتلات لحماية المجال الجوي ...
- بعد اختراق أجوائها... ماكرون يعلن أن فرنسا ستنشر ثلاث مقاتلا ...
- كيف تفاعل اليمنيون مع العدوان الإسرائيلي على بلادهم على مدى ...
- توجيه اتهامات بالخيانة وجرائم ضد الإنسانية لنائب رئيس جنوب ا ...
- القصف في الدوحة إثبات للفشل الإسرائيلي
- -أقوى من أي وقت مضى-.. قطر ترد على أنباء -إعادة تقييم- العلا ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني إلى صنعاء والدوحة – كيف تبدلت معادلات الشرق الأوسط؟