أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - إنجازات فخر الدين المعني في كتاب -الدولة الدرزية- بيجيه دوسان بيير ترجمة حافظ أبو مصلح














المزيد.....

إنجازات فخر الدين المعني في كتاب -الدولة الدرزية- بيجيه دوسان بيير ترجمة حافظ أبو مصلح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 22:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بلاد الشام كانت وما زالت مصدر للخير، للاجتماع، للإيمان، للثورة على الظلم، في العهد التركي حدثت في بلادنا أهم ثورتين ضد الأتراك، ثورة فخر الديني المعني، وثورة الظاهر عمر، فالثورة الأولى التي قادها فخر الدين المعنى (الكبير) كان يمكنها تحويل مسار العالم أجمع لو نجحت واستمرت، لكن حجم الضد التركي الذي نهب البلاد وأفلس العباد حال دون استمرارها، وتحقيق الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية في بلاد الشام.
ويعتبر فخر الدين المعنى من أهم الشخصيات المؤثرة في بلاد الشام، حيث استطاع تحقيق نجاحات اقتصادي متعددة، في الزراعة، التجارة، استخراج المواد الأولية وتصنيعها، يضاف إلى ذلك تحقيق العادلة الاجتماعية والاقتصادية، من هنا نجد العديد من للبنانيين ما زالوا يعتبرون "فخر الدين المعنى (الكبير)" من أهم الشخصيات التي ساهمت في تأكيد مكانة لبنان وبلاد الشام، واستعادة أمجاد البلاد التي أضاعها الحكم التركي الذي سرق خيراتها، وحولها من الغنى إلى الفقر المدقع.
بداية نشير إلى الزمن الذي حدثت فيه الثورات على الوجود التركي هو 1574، بمعنى أننا نتحدث عن بدايات الاحتلال التركي لبلادنا وهيمنته عليها، فقد كانت بلادنا تنعم بالخير والرفاهية، لولا وجود الاحتلال التركي الذي نهب البلاد، ففي عهد "فخر الدين المعنى" نجد هذا النظام هو السائد: "كان لفخر الدين سجل خاص بجميع رجاله، يسجل فيه أسمائهم وأعمارهم، وجدارتهم ومواهبهم البارزة، وذلك لكي يتسنى له أن يعطي كلا ما يستحق، دون أن يكون نصيب الواحد أكثر من نصيب الآخرين.
وكان لديه سجل آخر أحصيت فيه مختلف الأشجار المثمرة في مملكته، فكان يعرف عدد الدوالي، وأشجار التوت، حيث كانت تقدر غلة كل منها بمد واحد.
وكان يعرف أيضا عدد الثيران، والأبقار، والمعزى، والغنم التي كانت تعطي نتاجا ضخما" ص44، هذا حالنا بوجود حاكم وطني، يهتم بالشعب والوطن، فسادت العدالة والخير الذي يعم الجميع، وتنامى الاقتصاد ليشمل العديد من نواحي الحياة: "القمح متوفر أيضا، وفائض عن الحاجة...ففي الماضي كان أبناء فلورنسة يتخذون مؤونتهم من قمح هذه البلاد. وملح البارود موجود بكثر... ثم هناك عشب اليرباس المشهور الذي ينبت أيضا في لبنان، فيلتمع ليلا ناشرا ضوءا أشبه بضوء شمعة مشتعلة"" ص99و100، هذا حال الإنتاج الزراعي والثروات الطبيعية في بلادنا، أما بخصوص المنتوجات (الترفيهية) من حرير وعسل، فكانت بلادنا زاخرة بهذه المنتوجات: "يقدر بثلث نتاج الحرير في بلاد العجم والهند...ويهتم الدروز كذلك بالنحل، ويحسنون معاملته مستخرجين منه العسل والشمع بمقادير كبيرة، حتى أن فائض ما ينتجه النحل يكفي لاستهلاك أكبر الدول الأوروبية" ص108، هذه خيرات بلادنا عندما يكون الحاكم/ القائد وطنيا، يهتم بمصلحة البلاد والعباد.
يعطينا المؤلف أرقاما عن حجم الموارد المالية التي تجنيها بلادنا من إنتاج الحرير: "ويقدر ما ينتج منه ب700 ألف ليرة في العام في حال إقبال الموسم، ومن 500 إلى 600 الف في الموسم العادي" ص132،
وكإشارة إلى المكانة الرفيعة التي وصلت إليها بلادنا في عهد "فخر الدين الكبير" يقول المؤلف: "إن الأرباح الطائلة التي جنتها تلك الشعوب من التجارة الدرزية الناشئة، حملت أهل مرسيليا على المجيء إلى لبنان أيضا ليقاسموا تلك الشعوب بعض الأرباح الطائلة" ص122،
لكن لم يقتصر الأمر على الإنتاج والتجارة والصناعة بل امتد ليصل إلى العدالة الاجتماعية: "والعجيب في الأمر، أن الغني لا يمكنه أن يقترح على خصمه، إذا كان فقيرا" ص118.
