أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني في مجموعة -بيتزا من أجل ذكرى مريم- رشاد أبو شاور














المزيد.....

الفلسطيني في مجموعة -بيتزا من أجل ذكرى مريم- رشاد أبو شاور


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


أحيانا أهرب من عصر الكتب الإلكترونية، إلى عالم الكتب الورقية، وتحديدا إلى تلك الأعمال التي تركت فيّ مفهوم الثورة، وأهمية مكاشفة الواقع كما هو دون رتوش، أعترف أنني قرأت هذه المجموعة أكثر من مرة، وعلى فترات متباعدة، فهي من النهج الأدبي (الثوري)، ذلك الأدب الذي (يفش الغل) ويجعل المتلقي يشعر أنه يصارح الواقع العربي بكل ما فيه من عيوب.
المجموعة مكونة من ثمان قصص، منها من جاء بصيغة القص الخارجي: "قتلوا الحمام، رائحة الغرباء، أنت أيها الفتى الغريب، بائع اللوز الأخضر" والقصص الأربعة الباقية جاءت بصيغة أنا القاص: "بيتزا من أجل ذكريا مريم، غرفة باردة... موحشة!، الرعب، الضبع والشيخ والرجل الذي... الخ" حيث خاطب القارئ مباشرة في آخر قصتين، كاسرا حاجز السرد القصصي، وكأنه يدعوه بهذا التكسير إلى ممارسة الثورة/ التمرد على واقعه، بصرف النظر عن النتائج، وهذا ما وجدنا في قصية "بائع اللوز الأخضر" الذي ثار على واقعه بعدم توقفه أمام حركة السير مما أدى إلى دهسه، فبدا "أبو حسين" وكأنه يمارس الانتحار ردا على واقعه البائس.
ونلاحظ أن القاص يبدي غضبه وحنقه على الواقع الرسمي العربي من خلال حديثه بصيغة أنا القاص: "أصخب أيها البحر، وارتفعي أيتها الأمواج عالية، وأخرجي أيتها الأسماك، يا أسماك القرش الرهيبة الأشداق اقفزي من أعماق البحر، من جوف الدبابات الفولاذية الجبارة وانهشي لحمنا وأحلامنا وأطفالنا" ص8، فبدا وكأنه الملك "لير" المكسور/ المهزوم/ المخذول من أقرب الناس عليه.
ونلاحظ حنقه من خلال صيغة القص الخارجي، فنجد بطل قصة "أنت، أيها الفتى الغريب" يتحدث بحنق عن واقعه: "سأذهب لدفنها في المكان المناسب، وفي طريقي سأحرق الرايات، ودور الإذاعة ومحطات التلفزيون، وسأتلف أفلام الاحتفالات، كل أشرطة أغاني الانتصارات، أما جوازات السفر فسأحرقها، وأحولها إلى جمر أكوي به عيون وأفواه كثير من الرجل المهمين الذين يزينون صدورهم بالأوسمة" ص43، أحيانا، نحن بأمس الحاجة إلى هذا الشكل المباشر من الغضب، فما نحن فيه من انكسار وخذلان يجعلنا (نكفر) بكل ما في الواقع: "يا رب الشعوب أيها المطل علينا، لماذا بالضبط أخذت مريم والمخلوق الفلسطيني الذي لم يتكون بعد، ولماذا حملتني كل هذه العذابات طيلة سبع سنوات" ص10، فالقاص هنا، يتحدث عن مأساة الاقتصادية من منظور طبقي، ومأساته الوطنية كفلسطيني يعيش غريبا بين (أشقائه).
فالهموم الطبقية/ الاقتصادية، والهموم الوطنية الفلسطينية كانت حاضرة في المجموعة وبوضوح، وكأن القاص أراد تأكيد الترابط بين التحرر الوطني والتحرر الاقتصادي، وضرورة التخلص من هيمنة الأنظمة العربية التي يراها مجرد أدوات قمع لكل ثائر/ متمرد، يسعى لأخذ حقه: "أخذوه إلى السجن وقالوا فدائي يتسلل عبر الحدود، ثم نقلوه من السجن وذهبوا به ليدلهم على الطرق المؤدية للوطن، وها هم يضيعون بقية الوطن" ص14و15، القاص تعمد عدم تحديد النظام الذي اعتقل الفدائي، ليقودنا ذلك إلى كل الأنظمة المحيطة بفلسطين، ودورها في حماية دولة الاحتلال من هجمات الفدائيين.
أعتقد سبب (غضب/ حنق) القاص في مجموعة "بيتزا من أجل ذكرى مريم" يعود إلى عدة أسباب، منها كونها كتبت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي نجدها حاضرة في أكثر من قصة: "انطلق رصاص غزير... اختبئ، لكن الرصاص تواصل، فترنح جسد عمر" ص18، أغمض عينيه قسرا... وفي رأسه اختلط دوي الرعد بنباح الكلاب... بالرصاص... وهدير الطائرات" ص26، ومنها حياة الفلسطيني الذي يعيش الموت والتشتت الأسري: "أولاده ماتوا، واحد في فلسطين (يا الله شو أخذت هذه الفلسطين...) وواحد قتل في لبنان (لا يعرف متى، ولا لماذا) أما الأخر، الثالث فقد داسته سيارة عسكرية" ص47و48، كل هذا يجعلنا نتفهم طريقة تقديم المجموعة والشكل الذي قدمت به، فالخطاب المباشر للقارئ: "أما أنا كاتب هذه القصة، فإنني لن أكف عن (بلع) الفاليوم والأقراص المنومة" ص49، هذا ما جاء في قصة "الرعب" فهل انتهى القاص من (بلع) الفاليوم وحبوب المنوم، أم أنه/ إننا ما زلنا بحاجة إلى تعاطيها، وتعاطي المزيد من أمثالها!؟.
المجموعة من منشورات الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين" الطبعة الأولى 1981.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي
- النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي
- الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ
- الاجتماعية في رواية رقصة التوت فوزي نجاجرة
- القبيلة والعشيرة!!
- الخلود في رواية -تفاصيل الحلم الدافئ- سعادة أبو عراق
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء: قراءات في أدب الحري ...
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء، قراءات في أدب الحري ...
- فرح حوارة فرح فلسطيني
- البؤس العربي في رواية -آرام- فاطمة محمد الهلالات
- السادية في رواية -واختفي أنف أبي- خليل ناصيف
- الرنتيسي يكرس لغة سردية مختلفة في روايته -بقايا رغوة-
- الشاعر المنتمي في زمن المحو: قراءة في كتاب -أكتب موتي واقفاً ...
- الفوتوغراف في كتب على مد البصر صالح حمدوني
- التجديد النقدي في كتاب - الإنقاص البلاغي: المفهوم والتطبيق-[ ...
- الاشتعال والانطفاء في سيرة -تحت ظل خيمة- مهند طلال الأخرس
- الصراع الاجتماعي والاحتلال في رواية -شرفة الرمال- منى بشناق
- -أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر، دفاتر ليليات- ياسمين كنعا ...
- المثقف
- التألق في مجموعة من تحت الركام كاملة صنوبر


المزيد.....




- الرواية غير الرسمية لما يحدث في غزة
- صدور كتاب -أبواب السويداء والجليل- للكاتبتين رانية مرجية وبس ...
- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...
- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...
- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني في مجموعة -بيتزا من أجل ذكرى مريم- رشاد أبو شاور