أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة














المزيد.....

الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

17 سبتمبر 2025


المقدّمة: حرب تقلب الموازين

منذ إندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية في فبراير 2022، تحوّل هذا الصراع من كونه مواجهة إقليمية محدودة إلى إختبار شامل لبنية النظام الدولي وإستراتيجياته. في مقاله المنشور في سبتمبر 2025 على موقع المجلس الروسي للشؤون الدولية، يؤكد الباحث الروسي فاسيلي كاشين أن هذه الحرب لم تعد مجرد معركة على الأراضي الأوكرانية، بل صارت مختبراً يعيد صياغة قواعد الإشتباك العالمية ويكشف حدود النماذج الإستراتيجية التقليدية التي إعتمدت عليها واشنطن وحلفاؤها.

يقول كاشين بوضوح: "لقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى زعزعة معظم الإستراتيجيات القديمة التي صيغت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وأظهرت هشاشة الإفتراضات التي بُنيت عليها."

أولاً: حدود الردع الغربي

يشير كاشين إلى أن الغرب كان يراهن على أن العقوبات الإقتصادية الشاملة ستُخضع روسيا، غير أن موسكو إستطاعت التكيّف وتفادي الإنهيار الإقتصادي. ويعلّق الكاتب: "لقد تحولت العقوبات من أداة ردع إلى محفّز لتسريع التحوّلات البنيوية داخل الإقتصاد الروسي، وتعزيز التعاون مع دول خارج الفلك الغربي."

هذا التحليل يكشف أن أحد أركان الإستراتيجية الغربية – وهي فرض الحصار الإقتصادي الشامل – لم ينجح في تحقيق هدفه. بل على العكس، أدى إلى إعادة توجيه روسيا نحو شراكات أعمق مع الصين، والهند، وإيران، ودول الجنوب العالمي.

ثانياً: إخفاقات الحرب بالوكالة

يرى كاشين أن الرهان الغربي على تحويل أوكرانيا إلى رأس حربة عسكرية ضد روسيا قد وصل إلى طريق مسدود. فبعد ثلاث سنوات من الحرب، تتضح محدودية الدعم الغربي: "لقد أظهر الصراع أن فكرة إستخدام أوكرانيا كمنصة مستدامة لإستنزاف روسيا لم تكن سوى وهم إستراتيجي، إذ سرعان ما إصطدم الغرب بحدود قدراته التصنيعية والمالية."

هذا الطرح يكشف تحوّلاً أعمق: فالحروب بالوكالة التي مثّلت ركيزة من ركائز الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان لم تعد قابلة للتطبيق بالفاعلية نفسها ضد قوة كبرى مثل روسيا.

ثالثاً: النظام الدولي على مفترق طرق

بحسب كاشين، فإن نتائج الحرب تتجاوز أوروبا الشرقية لتطال جوهر النظام الدولي نفسه. إذ يقول: "أثبتت الحرب أن نموذج الأحادية القطبية لم يعد صالحاً، وأن موازين القوة تتوزع الآن بين كتل دولية متنافسة تسعى إلى بلورة نظام متعدد الأقطاب."

من هنا، تتحول أوكرانيا من مجرد ساحة صراع إلى نقطة إنعطاف تاريخية في إعادة تشكيل العلاقات الدولية. روسيا، عبر صمودها، لم تدافع فقط عن مجالها الحيوي، بل دفعت أيضاً باتجاه إنهيار إستراتيجيات الهيمنة الغربية.

رابعاً: الدروس الإستراتيجية للمستقبل

يخلص كاشين إلى أن القوى الكبرى باتت مضطرة إلى إعادة التفكير في أدواتها الإستراتيجية. لم تعد العقوبات، ولا الحروب بالوكالة، ولا الحملات الدعائية كافية لتحقيق النصر. وبدلاً من ذلك، يتطلب الأمر إعادة بناء نماذج جديدة تأخذ في الإعتبار صعود آسيا،
وإنهيار إحتكار الغرب للتكنولوجيا والأسواق، وتحوّل القوة العسكرية إلى جزء من منظومة أشمل للتوازن الدولي.

