أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 726 - خطة ترامب للسلام في غزة – بين تجديد الصراع بوسائل جديدة وإعادة إنتاج المأزق














المزيد.....

طوفان الأقصى 726 - خطة ترامب للسلام في غزة – بين تجديد الصراع بوسائل جديدة وإعادة إنتاج المأزق


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

2 أكتوبر 2025

مقدمة

في 30 سبتمبر 2025، نشرت وكالة ريغنوم الروسية للأنباء مقالاً للمستشرق والكاتب ومستشار مركز الأبحاث السياسية ليونيد تسوكانوف تناول فيه تفاصيل "خطة ترامب" الجديدة لحل النزاع في قطاع غزة. الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاءت في ثلاث مراحل متدرجة، بدت في ظاهرها أكثر مرونة من المبادرات السابقة، لكنها تخفي في طياتها أبعاداً سياسية وأمنية تعيد إنتاج السيطرة الإسرائيلية وتضع الفلسطينيين أمام خيار التعايش مع واقع جديد أقرب إلى "إدارة الأزمة" منه إلى الحل الشامل.

سأحاول في السطور التالية تحليل عناصر الخطة، ظروف طرحها، مواقف الأطراف المعنية، إضافة إلى تقدير إنعكاساتها على مستقبل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

أولاً: ملامح الخطة – بين "التدرج" و"تجديد الصراع بوسائل جديدة"

1. المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار والمقايضة

المضامين: وقف فوري لإطلاق النار، تبادل أسرى (250 محكوماً مؤبداً و1700 معتقل فلسطيني مقابل جميع الرهائن الإسرائيليين)، إدخال مساعدات شاملة عبر البر والبحر، وإنسحاب إسرائيلي محدود حتى خط "غزة – خان يونس".

نلاحظ هنا أن هذه المرحلة لا تختلف كثيراً عن صفقات التهدئة السابقة، لكنها تسعى لإعطاء ترامب إنجازاً دبلوماسياً سريعاً، ونتنياهو مخرجاً من ضغط الشارع الإسرائيلي الذي لم يعد يحتمل وعود "النصر الكامل".

2. المرحلة الثانية: "تجديد المؤسسات الفلسطينية بوسائل جديدة"

المضامين: تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة القطاع تحت إشراف "مجلس سلام دولي" برئاسة ترامب وبدعم شخصيات مثل توني بلير. إشراف دولي على قوات أمن فلسطينية جديدة، وإمكانية منح عفو لعناصر حماس مقابل نزع السلاح أو الخروج إلى بلد ثالث.

نقرا هنا أن هذه الخطوة تنطوي على شطب منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من المشهد لصالح "كيان بديل" في غزة يخضع مباشرة للرقابة الأمريكية – الإسرائيلية. إنها إعادة إنتاج لمشاريع "الإدارة الدولية" التي طرحت بعد حرب 2008–2009، مع فارق أن ترامب يقدم نفسه كضامن أعلى.

3. المرحلة الثالثة: الإنسحاب الكامل – مع بقاء المنطقة العازلة

المضامين: إنسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، لكن مع إنشاء "منطقة عازلة" تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة على طول الحدود مع مصر أي محور فيلادلفيا.

هذا يعني أن إسرائيل ستظل تحتفظ بأدوات التحكم الأمني، مع القدرة على التدخل متى شاءت. عملياً، الخطة لا تعني إنهاء الإحتلال، بل تحويله إلى إحتلال مرن عبر السيطرة غير المباشرة.

ثانياً: البعد السياسي – قطر وإسرائيل بين الإعتذار والبراغماتية

إحدى أهم محطات الخطة كانت إجبار نتنياهو على تقديم إعتذار رسمي لقطر بعد القصف الإسرائيلي للدوحة الشهر الماضي.

الخطوة جاءت بضغط مباشر من ترامب، لإعادة إشراك قطر ومصر كضامنين أساسيين.

قبول قطر الإعتذار عكس قدرة واشنطن على إدارة "رقصة دبلوماسية" دقيقة، إذ خشيت الدوحة من تهميش دورها، بينما خافت القاهرة من أن تكون الهدف التالي لأي مغامرة إسرائيلية.

دلالة الإعتذار

يمثل إعترافًا نادراً بوزن قطر الإقليمي، خصوصاً مع صعودها كداعم محتمل للإعتراف بالدولة الفلسطينية.

لكنه في الوقت ذاته يكشف عن تراجع موقع نتنياهو داخلياً، إذ إضطر إلى تقديم تنازلات شكلية لكنها رمزية لخصومه العرب، مما أثار غضب "الصقور" في حكومته.

ثالثاً: ردود الفعل الإسرائيلية – إنقسام داخلي عميق

المعارضون: إيتمار بن غفير، بتسلئيل سموتريتش، وأفيغدور ليبرمان، وصفوا الخطة بأنها "إستسلامية"، وهددوا بتفكيك الائتلاف.

المؤيدون المشروطون: يائير لابيد، نفتالي بينيت، وبني غانتس، الذين رأوا في الخطة مخرجاً من المأزق الإستراتيجي.

الخلاصة أن الإنقسام يعكس تآكل "إجماع النصر" داخل إسرائيل، وتحوّل الملف الفلسطيني إلى عبء داخلي يهدد وحدة الحكومة نفسها.

