أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي














المزيد.....

النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 15:00
المحور: الادب والفن
    


في آخر زيارة للأردن قابلت الصديق "زياد جيوسي" في المكتبة الوطنية في عمان، إثناء الاحتفاء بالروائي هاشم غرابية، وأهداني كتابه "ياسمينات باسمة" كان يفترض أن أنهي الكتاب قبل هذا الوقت، فلم أكن أتوقع أن يغادرنا "زياد" دون وداع، دون أن نتحدث عن كتابه وعما جاء فيه، فغيابة كان موجعا/ مؤلما/ قاسيا، لأنه لم يأخذ حقه/ دينه من "رائد" الذي (أهمل) أعمال "زياد" ولم يتوقف عندها، مكتفيا بالصداقة والمودة التي جمعتهما.
ليست هنا بتبرير حال "رائد" الذي يعاني كحال أي فلسطيني من أعمال الاحتلال الذي ينغص ويعكر ويقتل كل مظهر من مظاهر الحياة، في كل مكان، وكل دقيقة وساعة ويوم، وهذا أحد أسباب تأخير تناول "ياسمينات باسمة"
...وصدقني يا "زياد" لو كانت أعلم أن كتابك بهذه النعومة والهدوء لتوقف عنده بعد عودتي مباشرة، ف"رائد" بأمس الحاجة إلى الهدوء والابتعاد عما يستفزه، لكن هذا ما كان، فأرجو أن تعذره وتغفر له زلته وتقاعسه عن سداد دينك وإعطاءك حقك كباقي الأصدقاء، ويكفي عقابا له تأخير حصوله على المتعة/ الهدوء الذي يحتاجه.
من يقرأ كتاب يا سمينات باسمة سيجد حضور الياسمين والحبيبة والمكان في كل عنوان فرعي، وهذا ما يجعل العنوان والمتن يجتمعان لإعطاء صورة الفرح/ الجمال للقارئ، فالياسمين يقدمه الكاتب مرتبطا بالمكان الذي يتعامل معه بحميميه، وهذه الحميمية لا تقتصر على فلسطين فحسب، بل تمتد إلى العديد من المدن العربية التي زارها وعاش فيها الكاتب، فيتحدث عن عمان، بيروت، بغداد، القاهرة، دمشق، تونس، الجزائر، المغرب، إضافة إلى رام الله وطولكرم وحنين ونابلس وجيوس التي تمثل الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه ليأخذ مزيدا من الحنان والحب لحمله/ لينثره على الآخرين، فالحب/ العطاء/ الابتسامة/ التواضع الذي كان حاضرا في "زياد" منبعه "جيوس": "تعالي لنحق كما عصفورين فأنا أشعر بروحي ترافق طيفك، فنحلق فوق الربى الكرمية لنعانق حيفا وأقبلك على قمة الكرمل، إلى عمان الولادة والطفولة والشباب، والانتماء لمدينة سكنت مني الروح، ونحلق لدمشق فنتجول في الشام وفي أحيائها الجميلة من الساروجة إلى المزة والمالكي وقاصيون، حيث هناك أرى في الغوطة عينيك، ومن هناك إلى بيروت التي تحلمي بها لتحتسي القوة على مقهى في الروشة، متأملين البحر والأفق البعيد، حتى تغرب الوطن وبيضاء الجميلة حيث فتحتسي كوب من الشاي الأخضر بالنعناع على حافة الأطلسي بين الأزرقين، حيث تغرب الشمس ويتحدث الصمت عن الجمال، عائدين عبر أوراس الجزائر وزرقاء تونس وقاهرة المعز، مارين ببغداد معشوقتي العربية السمراء التي استباها الأعداء واغتصبوها، إلى رام الله الحب والجمال والشوق والانتظار لفجر حرية ونقاء، ليضمنا في نهاية رحلتنا فيء زيتونات جيوس الخضراء من جديد، فصباحكِ وصباحك أجمل يا وطني" ص38، فخضرة وجمال وكرم جيوس كان حاضرا في "زياد جيوسي" ليس في الاسم فحسب، بل في سلوكه، في حديثه، في تفكيره، في كتاباته.
واللافت في الكتاب وجود صوت الأنثى/ الحبيبة التي يتحاور معها، فهي المحفز على وجود "ياسمينات باسمة" لهذا كانت حاضرة كإنسانة: "فتهمسين: أنت وحدك من يعرف كيف تقرأ طرقات روحي، فأنا لك في لقائنا، أنت مثل رائع لعاشق مجنون يرافق جنوني" ص51، وفي حالة الغياب، كان "زياد" يستعين بطيفها ليحدثها بما يشعر به: "جميل أن تكون حروفي وأحلامي العمانية قد مرت أمام عينيك قبل النوم، لعلي بتأثيرهما أزورك في حملك وأورع ياسمينة في شعركِ، فتحديها في الصباح على وسادتك يا حلوتي، فيكون صباحك ياسمين وأزهار" ص111، فجمال الأنثى جاء مكملا لجمال الطبيعة، وهذا انعكس على جمال النصوص ورقتها، فجاءت ناصعة البياض، بهية الخضرة، ناعمة الجسد.
الكتاب من منشورات جسور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ
- الاجتماعية في رواية رقصة التوت فوزي نجاجرة
- القبيلة والعشيرة!!
- الخلود في رواية -تفاصيل الحلم الدافئ- سعادة أبو عراق
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء: قراءات في أدب الحري ...
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء، قراءات في أدب الحري ...
- فرح حوارة فرح فلسطيني
- البؤس العربي في رواية -آرام- فاطمة محمد الهلالات
- السادية في رواية -واختفي أنف أبي- خليل ناصيف
- الرنتيسي يكرس لغة سردية مختلفة في روايته -بقايا رغوة-
- الشاعر المنتمي في زمن المحو: قراءة في كتاب -أكتب موتي واقفاً ...
- الفوتوغراف في كتب على مد البصر صالح حمدوني
- التجديد النقدي في كتاب - الإنقاص البلاغي: المفهوم والتطبيق-[ ...
- الاشتعال والانطفاء في سيرة -تحت ظل خيمة- مهند طلال الأخرس
- الصراع الاجتماعي والاحتلال في رواية -شرفة الرمال- منى بشناق
- -أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر، دفاتر ليليات- ياسمين كنعا ...
- المثقف
- التألق في مجموعة من تحت الركام كاملة صنوبر
- الأدب المنتمي في -الخيمة في الغابة- باسل عبد العال
- الأدب والمنتمي في -الخيمة في الغابة- باسل عبد العال


المزيد.....




- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...
- سليم النفّار.. الشاعر الذي رحل وما زال ينشد للوطن
- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال
- كيف تحمي مؤسسات المجتمع المدني قطاعَي التعليم والثقافة بالقد ...
- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي