أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي الإبادة... صحيفة بريطانية تثير الجدل في زمن التحيز الإعلامي














المزيد.....

طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي الإبادة... صحيفة بريطانية تثير الجدل في زمن التحيز الإعلامي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي


28 أكتوبر 2025


في أروقة لندن، حيث تتقاطع السياسة مع الإثارة الإعلامية، تقف صحيفة ديلي ميل كرمز للصحافة البريطانية التي تعتمد الإثارة والتسلية ولا تعرف الرحمة وتسمى Tabloid.
مملوكة لشركة Daily Mail and General Trust (DMGT)، وتحت إشراف جوناثان هارمزورث، البارون الرابع روذرمير – حفيد أحد مؤسسيها الأصليين – تحولت هذه الصحيفة إلى قوة إعلامية تُشكل الرأي العام، لكنها تُثير أيضًا عواصف من الإنتقادات.

في عام 2025، مع حكومة عمالية بقيادة كير ستارمر تواجه تحديات إقتصادية، تستمر ديلي ميل في دورها كـ"كلب حراسة" لليمين المحافظ، لكن هل هي حقًا حارسة للحقيقة، أم مجرد صوت للتحيز والإثارة؟ دعونا نغوص في قصة هذه الصحيفة، من خلال عدستها السياسية والإجتماعية، مرورًا بموقفها من الحرب على غزة، وصولًا إلى أحدث فضائحها حول "أسرى فلسطينيين يقضون عطلة فاخرة".

تراث التحيز: من الفاشية إلى إنتقاد حزب العمال

تأسست ديلي ميل في أواخر القرن التاسع عشر، لكن تاريخها السياسي المثير للجدل يعود إلى الثلاثينيات، حين دعمت الفاشية في ألمانيا علنًا بعناوين مثل "هورا للقمصان السوداء". وفي عام 1924، ساهمت في نشر "رسالة زينوفييف" المزيفة، التي أطاحت بحكومة عمالية.

اليوم، في 2025، يستمر هذا التراث مع إنحيازها الصريح لحزب المحافظين. تنتقد الحكومة العمالية بلا هوادة، واصفة ميزانية راشيل ريڤز بـ"الكارثة الإقتصادية"، وتتهمها بفرض "ضرائب غير مبررة" على المنازل. لكن هذا الدعم ليس مجانيًا؛ يقول منتقدوها إنها تُملي على السياسيين، حيث يتردد الوزراء في إتخاذ قرارات ليبرالية خوفًا من حملاتها الإعلامية الشرسة.

إجتماعيًا، تواجه ديلي ميل إتهامات بالعنصرية والكراهية. وُصفت بـ"أسوأ جريدة في العالم" بسبب تغطيتها للمهاجرين والمسلمين، حيث تُتهم بـ"التصيد ضد المهاجرين" و"تلطيخ سمعة المسلمين".

في 2025، أثارت تغطيتها لعصابات الإعتداء الجنسي جدلًا، خاصة مع تورط إيلون ماسك في المناقشات، مما عزز إتهاماتها بتعزيز الخطاب العنصري. ومع حظرها من ويكيبيديا عام 2017 بسبب "سمعة سيئة في التحقق من الحقائق والإثارة"، خسرت قضايا تشهير متعددة، مما يجعلها هدفًا للنقاد الذين يرون فيها "غزوًا للخصوصية" و"تعزيزًا للثقافة الإستهلاكية".
رغم ذلك، يبقى موقعها الإلكتروني MailOnline أكبر موقع إنجليزي، يجذب ملايين الزوار شهريًا، مما يثبت أن الإثارة تبيع.

نفي الإبادة: موقف ديلي ميل من الحرب على غزة

في خضم العدوان الهمجي على غزة، الذي وصفه البعض بـ"حرب الإبادة الجماعية"، تكشف ديلي ميل عن وجهها القبيح.
منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي قتل فيه 1200 إسرائيلي، تبنت الصحيفة موقفًا داعمًا لإسرائيل، معتبرة عملياتها "دفاعًا ذاتيًا مبررًا" للقضاء على "الإرهابيين". تنفي الصحيفة تمامًا إتهامات الإبادة، مستندة إلى قرار الحكومة البريطانية في سبتمبر 2025 بأن "إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية"، رغم مقتل أكثر من 63,000 فلسطيني في غزة.
عندما أعلنت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية (IAGS) في الشهر نفسه أن إسرائيل ترتكب إبادة، ردت ديلي ميل بنفي إسرائيلي قاطع، واصفة الإتهامات بـ"مضللة ومبنية على كذب حماس".

تغطيتها تركز على ضحايا إسرائيل، مثل الرهائن، وتنتقد حماس بشدة، واصفة قادتها بـ"الوحوش" الذين يستخدمون الدروع البشرية.
في أكتوبر 2025، مع وقف إطلاق النار الذي توسط فيه دونالد ترامب، إحتفت الصحيفة بـ"النجاح" في إطلاق الرهائن، لكنها ألقت اللوم على حماس في "الفوضى" و"الإعدامات" داخل غزة.
منتقدو الصحيفة، مثل تقارير The New Arab، يتهمونها بالتحيز المؤيد لإسرائيل، حيث تقلل من الخسائر الفلسطينية وتربطها بـ"إحصاءات غير موثوقة". حتى إنتقادها للإحتجاجات المؤيدة لفلسطين، ووصفها للمشاركين بـ"اليساريين المتطرفين"، يعكس خوفها من أي صوت يتحدى روايتها.