وهذا الواقع لم يكن يعجب المحتل التركي الذي سعى إلى إفقار البلاد والعباد، فرفع الضرائب التي يجب أن ترسل إلى السلطان سنويا، ورغم ضخامة المبالغ التي ترسل، إلا أن وجود منطقة تنعم بالخير والرفاهية كان يزعج السلكان، خاصة مع وجود قائد وطني يحكم بالعدل وينمي اقتصاد البلاد، فتم دفع بوالي دمشق لمحاربة فخر الدين الكبير: "فزاد في تيقظه ونقمته وجهز ستين سفينة حربية، وعددا من البواخر لمهاجمة الأمير فخر الدين من البحر، بعد أن تولى باشا دمشق قيادة ثلاثين ألف مقاتل ليهاجم أمير الدروز من البر" ص53، نلاحظ حجم القوي التي تم إعدادها لمهاجمة الدولة الوطنية في لبنان، وهذا يشير إلى أن الأتراك كانوا يعتبرون أي ازدهار اقتصادي اجتماعي يهدد وجودهم في المنطقة، فكانوا حريصين على إبقاء بلادنا فقيرة، محرومة من خيراتها ومن رجالها الأوفياء.
الحرب لم توقف على استخدام السلاح فحسب، بل هناك حرب نفسية، حرب إعلامية أيضا متعلقة بتشويه الآخرين، وهذا ما فعله الأتراك حينما استخدموا الدين لنشويه إنجازات فخر الدين: " فخر الدين يحتقر الإسلام، ويهدم المساجد، ولا يؤمها إلا مرة في السنة، ولا يصوم رمضان...وأنه يساعد المسيحيين على أذى المسلمين تاركا الحرية لأولئك بأن يبنوا الكنائس ويشيدوا الأديار في الأرض التي لا ينفك يغتصبها من جيرانه" ص63، للأسف هذه اللعبة ما زالت مستمرة وناجحة حتى يومنا هذا، وما زالت تمارس بحق كل من يتمرد على الهيمنة الغربية/ على بلادنا، فكل الأحزاب الوطنية والقومية والوحدوية الصق بها تهمة الإلحاد أو العلمانية دون أن يعرف المستخدم معنى العلمانية، لكن بما أنها متعلقة بنفي الدين فهي مرفوض ويجب محاربتها!!
الكتاب من منشورات المكتبة الحديثة لطباعة والنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1983.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع كتاب -نافذة على الرواية الفلسطينية وأدب الأسرى- للكا ...
- التجديد في الديوان الجديد أقمار افتراضية في ليل يطول - هاينك ...
- التمرد والعبث في كتاب -فرناندو بيسوا- كميل أبو حنيش
- رواية سعادة الأسرة ليو تولستوي، ترجمة مختار الوكيل
- الإقطاع والاشتراكية في -قصص الدون- ميخائيل شولوخوف، ترجمة عب ...
- الاجتماعي والسياسي في رواية -أنا يوسف يا أبي- باسم الزعبي
- الأيديولوجيا في رواية عبر الشريعة بسام أبو غزالة
- كتاب -غزة ليست فقط قصة حب أخرى- حسن يافا
- كتاب -النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى- عبير خ ...
- الحواس في -يسافر همسك- وفاء كامل
- القتامة في -ما الملجأ؟- شيماء عبده
- ديمقراطية النقد والناقد في كتاب -الأسوار والكلمات- فراس حج م ...
- الأردن في رواية -تايكي- يوسف الغزو
- رواية -أشياء تتداعى- نشنوا أتشيبي ترجمة سمير عزت نصار
- الفلسطيني في مجموعة -بيتزا من أجل ذكرى مريم- رشاد أبو شاور
- الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي
- النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي
- الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ
- الاجتماعية في رواية رقصة التوت فوزي نجاجرة
- القبيلة والعشيرة!!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اصطدام شاحنة صغيرة بمنزل ليلا بحادث ...
- أمريكا وأوكرانيا تبحثان خطة ترامب للسلام.. أبرز تصريحات الجا ...
- بعد خطف أكثر من 300 تلميذ في نيجيريا.. خمسون منهم ينجحون في ...
- انطلاق مفاوضات جنيف وميرتس يعرض رؤيته الخاصة لإنهاء الحرب ال ...
- مقترحات أوروبية لتعديل خطة ترامب حول أوكرانيا.. ما هي؟
- الكيان الصربي في البوسنة ينتخب رئيسه بعد إقالة دوديك
- ختام قمة العشرين في جوهانسبرغ دون مراسم تسليم الرئاسة لأميرك ...
- هل الإفراج عن قياديي -النهضة- انفراج سياسي أم مناورة لامتصاص ...
- مسودة أميركية جديدة بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاده لكييف ...
- معطيات أميركية جديدة تكشف خلفيات ضربة الضاحية الجنوبية


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - إنجازات فخر الدين المعني في كتاب -الدولة الدرزية- بيجيه دوسان بيير ترجمة حافظ أبو مصلح