ويقول في هذا الصدد: "المستقبل لن يُبنى على فرض إرادة قوة واحدة، بل على القدرة على صياغة توازنات معقدة بين قوى متعددة."

الخاتمة: نحو زمن جديد

تحليل فاسيلي كاشين يضعنا أمام حقيقة أساسية: الحرب في أوكرانيا لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل لحظة فارقة تكشف حدود الماضي وتفتح أبواب المستقبل. فمع كل يوم تستمر فيه المعارك، يتضح أن الإستراتيجيات القديمة تنهار، وأن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها تعددية الأقطاب وتفكك الهيمنة الغربية.

*****

هوامش

فاسيلي كاشين – مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة العليا للإقتصاد التابعة للجامعة الوطنية للأبحاث في موسكو، وخبير بارز في الشؤون الجيوسياسية والتحولات الإستراتيجية للنظام الدولي. نُشر مقاله موضوع هذه الدراسة بعنوان «الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة» في سبتمبر/أيلول 2025 على موقع المجلس الروسي للشؤون الدولية.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 711 - الأزمة القطرية الثانية: النار تشتعل من جد ...
- طوفان الأقصى 710 - من صبرا وشاتيلا إلى غزة: ذكرى الضحايا الم ...
- كيف صنعت الCIA إنقلاب تشيلي الدموي وصعود بينوشيه؟
- طوفان الأقصى 709 - من قتل تشارلي كيرك؟ إغتيال أيقونة اليمين ...
- 11 سبتمبر — بين الرواية الرسمية والتشكيك السياسي
- طوفان الأقصى 708 - تداعيات الضربة الإسرائيلية على قطر بين ال ...
- طوفان الأقصى 707 - الدرس القطري: -المتغطي بالأمريكان عريان-
- موسكو بين الحصار والصمود: الإقتصاد الروسي يتحدى تنبؤات الإنه ...
- طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني ...
- طوفان الأقصى 705 - بين -الجنون الإسرائيلي- و-التواطؤ الأمريك ...
- طوفان الأقصى 704 - إسرائيل المنقسمة: من فشل «بوتقة الإنصهار» ...
- موسكو تغيّر قواعد اللعبة: من ضرب مقر الحكومة في كييف إلى إست ...
- طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهي ...
- طوفان الأقصى 702 - ترامب ونتنياهو… بين أوهام السياسة ودمار غ ...
- توجيه دوغين: عصر الدول الحضارات – روسيا والصين والهند كأقطاب ...
- طوفان الأقصى 701 - فريدريك ميرتس، بين بوتين ونتنياهو: السياس ...
- طوفان الأقصى 700 - التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة - ...
- طوفان الأقصى 699 - «إسرائيل: وحش فرانكشتاين؟». من الرمز الأد ...
- طوفان الأقصى 698 - إسرائيل كقاعدة للإمبريالية وليس وطنا آمنا ...
- طوفان الأقصى 697 - خطة البيت الأبيض للتطهير العرقي في غزة: ق ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 4 جنود وإصابة 3 جراء انفجار عبوة ...
- ترحيل أول لاجئ من بريطانيا إلى فرنسا بموجب اتفاق بين البلدين ...
- أطباء بلا حدود تدين مقتل أحد موظفيها في غزة بغارة إسرائيلية ...
- ميناء إيطالي يرفض شحن متفجرات إلى إسرائيل
- كيف أصبحت جميلة بوحيرد أسطورة الثورات التحررية؟
- محللون: تعدد الجبهات ينهك العمق الإسرائيلي ويبدد أمل النصر ا ...
- البيت الأبيض يكشف ملابسات تغيير ترامب لمروحيته خلال العودة م ...
- للمرة السادسة.. واشنطن تستخدم -الفيتو- ضد مشروع قرار بشأن حر ...
- الدويري: المقاومة تتحدى بعملية رفح والمسيرات تتفوق على الراد ...
- الحرب على غزة مباشر.. تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة والقسام ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة