أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة في التحولات الإقليمية والدولية















المزيد.....

طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة في التحولات الإقليمية والدولية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقابلة مع برنامج «المراجعة الدولية» – تلفزيون روسيا 24

ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

16 نوفمبر 2025

مقدمة: الإقليم على فوهة الإنفجار

تأتي مقابلة 22 أكتوبر 2025 في برنامج «المراجعة الدولية»* لتكشف، عبر حوار مع المفكر الإيراني والأستاذ في جامعة طهران محمد ماراندي والباحث الجزائري-الفرنسي يحيى زبير (باحث أول زائر في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية في الدوحة)، مجموعة من التحولات العميقة التي تجتاح الشرق الأوسط من المغرب العربي إلى جنوب آسيا.
المحاور فيودور لوكيانوف* طرح سؤالًا بسيطًا: هل يمكن تلخيص ما يجري في هذه المنطقة الشاسعة؟
لكن الإجابات التي جاءت لاحقًا كشفت عن صورة عالم جديد يتشكّل ببطء، لكنه يقترب من الإنفجار.

أولًا: «غضب يتراكم» – إنفجار إجتماعي جديد يتجاوز الربيع العربي
يقدّم محمد ماراندي إحدى أكثر القراءات صراحة لوضع المنطقة، معتبرًا أن الشرق الأوسط يعيش لحظة غضب تتكرر ديناميّاتها عبر مساحة تمتد من المغرب إلى جنوب آسيا. إذ يقول: «الأحداث تتسارع في كل مكان، من المغرب إلى جنوب ووسط آسيا... والوضع الراهن أكثر هشاشة وإشتعالًا مما عرفته المنطقة قبل خمسة عشر عامًا.»
بهذه الجملة يضع ماراندي الأساس لتحليل خطير: المنطقة ليست أمام «ربيع عربي» جديد، بل أمام موجة أكثر عنفًا وتعقيدًا.
ويضيف: «الوضع في فلسطين فاضح إلى درجة أن الناس يزدادون غضبًا… وسيصبح من الصعب على الحكومات الإستمرار.»
من جهته يلتقط يحيى زبير الخيط ليشير إلى ما يسميه «الخطر الصامت». يقول: «الخطر في المنطقة ينبع من صمت الناس… عندما يحدث شيء مهم والناس يصمتون، فهذا ينذر بإنفجار مفاجئ.»
ويضرب مثال المغرب حيث قادت مسيرات دعم فلسطين إلى مطالب إجتماعية وإقتصادية راسخة: «خرج الشباب إلى الشوارع وطالبوا بتعليم أفضل ونظام صحي أكثر كفاءة… وهذا مؤشر واضح جدًا.»
توسع زبير في المشهد ليشمل تونس والجزائر والساحل من مالي إلى النيجر وبوركينا فاسو، معتبرًا أن «المغرب العربي – الساحل» أصبح وحدة سياسية قابلة للإنفجار.

ثانيًا: إسرائيل… دولة تهيمن لكنها تخسر؟
يطرح لوكيانوف معضلة واضحة: إذا كان الغضب الشعبي متصاعدًا، فلماذا لا توجد ردود سياسية عربية أو إقليمية فعّالة على سياسات إسرائيل؟
يرد ماراندي بجواب مفاجئ: «على عكس ما يود الإسرائيليون تصديقه، أعتقد أنهم يخسرون… عامان ولم يتمكنوا من إحتلال غزة.»
هذا الطرح يذهب أبعد من التحليل العسكري، ليصف إسرائيل بأنها:
•عاجزة عن تحقيق أهدافها في غزة رغم حجم التدمير.
•تواجه أزمة إقتصادية وإجتماعية متفاقمة.
•تعيش حالة تآكل في صورتها الدولية.
ويضيف: «الكراهية للنظام الإسرائيلي تفاقمت في جميع أنحاء العالم… وبالأخص في الولايات المتحدة.»
بل ويؤكد بشكل لافت: «أكبر مشكلة لإسرائيل هي نتنياهو… فهو يسعى لمصالحه الشخصية ويُضعف البلاد.»
هذه الإشارة هي من أكثر النقاط حساسية في المقابلة، إذ تربط بين العجز العسكري وأزمة القيادة داخل إسرائيل.