رابعاً: الرهانات الأمريكية – "تجديد الصراع بوسائل جديدة" باسم السلام

على الرغم من أن الخطة تبدو أكثر "صداقة للفلسطينيين"، إلا أنها تحمل ثلاث ثغرات جوهرية:

1. رفض الإعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، والإكتفاء بإنشاء كيان بديل في غزة.
2. إحتفاظ إسرائيل بإحتكار القوة في "المنطقة العازلة"، ما يسمح بتفكيك أي بنية فلسطينية مقاومة.
3. الإعتماد المطلق على الضمانات الأمريكية، مع إمكانية تعليق الخطة في أي لحظة بحجة عدم التزام حماس.
مغزى ذلك
الخطة ليست سوى محاولة لإعادة إنتاج "صفقة القرن" بصيغة أكثر مرونة، مع فارق أن ترامب يسعى الآن إلى جمع مكاسب إنتخابية داخلية من خلال تصوير نفسه كصانع سلام عالمي.

خامساً: دلالات الذكرى السنوية – الهروب إلى الأمام

إقتراب الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر 2023 لعب دوراً حاسماً في توقيت الخطة.

إسرائيل لم تحقق وعودها بالقضاء على حماس.

الرأي العام الإسرائيلي غاضب من إستمرار إحتجاز الرهائن وفشل المؤسسة العسكرية في تحقيق "النصر النهائي".

لذا، تبدو خطة ترامب بمثابة حبل نجاة سياسي لنتنياهو أكثر من كونها تسوية حقيقية.

خاتمة: بين وهم الحل وإدارة الأزمة

يمكن القول إن "خطة ترامب" لا تقدم حلاً جذرياً، بل تعيد ترتيب المشهد لصالح إسرائيل عبر:

•إبقاء السيطرة الأمنية.
•نزع الطابع الوطني الفلسطيني عن غزة.
•خلق كيان بديل هش قابل للتفكك عند الحاجة.
بهذا المعنى، فهي ليست خطة سلام، بل أداة لإدارة الأزمة على نحو أكثر إنضباطاً، تعيد إنتاج الصراع بوسائل جديدة.

ومع ذلك، فإن إجبار نتنياهو على الإعتذار لقطر، ومحاولة إشراك القوى الإقليمية في الترتيبات، يشيران إلى أن الولايات المتحدة تدرك حدود القوة الإسرائيلية، وتبحث عن صيغة براغماتية لتفادي إنفجار شامل قد يضر بمصالحها في الشرق الأوسط.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 725 - ترامب بين النرجسية والخطر النووي - جدل حو ...
- طوفان الأقصى 724 - إسرائيل على حافة العزلة الدولية: نحو نموذ ...
- طوفان الأقصى 723 - آفي شلايم: المؤرخ الذي تخلّى عن الصهيونية ...
- طوفان الأقصى 722 - إيران–العراق: الحرب العبثية
- طوفان الأقصى 721 - نتنياهو يحرق آخر أوراق إسرائيل
- طوفان الأقصى 720 - إسرائيل بين إسبرطة وقرطاج: من حصن إلى مقب ...
- طوفان الأقصى 719 - الإعتراف الغربي بفلسطين: وردة في اليد وخن ...
- طوفان الأقصى 718 - إعلان المؤتمر اليهودي الأول لمناهضة الصهي ...
- طوفان الأقصى 717- الميثاق السعودي–الباكستاني وتحوّلات ميزان ...
- طوفان الأقصى 716 - إسرائيل وقطر: من أمن العقاب أساء الأدب
- طوفان الأقصى 715 - الفاشية التكنولوجية الإسرائيلية في القرن ...
- طوفان الأقصى 714 - إسرائيل في قفص الإتهام: كيف يُعاقب العالم ...
- هل يقصف ترامب فنزويلا؟.. حرب المخدرات كغطاء لنهب الثروات!
- طوفان الأقصى 713 - الصراع على السردية: قراءة نقدية في كتاب غ ...
- ألكسندر دوغين - الثورات الملوّنة وتطويق الهند: لعبة جيوسياسي ...
- طوفان الأقصى 712 - سقوط المسيح المزعوم: كيف يحرق نتنياهو إسر ...
- الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة
- طوفان الأقصى 711 - الأزمة القطرية الثانية: النار تشتعل من جد ...
- طوفان الأقصى 710 - من صبرا وشاتيلا إلى غزة: ذكرى الضحايا الم ...
- كيف صنعت الCIA إنقلاب تشيلي الدموي وصعود بينوشيه؟


المزيد.....




- مظاهرات في مدن أوروبية عدة تنديدا باعتراض إسرائيل أسطول الصم ...
- شاهد.. أسباب سقوط برشلونة على أرضه أمام سان جيرمان
- تظاهرات المغرب: ضرب سيدة مسنة وإحراق سيارة شرطة؟
- حماس تواصل دراسة مقترح ترامب وإسرائيل تصعد عسكريا في مدينة غ ...
- ماذا لو نجح الاتحاد الأوروبي في إقراض أوكرانيا 140 مليار يور ...
- إسرائيل تعترض -أسطول الصمود- المتجه الى غزة وتبث مقطعًا للحظ ...
- ماذا دار في أول اتصال بين ترامب وأمير قطر بعد التعهد بالدفاع ...
- الجيش الأمريكي يبدأ تقليص قواته في العراق وإعادة تموضع البقي ...
- +++ تطورات اعتراض إسرائيل لـ-أسطول الصمود- المتجه إلى غزة ++ ...
- كيف تابع الإعلام الغربي احتجاجات -جيل زد 212- في المغرب؟


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 726 - خطة ترامب للسلام في غزة – بين تجديد الصراع بوسائل جديدة وإعادة إنتاج المأزق