أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 760 - إسرائيل تحت «القبّعة» الأميركية














المزيد.....

طوفان الأقصى 760 - إسرائيل تحت «القبّعة» الأميركية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

5 نوفمبر 2025

ترامب يرسم حدود «الحرية» الإسرائيلية ويمسك بخيوط القرار في تل أبيب

في مقال نُشر على موقع «مؤسسة الثقافة الاستراتيجية» بتاريخ 31 أكتوبر 2025، يرسم المؤرخ والكاتب الروسي فاليري بورت صورة دقيقة لعلاقات القوة الجديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في عهد الرئيس دونالد ترامب.
يرى بورت أن تل أبيب لم تعد قادرة على التصرّف كدولة مستقلة كما في السابق، بل وجدت نفسها تحت رقابة صارمة من واشنطن، التي تمسك الآن بمفاصل القرار السياسي والعسكري الإسرائيلي.
يؤكد الكاتب أن ما يجري ليس «تعاونًا إستراتيجيًا» بقدر ما هو وصاية مباشرة، وأن «السلام في غزة يُكتب هذه المرة بالحبر الأميركي»، في وقت يتزايد فيه الغضب الدولي — بل واليهودي أيضًا — من سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية بسبب المذبحة المستمرة منذ عامين.

الغضب العالمي... واليهود أول المنتقدين

في خريف 2025، وجد الكيان الإسرائيلي نفسه في مواجهة موجة عالمية من الإدانة لم يعرف مثلها من قبل.
خرجت الملايين في شوارع العواصم ترفع شعارات التضامن مع فلسطين وتحرق الأعلام الإسرائيلية، فيما إرتفعت أصوات يهودية من داخل الولايات المتحدة نفسها تنتقد سياسات تل أبيب بجرأة غير مسبوقة.

فبحسب إستطلاع واشنطن بوست، يرى أكثر من 60% من اليهود الأميركيين أن إسرائيل إرتكبت جرائم حرب في غزة، بينما يعتقد 39% أنها تمارس إبادة جماعية.
«تضامننا مع الفلسطينيين ليس خيانة لليهودية، بل تجسيد لها»،
— من رسالة مفتوحة وقّعها مثقفون وفنانون يهود بارزون بينهم ناومي كلاين وبنجامين موزر وجوناثان غلايزر.

ترامب: «بِيبِي، لا يمكنك أن تحارب العالم كله»

يشرح فاليري بورت أن مرحلة ترامب تختلف جذريًا عن مرحلة بايدن: «في عهد بايدن، كانت إسرائيل تفعل ما تشاء؛ أما في عهد ترامب، فهي تفعل فقط ما تسمح به واشنطن».

ويقال إن ترامب خاطب نتنياهو بصرامة: «بِيبِي، لا يمكنك أن تحارب العالم كله... إسرائيل صغيرة جدًا مقارنة ببقية العالم».

الرئيس الأميركي الذي يحرص على الحفاظ على «السلام الذي صُنع بشقّ الأنفس»، أوكل مهمة مراقبة الحليف الإسرائيلي إلى فريق ضيق يضم نائبه جيمس فانس، والمبعوث الإقليمي ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنير، ووزير الخارجية ماركو روبيو.
وبينما تُلتقط الصور الرسمية بإبتسامات بروتوكولية، فإن «العيون تبقى يقِظة» كما يصف الكاتب، لأن المطلوب من تل أبيب أن تلتزم قواعد اللعبة الجديدة: الحرب إنتهت... والمطلوب الآن سلام أميركي بنكهة قسرية.

غرفة القيادة في كريات غات: إسرائيل تطيع الأوامر

من المشاهد التي إعتبرها فاليري بورت كاشفة لحجم الهيمنة الأميركية، زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى كريات غات، حيث أُنشئ مركز التنسيق العسكري–المدني الأميركي–الإسرائيلي.
«كل شيء هناك يشبه قاعدة أميركية، والإسرائيليون يأتون كضيوف لا كأصحاب المكان».

الصحافة الإسرائيلية نفسها لم تخفِ الحقيقة، إذ كتبت تايمز أوف إسرائيل: «الولايات المتحدة لا تكتفي بتسليح إسرائيل، بل تقود سلوكها».

فالمسيّرات الأميركية تراقب غزة لحظة بلحظة، والجيش الإسرائيلي ينفّذ عملياته ضمن نطاق التعليمات الأميركية.

تمرد في الكنيست وغضب في البيت الأبيض

لم تستسغ المؤسسة الإسرائيلية هذا القيد الجديد. ففي خطوة مفاجئة، أقرّ الكنيست مشروع قانون لتوسيع «السيادة الإسرائيلية» على المستوطنات في الضفة الغربية.
الخطوة إستفزت واشنطن، فصرّح فانس بأنها «إهانة شخصية»، بينما قال ترامب غاضبًا: «لن أسمح بضمّ الضفة الغربية. لقد وعدتُ الدول العربية، ولن أحنث بوعدي!».

