أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 716 - إسرائيل وقطر: من أمن العقاب أساء الأدب














المزيد.....

طوفان الأقصى 716 - إسرائيل وقطر: من أمن العقاب أساء الأدب


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

22 سبتمبر 2025

من الدوحة إلى صنعاء، ومن دمشق إلى غزة، يرسم العدوان الإسرائيلي الأخير ملامح مرحلة خطيرة في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، مرحلة تقوم على منطق الفعل بلا عقاب، أو كما وصفها الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الروسي فلاديمير ماليشيف في مقاله «إستعراض الإستباحة المطلقة» (مؤسسة الثقافة الإستراتيجية 12 أيلول/سبتمبر 2025)، حيث بات كل شيء مباحاً، ولا سلطة لأي مؤسسة دولية على ردع إسرائيل أو محاسبتها.

قطر: سيادة على الورق

الضربة الجوية الإسرائيلية على قادة حماس في الدوحة لم تكشف فقط هشاشة الدفاعات القطرية التي «يُديرها في الحقيقة مشغّلون أمريكيون»، كما يتهكم ماليشيف، بل عرّت كذلك حقيقة أن الدوحة «وضعت بنفسها إشارة X على ما تبقى من سيادتها حين زوّدت إسرائيل بالإحداثيات». كان الرد القطري باهتاً، محصوراً في الشكوى الدبلوماسية، فيما الواقع يقول إن الدولة الصغيرة التي تحاول لعب دور الوسيط ليست أكثر من «شركة نفطية بلا قرار مستقل».

خلاف داخل إسرائيل: «الموساد» ضد نتنياهو

المفاجئ لم تكن الغارة بحد ذاتها، بل الخلاف الداخلي الإسرائيلي الذي كشفه مقال «إسرائيل، قطر وموقف الموساد» (موقع لاباراتوريا، 14 أيلول/سبتمبر 2025). فقد رفض دافيد بارنيا، رئيس الموساد، إستخدام عملاء على الأرض خشية نسف علاقة تل أبيب بالدوحة، خاصة في ظل دورها كوسيط في ملف الأسرى. إلى جانبه وقف رئيس الأركان إيال زامير ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، لكن نتنياهو مضى في قراره مدعوماً بوزير الدفاع كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
المقال يعلّق بوضوح: «هنا تتجلى التناقضات بين منطق المؤسسة الأمنية التي تبحث عن قنوات دبلوماسية طويلة الأمد، وبين نزعة رئيس حكومة يلهث خلف مكاسب سياسية آنية، غير عابئ بتداعيات قراره على شعبه».

سقوط القواعد القديمة

الكاتب الصحفي والمراسل الخاص لصحيفة إزفستيا الموسكوفية فيكتور بيريكوف (منصة المراجعة العسكرية، 15 أيلول/سبتمبر 2025) ذهب أبعد حين وصف الغارة بعنوان لافت: «حتى في قطر سنصطادهم». بالنسبة له، تمثل العملية إعلاناً بأن «القواعد القديمة للسياسة الدولية لم تعد تعمل». لم يعد من معنى للقانون الدولي أو لإعتبارات سيادة الدول، فإسرائيل لم تكتفِ بالعمليات السرية أو بالإغتيالات المحدودة، بل حولت الدوحة –عاصمة تحتضن قواعد أمريكية– إلى مسرح رسائل نارية. يقول بيريكوف: «لقد أظهرت تل أبيب أنها قادرة على الضرب في أي مكان، غير مكترثة بالإنتقادات، بل مستفيدة من حالة العجز الدولي».

من قطر إلى إيران وسوريا: الإستراتيجية التوسعية

يفغيني فيدوروف، الباحث والكاتب الصحفي والمحلل السياسي الروسي، ( منصة المراجعة العسكرية، 16 أيلول/سبتمبر 2025) يقرأ الحدث ضمن خطّ متصاعد من العدوان الإسرائيلي الممنهج. فالغارة على الدوحة ليست سوى حلقة في سلسلة تستهدف إيران وسوريا ولبنان واليمن وقطاع غزة. ويكتب: «إسرائيل تمارس سياسة إستباقية، هدفها توسيع حدود الصراع بحيث تبقى المنطقة كلها في حالة غليان، وهو ما يمنحها شرعية مفتعلة للإستمرار في الحرب». بالنسبة لفيدوروف، لا يمكن فصل الهجوم على قطر عن التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد طهران، أو عن القصف المستمر على الأراضي السورية واليمن. إنها خريطة تصعيد مفتوحة «من الخليج إلى المتوسط».