"فندق حماس": الإثارة إلى أقصى حد

أحدث فصول الجدل جاء في 25 أكتوبر 2025، عندما نشرت ديلي ميل تحقيقًا ميدانيًا عن "فندق حماس" في القاهرة.
هنا، في فندق Renaissance Cairo Mirage City الفاخر، يقيم أكثر من 150 أسير فلسطيني سابق – أُفرج عنهم كجزء من صفقة ترامب مقابل الرهائن الإسرائيليين – يعيشون وسط سياح غربيين لا يعلمون بوجودهم. وصفت الصحيفة إقامتهم بـ"إستجمام فاخر"، مع صور لهم يسبحون في المسبح ويأكلون في المطاعم، بينما يسحبون "حزمًا من النقود" من الصراف الآلي بفضل سياسة السلطة الفلسطينية "الدفع مقابل القتل"، التي تمنح مكافآت تصل إلى 33,000 جنيه إسترليني سنويًا.

تركزت التغطية على أفراد مثل عز الدين الحمامرة، متهم بتجنيد إنتحاريين، وسمير أبو نعمة، مسؤول عن تفجيرات حافلات قتلت ستة أشخاص بما في ذلك طفلة، ومحمود العريضة، قائد في الجهاد الإسلامي. يُصورهم التقرير كـ"جهاديين خطرين" يخططون "لخطواتهم التالية"، محذرًا من "تهديد أمني عالمي".
هذا الإفراج عن 250 سجينًا، مع ترحيل 154 إلى مصر لأنهم "خطر جدًا"، يُقارن بصفقة 2011 التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر. غضب عائلات الضحايا الإسرائيليين يتردد في الصفحات، لكن التقرير نفسه يثير تساؤلات: هل هو تحقيق صحفي، أم حملة إثارة تُعزز التحيز ضد الفلسطينيين؟ نفى الفندق إستمرار إقامتهم، لكن الضرر وقع، وأثار التقرير جدلًا دوليًا حول الأمن السياحي.

خاتمة: صحافة أم دعاية؟

في نهاية المطاف، تظل ديلي ميل قوة إعلامية لا تُقهر، لكن تحدياتها السياسية والإجتماعية، وموقفها من غزة، وأحدث فضيحة لها حول "فندق حماس"، تكشف عن صحيفة تفضل الإثارة على التوازن. في زمن الإعلام الرقمي، حيث تكشف الأخطاء بسرعة، هل ستستمر في دورها كصوت لليمين، أم ستُجبر على إعادة النظر في أخلاقياتها؟
الرأي العام ينتظر، لكن الآن، تبقى ديلي ميل مرآة لمجتمع بريطاني منقسم، حيث يلتقي السياسي بالإنساني في دوامة من الجدل.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - اليابان “لنا”؟ موسكو أمام فرصة لإعادة ضبط ال ...
- طوفان الأقصى 751 - ميكو بيليد: ابن الجنرال الذي تمرّد على أس ...
- ألكسندر دوغين - الغرب المنقسم على ذاته: بين الليبرالية العال ...
- طوفان الأقصى 750 - روسيا وسوريا: ما هو الجديد؟
- ألكسندر دوغين – لروسيا أهداف جديدة في العملية العسكرية الخاص ...
- طوفان الأقصى 749 - بيني موريس والقضية الفلسطينية: من «المؤرخ ...
- طوفان الأقصى 748 - الإعلام العربي في حرب الإبادة على غزة: حي ...
- تشي غيفارا: الأسطورة التي لا تموت
- طوفان الأقصى 747 - القوة الناعمة الإسرائيلية: من كيان دولة ف ...
- ألكسندر دوغين - روسيا كانت معلّقة بخيط فوق الهاوية - بمناسبة ...
- طوفان الأقصى 746 - زيارة الشرع إلى موسكو: بين الواقعية الروس ...
- بعد سبعين عاماً... كواليس -الميدان الهنغاري- - كيف صُنعت إنت ...
- طوفان الأقصى 745 - بين ميونيخ 1938 وغزة 2025 - من إسترضاء هت ...
- ألكسندر دوغين يحذّر من الحرب الكبرى التي لا مفرّ منها - البش ...
- طوفان الأقصى 744 - «هل هو السلام في الشرق الأوسط أم السراب؟» ...
- ألكسندر دوغين: -بريغوجين: حقائق مجهولة عن حياة مؤسس فاغنر - ...
- طوفان الأقصى 743 - إتفاق غزة: «زفاف بلا عروسين» أم بداية لهد ...
- ألكسندر دوغين – ترامب: تفضلوا وحاربوا، أما أمريكا فلن تحارب. ...
- طوفان الأقصى 742 - إتفاق غزة: الورقة الأخيرة في لعبة ترامب و ...
- ألكسندر دوغين - -تخريبٌ أم جهلٌ أم تآمر؟ المسؤولون لم ينجحوا ...


المزيد.....




- بيان من الجيش الإسرائيلي و-الشاباك- بشأن تسلم رفات رهينة جدي ...
- -قواتنا قادرة على تحقيق النصر-.. البرهان: انسحبنا من الفاشر ...
- بعد سقوط الأسد في سوريا .. هل يتراجع نفوذ روسيا في أفريقيا؟ ...
- كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
- تقارير: تسليح -مجموعة فاغنر- الروسية في أفريقيا انتهك القواع ...
- البرهان يقر بالانسحاب من الفاشر.. وتحذيرات دولية من -فظائع- ...
- بعد صمود الغزيين.. هل يتحرك العالم ويمد العون لهم؟
- خارطة الاحتلال الجديدة.. كيف يُعاد رسم الضفة الغربية بالقوة؟ ...
- السودان.. أول تصريح للبرهان بعد إعلان -الدعم السريع- السيطرة ...
- إعادة انتخاب الحسن وتارا رئيسا لساحل العاج لولاية رابعة بغال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي الإبادة... صحيفة بريطانية تثير الجدل في زمن التحيز الإعلامي