ثالثًا: العرب بين الخوف والمصالح… ولماذا لا يردّون؟
يقدم يحيى زبير تفسيرًا مباشرًا لغياب ردود الفعل العربية: «لدى العرب نوع من الخوف من الفلسطينيين… لأنهم أكثر تعليمًا وديمقراطية ولديهم مجتمع خاص بهم.»
ويتابع: «كثير من العرب يقولون إنهم يدعمون الفلسطينيين… لكن لديهم مصالح إقتصادية مهمة في إسرائيل.»
أما العامل الأكثر تأثيرًا فهو الولايات المتحدة: «هم لا يخافون من إسرائيل، بل من الولايات المتحدة… كيف سترد واشنطن.»
وتعزز قراءة ماراندي هذا الطرح عندما يذكّر بالعقوبات الأمريكية على تركيا بسبب قضية القس برانسون*: «إمتثلت تركيا… لذا فإن رأي الولايات المتحدة له وزن كبير.»
الصورة التي يرسمها الطرفان واضحة: الأنظمة العربية ليست مكبّلة بإسرائيل بل بواشنطن.

رابعًا: هل تقول الولايات المتحدة لإسرائيل «لا»؟ التحول الذي لا يُصدّق

السؤال الذي طرحه لوكيانوف يبدو بسيطًا لكنه تاريخي:
هل يمكن للولايات المتحدة يومًا ما أن ترفض دعم إسرائيل؟
يحيى زبير يؤكد أن ذلك ممكن مبدئيًا: «كان ترامب يُصر: لن أسمح بضم الضفة الغربية… وهذا ليس مجرد تهدئة للأجواء.»
ويضيف أن الإعتداء الإسرائيلي على قطر غيّر نظرة الخليج إلى دور أمريكا «كضامن للأمن».
ماراندي من جانبه يقدّم المفاجأة الأكبر في المقابلة كلها: «لم أكن أتخيل أبدًا أن أعيش لأرى اليوم الذي يشتم فيه الشباب الأمريكي إسرائيل.»
ويستطرد: «أصبح المستحيل ممكنًا… لكن الطريق إلى ذلك قد يكون دمويًا جدًا.»
هذه الجملة تلخص إنعطافة غير مسبوقة داخل المجتمع الأمريكي:
•جزء من الشباب
•جزء من اليمين (وليس فقط اليسار)
•إعلاميون مثل تاكر كارلسون وكانديس أوينز بدأوا في انتقاد إسرائيل بحدة.
يقول ماراندي بدهشة واضحة: «نرى كيف يبدأ اليمينيون ليس فقط في إنتقاد إسرائيل، بل في مهاجمتها… ولم أكن أتخيل أبدًا أن أرى ذلك.»
أما زبير فيعيد هذا إلى سؤال جوهري يطرحه الأمريكيون: «في النهاية، لمن الأولوية – أمريكا أم إسرائيل؟»

خامسًا: إيران والولايات المتحدة… ماذا لو تلاشى العامل الإسرائيلي؟

يسأل لوكيانوف: هل يمكن للعلاقات بين طهران وواشنطن أن تتحسن إذا إختفى العامل الإسرائيلي؟
ماراندي يقدّم جوابًا إستراتيجيًا: «بإستثناء العامل الإسرائيلي، لا توجد مشكلات جدية بين إيران والولايات المتحدة.»
ولهذا يعتقد أن: إسرائيل كانت دائمًا العامل الحاسم في العداء.
وكلما ضعفت مكانتها في واشنطن، سيفتح الباب نظريًا نحو «صيغة جديدة».
لكن ماراندي واقعي: «الطريق إلى ذلك قد يكون دمويًا جدًا.»

