أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي















المزيد.....

الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


دائما ما يكون موضوع الحب مشوقا للقارئ، ويعود ذلك إلى الحاجة لإنعاش العاطفية التي لا بد من تغذيتها ومدها بما يجعلها صحيحة وسليمة ومعافاة، فالحب يتجاوز السن/ العمر: "الحب لا يعرف فارق العمر" ص31، ويمكن للكبير والصغير أن (يقع) فيه، في رواية "امرأة من بغداد" تتحدث عن علاقة حب تنشأ دون وجود أسباب (مادية/ عقلية) بين الطبيبة "سلوى" التي تركت زوجها القاسي والمتهور، وبين الكاتب " أحمد" الذي تجاوز العقد الخامس، وترقد زوجته في فراش المرض، يلتقيان أمام محمل المعجنات، ومن خلال النظرات ينشأ الحب وينمو ليصل إلى الكمال.
زمن الأحداث
يفتتح "أحمد" السرد متحدثا عن نفسه، وظروفه العائلية والمهنة والعاطفية، كما يتناول حال بغداد بعد الاحتلال الأمريكي وما آلت له من فلتان أمني: "إننا نعيش أيام محفوفة بالمخاطر، اختطاف، قتل، مفخخات" ص9، فتقديم الوضع الأمني وما فيه من قسوة وخطر واضطراب، يمكننا أن نعتبره (المبرر) وراء الجذب الذي نشأ بين "أحمد وسلوى" فالرجل والمرأة يحتاجان للعاطفة عند القسوة والعنف.
يتوقف "أحمد" عن الاحتلال الأمريكي وأثره على العراق والعراقيين في أكثر من موضع في الرواية، في صفحة 10 عندما تحدث عن طريقة تعامل رجال الأمن مع سيارة رفضت التوقف عند الحاجز الأمني فتم اطلاق النار عليها ما أدى إلى قتل السائق، وتوقف عند علاقة الاحتلال بالفساد وغياب الخدمات في الصفحة 27، ويتحدث عن الوضع العام في بغداد التي أصبحت: "مجموعة من السجون المكشوفة" ص28 لكثر الحواجز والجدران الأمنية التي نصبها الاحتلال، مما جعلها تبدو وكأنها فلسطين المحتلة.
ولم يقتصر أثر الاحتلال على "أحمد" بل طال أيضا "سلوى" التي تألمت وعانت من الفلتان الأمني وتفشي القتل والخطف والإرهاب الذي طال كل حي في بغداد: " أخطبوط الوضع الأمني.. خنق كثيرين.. وأصبح الخوف رفيقنا.. المفخخات تحصد الرؤوس، كما تفعل حاصودة بسنابل الحنطة" ص45، وتتوقف كما تتوقف عند حادثة شخصية متعلقة بابن خالتها الذي قتل في إحدى التفجيرات، فهذه الأحداث التي تناولها بطلي الرواية تعطينا صورة عن حال بغداد بعد الاحتلال الأمريكي، ودوره في خراب وقتل وتدمير وتشويه وداعت بغداد وأهلها.
كما يخدم هذا التقديم أحداث الرواية وعلاقة الجذب التي حصلت بين "أحمد وسلوى" اللذان يفترض أنهما تجاوزا حالة الحب، فالمؤشرات التي تحدثت عن الأوضاع الأمنية، يمكنها أن تقودنا إلى البطلين وحالتهما النفسية الصعبة، وبحثهما عن وسلة/ طريقة تخرجهما من حالة الاضطراب النفسي والأمني، فكان الحب هو تلك الوسيلة/ الأداة.
أحمد، سلوى
"أحمد" أديب وكاتب قصص، ترقد زوجته في فراش المرض، وهذا ـ أخلاقيا ـ يفرض عليه أن يكون إلى جانبها، لكنه ينجذب نحو "سلوى" وهذا ما جعله في حالة صراع نفسي: "سياط الليل.. توجعني... وأنا بين امرأة السرير وامرأة الحلم.. ماذا أفعل؟ أهرب..؟" ص66، هذه العقد هي التي جعلته يتردد في بوح مشاعره تجاه "سلوى"
في المقابل نجد سلوى التي تعرضت لما يشبه الاغتصاب في ليلتها الأولى مع زوجها الذي فرضه والدها عليها، مما جعلها تعاني من نقص في الحنان العاطفي، وإشباع الحاجة الجسدية: "قلت له: كفى.. ما عدت أتحمل... الأيام أمامنا.. فقال بلا حجل: أنت بضاعتي أفعل بها ما أريد!
كرهته منذ ليلته تلك" ص44و45، إذن هي امرأة تحتاج إلى الحب/ الحنان، إلى رجل تختاره هي وليس رجل يقرض عليها، وهذا ما جعلها تلجأ إلى وسائل تريحها نفسيا، من هذه الوسائل، القراءة، والاستحمام: "أتمدد في البانيو... يغطي الماء جسدي... أحرك يدي على أجزاء منه، اقترب من مكان اللذة أشعر بالراحة" ص50، من هنا عندما رأت "أحمد" انجذبت له، وهذا يفسر الانجذاب الذي تم بينهما.