خلاصة: منطق القوة بدل القانون

ما تكشفه هذه المقالات مجتمعة هو أن العدوان على قطر لم يكن مجرد حدث عابر، بل لحظة كاشفة لمرحلة جديدة:
•مرحلة الإستباحة المطلقة حيث تسقط فكرة السيادة كما شرح ماليشيف.
•مرحلة الانقسام الداخلي الإسرائيلي بين المؤسسة الأمنية والقرار السياسي المتهور، كما أبرزت «لاباراتوريا».
•مرحلة إنهيار الأعراف الدولية التي رصدها بيريكوف.
•مرحلة التوسّع العدواني نحو كل الجوار كما حذر فيدوروف.
بهذا المعنى، لم يكن القصف مجرد عملية عسكرية، بل إعلاناً صريحاً أن منطق القوة وحده هو الحاكم، وأن إسرائيل –بغطاء أمريكي وغربي– ترسم حدوداً جديدة للعبة السياسية في الشرق الأوسط، حيث لم يعد للقانون الدولي سوى وظيفة ديكور.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 715 - الفاشية التكنولوجية الإسرائيلية في القرن ...
- طوفان الأقصى 714 - إسرائيل في قفص الإتهام: كيف يُعاقب العالم ...
- هل يقصف ترامب فنزويلا؟.. حرب المخدرات كغطاء لنهب الثروات!
- طوفان الأقصى 713 - الصراع على السردية: قراءة نقدية في كتاب غ ...
- ألكسندر دوغين - الثورات الملوّنة وتطويق الهند: لعبة جيوسياسي ...
- طوفان الأقصى 712 - سقوط المسيح المزعوم: كيف يحرق نتنياهو إسر ...
- الصراع الأوكراني وإنهيار الإستراتيجيات القديمة
- طوفان الأقصى 711 - الأزمة القطرية الثانية: النار تشتعل من جد ...
- طوفان الأقصى 710 - من صبرا وشاتيلا إلى غزة: ذكرى الضحايا الم ...
- كيف صنعت الCIA إنقلاب تشيلي الدموي وصعود بينوشيه؟
- طوفان الأقصى 709 - من قتل تشارلي كيرك؟ إغتيال أيقونة اليمين ...
- 11 سبتمبر — بين الرواية الرسمية والتشكيك السياسي
- طوفان الأقصى 708 - تداعيات الضربة الإسرائيلية على قطر بين ال ...
- طوفان الأقصى 707 - الدرس القطري: -المتغطي بالأمريكان عريان-
- موسكو بين الحصار والصمود: الإقتصاد الروسي يتحدى تنبؤات الإنه ...
- طوفان الأقصى 706 - إسرائيل ترفع سقف المواجهة: من تعيين زيني ...
- طوفان الأقصى 705 - بين -الجنون الإسرائيلي- و-التواطؤ الأمريك ...
- طوفان الأقصى 704 - إسرائيل المنقسمة: من فشل «بوتقة الإنصهار» ...
- موسكو تغيّر قواعد اللعبة: من ضرب مقر الحكومة في كييف إلى إست ...
- طوفان الأقصى 703 - بين خطاب -إنهاء الحرب- وإستطلاعات -التطهي ...


المزيد.....




- على طريقة -موسى- في -تحت سابع أرض-.. تيم حسن للبنوك اللبناني ...
- -حزن عميق- في لبنان بعد مقتل أب وأطفاله الثلاثة في غارة إسرا ...
- سينما… الفلم الوثائقي الفلسطيني: -مع حسن في غزة- لكمال الجعف ...
- معارض تشادي يقاضي ديبي في فرنسا بعد إسقاط جنسيته
- سوريا الجديدة تشع من جديد
- السودان يحذّر من استخدام الدعم السريع للمرتزقة
- مقتل عنصري أمن وإصابة ثالث بانفجار عبوة ناسفة في الأنبار الع ...
- صحيفة أميركية: في الفاشر السودانية من لا يقتله القصف يموت جو ...
- رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين بأوروبا: مآسي الغزيين ستنكشف أ ...
- عباس وحماس يرحبان باعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا بدولة فلس ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 716 - إسرائيل وقطر: من أمن العقاب أساء الأدب