أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قراءة في تحركات إسرائيل في الشرق الأوسط














المزيد.....

طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قراءة في تحركات إسرائيل في الشرق الأوسط


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مقدمة
في خضم تجاذبات الشرق الأوسط ودوّامة النزاع التي لا تعرف تهدئة دائمة، يطلّ تحليل البروفيسور الروسي دينيس ميرغورود، أستاذ العلاقات الدولية والإقتصاد العالمي في جامعة بياتيغورسك والمُحقّق في مركز «دراسات البحر المتوسط الكبير» في جامعة سيفاستوبول، بعنوان «خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: أفعال إسرائيل في الشرق الأوسط»، كمرآة يرى فيها قارئ اليوم إسرائيل تشرع صفحة جديدة، لكنه في الوقت ذاته تُخيّم عليها ظلال ارتداداتها. نُشر المقال في 21 أكتوبر 2025 عبر موقع «Global Affairs».
في هذا التحليل الصحفي، نطّلع على مسار ثلاث خطوات – من الشرعية والعمليات العسكرية، إلى المواجهة المفتوحة، وإلى المقامرة النهائية – ونفكّك ما بين المكسب وما بين الخسارة، بل نقرأ في أفق ما تبقى من اللعبة بالنسبة لإسرائيل.

1. الشرعية الأخلاقية… مفتاح العنف المشروع

يبدأ ميرغورود بهجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنّته حركة حماس، بوصفه الشرارة التي منحَت لإسرائيل ما يشبه «بطاقة بيضاء أخلاقية» للردّ العسكري البائس. إذ يقول: «الأحداث التي شهدها أكتوبر سمحت لإسرائيل بأن تعلن عن حقّها الأخلاقي والقانوني الكامل في حلّ قضايا أمنها بالقوة دون إكتراث بردود الفعل الدولية».
ومن ثم، تُطلق إسرائيل عملية «السيوف الحديدية» في قطاع غزة، وتقوم بإغتيال قيادات حماس، وتوسّع رقعة العمليات إلى لبنان وسوريا، وتعلن أن مرتفعات الجولان «ستبقى إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية». لكنّ الكتابة هنا تتوقف عند نقطة جوهرية: إن الإعتقاد المطلق بـ«حقّنا التاريخي والديني» أو «أرض الميعاد» كما يورد الباحث، فتح الباب لتجاوز في الوسائل، وتحرّك متهور خارج نطاق الردّ المعتاد.
وهكذا، كانت الخطوة الأولى تُعبّر عن نصر ميداني سريع، لكنها أعدّت لزلزال دبلوماسي – وسياسي – آتٍ.

2. حرب الإثني عشر يوماً: بين الإنتصار المُعلن والرهان الفاشل

في القسم الثاني، ينتقل التحليل إلى ما يسميه «الحرب الإثني عشر يوماً» بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، والتي مثلت منعطفاً بالغ الخطورة في المنطقة. يقول ميرغورود:
«إذا كانت نتائج الحرب تعكس فعلاً ما أعلنه خصوم طهران، فإنها لم تُعدّ إيران إلى الصفر، بل زادت من إحتمالات سعيها المحموم إلى إمتلاك سلاح نووي بوصفه الضمانة الوحيدة للبقاء».
ويُذكّر بإتفاقيات التطبيع مثل إتفاقات أبراهام (2020) والتفاهم السعودي-الإيراني (2023) التي ظنت إسرائيل أنها ستُرسّ إطاراً أمنياً إقليمياً جديداً، لكنها «وُضعت على رف الإنتظار، أو ربما فقدت فعاليتها تماماً»، بحسب وصف الكاتب.
بحسب ميرغورود، إسرائيل هنا راهنت على ترهيب إيران، لكنها بدلاً من ذلك أطلقت سباقاً نووياً في المنطقة – ما قد يقلب ميزان القوى الذي ظلت تعتمد عليه طويلاً.

3. المقامرة الأخيرة: من غزة إلى الدوحة وتحولات الصورة الدولية

في الخطوة الثالثة، يُفصّل الكاتب كيف أن إسرائيل، بعد حرب يونيو، دخلت في نمط أُطلق عليه «التحرّك بدافع القصور الذاتي». رغم إعلانها نيّة «الإجهاز النهائي» على قطاع غزة، واصل جهازها العسكري القتال بلا أفق سياسي واضح، وبوقتٍ واجه معارضة دولية متزايدة.
يزداد الأمر حدة حين يذكر أن «قصف إسرائيل لمقر قيادة حماس في الدوحة في 9 سبتمبر 2025 أثار إستياءً شديداً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي حاول أن يصالح تل أبيب مع الدوحة».
يتابع المقال بأن الإتفاق الموقّع في شرم الشيخ في 13 أكتوبر 2025 لا يعدو كونه «إتفاق نوايا» أكثر من كونه «إتفاق سلام فعلي»، وأن ثغراته – كما يقول – تمنح إسرائيل فرصة «لإمتصاص الصدمة، وإعادة ترتيب أوراقها» أكثر مما تؤسس لسلام حقيقي.
وعند هذا المنعطف، يُبرز الكاتب أن إسرائيل قد تواجه «خطر العزلة الدولية»، و«تحدّياً داخلياً محموماً» مع صعود اليمين المتطرف داخل إئتلاف نتنياهو، الأمر الذي قد يجبره على إستمرار النهج العدواني بدلاً من التراجع.