خاتمة: عالم يتغيّر… لكن ليس بهدوء

تكشف هذه المقابلة – التي صيغت بلغة صريحة ونادرة – أن الشرق الأوسط يقف على خط توتّر غير مسبوق:
•غضب إجتماعي يتسع
•إسرائيل تفقد شيئًا من صورتها وقدرتها الردعية
•العرب مكبّلون بالولايات المتحدة أكثر من إسرائيل
•تحول داخل أمريكا نفسها حول دعم إسرائيل
•إحتمال تغيّر العلاقة بين إيران وواشنطن
وإذا كانت تصريحات ماراندي وزبير صحيحة، فإن ما نراه اليوم قد يكون البداية فقط لمرحلة إعادة تشكيل واسعة في المنطقة والعالم.
*****
هوامش
1) برنامج «المراجعة الدولية» على قناة روسيا 24 هو برنامج حواري-تحليلي أسبوعي يستضيف خبراء وسياسيين ودبلوماسيين لمناقشة القضايا الدولية الراهنة من منظور روسي. يُعرف بأسلوبه الهادئ وعمقه التحليلي، ويقدّمه الإعلامي والباحث المعروف فيودور لوكيانوف.
2) فيودور لوكيانوف
أستاذ في المدرسة العليا للإقتصاد، باحث ومحلّل سياسي روسي بارز، يشغل منصب رئيس هيئة رئاسة "مجلس السياسة الخارجية والدفاعية" في موسكو، ورئيس تحرير مجلة "روسيا في الشؤون العالمية" المعروفة بتحليلاتها الجيوسياسية الرفيعة، عضو هيئة رئاسة "المجلس الروسي للشؤون الدولية"، المدير العلمي لمؤسسة التنمية والدعم لنادي الحوار الدولي "فالداي"، أحد مؤلفي الموسوعة الروسية الكبرى. يُعدّ من أبرز الأصوات الروسية التي تشرح السياسة الدولية وتفسّر توجهات موسكو الإستراتيجية.
3) القس المقصود هو أندرو برانسون، وهو قسّ أمريكي اعتقلته تركيا عام 2016 بتهم تتعلق بالانقلاب الفاشل ودعم جماعات محظورة. تحوّلت قضيته إلى أزمة كبرى بين أنقرة وواشنطن، انتهت بفرض إدارة ترامب عقوبات على تركيا قبل الإفراج عنه عام 2018.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 770 - السلام في الشرق الأوسط وممر النقل العابر ...
- طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قرا ...
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...
- طوفان الأقصى 767 - حرب متعددة الأبعاد: كيف يستخدم نتنياهو ال ...
- طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن ح ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 7 والأخير - لماذ ...
- طوفان الأقصى 765 - النفط والماء... كيف تحاول تركيا ترسيخ أقد ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 6 - الشرعية السي ...
- طوفان الأقصى 764 - واشنطن و«سوريا الجديدة»: بين إعادة التدوي ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 5 - ألكسندر سامس ...
- طوفان الأقصى 763 - غزة وأوشفيتز: وجهان لعملة تاريخية واحدة
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 4 - عشرة أيام هز ...
- طوفان الأقصى 762 - من الأسطورة إلى الإبادة: قراءة في كتاب «م ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 3 - مؤرخ روسي يق ...
- طوفان الأقصى 761 - إغتيال القذافي: جريمة العصر
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى - الجزء 2 - أكتوبر غيّ ...
- طوفان الأقصى 760 - إسرائيل تحت «القبّعة» الأميركية
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى 1 - أكتوبر العظيم
- طوفان الأقصى 759 - هل يستطيع العراق أن يحلّ محلّ سوريا في من ...
- ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟


المزيد.....




- أوكرانيا تهاجم محطة نفط روسية رئيسية وسط ضربات قاتلة في كييف ...
- قمة المناخ في البرازيل ـ آلاف يشاركون في مسيرة المناخ الكبرى ...
- مظاهرة تندد بإسرائيل قبيل مباراة للمنتخب الفلسطيني بإقليم ال ...
- غزة مباشر.. الاحتلال يقصف خلف الخط الأصفر ويكثف اقتحاماته في ...
- -مسار الأحداث- يناقش القرار الذي قدمته واشنطن لمجلس الأمن بش ...
- مستقبل غزة في مجلس الأمن.. ما الذي يريده كل طرف من القرار ال ...
- ترامب يقول إنه اتخذ قرارًا بشأن العمليات العسكرية في فنزويلا ...
- غناء رغم الألم.. شاهد فرحة خريجي المدارس في غزة وسط الأنقاض ...
- شتاينماير يشيد بدور -العمال الضيوف- من إيطاليا في نهضة ألمان ...
- بعد رفض المحكمة استئنافه...رئيس البرازيل السابق بولسونارو يق ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة في التحولات الإقليمية والدولية