وحذّر بوضوح من أن أي تمادٍ إسرائيلي سيؤدي إلى وقف الدعم الأميركي بالكامل.
التوتر جاء في وقت كان ترامب يتحضّر لإستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة إتفاق التطبيع، فإعتبر ما جرى «طعنة سياسية غير مبررة».

سلوك صدامي وسوء تقدير سياسي

لم يزداد الوضع سوءًا إلا بعد تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي قال إن السعودية «يمكنها أن تواصل ركوب الجمال في الصحراء إذا أصرت على إقامة دولة فلسطينية».
روى النائب أفيغدور ليبرمان أن نتنياهو كاد يُصاب بجلطة من الغضب، وصرخ حتى هرع إليه الأطباء.

وفي تعليق لافت، كتبت صحيفة جيروزاليم بوست: «السعودية اليوم ليست كاريكاتورًا صحراويًا، بل قوة إقليمية وعضو فاعل في مجموعة العشرين. تصريحات سموتريتش تدفع إسرائيل إلى الإعتذار بدل المبادرة».

غزة الهادئة... والسلام المعلّق على مشيئة واشنطن

أما بالنسبة لحركة حماس، فيرى الكاتب أن ترامب يتعامل معها ببرود محسوب، مفضّلًا التركيز على «تهذيب» تل أبيب لا مواجهة غزة.
فحين وقعت إشتباكات محدودة قرب رفح قُتل فيها جندي إسرائيلي، إكتفى ترامب بالقول:
«من حق الجيش الإسرائيلي الرد إذا قُتل أحد جنوده، لكننا ما زلنا نعتبر الوضع سلامًا».

سلامٌ قلقٌ، تحرسه الطائرات الأميركية وتخنقه السياسة، في إنتظار شرارة جديدة كفيلة بإعادة إشعال النار.

الخلاصة: تل أبيب في زمن الوصاية

يختتم فاليري بورت تحليله بالقول إن إسرائيل باتت تحت “القبّعة الأميركية” بالكامل.
لم تعد واشنطن تكتفي بالدعم العسكري والدبلوماسي، بل أصبحت تملي على حليفها متى يقاتل ومتى يصمت، ومتى يفاوض ومن يعتذر له.
«السلام في غزة يُكتب هذه المرة بالحبر الأميركي، وتل أبيب لا تملك سوى التوقيع»، - يختم
فاليري بورت مقاله.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى 1 - أكتوبر العظيم
- طوفان الأقصى 759 - هل يستطيع العراق أن يحلّ محلّ سوريا في من ...
- ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟
- طوفان الأقصى 758 - غزة: هذه الأرض النازفة – مراجعة لرواية جو ...
- ألكسندر دوغين: «توماهوك، المقامرة النووية، ووداع ترامب لأمري ...
- طوفان الأقصى 757 - لماذا يخاف ترامب من نتنياهو؟
- ألكسندر دوغين: الصراع الأوكراني أشعله دعاة العولمة؛ وروسيا، ...
- طوفان الأقصى 756 - غزة اليوم هي غيتو وارسو بالأمس
- طوفان الأقصى 755 - غزة كما تراها روسيا: عن المعايير المزدوجة ...
- ألكسندر دوغين - السيادة والحرب
- طوفان الأقصى 754 - الإنسانية الإنتقائية: مقارنة بين حرب كوسو ...
- ألكسندر دوغين - السيادة الفلسفية أساس إستقلال الدولة
- طوفان الأقصى 753 - قبرص في لعبة الأمم
- طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي ال ...
- ألكسندر دوغين - اليابان “لنا”؟ موسكو أمام فرصة لإعادة ضبط ال ...
- طوفان الأقصى 751 - ميكو بيليد: ابن الجنرال الذي تمرّد على أس ...
- ألكسندر دوغين - الغرب المنقسم على ذاته: بين الليبرالية العال ...
- طوفان الأقصى 750 - روسيا وسوريا: ما هو الجديد؟
- ألكسندر دوغين – لروسيا أهداف جديدة في العملية العسكرية الخاص ...
- طوفان الأقصى 749 - بيني موريس والقضية الفلسطينية: من «المؤرخ ...


المزيد.....




- هل ستكون انتخابات حكام الولايات استفتاء على ترامب؟.. مصادر ت ...
- بعد 3 سنوات من الاعتقال.. إطلاق سراح فرنسيين محتجزين في إيرا ...
- البيت الأبيض يؤكد التزامه بإيجاد حل سلمي للأزمة السودانية
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. القسام تسلم جثة أسير وقصف إسرائيلي ب ...
- بعد -رأس الحكمة-.. مصر على موعد مع صفقة استثمارية خليجية جدي ...
- عُثر عليها داخل الخط الأصفر شرق غزة... إسرائيل تتسلم رفات ره ...
- من كان ديك تشيني... -العقل المدبر- لحرب العراق؟
- زامير مستعد لإخراج 200 مسلح من رفح مقابل جثة الجندي هدار غول ...
- تونس رحلت 10 آلاف مهاجر في 2025 وتتعهد بعدم التحول لمنطقة عب ...
- واشنطن: ترامب سيلتقي الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 760 - إسرائيل تحت «القبّعة» الأميركية