4. ما بين الربح والخسارة: قراءة في حسابات تل أبيب

في خلاصةٍ تحليلية، يرى ميرغورود أن إسرائيل قد حقّقت بعض الإنجازات الميدانية: إغتيال رؤوس الحركات المعادية، إنشاء مناطق عازلة، تأمين مرتفعات الجولان. لكنّها في المقابل خسرت كثيراً على صعيد الشرعية والموقف الدولي: «إسرائيل تواجه اليوم خطر العزلة الخارجية وفقدان شرعيتها السياسية، بعد أن باتت صورتها في الغرب مرتبطة بالقصف المفرط والحصار والمجازر».
في الداخل، يُحذّر من أن الإنتخابات القادمة قد تتحول إلى إستفتاء على الحرب نفسها، لا على نتنياهو فقط، في وقت الكلفة الإنسانية والجغرافية تتراكم على الدولة الإسرائيلية.


خاتمة: العودة… أو الإنزلاق؟

يختتم ميرغورود مقاله بجملة تلخّص حال إسرائيل اليوم: «إتفاق غزة وضع فاصلاً زمنياً في الصراع الطويل، لكنه لم يضع نقطة النهاية».
من هنا، يمكن القول إن إسرائيل «خطت خطوة إلى الأمام… لكنها عادت خطوتين إلى الوراء». الخيارات أمامها محدودة، والرهانات كبيرة، وعلى محكها ليس فقط سياسيوها العسكريون بل أيضاً موقعها الإستراتيجي في الشرق الأوسط المتغير.
*****



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...
- طوفان الأقصى 767 - حرب متعددة الأبعاد: كيف يستخدم نتنياهو ال ...
- طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن ح ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 7 والأخير - لماذ ...
- طوفان الأقصى 765 - النفط والماء... كيف تحاول تركيا ترسيخ أقد ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 6 - الشرعية السي ...
- طوفان الأقصى 764 - واشنطن و«سوريا الجديدة»: بين إعادة التدوي ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 5 - ألكسندر سامس ...
- طوفان الأقصى 763 - غزة وأوشفيتز: وجهان لعملة تاريخية واحدة
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 4 - عشرة أيام هز ...
- طوفان الأقصى 762 - من الأسطورة إلى الإبادة: قراءة في كتاب «م ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 3 - مؤرخ روسي يق ...
- طوفان الأقصى 761 - إغتيال القذافي: جريمة العصر
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى - الجزء 2 - أكتوبر غيّ ...
- طوفان الأقصى 760 - إسرائيل تحت «القبّعة» الأميركية
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى 1 - أكتوبر العظيم
- طوفان الأقصى 759 - هل يستطيع العراق أن يحلّ محلّ سوريا في من ...
- ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟
- طوفان الأقصى 758 - غزة: هذه الأرض النازفة – مراجعة لرواية جو ...
- ألكسندر دوغين: «توماهوك، المقامرة النووية، ووداع ترامب لأمري ...


المزيد.....




- لحظة اندلاع حريق هائل في معبد صيني.. فيديو يظهر ما حدث للمبن ...
- لحظة سقوط صواريخ روسية ضخمة على كييف في أكبر هجوم منذ أسابيع ...
- شاهد.. عائلات في غزة تعاني جراء غرق خيامها بسبب الأمطار الغز ...
- أضواء الشفق القطبي النادرة تضيء السماء في شمال الصين
- معاناة مرضى السكري في مصر
- ماذا يقول النازحون من الفاشر عن الفظائع التي شهدتها المدينة؟ ...
- -تركيا لا تتجه غرباً، بل الغرب من يتّجه نحو تركيا-- في جولة ...
- تحذيرات أممية: السودان يعيش حربًا بالوكالة وسط نزوح جماعي وم ...
- باكستان تعلن توقيف خلية إرهابية مرتبطة بـ-طالبان باكستان- بع ...
- أوكرانيا: هجوم روسي -ضخم- بصواريخ ومسيرات على العاصمة كييف


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قراءة في تحركات إسرائيل في الشرق الأوسط