لكن بما أنها طبيبة وتستخدم العقل، المنطق مما جعلها تطرح على نفسها مجموعة أسئلة حول طبيبة هذا الانجذاب وما ستؤول له تلك العلاقة: "ماذا دهاك يا سلوى؟ أعترق.. بداـ أحب، هو في عمر والدي.. ماذا أعمل؟... ربما لا يحبني... وليست سوى تجربة لكتابة قصة جديدة" ص52و53، أعتقد أن هذه الأسئلة هي المثيرة في الرواية، فالسارد لا يقدم لنا شخصيات (ميكانيكية) بل شخصيات إنسانية لهذا نجدها تفكر وتطرح أسئلة وتمر بحالة صراع هو طبيعة العلاقة التي بدأ تنشأ بينهما.
تتقدم سلوى أكثر في البوح عن حاجتها لأحمد بقولها: "أغلقت الهاتف ثانية... أحترق...أريد أن يفجر أنوثتي.. لكنني فاقدة الجرأة.. أنا محرومة من الحب.. ومن اللذة.. أريد أن أفتح له محاراتي ليلتقط اللؤلؤة... هل يعرف أنني تزوجت من قبل... ولو عرف هل سيظل يحبني؟ س أكتب له رسالة هاتفية أخبره بما كان...أعرف أنه متزوج.. لكن جسدي الناعم بحاجة إلى جسد خشن.. سأكون بين ذراعيه.. وأنا التي تعيش الحرمان...عنده ما أريد.. وعندي ما يريد" " ص71و72، نلاحظ حاجة الأنثى للرجل، حاجتها العاطفية والجسدية، من هنا ركزت على رغبتها بوصولها إلى النشوة واللذة والجسد الخشن، إلى جانب ذلك نجدها تتناول الحاجة العاطفية التي نجدها في: "محرومة من الحب، عنده ما أريده وعندي ما يريد" وبهذا أكدت "سلوى" إلى حاجتها إلى شريك في الحياة، وليس إلى ذكر ، فالذكر الأول الذي عرفته جعلها تعاني نفسيا وجسديا، وقد ملت منه وكرهته، لهذا تريد رجلا يعوضها عما فاتها، رجل تريده وترغب به ويرغب بها، ليتشاركا اللذة الجسدية والعاطفية معا.
السرد وطرقة تقديم الرواية
يعطي السارد "أحمد" مساحة من السرد بلغة أنا، كتلك التي أعطاها ل"سلوى" مما يجعل سرد الرواية متساوي/ متوازن، فأنا الرجل وأنا الأنثى كانت متساوية/ متعادية، في تناول الهموم الشخصية، لكن "سلوى" توقفت عن (صراعها/ معاناتها) النفسية اكثر من "أحمد" وهذا يعود إلى أنها أصغر منه عمرا، وما زال شبابها يدفعها نحو المزيد من التجارب، ولكونها امرأة تعيش في مجتمع محافظ/ ذكوري ينظر إليها بريبة وشكك، وهذا الأمر يحسب للسارد الذي (حرر) "سلوى" من كونه رجل وجعلها تتحدث عن نفسها وبصوتها هي، وليس بصوته كذكر/ كرجل.
كما نجد طريقة تقديم الرواية بصورة مختزلة/ مكثفة بعيدا عن الدخول في تفاصيل غير مهمة، مما انعكس على حجمها المتواضع، وسهل على القارئ تناولها والوصول إلى ما أراده السارد من تقديمها: (الحب ملاذ المضغوطين نفسيا واجتماعيا)
الرواية من منشورات مكتبة تنوير، بغداد، باب المعظم، طبعة 2016.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي
- الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ
- الاجتماعية في رواية رقصة التوت فوزي نجاجرة
- القبيلة والعشيرة!!
- الخلود في رواية -تفاصيل الحلم الدافئ- سعادة أبو عراق
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء: قراءات في أدب الحري ...
- الأسرى والكتابة في كتاب -احتمالات بيضاء، قراءات في أدب الحري ...
- فرح حوارة فرح فلسطيني
- البؤس العربي في رواية -آرام- فاطمة محمد الهلالات
- السادية في رواية -واختفي أنف أبي- خليل ناصيف
- الرنتيسي يكرس لغة سردية مختلفة في روايته -بقايا رغوة-
- الشاعر المنتمي في زمن المحو: قراءة في كتاب -أكتب موتي واقفاً ...
- الفوتوغراف في كتب على مد البصر صالح حمدوني
- التجديد النقدي في كتاب - الإنقاص البلاغي: المفهوم والتطبيق-[ ...
- الاشتعال والانطفاء في سيرة -تحت ظل خيمة- مهند طلال الأخرس
- الصراع الاجتماعي والاحتلال في رواية -شرفة الرمال- منى بشناق
- -أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر، دفاتر ليليات- ياسمين كنعا ...
- المثقف
- التألق في مجموعة من تحت الركام كاملة صنوبر
- الأدب المنتمي في -الخيمة في الغابة- باسل عبد العال


المزيد.....




- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
- أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ ...
- حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل ...
- توقف عن التسويف فورا.. 12 كتابا تكشف علاقة الانضباط بالنجاح ...
- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي