رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 17:39
المحور:
الادب والفن
الاستمتاع في رواية "أشياء تتداعى" نشنوا أتشيبي ترجمة سمير عزت نصار
أردت الاستمتاع بالقراءة والتحرر من كل الالتزامات التي تحد من تمتعي بما أقرأ، فقررت عدم استخدام القلم، وهذه المرة الأولى أقرأ دون قلم، وبحيادية أقول: إن القراءة للمتعة شيء مهم في حياتنا، ويمنحنا الهدوء/ الراحة التي نحتاجها، خاصة بعد أن تكثر علينا الهموم والمشاكل، فالقراءة لوحدها عالم آخر، نجد فيها أشياء لا نراها/ نجدها في الواقع.
وبما أن الأدب مرآة الشعوب، فنحن أمام مرآة إفريقية تعكس صورة الواقع الذي عاشته "نيجيريا" في ستينيات القرن الماضي، وتعرفنا على الحياة الاجتماعية من خلال توقف السارد عند قرية من القرى، وكيف كانت حياتهم، فكان هناك عيد السلام الذي يستمر لمدة أسبوع، حيث يمنع فيه الفرد من القيام بأي عمل عنيف تجاه الآخرين، حتى لو وجد شخص مع زوجته في سيرها، كما يتوقف عند عيد "اليام" والاحتفالات والولائم التي تقام بمناسبة العيد، كما توقف السارد عند الزواج وتعدد الزوجات اللواتي يمكن أن يصل عددهن إلى عشرة زوجات، وطريقة تعامل الأزواج معهن، حيث كانوا يضربوهن وبعنف.
ويحدثنا عن انتماء المولود إلى قبيلة الأب، وأن الزوجة التي تتوفى تدفن في قرية عشيرتها/ قريتها، حيث يعتبر الأهل هم الملاذ للمُغادر/ للمنفي، من هنا عندما كان يتم نفي أحد الأفراد فإنه يُنفى إلى قبيلة/قرية أمه، كما يتوقف عند الغناء الذي وجدناه يتماثل مع غناء أسلفنا أيام سومر وأكاد وبابل وأشور وفينيقيا، حيث يتم تضخيم العدد ليبدو للسامع وكأنه أمام كائن جبار/ عظيم يتجاوز أفعال وقدرات البشر العاديين، ونجده يحدد الوقت بصياح الدين ونوم الدجاج، كإشارة إلى الحياة الريفية البكر التي تفتقر لأي تكنولوجيا تساعدها على الخروج من العصور القديمة.
كما يتوقف عند الرجل الأبيض راكب الحصان الحديدي، وكيف أنه قام بقتل كل من في السوق في إحدى القرى التي قتلت صاحب الحصان الحديدي، كإشارة إلى دموية الأوروبيين ووحشيتهم في التعامل مع الشعوب الأخرى، كما يتوقف عند الكنيسة ودخولها إلى القرى الأفريقية وكيف أن عمليته نشر المسيحية كانت صعبة جدا، واستمر الأفكار الدينية فاعلة ومؤثرة في القرى والقبائل، كل هذا يجعلنا نقول إننا أمام رواية أفريقية بامتياز، تعرفنا بطريقة أدبية على نمط الحياة الأفريقية، وتعري الغرب المتحضر الذي جاء لينشر (الحضارة) في أفريقيا، لكن كان العنف والوحشية هما سبيله لنشر (حضارته)
الرواية من منشورا الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2002.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