أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ














المزيد.....

الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


جميل إيجاد مجموعة أجناس أدبية في كتاب وحد، في "أطياف" نجد الخاطرة، القصة القصيدة، الشعر، مقاطع قصير بمثابة حكم، تلخص رؤية الكاتب في الحياة، في الخواطر نلاحظ قوة حضور الوطن/ المكان بصورة لافتة، فالكاتب تناوله في أكثر من موضوع، وبأكثر من صورة، منها: "وإن اقتلعت منه أو ابتعد عنه، فإنه يمسي بداخلك شعلة وقادة لا تنطفئ... ليس يعد الله إلا الوطن" ص23، نلاحظ أن الشاعر يتحدث عن وكونه فلسطينيا من خلال استدامه "اقتلعت، ابتعدت" وهذا ما جعله يتحدث عن "الشعلة، وقادة"
إذا جاء هذا التقديم من خلال الإشارة، فالكاتب يتقدم أكثر ويتحدث بوضوح عن حاله كفلسطيني: "كل المخلوقات لها أن تعيش في أوطانها، إلا الفلسطينيين، فإنهم مسكونون بأوطانهم" ص25، يحاول الكاتب تعويض ابتعاده/ حرمانه من وطنه من خلال استخدام " مسكونون" التي تعوض حتى لو وهميا، عن حالة السكن/ الوجود في المكان الذي يحن إليه ويريد أن يكون فيه.
وبما أن الكاتب عاش طفولته وشيئا من شبابه في الوطن، فقد بقية متعلق بتفاصيله التي ما زال محتفظا بها: "لكنه الحنين يحتله ويشده إلى الأهل والأرض والوطن... يحن إلى سماء عاش تحتها ردحا من الزمن، وإلى جبال ووهاد وسهول سار عليها تدعى الوطن" ص29، نلاحظ حضور الريف/ الطبيعة التي أمتعت الكاتب، مما جعله يستخدم ألفاظا متعلقة بالطبيعة، وأخرى بحالته كفلسطيني التي نجدها في "حنين، يحن".
أما في الحكم التي أطلق عليها: "علمتني الحياة" فنجد فيها رؤية الكاتب للحياة: "أني لأعجب من طبع البشر، فهناك من لا يشعر الوخز بجلده، وهناك من يبكيه ارتعاش الوتر" هذه المفارقة في سلوك البشر مهم معرفتها للقارئ، فهناك من يتأثر بكلمة/ بصوت، وهناك من هو بليد لا يتأثر حتى بالإبر.
وعن التملق والظهور بمظهر خادع: "إن التملق والتسلق ليس بالضرورة أن يكون من الصغار يتمسحون بأردان الكبار، فإن الكبار غالبا من يتملقون الصغار، فيطبطبون على ظهورهم، ويخدعونهم بكل السبل كي يصعدوا على أكتافهم" ص52، هذا السلوك فليلا ما ننتبه له، لكته موجود، وهو أحد الوسائل التي يستخدمها المتنفذون لكسب ود العامة.
عن طريقة تعاملنا مع الدين: "نحن أمة مصابة بالهوس الديني حد الابتلاء" ص54، هذه الحقيقة يغفل عنها العديد منا، لأننا تعلمنا أن الدين صالح لكل زمان ومكان، وأم الدبين شامل لكل نواحي الحياة، ولأننا فهمنا الدين بعين الطرقة التي فمها أسلافنا قبل ألف وأربعمائة عام.
وعن الأفكار وطريقة التعامل المتعصبين معها: "إذا ما تمترس المتعصب خلف فكرة ما، فإن غسل الجبال أسهل من غسل دماغه" ص55، هذا المقطع يتماثل مع المثل الشعبي: "هد جبل بإبرة ولا تفهم جاهل"
وعن مواجهة المجتمع/ الناس: "أن تسير في حياتك مستقيما، فلا بد من أن تصطدم بالانحراف والمنحرفين" ص56.
وعن رؤيته لفكرة الفقر والغنى يقول: يقولون: الناس ثلاثة.. غني وفقير وما بينهما قانع، وأنا أقول: الناس ثلاثة ظالم ومظلوم وما بينهما ضائع" ص56.
وعن السياسي والجندي يقول: "يموت الجندي في سبيل الوطن، والسياسي يقبض الثمن" ص56.
وعن تعلقنا بالماضي: "ليس افتتانا بالماضي، ولكن لشدة سوء الحاضر، فإننا نستذكر الماضي" ض57.
وعن الأكثرية والأقلية: "ليس رأي الجميع صائبا دائما، فقد يكون رأي الفرد أصوب" ص59.
وعن الغضب: "إذا غادرت غاضبا، فلا تحكم إغلاق الباب من خلفك" ص62.
أما في الشعر فقد أكد الشاعر بهاء المرأة وأثرها الإيجابي عليه وعلى الشعر نفسه:
"ما ألطفها عذوبة، وما أشدها إثارة
ألحان امرأة تداعب القيثارة
من روحها تعطي اللحن حسنا
ومن جمال طلتها تضفي إثارة" ص65.
نلاحظ بياض مطلق، تجتمع الفكرة مع الألفاظ البيضاء لتقديم الجمال، حيث اجتمع الشعر/ الألحان مع المرأة بصورة حلول/ تماهي، بحيث لم يعد هناك أية خدوش تعكر صفاء وجمال المقطع.
أما في السياسة فالشاعر لم يعد يؤمن بأن الحكام العرب ما زالوا (يتألمون) على ما يجري في القدس/ فلسطين، فقد أصبحوا مثليين، مازوشيين يستمتعون بالذل، بالخوازيق، بالخيانة، يرد على ما قاله "مظفر النواب" "القدس عروس عروبتكم" بقوله:
"عفوا شاعرنا...ومعذرة
ما عادوا شرفاء يتنافخون
في تخمة وانتفخت منها البطون
وحناجرهم في أدبارهم باتت
زعلى وقعها يتلذذون" ص69، فالواقع الجديد كان لا بد من تناوله بصورة جديدة، فما كُتب قبل بعد حرب سبعة وستين لم يعد يتوافق مع واقع الحكام الجديد، حيث أظهروا حقيقتهم الذليلة، حقيقتهم كخون للوطن وللشعب والمقدسات.
أما في القصة فقد استخدم الكاتب أكثر من شكل، منها القصة القصيرة جدا، وما القصة القصيرة، ففي الصنف الأول جاء في قصة "تسامح": "أغدقت عليها حلو الكلام، فانثنت عليّ وعاودها الهيام" ص 89، فالحدث كامل، وأوصل الفكرة للمتلقي، بأقل عدد من الكلمات، أما في القصة القصيرة، فقد تناول أكثر من موضوع منها ما هو متعلق بالكتاب، كما هو الحال في قصة "غفلة" التي تحدث فيها عن الكاتب المشهور والمعروف الذي يرسم مقالا للصحيفة، لكنها لا تنشر مقاله، مما جعله يغضب، لكن بعد أن راجع ذاكرته، وجد: "بأنه لم يذيل مقاله باسمه ولا بتوقيعه" ص90، ففي هذه القصة يكشف الكاتب حقيقة الواقع الثقافين فهناك أسماء (كبيرة) لكنها تحسن الكتابة، وهناك صحف تتعامل مع الاسم وليس مع النص، مما يشوه الثقافة والوعي عند المتلقيين.
الكتاب من منشورات دار زهران للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى2019.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجتماعية في رواية رقصة التوت فوزي نجاجرة
- القبيلة والعشيرة!!
- الخلود في رواية -تفاصيل الحلم الدافئ- سعادة أبو عراق
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء: قراءات في أدب الحري ...
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء، قراءات في أدب الحري ...
- فرح حوارة فرح فلسطيني
- البؤس العربي في رواية -آرام- فاطمة محمد الهلالات
- السادية في رواية -واختفي أنف أبي- خليل ناصيف
- الرنتيسي يكرس لغة سردية مختلفة في روايته -بقايا رغوة-
- الشاعر المنتمي في زمن المحو: قراءة في كتاب -أكتب موتي واقفاً ...
- الفوتوغراف في كتب على مد البصر صالح حمدوني
- التجديد النقدي في كتاب - الإنقاص البلاغي: المفهوم والتطبيق-[ ...
- الاشتعال والانطفاء في سيرة -تحت ظل خيمة- مهند طلال الأخرس
- الصراع الاجتماعي والاحتلال في رواية -شرفة الرمال- منى بشناق
- -أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر، دفاتر ليليات- ياسمين كنعا ...
- المثقف
- التألق في مجموعة من تحت الركام كاملة صنوبر
- الأدب المنتمي في -الخيمة في الغابة- باسل عبد العال
- الأدب والمنتمي في -الخيمة في الغابة- باسل عبد العال
- الإيمان في -يا رب الأرباب- أمين الربيع


المزيد.....




- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...
- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